رابطة رواد المسجد
قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ (37)} [النور: 36- 37].
أي: أمر الله تعالى برفعها، أي: بتطهيرها من الدنس واللغو، والأفعال والأقوال التي لا تليق فيها (1).
إن المسجد مؤسسة اجتماعية مثلها مثل باقي المؤسسات؛ بل هو تنظيم من تنظيمات المجتمع الإسلامي التي استخدمها لتنشئة الأجيال، ولذا فهو يتكامل أو يجب أن يتكامل مع المؤسسات والتنظيمات الاجتماعية الأخرى، مع ضرورة التركيز على إعداد القائمين عليه إعدادًا جيدًا بما يهيؤهم للتعامل مع رواد المسجد صغارًا وكبارًا، وبالقدر نفسه من الأهمية، يجب العناية بالمؤسسات الأخرى في المجتمع، بحيث تتكامل مع وظيفة المسجد، فإذا كان المجتمع يغلب فيه انحراف ما فإن المسجد لن يستطيع أن يؤدي وظيفته كما ينبغي؛ لأن هذا الانحراف سيحول بين أفراد المجتمع والتأثر بالمسجد وما يقدمه.
إن لهذه البيوت منزلة رفيعة، ومكانةً عاليةً في النفوس، ولذلك فهي تختلف عن غيرها من الأماكن التي يرتادها الناس في حياتهم اليومية بمالها من آداب فاضلة وسلوكيات مثالية؛ كالاستعداد لدخولها بالطهارة، ومراعاة آداب الدخول إليها والخروج منها والخشوع والسكينة أثناء المكوث فيها، وعدم رفع الصوت فيها أو الانشغال بأمور الدنيا بين جنباتها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم من يبيعُ أو يبتاعُ في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشُد فيه ضالةً، فقولوا : لا رد الله عليك» (2).
وهذا يعني صرف الوقت داخل المسجد لشئون الدنيا أو لتعطيلها عن ذكر الله سبحانه.
كما أن من آدابها العظيمة المشي إليها بتؤدة وخشوع وطمأنينة دونما جري أو تعجيل، والتبكير في الحضور إليها، وعدم تخطي الرقاب أو اختراق الصفوف لا سيما في صلاة الجمعة لما ورد في ذلك من النهي على لسان معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم.
وقد ازدهر دور المسجد في مهد الدعوة الإسلامية، وفي عهد الخلفاء الراشدين، ثم أخذ دوره يتضاءل تدريجيًا، حتى أصبح الآن مكانًا للعبادة فقط، وعلى الرغم من ذلك فطالما يجد المسلم فيه فرصة تربية النفس، والتأسي بالأخلاق الفاضلة والآداب وحسن السلوك التي يجدها في بعض من يؤمون المسجد، وفي بيت الله يختلط المسلم بفئات مختلفة من البشر، وربما يأنس بهم، ويلتمس عندهم النصح والإرشاد والمشورة وسبيل الهداية.
وفي المسجد يتحاور المسلمون ويتناقشون ويطرحون المشكلات الدينية التي تواجه المسلمين، وهم في كل ذلك يعملون الفكر، ويشحذون القريحة، ويبحثون عن الحلول، فتثرى خبراتهم وتزكو ثقافتهم وتتسع مداركهم، وقد يجدون فيما يسمعون سبيلًا إلى تعديل سلوكهم وتغيير نظرتهم إلى الأمور واتباع جادة الصواب.
ويمكن للمسجد أن يعيد سيرته الأولى, وأن يسهم في التربية إسهامًا كبيرًا إذا ما ارتبط به الطفل في وقت مبكر من سني حياته، وإذا ما كان إمام المسجد ذا ثقافة دينية متميزة وثقافة عامة واسعة, وكان ذا سمعة طيبة وحجة قوية وقدرة كبيرة على الإقناع، حاضر البديهة, رحب الصدر، وإذا ما زود المسجد بمكتبة إسلامية مناسبة تجذب الناس إلى القراءة والاطلاع، وإذا ما أدى المسجد بعض الخدمات المحببة إلى المسلمين, والتي تعود عليهم بالنفع والفائدة، وإذا ما رأى المسلم فيمن يؤمون بالمسجد نماذج طيبة وقدوة حسنة، وإذا ما أعد المسجد إعدادًا حسنًا من الناحية الإدارية كأن يكون نظيفًا, سليم الجدران, ذا سعة مناسبة (3).
إن دور المسجد في بناء الأمة الإسلامية أعمق من ذلك بكثير، وليست أهمية المسجد في حجمه أو شكله أو زخرفته أو قص الشريط لفتحه، هذه كلها شكليات فارغة لا قيمة لها، والرسول صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن هذه الشكليات، وكان ينهى عن المبالغة في تزيين المساجد، وكان يقول: «لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس بالمساجد» (4).
والمسجد لا يقتصر دوره على الصلاة فقط؛ بل هناك ما هو أبعد من ذلك، فالجوانب التعليمية والوعظية والتوجيهية لا تقل أهمية عن الصلاة، وكذلك الاهتمام بقضايا الأمة والسعي في سبيل ذلك، والعمل الجاد من أجل نهضة الأمة ونقلها من حالة الغثائية التي تعيشها، ولا يكون ذلك إلا من خلال بناء جيل من شباب الأمة الأبرار الأطهار، الذي تتحسر قلوبهم كمدًا على حال أمتهم، ويبذلون الغالي والرخيص من أجل دينهم، ويضحون من أجل عقيدتهم.
إن دور المسجد في الحي دور عظيم، ففيه يلتقي خيرة أهل الحي خمس مرات يوميًا، فيبعد أن يكون هناك مشكلة لا تنمي إلى أسماعهم، وهنا تأتي مهمة الإمام والخطيب في تفعيل دور المسجد، وإقامة الصلة ولو بصورة غير مباشرة بين الغني والفقير، وبين الموسر والمحتاج، يحثهم على الإحسان للمحتاجين، وأن هناك أسرًا لا يكادون يجدون قوت يومهم، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، فعون هؤلاء وإغاثتهم أولى من زخرفة المساجد، والإسراف في تنويرها بالثريات الضخمة، وتزيينها بالمنابر العالية، والرخام الثمين، بل أولى من كثرة المساجد في الحي الواحد، فإن تقليل المساجد مع تقليل الفقراء والمعوزين في الحي، أولى من تكثير المساجد مع تكثير الفقراء فيه.
ولقد اعتبر المسجد منذ أن وجد مؤسسة للصغار والكبار، للرجال والنساء، لكل طوائف المجتمع، وكان مؤسسة تربوية للصغار، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يمنع الصغار عن المسجد، بل كانت له مواقف معينة تؤكد اهتمامه بهم، ومما يروى في هذا المجال: عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامة بنت أبي العاص، وهي ابنة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها» (5).
وكان صلى الله عليه وسلم يراعي وجود الأطفال في المسجد، يقول: «إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه» (6).
وعن أنس رضي الله عنه قال: «ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة، ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان ليسمع بكاء الصبي، فيخفف مخافة أن تفتن أمه» (7).
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا، وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردًا أو ريحًا كأنما أخرجها من جؤنة عطار (8).
إن هذا كله يدل على حضور الصغار المسجد، وهناك أدلة غير هذه كثيرة نكتفي هنا بما ذكرناه، فصلة الناشئ بالمسجد في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم كانت قوية ومقصودة، وإن تنشئته على ذلك تجعله يألفه ويرتبط به، ليكون من رواده فيه مصلحة عظيمة، ولذلك أثره في تنمية القيم الخلقية الإسلامية.
ولكي يؤدي المسجد وظيفته في تنشئة الأجيال المسلمة على القيم الإسلامية نقدم هنا بعض المقترحات، سواء فيما يتصل بالأهداف أو الوسائل، كما يلي:
1- أن يقدم للمسلم كيفية أداء العبادات بطريقة صحيحة.
2- أن يعرّف المسلم بأركان الإسلام وأسسه وأحكامه.
3- أن يعتني بتحفيظ القرآن الكريم وتفسيره.
4- أن يعني بتعليم الأحاديث الشريفة، حفظًا وتفسيرًا، وكذا العناية بالسيرة النبوية.
5- أن يعتني بتنمية الآداب والأخلاق الإسلامية.
6- أن يعني الإمام بالإجابة على استفسارات رواد المسجد.
7- أن يعني بتزويد المسلمين بآداب المسجد والصلاة واحترام المصلين.
8- أن يعني بتمرين المسلم على ممارسة السلوك الاجتماعي الإسلامي.
9- أن يعني بوسائل جذب الناشئة إلى زيارة المسجد المنتظمة وحضور الصلوات فيه.
10- أن يمرن الناشئ على خدمة المسجد ورواده، مما يساعد على غرس قيم العمل في نفسه.
وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف، فإن هناك مواصفات معينة يجب أن تراعى، وهي:
1- أن يكون المسجد مركز نشاط اجتماعي وثقافي وعلمي، يضم مكتبة جيدة ومتنوعة.
2- أن يقدم المسجد دروسًا متنوعة حول ما يتعلق بأمور حياة الناس، ويقدم المعارف المتنوعة.
3- أن يضم مركزًا للمعلومات يرجع الناس إليه ليجدوا ما يجيب عن تساؤلاتهم.
4- أن يكون مقرًا لتوجيه الشباب لما يتطلبه تكوين الأسرة المسلمة الصالحة، بل يتعاون أهل كل مسجد على تزويج الشباب كل بقدر استطاعته.
5- أن يكون المسجد مركزًا إعلاميًا يسهم في تقديم ما تتطلبه ظروف الحياة المعاصرة، وما يجد في الساحة الإسلامية من أخبار، وتحليلها بعقلية واعية ومتفتحة لكي تواكب الحياة وما يدور فيها.
6- أن يكون المجتمع هو الذي يضرب القدوة الصحيحة في إجابة نداء المؤذن بسرعة واستمرار بحيث يشاهد الناشئة هذا فيتمثلونه.
7- أن يذكر على أسماع الصغير وخاصة من أمه فضائل المساجد، والثناء على المصلين فيها وما أعد الله لهم من ثواب، كل ذلك بهدف غرس حب المسجد في قلبه (9).
غير أنه في عصر الحالي رأينا روادًا جددًا للمساجد لا يُراعون حرمتها، ومن علاماتهم:
- دخولهم إلى المساجد بسراويل قصيرة قد لا تَصل إلى الركبة عند بعضهم، متأبطين سجادات صغيرة الحجم مخصصة للوجه فقط.
- جلوسهم على هيئة مريحة بحيث يمد أحدهم رجليه أمام المصلِّين ولا يشعر بأدنى حرج.
- أثناء انتظارهم الصلاة يتصفَّحون الإنترنت عبر هواتفهم الذكية، وقد يردُّ أحدهم على مكالمة داخل المسجد وبدون حرج.
- أثناء أداء الصلاة وقراءة الإمام للقرآن تسمع رنة من هنا ورنة من هناك وأغلبها بالموسيقا والأغاني.
- ومن علاماتهم عدم تسويتهم للصفوف، وإذا طلبت من أحدهم تسوية الصف، نظر إليك نظرة استعلاء وكبر.
وإياك أن تلمس أحدهم أو تقترب منه أو تُحاذي منكبك بمنكبِه، سيعطيك درسًا في الآداب والتحضُّر أو رجَع إلى الصفِّ الآخر.
إن من القواعد المقررة شرعًا وجوبُ تعظيم شعائر الله، يقول الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، ويقول تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]، قال الإمام القرطبي: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ} الشعائر جمع شعيرة، وهو كل شيء لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم… فشعائر الله أعلام دينه لا سيما ما يتعلق بالمناسك (10)، ولا شك أن المساجد داخلةٌ في عموم شعائر الله.
إن من أهم ما يجب أن يتحلى به رُوَّادُ المساجد أن تؤثر الصلاةُ في سلوكهم تأثيرًا إيجابيًا، فيظهرُ أثرُ الصلاة في أخلاقهم وسلوكهم، وخاصةً وهم في المسجد، قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَـى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْـرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَـعُونَ} [العنكبوت: 45].
إن النفوس في بيوت الله تتهذب وتتأدب، وأهلُ المسجد من إمامٍ وشيخٍ ومصلٍ؛ غالبًا شخصياتٌ مقبولةٌ عند الناس، والصلحُ قد حثَّ اللهُ عليه في كتابه الكريم حيث قال: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]، فلو استُغلَّت طيبةُ النفوس التي يحملها أصحابُ المساجد في الصلح فيما بينهم وبين المتخاصمين غيرهم بتشكيل لجنة تحتسب في هذا الباب؛ لحصل خيرٌ كثيرٌ.
والمسجد ملتقى لكل الأعمار، فترى الصغيرَ يوقرُ الكبيرَ، والكبيرُ يعطف على الصغير، هذا يغضُّ صوتَه مع أنه يقرأ القرآن لكيلا يشغل المصلين، مجتنبًا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا إنَّ كلَّكم مناجٍ ربَّه؛ فلا يؤذينَّ بعضُكم بعضًا، ولا يرفَعْ بعضُكم على بعضٍ في القراءة أو قال: في الصلاةِ» (11)، فإذا كان هذا بالقرآن فكيف بما هو دونه.
وفي المسجد يتعلم المسلمون من بعضهم الأخلاق، فيُقتدى بالإمام، ويُقتدى بالصالحين من رواد المسجد.
الجانب التعليمي والتربوي للمسجد:
أولًا: إقامة الدروس العامة، التي من شأنها تفقيه المسلمين، وتعليمهم حقائق دينهم من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع العناية بسلامة العقيدة من الخرافات، وسلامة العبادة من البدع، وسلامة الأخلاق والآداب من الغلو والتفريط.
ثانيًا: إقامة الندوات والمحاضرات لمواجهة شبهة، أو فكر منحرف، أو حل مشكلة اجتماعية ينتدب لها المتخصصون، أو التركيز على جوانب تتعلق بمناسبة معينة، أو الحديث في موضوع من شأنه تثبيت معنى الأخوة الإسلامية، ومقاومة النزعات والعصبيات العنصرية المفرقة للأمة الواحدة.
ثالثًا: إنشاء مكتبة تضم مجموعة من الكتب المنوعة، مع التركيز فيها على كتب السلف المعتمدة، وتحديد أوقات المطالعة فيها، وإسناد الإشراف عليها إلى شخص له خبرة بالكتب، وثقافة واسعة، وبعد نظره حتى لا تكون المكتبة وسيلة لنشر الكتاب الذي قد امتلأ بالمفاهيم المغلوطة، أو موضوعات الإثارة، أو قضايا الخلاف التي لا تفيد، ويكون الإشراف والمسئولية على إمام المسجد.
رابعًا: فتح حلقات تحفيظ القرآن بالتنسيق مع جماعة تحفيظ القرآن الكريم، لتكليف المعلم ويتولى الإمام، وأسرة المسجد الإشراف والمتابعة كما هو حاصل في بعض الجوامع التي وفقت بإمام نشيط، وله اهتمامات وعناية بكتاب الله عز وجل وبأبناء الحي أو القرية.
خامسًا: يقوم الإمام المتخصص القادر بالتنسيق مع الجهة المعنية بفتح حلقات لتعليم الراغبين سواء كانت هذه الدروس التخصصية في فروع متعددة أو في مجال معين يحدده هو، كأن يركز على دروس العقيدة؛ لأن له بذلك اهتمامًا أكثر من غيره، أو على جانب الفقه أو التفسير أو الحديث أو السيرة.
الدور الاجتماعي:
أولًا: التماس الحل لمشكلة تقع بين اثنين من جماعة المسجد، والصلح بينهما، وقطع أسباب الخصومة والخلاف.
ثانيًا: تلمس أحوال الفقراء والمساكين المحتاجين إلى دعم ومساعدة، وجمع المال الذي يعينهم على الخروج من المأزق الذي يقعون فيه.
ثالثًا: عقد لقاءات من خلال الزيارة الشهرية –أو بحسب ما يتفقون عليه شهرية أو أسبوعية أو غير ذلك المهم أن يكون هناك تواصل ومحبة- والتي يتم فيها التعارف والتآلف، وإزالة ما في النفوس أحيانًا، والدعوة إلى مناسبة تقام يجتمع فيها جماعة المسجد، واستغلال المواسم، مثل رمضان والأعياد؛ ليتم فيها الزيارة، ويحصل بها التواصل والمحبة والإخاء (12).
***
______________
(1) تفسير ابن كثير (6/ 62).
(2) أخرجه الترمذي (1321).
(3) التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها (ص: 34).
(4) أخرجه أبو داود (449).
(5) أخرجه مسلم (543).
(6) أخرجه البخاري (709).
(7) أخرجه البخاري (708).
(8) أخرجه مسلم (4512).
(9) نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (1/ 174).
(10) تفسير القرطبي (12/ 56).
(11) أخرجه أبو داود (1332).
(12) إمام المسجد ودوره التعليمي والتربوي/ مساجدنا.