منازل العباد بين القوة العلمية والقوة العملية
تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1425هـ - 2004م).
عدد الصفحات: 40 صفحة من القطع الصغير.
الناشر: دار الصفوة.
مميزات الكتاب:
هذا الكتاب موجه إلى طائفة الملتزمين بالدين في مجتمعنا, أو المنسوبين إلى العلم أو الفكر أو الدعوة, الذين يُرجى منهم الخير.
رسالة قوية إلى تلك الطائفة, أن يقفوا مع أنفسهم وقفة حساب وتساؤل: أين هم من ربهم؟, أين هم من أقوالهم؟, أين هم من أنفسهم؟.
معالجة قضية تفاوت العباد بين القوة العلمية والقوة العملية, في هذه الورقات القليلة بأسلوب ميسر سهل, دون خلل يذكر في الإلمام بجوانب القضية.
محتوى الكتاب:
بين المؤلف أن هناك تناقضًا بين القوة العلمية والقوة العملية لدى الإنسان الملتزم بدينه, وأن هذا مما يحز في قلبه ويؤلمه أشد الألم, حيث يجد الإنسان الملتزم نفسه عالمًا بما ينبغي أن يقوم به من عمل, ولكنه لا يجد في نفسه همة للفعل والأداء.
وبالتالي فالقوة العلمية وحدها ليست كافية للسير في الطرق إلى الله.
ثم بعد ذلك بين المؤلف أقسام العباد بالنسبة للقوتين, وأنهم على أربعة أقسام:
قسم تغلب عليه القوة العلمية.
وقسم تغلب عليه القوة العملية
وقسم له القوتان معًا
وقسم ضعفت فيه القوتان.
وبين أن الصالحين من العلماء الذين مضوا كانوا يخافون على أنفسهم من الضعف العملي, ولا يركنون لشهرتهم العلمية؛ بل يكرهون أشد الكراهية أن يتضخموا علميًا أو يشتهروا أو يعظمهم الناس, وليس في قلوبهم ما يكافئ ذلك.
وبين أن كثير من المصلحين غفلوا عن أهمية القوة العملية في إصلاح الأمة, وذكر أن التاريخ يشهد بأن الدعاة الذين أثروا في الأمة وحركوها لم يكونوا من طبقة المفكرين ضعيفي القوة العملية, وإنما كانوا أصحاب قوة عملية عظيمة, فأقاموا حركات ضخمة مؤثرة, كالإمام محمد بن عبد الوهاب, والإمام حسن البنا, وكذلك سيد قطب, رحمه الله.
وفي النهاية, يعلنها المؤلف صراحة أنه لا خير في نمو نظري يتخلف عنه النمو العملي.
ومما جاء في الكتاب:
»إن تلك المعاني العظيمة التي فجرها كلام الحافظ ابن القيم رحمه الله, ينبغي كتطبيق عملي لها أن يراجع كل منا نفسه, خاصة من تميز في علمه أو فكره, مراجعة قوية صريحة، كيف هو في قوته العملية؟, أين قلبه؟, أين عبادته؟, أين سلوكه واستقامة لسانه وجوارحه؟, أين ورعه؟, أين بذله وعطاؤه وتضحيته من أجل هذه الدعوة؟, وليجعل كلٌّ منَّا هَمَّ الليل والنهار بالنسبة له أن ينهض بقوته العملية؛ لتوافق ما يَعْلَمُهُ وما يفكر فيه وما يدعو إليه.
فإن أبينا ذلك وقعد بنا الضعف، وعجزت عن ذلك نفوسنا المكبلة بقيود الدنيا وشهواتها، وقلوبنا الضعيفة المشتتة في أوديتها, فلا ينبغي أن نستعلي على غيرنا أو نتمسح بالدعوة, أو نظن أنفسنا أننا أصحاب إرادة قوية أو منهج جاد للتغيير، ويظل الناس في انتظار الخير مِنْ قِبَلِنَا فلا يجدونه؛ بل الأولى أن نكون صرحاء مع أنفسنا ومع الناس، ونفسح الطريق لأصحاب قلوب جديدة قوية حية، وأصحاب صدق وبذل وتضحية وعطاء، أصحاب قوة عملية فعالة، ليتقدموا إلى الراية ويسيروا بالقافلة ونكون تبعًا لهم، فربما كانوا خيرًا منا, }وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم{ [محمد: 38]«.