مفسدات الأخوة
تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1418هـ - 1997م).
عدد الصفحات: 196 صفحة من القطع الكبير.
الناشر: دار الصفوة.
مميزات الكتاب:
معالجة قضية هامة جدًا, ألا وهي مفسدات الأخوة, ولما لرابطة الأخوة من مكانة عظيمة في الإسلام, فهي من أوثق عرى الإيمان.
التأصيل الشرعي لكل مفسدة مع ذكر الأمثلة على ذلك, حتى إنك لتشعر بأن الكتاب يحكي واقعًا تعيشه, وذلك إن دل فإنما يدل على أن المؤلف إنما عايش ذلك وعاناه, ثم جاء لنا بالدواء بعد أن عاين الداء, ولا ينبئك مثل خبير, وليس الخبر كالمعاينة.
إلمام الكتاب بأكثر أساليب الكلام, من رقائق وأمثلة ونصوص من الكتاب والسنة, وكذلك الشعر وكلام السلف.
محتوى الكتاب:
في المقدمة بين المؤلف أن المحبة بين المؤمنين والتآلف والتآخي شأن عظيم وخطر جليل, حيث جعله المولى عز وجل سمة المؤمنين في الدنيا الآخرة.
وبين أن الأخوة بين المؤمنين نعمة كبيرة ومنة عظيمة من الله تعالى, وأن سبب هذه الأخوة هي الإيمان والعقيدة, فهي أخوة قائمة على الحب في الله, الذي هو أوثق عرى الإيمان.
ونظرًا لأهمية هذه الرابطة الإيمانية فقد رتب الله تعالى عليها عظيم الفضل وجزيل الأجر والثواب, وقرب أهلها وأحبهم.
وأظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمل وهو يربي أصحابه لمثل هذه الأخوة؛ لأنهم أحوج ما كانوا إليها في غربة الإسلام الأولى.
ثم بعد ذلك وضح أننا في غربة الإسلام الثانية أحوج ما نكون لمثل تلك الأخوة كما كانوا في غربة الإسلام الأولى, إن لم يكن على ذات المستوى الأول فعلى أقرب المستويات إليه.
ثم أخذ يحذر مما يفسد الأخوة, كإعجاب المرء بنفسه حتى إنه ليفضل أن يعيش فردًا مستقلًا بعيدًا عن إخوانه, وكالإصغاء لوساوس الشيطان حين يقول لك: هذا فعل كذا, وهذا ضايقك في كذا.
ثم بعد ذلك شرع في بيان مفسدات الأخوة, وهي إجمالًا ما يلي:
الطمع في الدنيا.
التفريط في الطاعات.
عدم التزام الأدب في الحديث.
برود العاطفة.
النجوى.
الاعتداد بالرأي.
كثرة المخالفات له في الأقوال والأفعال والرغبات.
النصح في الملأ.
كثرة المعاتبة وعدم التسامح.
الإصغاء للنمامين والحاسدين.
إذاعة السر.
اتباع الظن.
التدخل في خصوصياته.
الأنانية والاستعلاء.
التحفظ والتكلف والإثقال على الصاحب.
التفريط في إظهار المحبة.
التلهي عنه بغيره وقلة الوفاء.
الحرص على إظهار الذات.
إخلاف المواعيد والاتفاقات دون عذر ضروري.
كثرة تحديثك له بما يغمه.
الإفراط في المحبة.
ومما جاء في الكتاب:
»والداعية إلى الله تعالى أحوج الناس إلى أن يكون محبوبًا مألوفًا, حتى تنفذ دعوته إلى القلوب ويدوم أخذ أصحابه عنه، ومن ثم كان من الضرورة بمكان أن يتقي ما يعكر صفو العلاقة بينه وبين من التفوا حوله, حتى تبقى الأخوة بينه وبينهم عميقة قوية، مما يعين على تعاونهم معه وانتفاعهم به وقبولهم منه.
ومن جهة أخرى فحاجة كل منا وحاجة الإنسان عامة إلى الصاحب والحبيب من الحاجات الأساسية, والمطالب النفسية التي لا تنكر, حتى يتمكن من قطع مسيرته في هذه الحياة، فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، فإن إخوان الصدق زينة في الرخاء وعصمة في البلاء، فإن رؤيتهم تفرح القلب وتريح النفس وتزيل الغم.
وصدق عمر رضي الله عنه إذ يقول: لقاء الإخوان جلاء الأحزان.
وقال بعض السلف: روح العاقل في لقاء الإخوان.
وسئل سفيان رحمه الله: ما ماء العيش؟, قال: لقاء الإخوان.
وقيل لمحمد بن المنكدر: ما بقي من لذتك؟, قال: التقاء الإخوان وإدخال السرور عليهم.
وقيل لبعض الحكماء: ما العيش؟, قال: إقبال الزمان، وعز السلطان، وكثرة الإخوان.
وقيل: حلية المرء كثرة إخوانه.
ورحم الله الحسن إذ يقول: إخواننا أحب إلينا من أهلينا، إخواننا يذكروننا بالآخرة، وأهلونا يذكروننا بالدنيا.
وأي طعم للحياة بدون الأحبة؟!, وما أرق قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لابنه الحسن: يا بني، الغريب من ليس له حبيب.
وقال بعض الشعراء:
وكنتُ إذا الصديقُ نَبَا بأمري وأشْرَقني على حنقِ بَريقِي
غفرتُ ذُنوبَه وكظمتُ غيظِي مخافةَ أن أعِيشَ بلا صديق«
.