logo

الأحلاف العسكرية والسياسية المعاصرة، والآثار المترتبة عليها


بتاريخ : الخميس ، 1 جمادى الآخر ، 1437 الموافق 10 مارس 2016
بقلم : فضيلة الدكتور هشام سعيد برغش
الأحلاف العسكرية والسياسية المعاصرة، والآثار المترتبة عليها

تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1434هـ - 2013م).

عدد الصفحات: 1505 صفحة من القطع الكبير في مجلدين.

الناشر: دار اليسر، ودار طيبة.

 

مميزات الكتاب:

أصل هذا الكتاب رسالة جامعية للحصول على الدرجة العالمية، الدكتوراه، في الفقه الإسلامي المقارن، بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف بدمنهور، بعنوان: «الأحلاف العسكريةوالسياسية المعاصرة، والآثار المترتبة عليها، دراسة فقهية مقارنة».

وقد حصلت الرسالة على مرتبة الشرف الأولى، مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات.

وتناقش الرسالة مسألة عقد الأحلاف بين الكيانات المختلفة، وإن كانت هذه الأحلاف تعد ظاهرة قديمة ترجع إلى عصور غابرة من التاريخ؛ إلا أنها شهدت في هذا العصر الحاضر انتشارًا كبيرًا، وصورًا متعددة، وأهدافًا متباينة، وأثارت أسئلة كثيرة تتناول موقف الدول الإسلامية من هذه الأحلاف، وحكم الانضمام إليها والانضواء تحت لوائها.

ويتميز هذا الكتاب وتلك الرسالة بجدة الموضوع وحداثته؛ حيث لم يسبق أن خُص ببحث يجمع أطرافه، ويستوعب مسائله، وإنما كان تناولًا موجزًا وعابرًا.

كذلك أيضًا يتميز الكتاب بشدة الحاجة إلى بيان أحكام تلك الأحلاف والمعاهدات؛ لصلتها الوثيقة بواقع الأمة الإسلامية، في ظل واقعها المعاصر، وفي ظل ما تعانيه من تراجع وضعف في أغلب مجالاتها.

هذا الكتاب هو بيان لشمولية الشريعة الإسلامية، وأنها بنصوصها العامة، وقواعدها الشاملة لم تدع شيئًا مما يستجد في حياة الناس، مهما توالت العصور والأزمان، إلا وبينت حكمه غاية البيان، وأوضحته بأجلى برهان.

هذا الكتاب هو إثراء للمكتبة الإسلامية، وزيادة في رصيدها؛ خاصة وأنه يعالج قضية حية معاصرة.

 

محتوى الكتاب:

قسم المؤلف كتابه إلى تمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة، ففي التمهيد تحدث المؤلف عن أهمية الموضوع وسبب اختياره.

وفي الباب الأول تحدث المؤلف عن مفهوم الأحلاف العسكرية والسياسية المعاصرة، وصورها، وأنواعها، وتطورها التاريخي، وذلك من خلال تعريف الأحلاف العسكرية لغة واصطلاحًا، وكذا تعريف الأحلاف السياسية، وكذلك وضح تعريف تلك الأحلاف في القانون الدولي، ثم بيَّن صورها وأنواعها.

ثم أخذ في بيان الأحلاف العسكرية والسياسية في التاريخ القديم، ثم في الواقع المعاصر، سواء كانت بين المسلمين، أو بين غير المسلمين، أو بين المسلمين وغيرهم.

وفي الباب الثاني تحدث المؤلف عن موقف الفقه الإسلامي من إقامة الأحلاف العسكرية المعاصرة، وبيَّن في هذا الباب موقف الإسلام من المجتمع الدولي، ثم طبيعة العلاقة بين الدولة الإسلامية وغيرها من الدول، ثم بين حكم إبرام المعاهدات والأحلاف في الفقه الإسلامي، ووضح كذلك الشروط الشكلية والموضوعية للأحلاف، ثم تحدث عن الأحلاف العسكرية بين الدول الإسلامية، ثم تحدث عن تحالف الدول الإسلامية مع غير الإسلامية.

أما في الباب الثالث فقد تحدث المؤلف عن موقف الفقه الإسلامي من الأحلاف السياسية المعاصرة، فبيَّن الأحلاف السياسية داخل الدول الإسلامية، وذلك من خلال بيان مصطلح التعددية السياسية والأحزاب المعارضة، ثم بين حكم التعددية السياسية وإقامة الأحزاب في الدولة الإسلامية، ثم تحدث عن التعددية السياسية في ظل أنظمة الحكم المعاصرة.

 

ومما جاء في الكتاب:

"من خلال استعراض مفهوم أهل الحل والعقد لدى علماء المسلمين وفقهاء المذاهب الفقهية؛ فإننا نتلمس رسوخ هذا المفهوم وتجذره، وأنه يعبر عن كيان أصيل مستقر، فلسنا بحاجة إلى التماس دليل على وجود جماعة أهل الحل والعقد في الأمة الإسلامية في صدرها الأول.

والتاريخ خير شاهد، فالذين اجتمعوا في السقيفة ليبرموا أمر الأمة لم يكونوا كل الأمة الإسلامية ولا جمهورها، ولم يكونوا كذلك دخلاء عليها ولا مفتاتين على إرادتها، فمن يكونون إذًا إن لم يكونوا كبارها وأولياء أمرها وأهل الحل والعقد فيها؟!

والذين دخلوا على أبي بكر وهو يودع الحياة، فشاورهم وأشاروا عليه، وأشرفوا على تولية عمر بن الخطاب، وعقدوا البيعة له من الخاصة ثم العامة، من يكونون إن لم يكونوا أهل الشورى وأهل الاختبار؟!

والذين ترك عمر الأمر شورى فيهم؛ فسلمت لهم الأمة قيادها؛ فقادوها إلى بر الأمان؛ بتسليم الإمامة إلى عثمان، من يكونون إن لم يكونوا الصفوة والنخبة، التي تضع الأمة فيهم ثقتها، وتنيط بهم أمرها؟!

والذي شهد به التاريخ للأمة الإسلامية هو الوضع الطبيعي دون تكلف؛ بل هو الوضع الذي يجب أن تكون عليه كل الأمم، وإلا حل الاستبداد وعم الفساد؛ لأن هذا الأمر من ضروريات الاجتماع في جميع شعوب البشر، تتوقف عليه حياتهم الاجتماعية المنظمة.

وهو الوضع الذي يعكس استقلال الأمة، ويترجم سلطانها، ويتحقق به العدل والحكمة".