تواصل الأجيال
ما إنْ غزت ثقافة العولمة بفضائها المفتوح في كلِّ المجالات ساحتنا الاجتماعية، لتُخلخِل الكثير مِن قيم مجتمعنا؛ حتى بدأت ظاهرة الانفصام بين الأجيال تبرز بشكلٍ واضح إلى الوجود، وتتَّسع الفجوة بينهما باستمرار، ولأنَّ تيار العصرنة جارف، وحيث إن عوامل التحصين كانتْ ضعيفة، فقد انتزعتْ عوامل المسِّ بثقافة الموروث المجتمعي خصوصية ثقافتها، بالإضافة إلى ما لازمها مِن حالة الانبهار الصارخ بالثقافة الوافدة، الأمر الذي بلَّد بدوره الذوقَ المجتمعيَّ العامَّ والشبابي منه بشكلٍ خاص؛ ليجدَ نفسه خارج إطار معطيات حركة المجتمع، فبدأ يعيش واقعًا مشوشًا، وضياعًا مقرفًا، يتسم بفجوةٍ سحيقة.
ولا شك أنَّ ظُهور وسائل عصرية منافسة تأخذ دورها الحاسم في التأثير؛ مثل: الفضائيات والإنترنت، قد نجحت في زرع قيم مغايرة وغريبة عن مجتمعاتنا، فأدى ذلك إلى تضارُبٍ في الفكر بين الجيل الذي تربَّى على القيم الحسنة والتقاليد النبيلة الموروثة، والجيل الحالي الذي تربى على قيم دخيلة، لا صلة لها بالموروث والأصالة، وهكذا انهارتْ تقاليد التربية التراثية نتيجة لعوامل كثيرة، لعل من بينها انشغالَ الوالدين بالسعي وراء العمل، في زحمة حياة عصرية صاخبة تتطلب العمل المتواصل؛ لتأمين لقمة العيش، ونشوء طموحات شبابية عصرية جديدة، تغذِّيها وتشعل أوارها وسائلُ التواصل الرقمية التي اخترقتْ كلَّ الحدود، الأمر الذي أسهم في تعميق هذه الفجوة، واتساع رقعتها.
وتجدُر الإشارة إلى أنَّ هذه الفجوة أو القطيعة -إذا صحَّ التعبير- قد ظهرتْ بأنماط سلوكية شاذة؛ حيث أخذ الجيلُ الجديد في جانب منها يظهر للناس بملابسَ لا تمتُّ بصلة إلى ما اعتاد المجتمع أن يلبسه في الحياة اليومية؛ فبدأ يلبس سراويل متدلِّية، أو مُمزَّقة، أو ضيِّقة، ويرتدي قمصانًا ضيقة بألوان صارخة، وقبعات تغطي الرأس، بعد أن شرع بقص الشعر، وحلقه قزعًا، وتسريحه بطرق غريبة، واعتاد وَضْع سلاسل غليظة حول المعصم أو العنق، ناهيك عن المشي بحركات متمايلة، واستخدام طريقة كلام خاصة تعج بمصطلحات "أعجمية"، وذلك في عملية تقليد مقرف للنموذج الآخر، الذي تلهمه إياه تلك الوسائل الجديدة في التربية والتنشئة العصرية (1).
الفجوة من أخطر القضايا التي تصيب المجتمعات؛ بل هي سبب في تفكك أي مجتمع؛ ذلك لأن المجتمعات التي تحطم الأجيال تظل متخلفة، ولا تستطيع النمو؛ لأنها لا تثق في أبنائها وتظل تعيش في الرجعية التي عاشها الآباء والأجداد.
إن الاستفادة مما قدمه الآباء والأجداد مفيد، ولكن لا ينبغي أن تعيشه الأجيال المتعاقبة؛ بل عليها أن تطور منه لتنهض وتواكب التقدم العلمي والفكري والمعرفي مع باقي الأمم.
ومن أشد مخاطر هذه الفجوة أنها لا تجعل بين جيل الآباء والأبناء أي ترابط ولا تقارب فتجد أن الابن لا يخبر والده بما يحدث معه ولا يصارحه بمشاكله، ذلك لأن الابن تعود أن أباه لا يفهمه ولا يوجهه؛ بل يوبخه إن أخطأ، وتجد الأب غالبًا يكون خارج البيت ولا يعرف عن أبنائه شيئًا، ثم يريد منهم أن يكونوا إلى جانبه، ولم يكلف نفسه يومًا أن يستمع إليهم، ولا يكون لجانبهم، فأين حنان الأب لأبنائه هنا؟
وتجد أغلب الآباء لا يحاول أن ينزل مستوى تفكيره إلى مستوى تفكير الأبناء ليكون قريبًا منهم، وهذه مشكلة أخرى في حد ذاتها؛ لأنها تجعل مشكلة الأبناء تتفاقم وقد تخرج عن السيطرة وتؤول إلى مراحل خطيرة وتحولات لا يستطيع الآباء السيطرة عليها بعد ذلك.
ونجد أن من مخاطر هذه الفجوة أنها تحيل الأبناء إلى الجماعات السيئة، التي تجد أغلب من فيها خرجوا بسبب عدم وجود الموجه أو المرشد الحكيم واللطيف معهم، فكانت النهاية بين أيدي الشوارع والتسول والعصابات، وهنا خلقنا مشكله أخرى وهي خراب الشباب الذين هم عماد كل أمة.
ومن أكثر ما يشغل بال الناس هو غياب الوعي والإدراك عند الجيل السابق بأهمية متابعة التطورات التي حدثت مع هذا الجيل، وأن التكنولوجيا والسرعة والصناعات والحياة الأكثر مدنية ورفاهية جعلت ثقافة هذا الجيل وتفكيره أكثر انفتاحًا وقابلية للأفكار الجديدة، فعلى الآباء أن يواكبوا هذا النمو الذي دخل على حياة هذا الجيل.
وحين تطرح الحلول فإنه يجب على كل مربٍ أن يكون مدركًا واعيًا لما هو حاصل مع أبنائه.
كما ينبغي على الآباء أن يقتربوا أكثر من أبنائهم ويتعاملوا معهم على حسب شخصياتهم وميولهم، وأن يجعلوا تعاملهم مع بناتهم أكثر لينًا وعطفًا، كما أن عليهم ألا يحرموا الأبناء الذكور الحب والود والملاطفة.
وعلى الآباء أن يتفهموا أن هذا الجيل تغيرت معه أشياء كثيرة، وأن تفكيرهم لم يعد كما كان عليه الأجداد، وعليهم أن يتقبلوا أفكار أبنائهم وأن يناقشوهم، ذلك أن الأجيال يجب أن تعيش حياة تطورية، وأن يدفع كل جيل الجيل الذي يأتي بعده ويكسبه من خبرته ويسير معه للرقي والتقدم (2).
إن إعداد علاقة متوازنة بين الأجيال تحتاج لبحث موضوع الدراسة؛ وهو الأجيال المتعاقبة، والحق الذي لا مراء فيه أن لكل جيل خصوصيات، وسمات تميزه عن الجيل السابق له؛ لاختلاف الرغبات والحاجات، مع تطور الحياة البشرية المتصفة دائمًا بالتغير، والمخترعات الحديثة ألقت بظلالها على سمت الحياة، ورتبت أولويات الناس من جديد.
لقد بنى المنهج الإسلامي العلاقة بين الأجيال على مراعاة وجود بعض الثوابت التي لا يسع أي جيل مهما بلغ تطوره ورقيه الحضاري أن يتخلى عنها أو يتجاوزها، أو حتى اختصار بعض بنودها تحت مسمى حاجات العصر، ومتطلبات التقدم، وعلى مراعاة وجود متغيرات بين الأجيال، يستطيع كل جيل أن يتحرك فيها بما يناسب عصره وتطوره، وبالتمييز بين الثوابت والمتغيرات، وتحديد كل منها يتضح نسق العلاقة بين الأجيال، وتسير على رسم المنهج الإسلامي في التربية.
ثوابت العلاقة بين الأجيال:
هذه الثوابت تمثل الأرضية المشتركة التي تجمع الأجيال كلها في الوقوف عليها، وهي التراث الذي يحرص كل جيل على تلقينه للجيل الذي يليه -إن كان هذا الجيل يحرص على بقائه واستمراره- وهي بمثابة الراية التي تسلم من جيل لآخر لضمان هوية أية أمة من الأمم؛ لذلك فلا عجب إذا رأيت الآن -وبعد مئات السنين- من يحدثك عن الحروب الصليبية؛ فهذا هو القائد الفرنسي عند دخول جيش فرنسا للشام يذهب إلى قبر القائد صلاح الدين الأيوبي، ويقول: (ها قد عدنا يا صلاح الدين)؛ فهذا تراثهم الذي يعلمونه لكل جيل قادم.
والثوابت الإسلامية يجب أن يلتزم بها الكبير والصغير من كل جيل: يلتزم بها الأب مع ولده، والأخ مع أخيه، وأفراد المجتمع مع بعضهم، على شتى أنواع العلاقة بين أفراد المجتمع: (جوار، قرابة، صداقة، عمل...) ولدينا في الإسلام عدة ثوابت لا بد أن يلتزم بها المسلم، وهي تختلف عن هذه الثوابت الغربية المدمرة التي لا تعتد إلا بالذات الفردية، ولا تبالي إن هلك بعد ذلك الجميع، أما ثوابتنا الإسلامية فهي تنظيم العلاقة بين الفرد ومجتمعه للوصول إلى أفضل صورة، وهي تنقسم إلى ثوابت إيمانية، وثوابت اجتماعية، وثوابت أخلاقية، وثوابت فكرية، ونتناول كلًا منها بشيء من التفصيل فيما يلي:
الثوابت الإيمانية:
الثابت الأول: الذي لا يسع أحد الخروج عنه عبر الأجيال: هو العقيدة الصحيحة؛ عقيدة السلف الصالح، وتحقيق التوحيد الذي هو حق الله عز وجل على العباد، والإيمان بكل ما ورد في القرآن والسنة عن الله عز وجل، وصفاته وأسمائه، وأمور الغيب كلها، والقضاء والقدر، وبالجملة العقيدة الصحيحة بشتى مجالاتها؛ على فهم السلف الصالح، وبكل ما تتضمنه مباحث العقيدة من أبواب.
الثابت الثاني: هو العبادة وأداء شرائع الإيمان، وأركان الإسلام التي بني عليها: من صلاة وزكاة وصوم وحج، العبادة بمفهومها الواسع والشامل لأعمال القلوب والجوارح، العبادة بمفهومها في الحياة بأسرها، وليس في المسجد فقط.
الثابت الثالث: هو تحكيم الشريعة في مجالات الحياة كلها، وهذا الأمر تلتزم به كل الأجيال المتعاقبة؛ بالشريعة هي أساس التعاملات بين الناس، والتولي عن الحكم بالشريعة كالتكذيب لها؛ فلا ينفع جيل أن يلتزم بالشريعة علميًّا، ثم يتركها عمليًّا؛ قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
الثوابت الاجتماعية:
الثابت الأول: الحفاظ على الإطار العام، والشكل الظاهر للمجتمع الإسلامي؛ فإن للمجتمع المسلم سمتًا ظاهرًا لا تخطئه العين عندما تراه، فهو مجتمع محكوم بشرع الله تعالى، محاط بالآداب والقيم الاجتماعية؛ فلا ترى منكرات ظاهرة، ولا آثامًا قائمة، هذا الإطار العام، والسمت الظاهر للمجتمع يمثل الصورة النهائية لقيم الإسلام ومبادئه وأفكاره، وأنماط سلوكه ودوافعه.
الثابت الثاني: وحدة الانتماء للإسلام وأهله؛ فجيل الأمم المسلمة مهما بلغ تطوره ورقيه الحضاري لا يملك أن يعلن انتماءه وولاءه لغير الإسلام -تحت أي مسمى- فالانتماء يكون لجماعة المسلمين بمفهومها العام والشامل.
الثابت الثالث: التزام الآداب الاجتماعية العامة: مثل آداب الطعام والشراب، وآداب السلام والاستئذان، وآداب المجلس والحديث، وعيادة المرضى، إلى غير ذلك من الآداب التي تصلح النفوس، وتقوم السلوك، وهي آداب في جملتها تمثل الإطار الاجتماعي للسلوك في دين الإسلام، ولا يسع جيل أن يستغني عنها بحجة كونها آدابًا وليست فرائض؛ لأن محصلة تركها أجيالٌ متعاقبة عديمة الأدب، لا تصلح لحمل راية، ولا خوض سبيل النجاح، ولا كسب قضية.
الثوابت الأخلاقية:
تعتبر الأخلاق الإسلامية كلها من قبيل الثوابت التي لا تتغير قيمتها عبر الأجيال؛ فالفضائل والأخلاق السامية هي ميراث الأجيال السابقة: من لدن عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى قيام الساعة؛ فإن التطور لا ينال من مصداقية الأخلاق والقيم السامية؛ بحيث يقال: إن الصدق في هذه الأيام سذاجة، أو: إن الكذب والنفاق ذكاء! فالأخلاق ثابتة لا تتغير؛ لأنها ذات قيمة ربانية يؤجر الفرد على فعلها، ويأثم بتركها.
ومن أهم الثوابت الأخلاقية لضمان تواصل الأجيال خلق بر الوالدين، ومعرفة حقهما، والقيام به على الوجه الأمثل؛ لذا فقد أفاضت السنة النبوية في الأحاديث التي تحض على برهما، وترهب من عقوقهما، وكيفية التأدب معهما حال حياتهما، وبعد مماتهما، وهذا إنما يدل على أهمية هذا الخلق في عملية البناء التوازني للأجيال؛ لأن الولد الذي يرى أباه يبر جده حال حياته، وأيضًا بعد مماته يترسخ هذا الأمر في قلبه؛ فيقوم به مع والده وهكذا، وكذلك من الأخلاق الهامة في عملية تواصل الأجيال مراعاة حقوق الإخوة، واحترام الصغير، ورحمة الكبير للصغير، وهي أخلاق في مجموعها تنظم الإطار السلوكي العام للبناء التوازني للعلاقة بين الأجيال؛ لذلك قلنا: إن الأخلاق الإسلامية كلها تمثل ثابتًا لا تخضع للتغير، أو التبدل تحت أي ضغط، أو أي مسمى.
الثوابت الفكرية:
الثابت الأول: النظرة الصحيحة تجاه الكون والإنسان والحياة؛ فالكون مسخر من عند الله عز وجل لخدمة الإنسان، والواجب على المسلم التجاوب معه بكافة أفراده، مع اعتباره نعمة من عند الله عز وجل لعباده، والإنسان مخلوق لعبادة الله، موقوف لطاعته، وهو مع ذلك مسؤول يوم القيامة عما قدم من أعمال، وسوف يجازى عليها: حقيرها وكبيرها، وإن الحياة هي دار اختبار وامتحان، مملوءة بالشهوات والفتن، وعمارتها ليس للمقام، ولكن للعبور فيها للآخرة؛ فالدنيا والآخرة طريق واحد: هذه في أوله، والأخرى في نهايته.
الثابت الثاني: حتمية تبني المنهج الإسلامي كأساس للتعامل في شؤون الحياة كلها، على رسم الصحابة والتابعين وعلماء الأمة، ورفض كل ما يخالف ذلك المنهج من الأطروحات المعاصرة، التي تتسم بكثير من الرخاوة والميوعة عن الحق، مثل الاشتراكية أو غيرها من الأطروحات التي قامت على أساس غير أساس الإسلام.
الثابت الثالث: حتمية التعلم والتعليم؛ فكل جيل لديه أمانة في عنقه للجيل الذي يليه: أن يعلمه ويحضه على حب العلم والتعلم، ولا يصح أن يوجد جيل بأكمله لا يعرف العلم ولا يتعلمه؛ لأن الجيل الجاهل هو الجيل الأخير في عمر أية أمة؛ لأنه لا يستطيع أن يسلم الراية للجيل الذي يليه؛ فتنقطع عنده الأمة وتهلك (3).
أسباب الفجوة بين الأجيال:
ولقد ظهرت الفجوة بين الأجيال نظرًا لاختلاف القيم والمبادئ والآراء حول كل شيء في العالم، ومع تقدم التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة أدت إلى توسيع تلك الفجوة بين الأجيال، وهذه التكنولوجيا وصلت بالأجيال لأشياء عديدة أهمها حدوث الفجوة بين الآباء والأبناء وتفاقم تلك الفجوة
وعملت هذه الفجوة على اختلاف القيم والمبادئ من جيل لجيل كما أنها وصلت بمعظم الأجيال إلى تطورات خطيرة ومنها انتشار الجريمة في المجتمع، نظرًا لاختلاف المبادئ والآراء بين الأجيال، فكل جيل من الأجيال له آرائه الخاصة وتفكير الخاص به والذي يتناقض تمامًا مع الجيل الذي يليه، وهنا لابد من تدخل الآباء في تربية أبنائهم على القيم المثلى الصحيحة.
أسباب الصراع بين الأجيال:
يوجد الكثير من الأسباب الواضحة التي أدت لظهور تلك الفجوة بين الأجيال، ومن أهم الأسباب التي أدت لظهور الفجوة بين الأجيال هي:
اختلاف المبادئ والقيم التي نشأ عليها كل جيل، فقديمًا كان يوجد بين آبائنا وأجدادنا القيم والمبادئ التي تربوا عليها، وفي عصرنا هذا وجدت هذه القيم والمبادئ ولكن تطورت مع تطورات العصر الحديث.
غياب الرقابة الأسرية على الأبناء في ظل تطورات العصر فأصبحت المربية هي من تأخذ دور الآباء في تربية الأبناء، وتطور نشاطها إلى أن أخذت مكان الأم في القيام بدورها من ناحية أبنائها، فديننا الإسلامي لم يرفض بأن تعمل المرأة ولكن عليها بأن تقوم بواجباتها أولًا تجاه أسرتها.
ظهور الكثير من التيارات الغير إسلامية التي تبرمج عقول الأجيال في هذا العصر نتيجة لظهور تكنولوجيا العصر، على عكس القيم والمبادئ الإسلامية التي حثنا الله عليها والتي تربي عليها بعض الأجيال قديمًا، وهذا السبب من أهم أسباب الفجوة بين الأجيال.
حل مشكلة الفجوة بين الأجيال:
يرى بعض العلماء في الجامعات الإسلامية الكثير من الحلول المناسبة للقضاء على الفجوة بين الأجيال، ومن أهم الحلول المناسبة هي:
يجب على الدعاة الإسلاميين طرح تلك المشكلة ومناقشاتها للعمل على السيطرة على تلك الفجوة ومنعها من التوسع ومنع خطرها على الأجيال القادمة.
يتم مناقشتها أيضًا على القنوات الفضائية مستعينين ببعض الشباب والأخذ برأيهم في تلك الفجوة التي حدثت بين الأجيال.
التوعية اللازمة للأب والأم بضرورة الاهتمام المبالغ لتربية أبنائهم على القيم والمبادئ التي تعلموها في الصغر، لأن أسباب الفجوة بين الأجيال تبدأ أولًا من تقصير الآباء في حق أبنائهم (4).
ختامًا:
لا تُكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم، فصراع الأجيال مصدره التغيرات السريعة في العناصر المادية والمعنوية في المجتمعات، مصحوب بتغير في المفاهيم وأساليب الحياة الجديدة؛ كي يستطيع المجتمع التكيّف مع هذه التغيرات والحفاظ على التوازن وتحقيق الاستقرار.
والعديد من الصراعات التي سجلت بين السلف والخلف تعود أسبابها إلى الرغبة في الاستقلالية وعدم التبعية للكبار، والتحرر والسعي نحو الشخصية المستقلة.
ويبقى هذا الصراع، الوجه الآخر لصورة التواصل والتكامل بين الأجيال المتعاقبة والمتوالدة، وعلى متنه ظواهر الكون في أدق استخداماته المفصلية، لأنها الحكم المنطقي لصيرورة البني الفكرية والروحية التي أفرزت هذا الزخم المادي في أتون كل الحضارات.
_____________
(1) التواصل بين الأجيال وضرورة ردم الفجوة/ الألوكة.
(2) الفجوة بين الأجيال/ الفلق.
(3) ثوابت العلاقة بين الأجيال/ الألوكة.
(4) أسباب الفجوة بين الأجيال/ نصيحة.