logo

ترتيب الأولويات


بتاريخ : الاثنين ، 17 جمادى الآخر ، 1436 الموافق 06 أبريل 2015
بقلم : تيار الاصلاح
ترتيب الأولويات

تعتبر قضية ترتيب الأولويات من أهم عوامل نجاح الداعية؛ إذ إنها تتفاعل مع كل ميادين وحاجات ومسئوليات الإنسان؛ اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية، وداعمة للنجاح واختصار الوقت.

 

هناك أمور ضرورية بالدرجة الأولى، تأتي بعدها أمور حاجية وبعدها تحسينية، فلا بد من ترتيب الأولويات، ففي المجال الدعوي يجب العناية بتوجيه الهم للأصول الشرعية وبيانها، وبيان ما يتعلق بها، لا شك أنه أولى من العناية ببيان الجزئيات والسنن والمكروهات، وهذا لا يغني عن الاشتغال بهذا، تشتغل بهذا وذلك، ولكن تعطى كل شيء بحسبه.

 

وعدم ترتيب الأولويات، في بعض الأحيان، يدفعك أن تهمش أمورًا أساسية، وقد تغلو في أمور جانبية، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.

 

فليس عبثًا أن قدم النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة في مراتب أعمال ابن آدم، على سبيل ترتيب الأولويات، فعن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: «الصلاة لوقتها»، قال: قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، قال: قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»، فما تركت أستزيده إلا إرعاءً عليه(1).

 

وفي وصية أبي بكر رضي الله عنه يقول: إن لله عملًا بالليل لا يقبله بالنهار، ولله عمل بالنهار لا يقبله بالليل.

 

فالفرض يقدم على النفل، والضرورات تقدم على الحاجات، والحاجات تقدم على الأمور التكميلية التحسينية، هذا إذا كان هناك تعارض.

 

فليس من العدل أن تهمل المرأة زوجها وبيتها وأولادها بحجة أنها مشغولة بالدعوة، كما أنه ليس من العدل أن يهمل الرجل بيته وزوجه وأولاده بحجة أنه مشغول بالدعوة، وليس من العدل أن يغفل الداعية عن عمله الوظيفي، الذي يتقاضى عليه راتبًا من الأمة، أو يغفل عن عمله الدعوي الذي هو فيه على ثغرة من ثغور الإسلام، ويُخشى أن يؤتى الإسلام من قبله، فبإمكانه أن يسند بعض المهمات إلى آخرين، وهذا من الحلول، فيتحملون معه المسئولية، وهو يقوم بدور التوجيه والإشراف، فإذا كثرت عليه الأعمال استطاع توزيع المهمات، فيمكن أن يساعده أحدٌ في القيام على شئون الدعوة، خاصة ممن يوثق بعلمه ودينه وخلقه، ويمكن أن يساعده أحدٌ في ترتيب العمل، ويمكن أن يساعده أحدٌ في مهماته الدعوية، ويساعده آخرون يتدربون على هذه الأعمال شيئًا فشيئًا، ويقومون بهذه المهمة، ويساعدونه عليها.

 

إنشرائعالإسلاموأركانهوأحكامه؛وماأوجبهاللهتعالىعلىالمكلفين،يتفاوت تفاوتًابالغًا،وكذلككل مايتعلقبالدعوةفيأصولهاوقضاياها،ومايتفرععنهامن مسائلومواقف؛ليستفيمرتبةواحدة، فمنهاالكبيرومنهاالصغير،ومنهاالأصلي ومنهاالفرعي،ومنهاالأركانومنهاالمكملات،والفاضل والمفضول،ولقدفاوتاللهتعالىبين الأموروالأعمالوالأقوالوالأشخاصفأعطىكلواحدقيمته، ولذلكلزمناشرعًاأن نقدمماقدمهالله،ونؤخرماأخرهجلّوعلا؛حتىلانخالفالسننالكونية والمقادير الشرعية،ولقدجاءالقرآنالكريموتشريعاتهلتؤكدهذاالمعنىالمهموالأصيل،وهومراعاة مراتبالأعمال،والبدايةبالأهمقبلالمهم، وفيالسنةالنبويةالمطهرةكانالمنهج فيمراعاة الأولوياتوترتيبالأموروالبدايةبالأهمثم المهم، وتقديمالأولى، واضحًا.

فنبدأ بالأهم فالأهم، نبدأ بالعقيدة، نصحح عقائد الناس، نقول للكبير والصغير والجليل والحقير: قل لا إله إلا الله، كلمة تحاج لك بين يدي الله، قلها واعمل بمقتضاها؛ ألَّا معبود بحقٍ سوى الله، توحده ربًا فتعلم علم اليقين أنه لم يرزقك ولم يطعمك ولم يكسك أحدٌ سواه، وتوحده إلهًا بالقصد والطلب، فلا تسأل أحدًا سواه، ولا تدعو غيره، ولا ترجو سواه، ولا تخاف ولا ترهب ولا تتوكل ولا تستعين ولا تعبد أحدًا سواه سبحانه وتعالى.

 

ثم إن صلحت عقائد الناس نبدأ بالأحكام، وبعد الأحكام نبدأ بالأخلاق، ويدل على هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، أول ما بدأ في مكة بالتوحيد، وغرس في قلوب الناس الإيمان، ثم بعد ذلك دعا إلى الأحكام، فعندما انتقل صلوات الله وسلامه عليه إلى المدينة بيَّن الله له الحلال والحرام، وفصل له الشرائع والأحكام، ولذلك تجد السور المدنية تتسم بطول آياتها وكثرة أحكامها، أما السور المكية فتتسم بقصر الآيات، والحجج الدامغات للذين كفروا عن سبيل الله فاطر الأرض والسماوات، تجدها شواهد الوحدانية، تنصب السور المكية، كلها قوارع تنزل على الذين كفروا، تبين لهم أنه لا إله إلا الله، وتأخذ بالقلب طوعًا أو كرهًا لكي يقول: لا إله إلا الله، فتأخذه تارة لكي ينظر أمامه، وتارة لكي ينظر فوقه وتحته وعن يمينه وشماله، ثم تلتفت حتى على دلائل التوحيد في نفسه وفي جسده {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [الذاريات:21]، فكانت آيات القرآن كلها تنصب في بدايته على هذا الأساس(2).

 

طرق معرفةالأولويات:

 

1- التنصيصعليهابورودهافيالقرآنوالسنة:

قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}[البقرة:217].

 

ولقد عَلِمَ النبي صلى الله عليه وسلم رُتب الأعمال والوظائف الشرعية والدعوية وما حقه التقديم منهجًا، حين أرسل معاذًا إلى اليمن معلمًا وداعيًا؛ فقال له:«إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»(3).

 

قال تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19)} [التوبة:19].

 

قال الشيخ السعدي: فالجهاد والإيمان بالله أفضل من سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام بدرجات كثيرة، لأن الإيمان أصل الدين، وبه تقبل الأعمال، وتزكو الخصال.

 

وأما الجهاد في سبيل الله فهو ذروة سنام الدين، الذي به يحفظ الدين الإسلامي ويتسع، وينصر الحق ويخذل الباطل.

 

وأما عمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج، فهي وإن كانت أعمالًا صالحة، فهي متوقفة على الإيمان، وليس فيها من المصالح ما في الإيمان والجهاد، فلذلك قال: {لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} أي: الذين وصفهم الظلم، الذين لا يصلحون لقبول شيء من الخير؛ بل لا يليق بهم إلا الشر(4).

 

قال تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد:4].

 

وممايبينذلكويدلعليهماجاءفيحديثجبريلعليهالسلاموأسئلتهللنبي بالأولىوالأهمقبلالمهم،وترتيبهللأمورعندبيانهلأركانالإسلاموالإيمانوالإحسان، وغيرهامنمهماتالدينوأصولهفيالحديثالمشهور؛حيثيظهرذلكالفقهالنفيس والدقيق،حيثالبدايةبالأصلوالأساسإلىمايكملهماويحليهما،ومنالسهلالميسور العام،وهوالإسلام،إلىما هوأجلّفيالمرتبةوالمكانةوالعزيزالخاصوهوالإحسانوهكذا.

 

2- الاجتهادفيهامنأهلالعلم:

 

حين مات النبي صلى الله عليه وسلم كان جيش أسامة لغزو الروم قد عقدت رايته، وفي الداخل الإسلامي ظهرت طائفة تنكر وجوب دفع الزكاة لأحد بعد رسول الله، فجهز أبو بكر الجيوش لقتالهم، برغم أنهم يعلنون أنهم مسلمون، ويقولون لا إله إلا الله، لكن لديهم تأويل لآيات الزكاة بأن المخاطب والمختص بأخذها هو النبي لا غيره، فكانوا يقولون: كيف يحق لأبي بكر أن ينزل نفسه منزلة النبي في هذه الفريضة؟! وقد شرح الإمام ابن تيمية تأويلهم فقال: وأما مانعوا الزكاة فقد ذكروا أنهم قالوا: إن الله قال لنبيه: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} [التوبة:103]، وهذا خطاب لنبيه فقط، فليس علينا أن ندفعها لغيره، فلم يكونوا يدفعونها لأبي بكر ولا يخرجونها له(5).  

 

فهؤلاء منتسبون للإسلام، ومتأولون لا في أصل الزكاة؛ بل في حق أبي بكر باستلامها، حتى إن بعض كبار الصحابة أشكلت عليه المسألة بادئ الأمر كما قال عمر: كيف تقاتلهم وهم يقولون لا إله إلا الله، ومع ذلك فقد جرد أبو بكر سيفه، وجهز الصحابة لقتالهم، بكل ما يتضمنه القتال من سفك الدماء وغنيمة الأموال.

 

فلم يقل أبو بكر: جيش أسامة على تخوم البلقاء يقاوم الروم النصارى، ونحن نقاتل متأولين في مسألة فيها احتمال! بل علم بفقهه الدقيق أن مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة في تحريف الإسلام من الداخل في، مثل هذا الظرف، لا تقل عن أهمية مواجهة النصارى، فلو طبقنا المعيار الفكري بأن (المواجهة على قدر الانحراف) لقلنا أخطأ أبو بكر؛ لأن مواجهة نصارى الروم، وهم كفار أصليون محاربون، أولى من مواجهة متأولين في الداخل المسلم يقولون لا إله إلا الله، فضلًا عن مقاتلتهم!   لكن لو طبقنا المعيار الشرعي بأن (المواجهة على قدر الحاجة إلى البيان) لاستوعبنا حنكة أبي بكر ودقة فقهه وعمق علمه بدين الله، ولذلك تكلم علماء الإسلام كثيرًا عن البركات التي حصلت بعزمة أبي بكر على قتال المتأولين في الزكاة(6).

 

3- التجربةوالخبرةالدعويةالطويلة:

 

إن التطلع للغد المرتقب يجب أن يتم بأدوات الماضي ونتاج الحاضر وظروفه، وبمنهج علمي؛ ولذا، فمن الأهمية بمكان الوعي بالماضي والحاضر من أجل تصور المستقبل، فالمستقبل غالبًا ما يكون نتيجة للماضي والحاضر، فالذي نقوم به الآن نجني ثماره غدًا، والعوامل والمعطيات في الماضي والحاضر تُشَكِّل المستقبل، وهذا كله يدعو إلى الاهتمام بدراسة المستقبل.

 

إن ضعيف الكفاءة أو قليل الخبرة يظن أنه ينظم ويخطط، ولكنه في الواقع تنظيم يداخله كثير من الخلل، وتخطيط يشوبه الكثير من الزلل؛ فقد يُفوِّض بعض الأعمال لمن ليسوا هم أهلًا لها، أو يُسند أعمالًا صغيرة لأفرادٍ أصحابِ همة عالية، وطاقة كبيرة، فيحرم العمل الدعوي من الاستفادة الكاملة منهم، أو يتأخر في البت في بعض القرارات، أو في البدء في بعض الأعمال الهامة، والتي تخدم الدعوة، لكثرة انشغالاته، كذلك قد يكون هناك تدقيق أكثر من اللازم في قضايا روتينية، أو متابعة مفردات صغيرة جدًا لا يحتاج إلى متابعتها بنفسه؛ بل يمكن لآخرين متابعتها...الخ(7).

 

4- السؤالوالرجوعلأهلالعلم:

 

قال تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء:83].

 

إن من حكمةِ الله تعالى ورحمتِه أن يصطفي من الناسِ أئمةَ هدى وعلمٍ وصلاحٍ وحكمة، يهتدي بهم الناسُ في ظلمات الجهل والشبه والضلال {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24]، فإذا فقدَ الناسُ هؤلاءِ الأئمة ضلوا الطريقَ المستقيم، وببقائهم بقاءُ العلم والخير والصلاح للناس أجمعين، فإذا ذهبوا وقع الناس في الضلال كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْق عالمًا اتخذ الناس رءوسًا جهالًا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا»(8).

 

وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمقال: «إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء؛ يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا طمست النجوم أوشك أن تضل الهداة»(9)، فالعلماء كالنجوم في السماء؛ فهم زينة الأرض، وبهم يهتدي الناس في الظلمات، وهم رجوم للشياطين الذين يخلطون الحق بالباطل، ويدخلون في الدين ما ليس منه من أهل الأهواء.

 

5- توفيقاللهتعالىوتسديده:

 

ومنأهمالأمورالتييجبعلىالدعاةإلىاللهالتحليبها البصيرةفي الدعوة؛ لأنها شرط الانتماء للدعوة ونجاحها، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)} [يوسف:108].

 

ومنأهمجوانبهذه البصيرةالفقهُوالفهم،ومنه الفقهفيالأولوياتالدعوية،وما فيهامنالقواعدوالمعالم والدلالاتالتيتحتاجإلىدراسةوبحثونظر،المرةبعدالمرة؛خاصةإذاتزاحمتعلى الداعيةالأعمالوالواجبات،وتكاثرتوتعارضتأثناءقيامهبواجبالدعوةإلىالله.

 

ولا شك أن بالساحة الدعوية اليوم ضرورات تلجئ إلى مرحلية، وبالمجتمعات مخالفات مستحكمة وأهواء متمكنة تقتضي، في التصدي لها، فقهًا يقدِّم ويؤخِّر، ويتأنَّى ويتدرج، ويصلح وينجح، وقد قال مجدد القرن الأول بلا مدافع عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وهو خليفة مُمَكَّن على رأس القرن الأول من التابعين: «وإني أخاف أن أحمل الناس على الحق جملةً فيدعوه جملةً، ويكون من ذا فتنة»، ولهذا فإن التدرج والتأني من شأنه أن يحفظ مكتسبات الدعوات، ويكثر على مر السنين المنجزات، وبإهمال هذه الأولوية وقعت دعوات في مآزق علمية، فمرت بها السنون فلا هدف تحقق، ولا واقع تغير، وربما دبَّ الفتور، وتسلل اليأس والملل(10).

 

_______________________

(1) رواه البخاري (7534)، ومسلم (85).

(2) وصية لمغترب، محمد بن محمد المختار الشنقيطي.

(3) رواه مسلم (19).

(4) تفسير السعدي، ص331.

(5) الفتاوى (28/542).

(6) معايير تحديد أولويات المواجهة، صيد الفوائد.

(7) ضعف الكفاءة والتصدر الإداري الدعوي، موقع الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح.

(8) رواه البخاري (100)، ومسلم (2673).

(9) رواه أحمد (12599).

(10) مع الدعاة.. رعاية الأولويات في مسيرة الدعاة، الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح.