بناء الفكر الدعوي
الفكر هو إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة مجهول، ويقولون: فَكَّر في مشكلة؛ أي: أعمل عقله فيها ليتوصل إلى حل لها، ومهمة الفكر والتفكير هي الوصول إلى المزيد من الصور الذهنية عما يحيط بنا من أشياء وأحداث ومعطيات حاضرة وماضية، وتوسيع مجال الرؤية لآفاق المستقبل.
ومهارةُ التفكير هي القدرة على تشغيل العقل والتفكيرِ بفاعلية، ومهارة التفكير تحتاج إلى التمرُّن للتعلُّم على اكتسابها، مع التطوير والتحسين المستمر في أداء عمليَّة التفكير، والصبر على ممارستها.
وبناءً على ذلك، فالتفكيرُ ضرورة ماسَّة للفهم والاستيعاب، واتخاذ القرار، والتخطيط، وحل المشكلات، وللحكم على الأشياء، وللإحساس بالبهجة، والاستمتاع، والتخيل، إلى غير ذلك من فوائده وضروراته(1).
يقول ابن القيم: «أصل الخير والشر من قبل التفكر، فإن الفكر مبدأ الإرادة والطلب في الزهد والترك والحب والبغض، وأنفع الفكر الفكر في مصالح المعاد، وفي طرق اجتلابها، وفي دفع مفاسد المعاد، وفي طرق اجتنابها؛ فهذه أربعة أفكار هي أجل الأفكار، ويليها أربعة: فكر في مصالح الدنيا، وطرق تحصيلها، وفكر في مفاسد الدنيا، وطرق الاحتراز منها.
فعلى هذه الأقسام الثمانية دارت أفكار العقلاء، ورأس القسم الأول الفكر في آلاء الله ونعمه وأمره ونهيه، وطرق العلم به وبأسمائه وصفاته من كتابه وسنة نبيه وما والاهما، وهذا الفكر يثمر لصاحبه المحبة والمعرفة، فإذا فكر في الآخرة وشرفها ودوامها، وفي الدنيا وخستها وفنائها؛ أثمر له ذلك الرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا، وكلما فكر في قصر الأمل وضيق الوقت أورثه ذلك الجد والاجتهاد وبذل الوسع في اغتنام الوقت، وهذه الأفكار تعلي همته وتحييها بعد موتها وسفولها، وتجعله في واد والناس في واد.
وبإزاء هذه الأفكار الأفكار الرديئة، التي تجول في قلوب أكثر هذا الخلق؛ كالفكر فيما لم يُكَلَّف الفكر فيه، ولا أُعطي الإحاطة به من فضول العلم الذي لا ينفع؛ كالفكر في كيفية ذات الرب وصفاته، مما لا سبيل للعقول إلى إدراكه، ومنها الفكر في الصناعات الدقيقة التي لا تنفع بل تضر؛ كالفكر في الشطرنج والموسيقى وأنواع الأشكال والتصاوير.
ومنها الفكر في العلوم التي لو كانت صحيحة لم يُعطِ الفكرُ فيها النفس كمالًا ولا شرفًا؛ كالفكر في دقائق المنطق والعلم الرياضي والطبيعي، وأكثر علوم الفلاسفة، التي لو بلغ الإنسان غايتها لم يكمل بذلك ولم يزك نفسه، ومنها الفكر في الشهوات واللذات وطرق تحصيلها، وهذا وإن كان للنفس فيه لذة لكن لا عاقبة له، ومضرته في عاقبة الدنيا قبل الآخرة أضعاف مسرته، ومنها الفكر فيما لم يكن لو كان كيف كان يكون؛ كالفكر فيما إذا صار ملكًا أو وجد كنزًا أو ملك ضيعة ماذا يصنع؟ وكيف يتصرف؟ ويأخذ ويعطي وينتقم، ونحو ذلك من أفكار السفل.
ومنها الفكر في جزيئات أحوال الناس، وما جراياتهم، ومداخلهم، ومخارجهم، وتوابع ذلك من فكر النفوس المبطلة الفارغة من الله ورسوله والدار الآخرة، ومنها الفكر في دقائق الحيل والمكر، التي يتوصل بها إلى أغراضه وهواه، مباحة كانت أو محرمة، ومنها الفكر في أنواع الشعر وصروفه وأفانينه في المدح والهجاء والغزل والمراثي ونحوها، فإنه يشغل الإنسان عن الفكر فيما فيه سعادته وحياته الدائمة، ومنها الفكر في المقدرات الذهنية التي لا وجود لها في الخارج، ولا بالناس حاجة إليها البتة، وذلك موجود في كل علم حتى في علم الفقه والأصول والطب، فكل هذه الأفكار مضرتها أرجح من منفعتها، ويكفي في مضرتها شغلُها عن الفكر فيما هو أولى به وأعود عليه بالنفع عاجلًا وآجلًا»(2).
ويقوم بناء الفكر الإنساني، كائنًا ما كان، بمعطيات ثلاث:
1- المنطلقات أو الأسس، التي يستند إليها ويأخذ منها عناصر بنائه.
2- كيفية البناء.
3- الغاية التي يرمي إليها.
وفي الإسلام:
- المنطلقات هي القرآن وصحيح السنة وواقع الحياة والوجود على حقيقته.
- كيفية البناء موجهة بالفهم المبني على أسس علمية مدروسة للقرآن والسنة، وبفهم الصحابة رضي الله عنهم وتطبيقاتهم، كما هي موجهة، في الأمور الدنيوية، بمعرفة واقع الحياة والوجود معرفة علمية صحيحة.
- الغاية التي يرمي إليها بناء الفكر الإسلامي، ويسعى إليها المسلم، هي الأجر والثواب من الله سبحانه، كما وعد به عباده المؤمنين في القرآن والسنة، لا كما يتوهمه المتوهمون(3).
إن أمتنا اليوم تعيش في أزمات متتابعة؛ بل حرائق تشتعل في عدد من بقاعها، وإن العاقل يعلم أن هذه الحرائق لا بد لها من مئات الدعاة الصادقين لإطفائها، وأن رجال المطافئ لا بد أن يتدرعوا بما يحميهم من أن تلتهمهم الحرائق الملتهبة؛ ليلتقي الرجالات الدعوية لمعالجة الأزمات، وإطفاء الحرائق، ونزع فتيل الشقاق؛ وتعاونهم فيما بينهم على ذلك، وهو الذي سيُفيدُ الأمة تجاه الأحداث التي تعصف بها من كل حَدبٍ وصوب.
إن محاربة الفكر الإسلامي، وبذل الجهود المتتالية من أعداء الإسلام لفصله عن جذوره سوف تفشل وتتحطم على صخرة الإسلام، وذلك إذا ما تمسكنا بكتاب الله تعالى الذي رسم لنا الطريق المعبَّد بالأمن والاستقرار، قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153].
إن الطريق الصحيح لمواجهة الغزو الفكري هو طريق الشريعة الإسلامية والأخلاق الإسلامية، والعقيدة الإسلامية، وهو الطريق الذي يهدي إلى بناء الشخصية، المؤمنة التي تبيع نفسها في سبيل الله، وتسترخص الموت والجهاد في سبيل نصرة الحق(4).
قال معاذ بن جبل: «يقرأ القرآن رجلان: فرجل له فيه هوى ونية يفليه فلي الرأس، يلتمس أن يجد فيه أمرًا يخرج به على الناس، أولئك شرار أمتهم، أولئك يعمي الله عليهم سبل الهدى، ورجل يقرؤه ليس فيه هوى ولا نية يفليه فلي الرأس؛ فما تبين له منه عمل به، وما اشتبه عليه وكله إلى الله، ليتفقهن فيه فقهًا ما فقهه قوم قط، حتى لو أن أحدهم مكث عشرين سنة، فليبعثن الله له من يبين له الآية التي أشكلت عليه، أو يفهمه إياها من قبل نفسه»(5).
ويقول الحسن البصري رحمه الله: «إن أهل العلم لم يزالوا يعودون بالذكر على الفكر والفكر على الذكر، ويناطقون القلوب حتى نطقت بالحكمة»، وقال الشافعي رحمه الله تعالى: «استعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الاستنباط بالفكر»(6)، ولكن أن يحسن التعامل مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وَفق قواعد ذَكَرَها أهل العلم في طريقة التعامل مع كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيجد حتمًا ما يغذي فكره ويحرك عضلات عقله، من معين الحكمة الربانية وصفاء الكلمة النبوية.
لقد أورد الإمام القرطبي في تفسيره لمطلع سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ} [المائدة:1]، قصة الفيلسوف العربي الشهير إسحاق بن يوسف الكندي وأصحابه، نقلًا عن أبي بكر النقاش رحمه الله، أحد المفسرين في القرن الرابع الهجري؛ حيث قال: «إن أصحاب الفيلسوف الكندي قالوا له: (أيها الحكيم، اعمل لنا مثل هذا القرآن)، فقال: (نعم، أعمل مثل بعضه)، فاحتجب أيامًا كثيرة ثم خرج، فقال: (والله، ما أقدر، ولا يطيق هذا أحد، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة، فنظرت فإذا هو قد نطق بالوفاء ونهى عن النكث، وحلل تحليلًا عامًا، ثم استثنى بعد استثناء، ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين، ولا يقدر أحد أن يأتي بهذا إلا في أجلاد [مجلدات])»(7).
ونحن بالفعل بحاجة ماسَّة لمن يستخدم عقله في الفكر الصحيح، وأن يكون على مستوى المسئولية في مناقشة أفكار الآخرين من المستغربين والمتفرنجين، فضلًا عن دعاوى المفكرين الغربيين أو اليونانيين المتأثرين بالفلسفة اليونانيَّة ومنطق الإغريق.
ولكن ليس بالإقبال الكبير على الفلسفة والفكر الغربي والتغريبي، وضعف مطالعة كتاب الله والسنن والآثار، والتي تؤدي بالشخص في نهاية أمره إلى الشك والضعف في مناقشة أقوال الفلاسفة؛ بل الوقوع في مخالفة السنَّة؛ لأجل ذلك يقول الإمام محمد بن إدريس الشافعي: «ما جهل الناس واختلفوا إلا لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان أرسطاطليس»(8).
ونحن بحاجة للفكرة التي تغرس لدينا المفاهيم، وتصنع لنا القيم، وتستنبط لنا من النصوص روافد فكرية منضبطة، فإن الفكرة قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفكر جولان تلك القوة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب(9).
أسباب ضعف التفكير:
1- ضعف الأساليب التربوية في الأعم الأغلب:
وذلك أن جُل الأساليب التربوية، التي اعتدنا عليها أو التي نشأ عليها أكثرنا، لا تستخدم أساليب البناء الفكري، وطرق الحوار الراقي، وتحسين طريقة التفكير لدى البراعم منذ الصغر، ويساعد على ذلك ضعف كثير من الآباء والمدرسين، وعدم كفاءتهم لإعطاء الأبناء والطلاب جرعات حيوية للرقي بمستوى فكرهم وإنضاجه، وحين تفتش في واقع الآباء، وكذلك المعلمين، فستجدهم في الغالب يستخدمون أسلوب الأمر والنهي فقط، دون محاولة إعطاء الأبناء والطلاب فرصة للمناقشة والمداولة الفكرية، التي نكتشف بها فكرهم وطريقة معالجتهم للأمور، ومن ثم تصويب تلك الأفكار عبر طرق الحوار الفكري الفعال.
إذًا من المهم أن تقف مع ذلك الطفل الذي تعلمه، وتقول له مثلًا: أيها الغلام، فكر معي: لِمَ أنهاك عن فعل هذا الشيء؟ ولم آمرك بهذا الشيء؟ فهل تعرف السبب؟ دعنا نبحثه سويًا.
2- ضعف تعليم مهارات التفكير في مناهجنا:
فقلما يوجد في مدارس الأطفال والبراعم والشباب والفتيات مادة تعلمهم مهارات التفكير وأصوله، وطرق تحسين التفكير لديهم، وأنواع التفكير، والوسيلة الصحيحة للتفكير؛ بل غالب المواد التي يتعلمها الطلاب هي أشبه ما تكون بطرق التخزين الفكري، والتلقين الببغاوي فحسب، دون الوصول إلى طرق الإبداع الفكري والنمو المعرفي.
3- الخمول والكسل وضعف الهمة:
والسبب في ذلك أن غالبنا يأنس إلى الراحة والدعة، ويعلم أن مثل هذه المهارات تحتاج وقتًا لتنميتها؛ لذلك ترى الكثير يقنع بالقليل الذي لديه، ولا يحاول الاستزادة ولا يستنهض همته للمضي قدمًا في إصلاح عقله ورعايته بتحقيق المقاصد الكبرى التي خلق الإنسان لأجلها؛ لكي يعبد ربه على بصيرة، ويفكر ويعمل ويرشد النفس، ولو قارنا بيننا وبين الإمام ابن تيمية، أو الشاطبي، أو الغزالي، أو ابن الهيثم أو الرازي، أو ابن النفيس وغيرهم من أعلام العلم والفكر، لو قارن كل واحد منا نفسه بذاك الإمام أو العالم أو المخترع لأدرك أنه لا فرق أبدًا بينه وبينهم، فالعقول واحدة، وقد يزيد بعضها عن الآخر شيئًا يسيرًا، ولكن الغالب أنها متساوية؛ فما الذي يفرق عقول هؤلاء المبدعين والعلماء والمفكرين عن عقولنا؟!
والجواب: لا شيء سوى أنهم استثمروا طاقاتهم، واكتشفوا العملقة التي في داخلهم، واستنهضوها للعمل والرقي بها، إلى أن وصلوا إلى ما وصلوا من العلا والعلم والعز والسؤدد.
4- الخوف:
كثير من الناس الأذكياء تجد لديهم وقتًا كافيًا وفرصًا رائعةً لتنمية مهاراتهم بالتفكير الإيجابي، ولكن كثيرًا منهم يخشون من ذلك الطاغية أو الظالم الذي لا يسمح له أن يبدع؛ بل يتفانى في كبت الفكر.
ومن أنواع الخوف الحاجزة لروح التفكير وتمرين العقل عليه الخوف من نقد المجتمع وعموم الناس، وخوف الفشل والإخفاق، وكل هذا داخل في دائرة الخوف التي تمنع كثيرًا وكثيرًا من التفكير.
5- الهزيمة النفسية وحالة الذيلية والتبعية للغرب:
من المؤسف أن يشعر كثير من المسلمين أنهم أضعف الناس تفكيرًا، وأن العرب والمسلمين ليسوا أهلًا للتفكير؛ لأنهم مهزومون عسكريًا، حتى سرت هذه الهزيمة إلى نفوسهم، وجرَّت بعضًا منهم إلى الهزيمة النفسية، والقابلية للاستغراب والاستخراب الفكري، والنظر إلى مفكري الغرب نظرة إجلال، والزهد فيما لدى المسلمين من مفكرين ومبدعين.
6- قلة التطبيق لمشاريع فكرية مما سبب الإحباط لدى بعضهم:
فقد قام جمعٌ كثيرٌ من المفكرين بالعمل على جمعِ طرق التفكير لمشاريع وبرامج وخطط عملية؛ لكي تتبلور فكرتها إلى حدث قائم، وما إن ينتهي منها حتى تفتر الهمم، أو تضعف العزائم، أو يكون العائق في ذلك ضعف الروافد المالية، أو لا تتاح فرص للقيام بها لخدمة الأمة أو الشعوب والمؤسسات، إلى غير ذلك من الأسباب أو العلل الخفية أو الظاهرة.
ولهذا كان بعض المفكرين يقولون، ومنهم المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمه الله: «من المهم جدًا أن ننتج الأفكار، ولكن الأهم من ذلك أن نقوم بتوجيهها وتطبيقها في الواقع»، وحقًا إنها كلمة عميقة تحتاج إلى تأمل في فحواها ومحتواها! فكما أن من المهم أن نفكر، فإن الأهم منه؛ بل هو غاية مرادنا من خلال التفكير، القيام بتطبيق ما فكرنا فيه وتحريكه في دوائر العمل، وإلا فستكون أفكارنا عديمة الفائدة في حياتنا، ولا نستفيد منها في واقعنا العملي شيئًا سوى الترف الفكري.
7- التقليد وتأجير العقول للآخرين:
كثير من مجتمعاتنا لا تشجع على تنمية التفكير بشتى أنواعه؛ بل تجد أن هناك إشكاليةً كبيرةً تعترض طريق المبدعين والعقلاء، بالتخذيل من الهمم، أو بأن يقول قائل: ليس بالإمكان أحسن مما كان، أو: ما ترك الأولون للآخرين شيئًا، أو: الناس كلها لا تفهم إلا أنت الذي تريد أن تكون المفكر والمبدع، وغير هذه من الكلمات المثبطة والمحبطة.
بل وصل الحال ببعض المشايخ والمنتسبين للعلم أن يربوا طلابهم على روح التقليد والتبعية، وعلى انعدام الحوار الفكري وتنمية ملكات الاجتهاد وآليات الاستنباط لديهم؛ مما جعل كثيرًا من الطلاب مرددين لما يقوله مشايخهم أو معلموهم دون التفكير بحقيقة قولهم، فصاروا كما قال تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179].
ولهذا تجد غالب المتعصبين لرموزهم ومشايخهم قد أصيبوا بداء (ممنوعية التفكير)، والحجر الفكري على العقول؛ بل صاروا كما كان رجال الدين النصارى يقولون لطلابهم، كما جاء في دائرة معارف القرن التاسع عشر: «أطفئ مصباح عقلك واعتقد وأنت أعمى».
8- قلة الحوافز وانعدام التشجيع على مستوى الأمة:
وسأذكر مثالًا يجلي هذه الحقيقة؛ فقد دخل عامل على مسئوله ليعرض له فكرة رائعة قائلًا له: «لو سمحت، لدي فكرة مهمة، لن آخذ من وقتك أكثر من دقيقة»، وحين كان العامل يعرض الفكرة كان المسئول لا يعيره اهتمامًا، فقد كان يقلب الأوراق الخاصة به يقرؤها، وحين رأى العامل هذا المنظر تضايق من رد فعل المسئول، وخرج ساخطًا وهو يقول: لن أقدم فكرة أخرى.
في هذا الموقف تتجلى عدة إشكاليات، ومنها: عدم الاهتمام بأفكار الآخرين، وعدم تشجيعهم على مواصلة الحديث عنها، وانعدام التحفيز الذي يدفع المرء إلى عمل شيء ما، وخصوصًا أن الإنسان مركب من الشعور والأحاسيس والعاطفة، فليس هو آلة تعمل دون مؤثرات نفسية.
9- ضحالة المعرفة وقلة القراءة والمخالطة:
وهذا سبب مهم؛ ذلك أن ضعف البنية الفكرية والمنظور الثقافي للشخص ستنعكس آثاره البنيوية على التشكيلة والخارطة الذهنية التي تفتقر إلى التوسع؛ لضعف أدوات التفكير، وقلة المعلومات المخزنة في الذاكرة، والتي تكون سببًا بضيق الأفق في الفكر.
10- عدم تحديد وقت للتفكير والتأمل:
فهناك بعض الناس، وحتى من النخب العلمية والمثقفة، لا تجعل لنفسها وقتًا تتأمل فيه وتتفكر فيما قرأته، وهل الذي طالعته صحيح أم لا، ثم هل يمكن أن تقدم عليه مزيدًا؟
إننا بحاجة ماسة إلى أن نمرن (عضلات) مخنا بالتفكير القويم السديد الإيجابي الفعال، لا أن نقتصر على القراءة فحسب، ولهذا يقول بيرك: «القراءة بلا تفكير كالأكل بلا هضم».
هذه عشرة أسباب كاملة نستطيع من خلالها أن نرصد الأسباب التي تجر إلى إقفال آلية التفكير الإيجابي لدى المسلمين، فمن المهم أن نعرض أسباب المشكلة قبل عرض خطوات العلاج، وفي الأغلب فإن عرض المشكلة أطول بكثير من وصفة العلاج لها(10).
ولكَم شاهدنا في الحقيقة تأثير الكتابات الفكرية المعمقة، والتي تأثر بها كثير من شباب الإسلام، وكان لها تأثير كبير على المفكرين المسلمين وغير المسلمين، لكننا بحاجة ماسة إلى الشخصيات التي جمعت شيئًا كبيرًا من العلم الشرعي وأوعبت منه، مع حسن الفهم والهضم للمعلومات، وتنمية وتربية الملكات، ومن ثَم القيام بدراسات تأصيلية في مجال الفكر والفلسفة، مع ضرورة وضع خطة منهجية علمية في التأصيل الفكري، كما هو حاصل في التأصيل الشرعي؛ لكي يتوجه بعض الشباب المريد لمثل هذه التخصصات من خلال نصيحة خبراء أصحاب منهج وتربية وتوجيه، مع عناية ورعاية؛ لكي يختصروا عليهم الطريق، ولا يتخبطوا خبط عشواء، وحتى لا يميلوا مع أخطاء بعض الفلاسفة والمفكرين؛ بل تكون بنيتهم الفكرية ذات أصل وعمق(11).
وقد يتساءل الناس: هل يحتاج الإنسان أن يتعلم كيف يفكر؟ أوليس الإنسان مفكرًا بطبيعته؟ والجواب عن ذلك أن يقال: الإنسان في حاجة إلى تعلم طرق التفكير والتدرب على مهاراته؛ كحاجته إلى أن يتعلم كيف يتكلم، وكيف يعامل الناس(12).
ومن هنا أحببت أن أضع عدة سبل كفيلة بإذن الله عز وجل لتنمية دور التفكير وتفعيله، والتي تؤسس لجيل مفكر نهضوي، يسعى لبناء أمته ومجتمعه، ومن ذلك:
(1) سعي العلماء والمفكرين والتربويين، ومحاولة ضغطهم على وزارات التعليم والتربية لإدخال مادة من قبيل: تعلم كيف تفكر، ومهارات التفكير وأنماطه وخطواته.
(2) سعي أهل الخبرة والتفكير لبناء معاهد ومراكز وجمعيات تتكفل وتتطلع إلى بناء جيل حيوي فاعل، يفكر بمشكلات أمته، ويحاول أن يرسم الخطوط لكيفية تجاوز الأزمة التي تمر بها.
(3) عدم اليأس من التفكير، وعدم الالتفات إلى كلام المثبطين والكسالى.
(4) الاستفادة من جميع التقنيات التي وصلت إليها أمم الشرق والغرب، التي تخدم التفكير ووسائله، واستبعاد ما لا يتسق مع عقيدة أهل السنة والجماعة والمنهج الإسلامي.
(5) زرع روح الأمل في قلوب الأمة، وبذر بذور العزة والكرامة لدى النشء والجيل المسلم، ليتربى على الاحتفاظ بشخصيته، والاستعلاء على كل عقيدة تنافي العقيدة الإسلامية، وإذا كان نلسون مانديلا يقول لشعبه: «حرروا عقولكم من ثقافة الرجل الأبيض تحرروا أرضكم من هيمنته»، فإن الإسلام قد ربى فينا العزة وروح الاستعلاء على من يدين بغير دين الإسلام، ولهذا يقول عن أولئك المنهزمين الذين يبتغون العزة عند أهل الكفر: {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا} [النساء:139].
(6) شرح أبعاد ضرورة التفكير وأهميته لدى الجيل المسلم، ولماذا ندعو إلى التفكير؟ وخطورة البعد عنه، والتهاون بشأنه، وإبراز خطورة ترك هذه الفريضة المهمة، ومعرفة أن الذين لا يفكرون هم أشد عقمًا من الذين لا يلدون، كما قال أحد المفكرين، وإدراك ما للتفكير من فوائد جليلة قد لا نلمسها في الوقت الآني، ومعرفة أن أكبر فائدة نجتنيها هي العودة بالأمة إلى روح العزة والسؤدد، وأن لها ماضيًا عريقًا في الفكر والتفكير لا بد من استعادته، وأن التفكير يفتح لنا آفاقًا واسعة للاستفادة من معلوماتنا، واستثمارها في مجالات العقل المفكر، والذي يجعلنا نقوم بتطوير معلوماتنا شيئًا فشيئًا، ونحسن التعامل مع المستقبليات بعلم وحذر وهدوء وبُعد نظر وتخطيط.
(7) إبراز القدوات القديمة والحديثة المعاصرة من الشخصيات المبدعة والمفكرة، والعلماء المخترعين، والعلماء الذين يمتلكون آليات الاستنباط وأدوات الاجتهاد، وجعلهم مثالًا يحتذى لأبناء المسلمين وفتياتهم، وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واستنباط ما يدعو إلى التفكير وحسن التأمل والنظر في الأمور وفي عواقبها من سيرته وهديه وسنته.
(8) مواصلة الاطلاع على أفكار أهل الخبرة، ومن صقلتهم التجارب، وكما قيل: كمال العقل طول التجارب، فهذه الجهود ستكون، لدى المطلع، حصيلة تراكمية تسنده وتعزز لديه الأفكار التي يحاول أن يستخرجها من عصارة عقله وفكره.
(9) مجالسة المفكرين وأهل الفكر والتجارب، والاستفادة منهم ومن طريقة تفكيرهم، وقد قيل للإمام الشافعي رحمه الله: «أخبرنا عن العقل؛ أيولد به المرء؟»، فقال: «لا, ولكنه يلقح من مجالسة الرجال ومناظرة الناس»(13).
(10) العودة إلى الإسلام عودة حقيقية، ففي كتاب الله وسنة رسوله ما يدعو إلى التفكير الإيجابي، الذي يدعو إلى الرشد والفاعلية لإصلاح النفس ونصرة الأمة.
ولنضرب مثلًا على التفكير في مشروع ما تريد إنجازه وتحقيقه، فإنه بإمكانك أن تفكر فيه فرديًا أو جماعيًا، وتستخدم شيئًا من أساليب التفكير، ومنها: العصف الذهني، فتقوم بتحديد الفكرة التي تود أن تفكر بها؛ ليكون التفكير منظمًا في البداية، وتضع مدة محددة لجلسة العصف الذهني، ومن ثم تحدد الخطوات بشكل واضح وتكتب أفكارك، ولا تدع أفكارك في الخيال؛ بل اكتبها واجعلها تتجسد أمام عينيك.
لقد روي عن الإمام البخاري رحمه الله أنه كان ينام، ثم تأتيه الفكرة والخطرة فيقوم ويوقد السراج ويدون هذه الفكرة، ثم يطفئ السراج وينام، فتأتيه فكرة أخرى، فيقوم ويوقد السراج ويدون الفكرة ويطفئ السراج ثم ينام، وقيل: إنه كرر هذا الأمر في بعض الليالي أكثر من عشرين مرة.
وإن كنت تفكر جماعيًا فادع المشاركين جميعهم إلى أن يطرحوا أفكارهم بحرية تامة، ولا تناقش شيئًا منها أثناء الدورة التفكيرية التي تقومون بها، كما تعين شخصًا لكتابة الأفكار كما هي، أو تقوم أنت بكتابتها، واختر في نهاية الجلسة الأفكار الأفضل، ثم قَوِّم الأفكار المختارة.
وحين تتراكم عندك الفكرة الجيدة فليس مهمًا أن تكتبها فقط بقدر ما تقوم على تعزيزها وتطويرها، والعمل على تنفيذها، وكما قيل: اقرأ وفكر واعمل.
فاسأل نفسك: كيف أجعلها تعمل؟ وما ميزاتها؟ وكيف نتغلب على عوائقها ونواقصها؟ وكيف نجعلها تبدو أكثر متعة وإبداعًا؟ وكيف يمكننا إقناع الآخرين بها؟
كل هذه الأسئلة ينبغي علينا أن نسألها أنفسنا ليكون أسلوب تفكيرنا موضوعيًا وقويمًا؛ حتى لا نكون ممن يفكرون تفكيرًا خاطئًا أو مؤذيًا، فالأسلوب الذي نفكر فيه هو الذي يحدد مسارنا في المستقبل(14).
فهذه دعوة لجميع شرائح الأمة المسلمة بأن يهتموا بهذه الفريضة المنسية، ولنكن على يقين أنه حين تتخاذل العقول المفكرة في الأمة عن أداء أماناتها؛ فلن تبقى سوى الأيدي العاملة تكرر المنجز دون تجديد أو إضافة، فضلًا عن افتقاد الإبداع؛ كما يقول أهل الفكر.
لقد كان الفيلسوف الفرنسي ديكارت يقول: «أنا أفكر إذًا أنا موجود»؛ لأن التفكير دليل على بقاء حياة المرء، وأنه ما يزال يستطيع أن يحقق منجزاته، وأما إن كان المرء يعيش على الأوهام والأماني والأحلام فليعلم أن ذلك لا يفيده شيئًا.
إن استغلال الوقت بالتفكير يدل دلالة واضحة على أن من يفكر هو الذي سيكون صرحًا شامخًا في بناء نفسه ومجتمعه، وقد قيل: «عقل الكسلان بيت الشيطان»، فليتق كل امرئ فينا نفسه، ولا يجعل عقله مأوًى لتسرح فيه وساوس الشياطين.
والمسلم يختلف عن الكافر بأن المسلم متعلق بالله تعالى في أحوال تفكيره جميعها، ويرجو من الله عز وجل أن يلهمه الصواب، وأن يمن عليه بالرشد، فنحن أهل الإسلام قادة الدنيا، ولقد تعلم منا الغرب وغيره القيم والمبادئ والحقائق الفاضلة الكريمة، ولقد قالها تشارلز،، ولي عهد بريطانيا، حيث نطق: «إننا نحن أبناء الغرب نحتاج إلى معلمين مسلمين يعلموننا كيف نتعلم بقلوبنا كما نتعلم بعقولنا»(15).
ماذا لو تنامت علائق الدعاة وقاموا بمعالجة جادة عملية، بعيدًا عن العلاج القولي الورقي لأمراض منتشرة بينهم؛ كسوء الفهم، ضيق الأفق، التعصب، تضخيم الخلافات، سوء الظن، قلة الاعتذار للمخالف، ضعف استشعار نتائج التفرق، البغي.
إن كل هذه الأشياء ستجتمع تحت إطار خطير للغاية؛ وهو التفرق في الدين.
مع أن الدعاة جميعًا يعلمون أن الدين الإسلامي ما أتى إلا ليجمع الأمة على الحق؛ ولا تتفرق عنه إلى الباطل.
فإن دراسة المستقبل والمناسبات الدعوية الملائمة له ليس ترفًا من القول، ولا رجمًا بالغيب، ولا انتظارًا لنبوءة نبي سيبعثه الله لأجيال قادمة؛ بل هي رؤية استشرافية تخطيطية؛ تستدعي من الشخص الوقوف بِتَرَوٍّ وتؤدة؛ لدراسة ماضي الأمة، والإفادة من تجاربها ومواطن الإخفاق فيها والإحسان؛ لتحسين الإنتاج الدعوي في الوقت الحاضر؛ وزراعة البذور والجذور لخير ثمرة ونتيجة؛ لإدراك مآلات تتأملها الأمة وتعيش بها خير حياة.
لقد ذكر الله سير أمم سابقة سادت ثم بادت؛ وطلب منا التأمل فيها؛ كي لا نهلك كما هلكوا، فالسعيد من وعظ بغيره؛ فنعتبر بخبرهم ولا نكون لغيرنا موعظة، وحث ربنا تبارك وتعالى على السير في الأرض للتفكر في حقيقتها؛ لكي نتعرف على صنائع الله في العباد والبلاد، وذكَّرنا في مواطن عديدة بسننه الإلهية والكونية؛ إذ الخبرة بها سبيل للوعي بطريقة صناعة ما ينفع مستقبلنا الدعوي.
إن الاستباق بالتفكير للعمل يولد العمل، وإن حسن النظر والتنظير يعقبه صلاحية الممارسة والتطبيق، وإن تقدير الصالح للمستقبل يعطي تنويرًا استبصاريًا، فيكاد أن يكون في حكم الحاضر؛ فمن تفرس لمستقبله نالته عزمة من ثقة، تجعله يحسن التعامل معها أفضل من أن يحل به دونما سبق تفكير.
تصدر الجهال في وعظ الناس وقلة الأخذ على أيديهم؛ مما يجعلهم يقولون ويتصرفون بأشياء لا تليق بمهنة الوعظ الشريفة، مع الإكثار من الكلام المرسل الإنشائي، وتكرار الألفاظ بدون المعاني الجوهرية، وقل أن يؤخذ على يد هؤلاء ولو من تعزير العلماء الربانيين؛ لهذا يقول أحد أكابر الفقهاء العلامة الشربيني: «ولا يأمر ولا ينهى في دقائق الأمور إلا عالم، فليس للعوام ذلك، وينكر على من تصدى للتدريس والفتوى والوعظ وليس هو من أهله»(16).
العمل الجوهري للمفكر هو صناعة المفاهيم(17)، وهي الطريقة الفعلية للاستنباط من تلك النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الكثير من المفاهيم التي تهمنا في مجتمعنا بشتى اهتماماته.
فإن الأمة الإسلامية ليست بحاجة للعلماء الفقهاء فحسب؛ بل هي كذلك بحاجة للشباب المثقف الواعي والمفكر بقضايا أمته، والذي يندمج في واقعها الحيوي، ويناقش مشاكلها بعمق وموضوعية وشفافية، لكن مع وجوب المواظبة على ورد يومي من قراءة كتاب الله وشيء من تفسيره، مع التدبر بما فيها، ومطالعة شيء من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وقراءة سيرته العطرة، فالمنتسبون لأمة الإسلام يجب عليهم أن يكون لديهم التصاق تام بهذا الإرث (كتابًا وسنة)، فهو عصمة لهم من الفتن، ووقاية لهم من مضلات الأهواء، خصوصًا حينما يحسن القارئ لهما التعامل معهما.
إن سؤلات المستقبل تفيد حراكنا الدعوي؛ مثل:
- ماذا يمكن أن يحدث؟
- ما الإمكانات المادية والمعنوية للتفاعل مع ما سيحدث؟
- كيف سأفعل؟
- ما نظرتنا للمستقبل حيال الصعوبات؟
من هذا المنطلق لعل هذه إشارات ولمحات في نقاط وخطوات يجدر الاعتناء بها في مستقبلنا الدعوي، وتكشف ما يمكن أن يفيدنا في مستقبلنا من خلال حاضرنا الذي نعيشه؛ لنقيس الأحوال المستقبلية بسبب النظر في الحاضر لاحتياجات المستقبل؛ ولما نستفيده من خبرة متراكمة، وتجارب سابقة ماضية؛ تتفتح لها البصائر والأبصار؛ مع إحداث جانب الاقتدار الإنساني واهتبال الفرص المواتية، فليس النظر في الماضي إن استنبطت منه الدروس والعبر، والإفادة من التجارب والخبرات سيعطينا المزيد المفيد من العمل للحاضر والمستقبل، كلما زدت من النظر إلى الوراء كان ما يمكنك رؤيته فيما هو آت أكثر.
إن أمة لا تعتني بالموهوبين منها، ولا تقدم لهم الكفايات اللازمة لتنشيط قدراتهم ستبقى في ذيل الأمم؛ لأن من وسائل تحقيق العزة والمنعة إيجاد الوسائل المتقدمة التي تحمي قدراتها، وتحقق وجودها، وإذا حصل تفريط من ساسة الدول الإسلامية في ذلك فالجدير البحث عن أكثر الدول الإسلامية استعدادًا لتحمل أعباء وتكاليف النهوض بالمبدعين والمبتكرين وأصحاب الكفايات والطاقات؛ إضافة إلى تعاون الدعاة معهم فيما هو أحظ لخدمة الصالح العام، والانتفاع العرفي لخير البشرية والإنسانية جمعاء؛ إذ الدعوة تستهدف عموم الناس(18).
***
__________________
(1) لماذا لا نفكر؟ موقع المسلم.
(2) الفوائد، لابن القيم، ص198-199.
(3) موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام، الدرر السنية (8/ 56، بترقيم الشاملة آليًا).
(4) شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي، ص74.
(5) مجموع الفتاوى (17/ 394).
(6) إحياء علوم الدين (4/ 425).
(7) تفسير القرطبي (6/ 31).
(8) فضل علم السلف على علم الخلف، ص99.
(9) مفردات ألفاظ القرآن، ص83، 643.
(10) لماذا لا نفكر؟
(11) خبراء في الفكر والفلسفة ولكن، شبكة الألوكة.
(12) التفكير العلمي، ص28.
(13) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (9/ 121).
(14) لماذا لا نفكر؟
(15) المصدر السابق.
(16) مغني المحتاج (4/ 212).
(17) هي هكذا، ص237.
(18) صناعة مستقبلنا الدعوي تنظيرًا وتأثيرًا، مركز البحوث الدراسات.