logo

الهجوم على السنة النبوية


بتاريخ : الاثنين ، 13 ربيع الآخر ، 1444 الموافق 07 نوفمبر 2022
بقلم : تيار الاصلاح
الهجوم على السنة النبوية

كثرت السهام التي توجه للإسلام وللقضايا المسلَّمة عند جماهير علماء الأمة في هذا الزمان، وهذه الهجمات ليست جديدة، ولا يستبعد أن تكون هنالك أيدٍ خفيةً تحرك مثل هذه الدعوات المغرضة لتشكيك المسلمين عامة وطلبة العلم الشرعي خاصة في قضايا صارت من القطعيات في دين الإسلام؛ كقول بعض من ينسب للعلم الشرعي: إن السنة ليست مصدرًا للتشريع، ويجب الاكتفاء بما في القرآن الكريم، وكقول بعضهم: إنه لا يوجد حديث واحد قاله النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه؛ بل كل ما ورد إنما هو بالمعنى، وكقول بعضهم: إن أصول الفقه بدعة، وإنه لا قياس في الشرع، ونحو ذلك من الترهات والخزعبلات.

حملة شرسة يقودها تحالف شيطاني من أدعياء العلم والثقافة الإسلامية، وتتبنى وسائل إعلام هذا التحالف وتروج له، إيمانًا منها بأن التشكيك في المصدر الثاني للتشريع بدعاوى زائفة سيؤدي حتمًا إلى التشكيك في الإسلام، أو زعزعة ثقة المسلمين به، وتشويه صورته في عيون غير المسلمين، أو على الأقل التشويش على إيمان المسلمين بأهمية السنة النبوية، وقد نال رواة الأحاديث وعلى رأسهم الصحابي الجليل أبو هريرة الراوي الأول للأحاديث، والإمام البخاري صاحب أكبر وأوثق كتب الحديث؛ القدر الأكبر من الطعن والسخرية والتشويه.

إن هؤلاء اطَّلعوا على كثير من الأصول والمصنفات الإسلامية، ولكنهم منذ أن اطلعوا وكتبوا؛ لم يحملوا بين جنبيهم إلا فؤادًا مليئًا بتكذيب الإسلام، فهم يدسون أصابعهم في كل شيء ليتخذوا من أي شيء دليلًا على أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كاذب، وقرآنه مفتعل وسنته مختلقة، والإسلام كله- منذ جاء إلى أن بلغنا- مجموعة مفتريات، ومن بهذه الصفة لا يجوز أن تكون له حرمة أهل العلم.

وأحسن وصف لهم ولأمثالهم قول الأستاذ أحمد فارس الشدياق: إن هؤلاء.. لم يأخذوا العلم عن شيوخه، وإنما تطفلوا عليه تطفلًا، وتوثبوا فيه توثبًا؛ ومن تخرج فيه بشيء فإنما تخرج على القسس، ثم أدخل رأسه في أضغاث أحلام أو أدخل أضغاث أحلام في رأسه، وتوهم أنه يعرف شيئًا وهو يجهله، وكل منهم إذا درس في إحدى لغات الشرق، أو ترجم شيئًا منها تراه يخبط فيها خبط عشواء، فما اشتبه عليه منها رقعه من عنده بما شاء، وما كان بين الشبهة واليقين حَدَس فيه وخمن، فرجح منه المرجوح وفضل المفضول (1).

فأعداء السُّنة يريدون أن يصدوا المسلمين عن سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، يريدون أن يصدوهم عن العلم النافع، إذ السنة فيها نجاحهم في الدنيا وفلاحهم في الآخرة.

ولقد حاولوا إزالة السنن من الوجود والقضاء عليها –لو استطاعوا- أو أن يجعلوا وجودها وجودًا شكليًا فاقدًا للقيمة، إلا أنهم لم ينالوا خيرًا، ولم يستطيعوا أن ينالوا من السنة شيئًا؛ فانقلبوا خاسرين ومهزومين، مثلهم كمثل الذي يحاول قلع جبل أُحُد مثلًا فأخذ يحوم حوله وفى سفحه لينقل من أحجاره حجرًا حجرًا ظنًا منه أنه يمكنه بصنيعه هذا قلع الجبل وإزالته من مكانه، أو كالذي يغترف من البحر اغترافًا بيده أو بدلوه، محاولًا بذلك أن ينفد البحر أو يجف ماؤه.

وما من شك أن هذا المسكين سوف تنتهي أوقاته ويجئ أجله المحدود والمحتوم، والجبل باق مكانه شامخًا ليصعد أصحاب الخبرة ويترددوا بين شعابه، ليعثروا على ما قد يخفى على غيرهم، بين تلك الشعاب المتنوعة التي لا يفطن لها غيرهم إذ لكل ميدان رجال.

كما يبقى البحر ثابتًا مكانه ليغوص الغواصون من رجال هذا الشأن، فيخرجوا للناس اللآلئ والدرر من مسائل علم الحديث النافعة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء (2).

أسباب الهجوم على السنة:

1- هدم المصدر الثاني للتشريع في الإسلام:

الأسباب كثيرة لعل أهمها هدم المصدر الثاني للتشريع في الإسلام -بعد القرآن- عن طريق إنكار حجية السُنة والطعن فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، ولهذا ظهرت جماعات مارقة عن الدين منذ عهد النبوة حتى اليوم فمنهم «القرآنيون» الذين يزعمون أن القرآن يكفي لقول الله تعالى {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38]، وشاءت إرادة الله أن يفضح هؤلاء في الآية التالية مباشرة حيث يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام: 39]، كما أن لديهم فهما مغلوطًا ومحدودًا يحركه الهوى الشخصي والضلال لقول الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89] ولا بد هنا من الإشارة إلى أن مصطلح «التنوير الإسلامي» براق ولذا استغله أدعياء الدعوة.

2- الجهل بالسنة:

فقديمًا قالوا: من جهل شيئًا عاداه.

بل إن جهلهم جهل مركب؛ والطلاب الصغار يحفظون أن حمار الحكيم توما أحسن منه حالًا، برغم حكمته وهيبته.

قال حمار الحكيم توما: لو أنصف الدهر كنت أركب، فإنني جاهل بسيط وصاحبي جهله مركب!

وللجهل المركب مضاعفات وخيمة الأثر شديدة الخطر، والجهل المركب هو نوع من العلم الخطأ، فعدم العلم بشيء ما جهل بسيط، والعلم بهذا الشيء على خلاف الواقع جهل مركب.

ومن مضاعفات هذا الجهل أن تخدع به الأغرار، وأن تبذل الجهود لإشاعته ومد رقعته، وأن تزاحم به العلم الصحيح، حتى يضيق الخناق على الحقيقة فتزهق، وينفسح المجال أمام الباطل فيخلو الجو لتضليله وتضطرب الحياة بوساوسه.

هذا الجهل الموجه أو هذا العلم الموجه، عنوان صادق للبحوث التي كتبها عن الإسلام كثير من المستشرقين وكثير من أذيالهم وروجوها بين قومهم؛ ليرضوا ضغائنهم على الإسلام، ويشيعوا سخائمهم على نبيه الجليل الكريم.

وكتَّاب هذه البحوث لم يدخلوا ميدان العلم وبين حناياهم ضمائر سليمة، بل لم تخامرهم يومًا نية التجرد للحق والإخلاص في طلبه.

3- خدمة الاستعمار:

أعداء السنة موظفون في إدارات الاستعمار، فهمهم الغالب أن يلوثوا سمعة الإسلام، وأن يسوغوا المظالم النازلة بأهله، وذلك بإظهارهم وكأنهم أتباع رجل مبطل ودين مظلم؛ المستعمرون يسخِّرون قواهم المادية لسحق هذه الأمة.

والمستشرقون يقدمون الأسباب العلمية والتاريخية لهذا العدوان، بأن يُظهروا هذا الدين وأصحابه في شكل منكر، ويغلفوا أصوله وفروعه بحشد لا آخر له من الأكاذيب، حتى تبدو وكأنها بقايا خرافات يجب محوها محوًا.

ومن دسائس الاستعمار في الشرق الإسلامي أنه مهَّد بين يدي هذه البحوث المزورة، فجعل فريقًا منا يُقبل عليها، ويقبل بعض ما جاء بها (3).

والعلمانيون يرددون ما أملاه عليهم أسيادهم من المستعمرين والمستشرقين فمثلهم {كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171].

وهؤلاء على حد تعبير الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى: سفراء فوق العادة لليهود والنصارى، والفرق بينهم وبين السفراء الرسميين أن هؤلاء لهم تقاليد تفرض عليهم الصمت، وتصبغ حركاتهم بالأدب، أما أولئك السفراء فوظيفتهم الأولى أن يثرثروا في الصحف وفى المجالس، وأن يختلقوا كل يوم مشكلة موهومة ليُسقطوا من بناء الإسلام لبنة، وليذهبوا بجزء من مهابته في النفوس، وبذلك يحققون الغاية الكبرى من الزحف المشترك الذى تكاتفت فيه الصهيونية والصليبية في العصر الحديث، إن هؤلاء النفر من حملة الأقلام الملوثة أخطر على مستقبلنا من الأعداء السافرين، فإن النفاق الذى برعوا فيه يخدع الأغرار بالأخذ عنهم، وقد يقولون كلمات من الحق تمهيدًا لألف كلمة من الباطل تجئ عقيبها (4).

الحملة الظالمة على السنة:

بدأت الحملة على يد المنافقين ومن على شاكلتهم منذ أيام النبوة حتى الآن، وهدفها التشكيك في الإسلام، وتضم هذه الحملة كل أعداء الإسلام الظاهرين من غير المسلمين؛ وخاصة المستشرقين وأنصارهم، ممن يزعمون أنهم يقودون تيار التنوير الإسلامي، من أصحاب الأفكار العلمانية التي تدعو إلى حبس الإسلام في المساجد بحيث لا تكون له علاقة بالحياة، ويضم تيار أعداء السنة كذلك بعض الجماعات والفرق المأجورة عبر التاريخ، حيث تحالفت مع القوى الاستعمارية؛ بل وجماعات التبشير؛ لهدم الإسلام من داخله وبأيدي أبنائه تحت مسميات ومصطلحات براقة، ولهذا فإن أعداء السنة يمكن كشفهم بسهولة إذا أعملنا عقولنا وطبقنا مقولة: «فتش عن المستفيد».

مخاطر القرآنيين:

جماعة «القرآنيين» هي أخطرهم بالتأكيد، بدليل احتضان الدول غير الإسلامية لهم، ويعيش مؤسسها أحمد صبحي منصور في أمريكا، ويتم توفير جميع الإمكانيات له لنشر أفكاره المسمومة في العالم وبكل اللغات، باستخدام التقدم الهائل في وسائل الاتصال، وقد زين لهم شياطين الإنس والجن أعمالهم فقالوا: لا نأخذ إلا بما صرح به القرآن الكريم وندع ما عداه، لا قيمة لما جاء في السنة عندنا.

تحالفت شياطين الإنس والجن لنشر الضلال وإبعاد المسلمين عن هداية السنة النبوية، وهؤلاء في قلوبهم مرض كما وصفهم القرآن، وينطبق عليهم قول الحق سبحانه: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)} [الكهف: 103- 105]، ووصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه» (5)، وتناسى هؤلاء الجهلاء عن عمد قول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، وقوله تعالى كذلك: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم: 3- 5]، وقول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44].

كتابة الأحاديث:

منكري السُنة يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كتابتها وأمر بكتابة القرآن فقط، وهذه مقولة حق يراد بها باطل، حيث استندوا في زعمهم هذا إلى حديث رواه أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تكتبوا عني شيئًا غير القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار» (6)، وكان هذا النهي مؤقتًا، ولعلة؛ هي خوفه صلى الله عليه وسلم من التباس الحديث في أول الأمر بالقرآن الكريم الذي كان ينزل آية آية وسورة سورة، وبالتالي كان هناك احتمال -ولو بسيط- بوضع حديث نبوي موضع آية قرآنية، وكذلك لحرصه صلى الله عليه وسلم على المحافظة على قوة ملكات الصحابة في الحفظ للأحاديث، فضلًا عن أن من يجيدون الكتابة لم يكونوا كثيرين، والدليل أن هذا النهي كان مؤقتًا أنه تم بعد ذلك الإذن للصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص بكتابة الحديث.

حجة باطلة:

يدعى منكرو السُنة أن الأحاديث الصحيحة المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قليلة جدًا، والباقي كله ضعيف ومكذوب، وهذه حجة باطلة يريد أصحابها نزع الثقة من الأحاديث النبوية كلها، ويتجاهل هؤلاء جهود علماء الإسلام الموثوق بهم في رواية الحديث ومعرفة تراجم الرواة، حتى إنهم لم يدعوا شيئًا من الأحاديث النبوية إلا وبينوا منزلته من القبول والرد، وأبدعوا علمًا فريدًا خاصًا بذلك يسمى علم «مصطلح الحديث»، وحققوا ودققوا في تاريخ الرواة من خلال ما يطلق عليه «الجرح والتعديل».

من أين عرفوا أركان الإسلام وكيفية تأديتها وأحكامها الشرعية، والصحيح والخطأ في تطبيقها؟ هل تفاصيل الصلاة والزكاة والصوم والحج مذكورة في القرآن حتى نستغني عن السنة النبوية سواء كانت قولية أو فعلية؟ ومع هذا فإن أعداء الإسلام يحاولون أن يشككوا المسلمين في سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا حتى يلبسوا الحق بالباطل وهم يعلمون، ولهذا فإن من ينادي بعدم الأخذ بسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون خارجًا عن الإسلام لأنه أنكر معلومًا من الدين بالضرورة.

يزعم أعداء السنة أن أهل السنة والجماعة يرون أن السنة مكملة للقرآن وكأن فيه نقصًا، وهذا افتراء على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، لأن كل علماء الأمة أكدوا أن السنة النبوية الشريفة مبينة ومظهرة ومفسرة للقرآن الكريم وليست مكملة له، وإذا كان القرآن هو الكلام المعجز الذي أنزله الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم فإن السُنة قد ألهم الله بها عبده ونبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم، حتى أنه حين كان يتم توجيه سؤال إليه في بعض القضايا أو الأمور لا يتعجل الإجابة حتى ينزل عليه الوحي ليوضح حكم الله فيها فيوضحه للسائل، وبالتالي فإن السُنة لا يمكن الاستغناء عنها إطلاقًا ولولاها لغابت عنا أمور كثيرة.

فضائيات الفكر الضال:

هناك تحالف شيطاني بين أعداء الداخل والخارج ضد الدين، إلا أن أعداء الداخل غير الظاهرين من المسلمين هم الأشد خطرًا على السُنة النبوية من أعداء الخارج، لأن الطائفة الأولى تعيش بيننا وتجد من يفتح لهم الطريق لبث سمومهم عن طريق وسائل الإعلام المأجورة؛ وخاصة القنوات الفضائية التي تستضيف أصحاب الفكر الشاذ، الذين لا هم لهم إلا التشكيك في السنة لزعزعة الثقة فيها، مع أنها واضحة لا غموض فيها، والتشكيك مستمر من عهد النبوة وسيستمر حتى قيام الساعة، ولهذا نجدهم يركزون على صحيح البخاري باعتباره أصح كتاب بعد كتاب الله ثم الطعن في صحيح مسلم الذي يلي البخاري في الأهمية (7).

اتفق علماء الأمة عبر العصور على أن صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله، ولهذا فإن الطعن فيه والسخرية منه الهدف منه التشكيك في السنة وإضعاف ثقة المسلمين فيها، والواقع أن من يقرأ سيرة الإمام البخاري سيجد أن لديه إقبالًا كبيرًا على العلم منذ الصغر حتى إنه قام بأداء فريضة الحج وعمره ثماني عشرة سنة، ثم أقام بمكة يطلب بها الحديث، ثم رحل بعد ذلك إلى كثير من مشايخ الحديث في البلدان، حتى أنه كتب عن أكثر من ألف شيخ، ووهبه الله قوة في الحفظ، وكان ينظر في الكتاب لبعض الوقت فيحفظه، ولهذا لقبوه ب «أمير المؤمنين في الحديث»، وكان ورعًا، ومما قاله عن نفسه: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.

واجبات لا بد منها:

لا شك أننا أمام هجمة جديدة على السنة النبوية الشريفة، ونرى أنه على المسلم المعاصر بعض الواجبات تجاهها، منها:

أولًا: اعتقاد حُجيتها:

أول ما يجب علينا تجاه السنة النبوية أن نعتقد حجيتها، وأنها المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله جل وعلا، والبعْدية هنا في الفضل، أما في الاحتجاج فحجية السنة كحجية الكتاب، ومن واجبنا أن نعتقد أن كليهما وحي من عند الله جل وعلا.

فعن حسان بن عطية قال: كان جبريل ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن (8).

وقال تعالى: {وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وكان فضل الله عليك عظيمًا} [النساء: 113]، قال ابن كثير: الكتاب، وهو القرآن، والحكمة، وهي السنة (9).

وقال السعدي: والحكمة: إما السُّنَّة التي قد قال فيها بعض السلف: إن السُّنَّة تنزل عليه كما ينزل القرآن (10).

وقال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى (3) إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم: 3- 4]؛ ولذا عنون الخطيب -في الكفاية- بقوله: ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله وحكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي السنن عن المقدام بن معد يكرِب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا إني أُوتيت القرآن ومثله معه، ألا لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه حلالًا فأحلوه، وما وجدتم فيه حرامًا فحرموه، ألا وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله» (11)، والأدلة على حجية السنة كثيرة مشهورة، والكلام في ذلك يطول فنكتفي بهذه الإشارة الموجزة الواضحة.

ثانيًا: عدم معارضتها بآراء الرجال وأذواقهم، والذبّ عنها وردّ شبهات المنافقين واللادينيين؛ فالواجب تقديم النقل على العقل، وفي الحقيقة ليس في السنة الصحيحة ما يعارض العقل الصحيح أو صريح المعقول، وحيثما توهمنا التعارض في الظاهر فلنعلمْ -دون تردُّد- أن الحق ما جاءت به السنة الصحيحة، وأن العقل -لا محالة- سيدرك ذلك عاجلًا أو آجلًا.

فالسنة لا تُعارَض بآراء الرجال، ولكن ليس معنى ذلك أن المرء -لأول وهلة- إذا قرأ حديثًا يخالف أقوال العلماء يتجرأ، ويقول: هؤلاء العلماء خالفوا الحديث، ولا يكلف نفسه أن يعرف مستند العلماء ووجه قولهم؛ فهذا التصرف من الجهل والتطاول على أهل العلم، وإنما المقصود أن المسلم إذا بحث في معنى الحديث، وقول مَن خالف الحديث من العلماء، واجتهد في ذلك فظهر له أن الحديث كما فهمه، وأن العلماء قرروا ما فهمه ومَن خالف لم يظهر لمخالفته وجه راجح، فحينئذ عليه الأخذ بالحديث دون قول مَن خالفه.

أما أن تكون المسألة مجرد تسرُّع وتطاول على العلماء مع الجهل بوجه الحديث وعدم تكليف النفس الوقوف على تفسيره عند السلف والعلماء فهذا شذوذ وإفساد وليس تمسكًا بها.

ثالثًا: بذل الأسباب لحفظها من الضياع:

وحفظ السنة من الضياع أمر تكفل به رب العزة جل وعلا حين قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، ولكن ذلك لا يعفينا من السعي في حفظها كما سعى الصحابة في حفظ كتاب الله من الضياع والتحريف، مع أن الله جل وعلا متكفل بحفظه، ومن ثم جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن وكتب عثمان رضي الله عنه المصاحف، وكما اهتم الصحابة رضوان الله عليهم بحفظ كتاب الله جل وعلا فكذا كانت عنايتهم شديدة بالسنة والمحافظة عليها ولنا فيهم أسوة حسنة.

لقد كان سعيهم في حفظها من الضياع بوسيلتين، هما الحفظ والتدوين، ولكل منهما دوره في حفظ السنة، فإنه إذا فُقد الرجال الحفاظ بقيت المخطوطات والكتب، فيحملها قوم من جديد، وإذا فقدت المخطوطات والكتب بقي الرجال يحملون السنة في صدورهم، فيمكن كتابتها من جديد.

رابعًا: الاجتهاد في تنقيتها من الكذب وتمييز صحيحها من ضعيفها:

وهذا الواجب -وهو تحقيق الحديث النبوي- فرض كفاية، ولا يزال ملقى على عاتق الأمة منذ وقوع الفتن في الصدر الأول وإلى الآن، وليس مطلوبًا من المشتغلين بعلم الحديث أن يكفّوا عن مواصلة جهودهم في هذا الشأن والاستفادة من مشايخه، كلا، وإنما المطلوب ألا ينسوا دورهم في قيادة الأمة، وفي حفظ عقيدتها وشريعتها في الواقع العملي من المسخ والتحريف.

خامسًا: تدارسها والسعي إلى نشرها وإحيائها وتبصير الناس بها:

فينبغي أن يشيع بيننا دراسة الحديث النبوي الشريف وفهمه، وليكن ذلك في بيوتنا وفي مساجدنا، كلٌّ حسب طاقته، فقد يلتقي البعض على دراسة "الأربعين النووية"، ويقرأ آخرون في "رياض الصالحين"، وآخرون يتدارسون "جامع العلوم والِحكَم"، وآخرون يتدارسون كتب السنة كالصحيحين وغيرهما.

ثم ينبغي لمن وعى ذلك أن يسعى في نشره وتبصير الناس به، كما في الحديث الصحيح عند الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نضر الله امرأ سمع منا شيئًا فبلغه كما سمع، فرب مبلغ أوعى من سامع» (12)، ويلحق بذلك إحياء السنن المهجورة وحث الناس عليها، وإحياء السنن المهجورة هو المقصود في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مسلم وغيره: «مَن سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء..» (13)، فالحديث وارد في إحياء سنة وحث الناس عليها، وقصته أن قومًا فقراء مخرقي الثياب قدموا المسجد، فقام رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتصدق عليهم فتبعه الناس واقتدوا بفعله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث مُثنيًا على ذلك الرجل.

لكن توجد هنا ملاحظة: وهي مراعاة التدرج والرفق في إحياء هذه السنن، فبعض الناس قد يستنكرون -بشدة- بعض السنن بعدما قضوا دهرًا طويلًا من أعمارهم لم يسمعوا بها، وحينئذ ينبغي أن يكون موقفنًا وسطًا بين طرفين، بين مَن يتجاهل هجران تلك السنة ويرى عدم المحاولة في هذه الحالة، ومَن يريد تغيير هذا الهجران بشدة -أو على الفور- مهما أدى إليه من فتنة أو نفور أو وحشة بين الناس وحَمَلة السنة، فالأول متقاعس عن القيام بدوره نحو السنة، والآخر أراد القيام بدوره، لكن دون فقه، كمن يبني قصرًا ويهدم مِصرًا، فليس كل مَن ابتغى خيرًا أقدم عليه دون نظر في العواقب، وإلا فكم أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فعل خير ولكن توقفوا دفعًا لشر أو مفسدة أكبر، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «لولا قومك حديث عهدهم -قال ابن الزبير: بكفر- لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين، باب يدخل الناس، وباب يخرجون» ففعله ابن الزبير (14).

والمقصود هو الحرص على إحياء السنة، لكن مع التدرج واتقاء الشرور التي ربما يكون دفْعها أحب إلى الله تعالى من الإتيان بتلك السنة.

سادسًا: التمسك بها والتزامها، علمًا واعتقادًا، وعملًا وسلوكًا والتحلي بأخلاق أهلها:

وهذا هو المقصود لذاته من حفظ السنة ودراستها، فالعلم يراد للعمل وسعادة العبد في الدنيا والآخرة في التمسك بما في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلحق بها ما سنَّه الخلفاء الراشدون لقوله صلى الله عليه وسلم: «فإنه من يعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عَضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإن كلَّ بدعة ضلالة» (15).

وقال صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض» (16).

فمن أعظم التمسك والعمل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الرجوع إليها مع كتاب الله تعالى عند التنازع وردّ الأمور إليها، لا إلى قوانين البشر، ولا يتحقق إيمان لأحد إذا لم يكن احتكامه للكتاب والسنة، قال تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخرِ} [النساء: 59]، وكما قال العلماء: فالرد يكون إليه صلى الله عليه وسلم في حياته وإلى سنته بعد مماته، وقال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، وقال جل وعلا: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا} [الأحزاب: 36] (17).

قال ابن سِيرين: كانوا -أي الصحابة- يتعلمون الهدى (أي السيرة والهيئة والطريقة والسَّمْت) كما يتعلمون العلم (18).

وقال أبو حنيفة: الحكايات عن العلماء أحب إليَّ من كثير من الفقه؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم (19).

وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين (20).

وقال ابن المبارك رحمه الله: تعلمت الأدب ثلاثين سنة، وتعلمت العلم عشرين سنة (21).

قال ابن القيم: ونحن نقول قولًا كليًا نشهد الله تعالى عليه وملائكته أنه ليس في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخالف القرآن، ولا يخالف العقل الصريح، بل كلامه بيان للقرآن، وتفسير له، وتفصيل لما أجمله، وكل حديث رده من رد الحديث لزعمه أنه يخالف القرآن فهو موافق للقرآن مطابق له، وغايته أن يكون زائدًا على ما في القرآن، وهذا الذى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبوله ونهى عن رده بقوله: «لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا أدرى ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه» (22)، فهذا الذى وقع من رد بعض الأحاديث بدعوى عرض السنة على القرآن وقع بسبب وضع قاعدة باطلة لرد الأحاديث بها بقولهم في كل حديث زائد على ما في القرآن: هذا زيادة على النص، فيكون نسخًا، والقرآن لا يُنسخ بالسنة، فهذا الذى حذر منه صلى الله عليه وسلم أمته ونهاهم عنه، وأخبرهم أن الله تعالى أوحى إليه ومثله معه، فمن رد السنة الصحيحة بغير سنة تكون مقاومة لها متأخرة عنها ناسخة لها، فقد رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد وحى الله (23).

وقد صنف الإمام أحمد رضى الله عنه كتابًا في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم رد فيه على من احتج بظاهر القرآن في معارضة سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك الاحتجاج بها، فقال في أثناء خطبته: إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه بعث محمدًا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأنزل عليه كتابه الهدى والنور لمن اتبعه، وجعل رسوله الدال على ما أراد من ظاهره وباطنه، وخاصه وعامه، وناسخه ومنسوخه، وما قصد له الكتاب.

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو المعبر عن كتاب الله الدال على معانيه شاهده أراد الله من كتابه بمشاهدتهم وما قصد له الكتاب فكانوا هم المعبرين عن ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جابر: ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا عليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به، ثم ساق الآيات الدالة على طاعة الرسول الموجبة لمتابعته صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر الآيات التي فسرت السنة مجملها؛ والمقصود أن أئمة الإسلام جميعهم على هذه الطريقة، الأخذ بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صح، ولم يأت بعده حديث آخر ينسخه، سواء عرفوا من عمل به أم لا، وسواء عمل الناس بخلافه أو بوفاقه، فلا يتركون الحديث لعمل أحد، ولا يتوقفون في قبوله على عمل أحد، ولا يعارضون بالقرآن ولا بالإجماع، ويعلمون أن هذه المعارضة من أبطل الباطل، ثم ذكر الإمام أحمد الاحتجاج على إبطال قول من عارض السنن بظاهر القرآن (24).

قال ابن حبان: الواجب على من رُكِّب فيه آلة العلم أن يراعي أوقاتَه على حفظ السنن، رجاء اللحُوقِ بمن دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ الله جل وعلا أمر باتباع سنته، وعند التنازع إلى مِلته، حيث قال: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] (25).

ويقول الخطيب البغدادي: وكفى المحدِّث شرفًا أن يكون اسمه مقرونًا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذِكْرُهُ متصلًا بِذِكْرِهِ: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21]، والواجب على من خصَّه الله تعالى بهذه المرتبة، وبلَّغه إلى هذه المنزلة، أن يَبْذُل مجهوده في تتبُّع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، وطلبها من مَظَانِّها، وحَمْلِها عن أهلها، والتَّفَقه بها، والنظر في أحكامها، والبحث عن معانيها والتأدب بآدابها... ويوفي الحديث حَقَّهُ من الدراسة والحفظ والتهذيب والضبط، ويتميز بما يقتضيه حاله، ويعود عليه زينه وجماله (26).

-----------

(1) دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين/ المقدمة.

(2) السنة النبوية بين كيد أعدائها وجهل بعض أتباعها/ الشبكة العالمية لدراسة الحديث.

(3) دفاع عن العقيدة والشريعة/ المقدمة.

(4) انظر: مقدمة كتاب ظلام من الغرب لفضيلة الشيخ الغزالي.

(5) أخرجه أبو داود (4605).

(6) أخرجه أحمد (11536).

(7) الهجوم على السنة النبوية هدفه التشكيك في الإسلام/ صحيفة الخليج.

(8) الإبانة الكبرى لابن بطة (1/ 255).

(9) تفسير ابن كثير (2/ 410).

(10) تفسير السعدي (ص: 201).

(11) أخرجه أحمد (17174).

(12) أخرجه الترمذي (2657).

(13) أخرجه مسلم (1017).

(14) أخرجه البخاري (126).

(15) أخرجه ابن حبان (5).

(16) أخرجه الترمذي (3788).

(17) واجب المسلم تجاه السنة النبوية/ جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث.

(18) الجامع لأخلاق الراوي (1/ 79).

(19) أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض (1/ 21).

(20) تذكرة السامع والمتكلم (ص: 2).

(21) فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب (9/ 283).

(22) سبق تخريجه.

(23) مختصر الصواعق المرسلة (ص: 613).

(24) إعلام الموقعين (2/290- 293).

(25) المجروحين (ص: 15).

(26) الكفاية في علم الرواية (ص: 6).