logo

الله أعلم بأعدائكم


بتاريخ : الأحد ، 22 ذو الحجة ، 1439 الموافق 02 سبتمبر 2018
بقلم : تيار الاصلاح
الله أعلم بأعدائكم

معركة الحق والباطل معركة قديمة ومستمرة إلى أبد الآبدين؛ لأنه ما دام هناك مؤمن وكافر، مشرك وموحد، منصف وظالم، محسن ومسيء، مستقيم ومنحرف، رحيم وقاس، ما دام هناك صفات متقابلة، إذًا المواجهة بين أهل الحق وأهل الباطل مواجهة مستمرة، قال تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة:٣٦].

والعداوة بين الناس من عمل الشيطان وكيده، قال ربنا سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:91].

ووجود أعداء في حياة الإنسان أمر لا مفر منه، فمنذ أن دبت العداوة بين ابني آدم وأدت إلى قتل أحدهما للآخر وهي متفشية في الناس، أقارب كانوا أم أغراب، وكأن الله تعالى أراد أن يعلمنا أن لا شيء يمنع العداوة حتى بين الإخوة والأخوات إذا قامت أسبابها، وما أكثرها هذه الأيام.

أما أعداء هذه الأمة فهم أعداء الهدى، وأعداء منهج الله الصحيح دائمًا، وهم لا يريدون رؤية الحق، كما أنهم لا يريدون ترك العداء المستحكم في قلوبهم لهذا الحق من قبل ومن بعد، وعلى الأمة المسلمة أن تعرفهم على حقيقتهم، من تاريخهم القديم مع رسل الله، ومن موقفهم الجديد منها ومن رسولها ودينها القويم(1).

وتدلنا آيات القرآن الكريم على مسببات وقوع العداوة والبغضاء بين أبناء أهل الملة الواحدة فيما سبق الإسلام من يهود أو نصارى، أهمها تركهم بعض ما أمروا به، فجزاهم الله بإلصاق العداوة والبغضاء بينهم: {فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة:14].

ولقد وقع بين الذين قالوا إنا نصارى من الخلاف والشقاق والعداوة والبغضاء في التاريخ القديم والحديث، مصداق ما قصه الله سبحانه في كتابه الصادق الكريم، وسال من دمائهم على أيدي بعضهم البعض ما لم يسل من حروبهم مع غيرهم في التاريخ كله، سواء كان ذلك بسبب الخلافات الدينية حول العقيدة، أو بسبب الخلافات على الرياسة الدينية، أو بسبب الخلافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي خلال القرون الطويلة لم تسكن هذه العداوات والخلافات، ولم تخمد هذه الحروب والجراحات، وهي ماضية إلى يوم القيامة كما قال أصدق القائلين، جزاء على نقضهم ميثاقهم، ونسيانهم حظًا مما ذكروا به من عهد الله، وأول بند فيه هو بند التوحيد، الذي انحرفوا عنه بعد فترة من وفاة المسيح عليه السلام(2).

ولا تزال طوائف اليهود متعادية، وإن بدا لنا عكس ذلك في هذه الفترة، فينبغي ألا ننظر إلى فترة قصيرة من الزمان، ولا إلى مظهر لا يشمل الحقيقة كاملة، ففي خلال ألف وثلاثمائة عام واليهود في شحناء وذل وتشرد، ومصيرهم إلى مثل ما كانوا عليه.

ومن المشاهد الحياتية يتراءى لكل ذي بصيرة أن البعد عن شريعة الله عز وجل، في أي شأن من شئون الحياة، سبب لوقوع العداوة والبغضاء.

فالبعد عن شرع الله في اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح، وتربية الأبناء وتهذيبهم والعدل بينهم، وتقسيم الميراث؛ سبب لانحراف الأبناء، وتطاولهم على الآباء، ولهجران الزوج أو الزوجة لبيت الزوجية، ولامتلاء ساحات المحاكم بالمتشاحنين على تقسيم التركة.

وتسبب عدم اتباع شرع الله في إقامة النظام الاقتصادي والمالي للدولة فيما يعانيه أكثرية المسلمين من فقر مدقع، فلا طعام يسد جوعهم، ولا مساكن تواري سوءاتهم، ولا علاج يداوي أمراضهم.

وكما كان البعد عن شرع الله سببًا للعداوة والبغضاء بين الناس، فإن التقرب من الله عز وجل سبب لإلقاء الحب في قلوب الناس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه»(3)(4).

ولقد تكالب الأعداء بصنفيهم، المعلن والخفي، على أمة الإسلام، وبتنا نرى ونسمع العداء والهجوم والتطاول على عقائد المسلمين ومقدساتهم؛ لذلك كانت القاعدة الهامة التي نحتاج إلى تدبرها في قول الله تعالى: {وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} [النساء:45].

ولكي تُفهم هذه القاعدة جيدًا فلا بد من ذكر السياق الذي وردت فيه في سورة النساء، يقول تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا (45) مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46)} [النساء:44-46].

{أَلَمْ تَرَ} من رؤية القلب، وعُدي بـ(إلى) على معنى: ألم ينته علمك إليهم؟ أو بمعنى: ألم تنظر إليهم؟ {أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتابِ} حظًا من علم التوراة، وهم أحبار اليهود {يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ} يستبدلونها بالهدى، وهو البقاء على اليهودية، بعد وضوح الآيات لهم على صحة نبوّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه هو النبي العربي المبشر به في التوراة والإنجيل {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا} أنتم أيها المؤمنون سبيل الحق كما ضلوه، وتنخرطوا في سلكهم، لا تكفيهم ضلالتهم؛ بل يحبون أن يضل معهم غيرهم.

وقرئ: أن يضلوا، بالياء، وبفتح الضاد وكسرها {وَاللهُ أَعْلَمُ} منكم {بِأَعْدائِكُمْ} وقد أخبركم بعداوة هؤلاء، وأطلعكم على أحوالهم وما يريدون بكم فاحذروهم، ولا تستنصحوهم في أموركم ولا تستشيروهم {وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا} فثقوا بولايته ونصرته دونهم.

أو لا تبالوا بهم، فإن الله ينصركم عليهم، ويكفيكم مكرهم(5).

قال ابن كثير: «يخبر تعالى عن اليهود، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة، أنهم يشترون الضلالة بالهدى، ويعرضون عما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتركون ما بأيديهم من العلم عن الأنبياء الأولين في صفة محمد صلى الله عليه وسلم ليشتروا به ثمنًا قليلًا من حطام الدنيا، {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}؛ أي يودون لو تكفرون بما أنزل عليكم أيها المؤمنون، وتتركون ما أنتم عليه من الهدى والعلم النافع، {وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ}؛ أي: هو أعلم بهم ويحذركم منهم»(6).

هم يريدون أن يُضلوا المهتدين، يريدون أن يضلوا المسلمين، بشتى الوسائل وشتى الطرق، فهم لا يكتفون بضلال أنفسهم الذي يشترونه؛ بل يحاولون طمس معالم الهدى من حولهم؛ حتى لا يكون هناك هدًى ولا مهتدون.

وفي هذه اللمسة تنبيه للمسلمين وتحذير من ألاعيب اليهود وتدبيرهم، ويا له من تدبير! وإثارة كذلك لنفوس المسلمين ضد الذين يريدون لهم الضلالة بعد الهدى.

وقد كان المسلمون يعتزون بهذا الهدى، ويعادون من يحاول ردهم عنه إلى جاهليتهم التي عرفوها وعرفوا الإسلام، فكرهوها وأحبوا الإسلام، وكرهوا كل من يحاول ردهم إليها في قليل أو كثير، وكان القرآن يخاطبهم هكذا، عن علم من الله، بما في صدورهم من هذا الأمر الكبير.

ومن ثم يعقب على إبراز هذه المحاولة من اليهود، بالتصريح بأن هؤلاء أعداء للمسلمين، وبتطمين الجماعة المسلمة إلى ولاية الله ونصره، إزاء تلك المحاولة: {وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا}.

وهكذا يصرح العداء ويستعلن، بين الجماعة المسلمة واليهود في المدينة، وتتحدد الخطوط(7).

الذين يودون ضركم ولا يودون نفعكم؛ ولذا أخبركم بهم لتعرفوهم وتجتنبوهم فتنجوا من مكرهم وتضليلهم(8).

وهذا، كما هو ظاهر، ذم لمن {أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ}، وفي ضمنه تحذير عباده عن الاغترار بهم، والوقوع في أشراكهم، فأخبر أنهم في أنفسهم {يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ}؛ أي: يحبونها محبة عظيمة، ويؤثرونها إيثار من يبذل المال الكثير في طلب ما يحبه، فيؤثرون الضلال على الهدى، والكفر على الإيمان، والشقاء على السعادة، ومع هذا {يُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} فهم حريصون على إضلالكم غاية الحرص، باذلون جهدهم في ذلك.

ولكن لما كان الله ولي عباده المؤمنين وناصرهم، بيَّن لهم ما اشتملوا عليه من الضلال والإضلال، ولهذا قال: {وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا}؛ أي: يتولى أحوال عباده ويلطف بهم في جميع أمورهم، وييسر لهم ما به سعادتهم وفلاحهم، {وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا} ينصرهم على أعدائهم، ويبين لهم ما يحذرون منهم ويعينهم عليهم، فولايته تعالى فيها حصول الخير، ونصره فيه زوال الشر، ثم بين كيفية ضلالهم وعنادهم، وإيثارهم الباطل على الحق، فقال: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا}؛ أي: اليهود وهم علماء الضلال منهم {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}... الخ تلك الجرائم التي تلطخوا بها.

هؤلاء العلماء الضُلّال من أهل الكتاب صنف من أصناف الأعداء الذين حذرنا الله منهم، وإذا كان الله عز وجل يخبرنا هذا الخبر الصادق في هذه القاعدة القرآنية: {وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} فحري بنا أن نتأمل جيدًا فيمن وصفهم ربنا بأنهم أعداء لنا، فليس أصدق من الله قيلًا، ولا أصدق من الله حديثًا.

{وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ}؛ أي: والله أعلم منكم بعداوة هؤلاء، فاحذروهم، ولا تستنصحوهم في أموركم(9).

قد يكون عندكم علم بالأعداء فيقال: أنتم عالمون بأعدائكم، لكن الله أعلم بالأعداء جميعًا؛ لأنه قد يكون لك عداوة بينك وبين نفسك، أو عداوة من زوجتك، أو عداوة من أولادك أو كل هذه العدوات جميعها أو بعضها، وهؤلاء، في ظاهر الأمر، لا يمكن للإنسان أن يتبين عداوتهم جميعًا، لكن الله أعلم بهم وبما يخفون؛ لذلك يقول: {واللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ}.

وجاء بها بعد قوله: {وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ}؛ أي مخافة أن نقول: إن هؤلاء أهل كتاب أو مسلمون مثلنا وكذا وكذا، وما دام الله هو الأعلم بالأعداء فهو لن يخدعنا ولن يغشنا، فيجب أن ننتبه إلى ما يقوله الحق من أنهم أعداؤنا(10).

قال القرطبي في قوله تعالى: {وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ}: «يريد منكم: فلا تستصحبوهم فإنهم أعداؤكم»(11).

أي أن الله جلّت قدرته أعلم منكم بأعدائكم؛ لأنكم تعلمون ما يبدو من أفعالهم وما يظهر على ألسنتهم، والله سبحانه وتعالى يعلم ما تخفي الصدور، وقد قال تعالى في آية أخرى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)} [آل عمران:118-120].

ومع أن هؤلاء أعداؤكم فلا تخافوهم ولكن احذروهم، ولا تتخذوا منهم أولياء توالونهم، بأن تتخذوا ولايتهم ولاية لكم بأن تنضووا تحتها، ولا تستنصروا بهم؛ لأنهم يريدون لكم الخذلان لا النصر، ومن اعتز بغير الله ذل، ومن استنصر بعدوه خذل(12).

وقال الطبري: «يعني بذلك تعالى ذكره: والله أعلم منكم بعداوة هؤلاء اليهود أيها المؤمنون, يقول: فانتهوا إلى طاعتي عما نهيتكم عنه من استنصاحهم في دينكم, فإني أعلم بما هم عليه لكم من الغش والعداوة والحسد، وأنهم إنما يبغونكم الغوائل, ويطلبون أن تضلوا عن محجة الحق فتهلكوا»(13).

قال السعدي: «فهم حريصون على إضلالكم غاية الحرص، باذلون جهدهم في ذلك، ولكن لما كان الله ولي عباده المؤمنين وناصرهم، بيَّن لهم ما اشتملوا عليه من الضلال والإضلال»(14).

وللعداوة أسباب مختلفة، منها ما يرجع إلى الشخص الذي تصدر عنه؛ مثل ابن آدم الذي ناصب أخاه العداء إلى أن تخلص منه بالقتل، وكان الدافع إلى ذلك هو الحسد.

ومنها ما يرجع إلى الشخص المستهدف بها؛ كأن يصدر عنه تصرف يصيب شخصًا آخر بالضرر؛ فتكون النتيجة أن يناصبه هذا الشخص، أو غيره ممن يعنيهم أمره، العداء فيعمل على الانتقام منه، وهو نوع من العداوة يمكننا أن نتجنبه إذا تحاشينا أسبابه والعوامل التي تؤدي إليه، ومن هذا النوع ما يرتبط ببعض العادات السيئة؛ مثل: شرب الخمر، وتعاطي المخدرات، ولعب الميسر، وهو ما حذرنا الله تعالى منه في قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [المائدة:91].

أنواع الأعداء:

كذلك فإن العقلاء يفضلون العدو الصريح في عداوته على من يتظاهر بالصداقة بينما هو يضمر العداوة؛ فبالنسبة للأول فإنهم يتوقعون أن يكيد لهم أو أن يؤذيهم؛ ومن ثم فإنهم يتخذون حذرهم منه، ويتوخون الحرص في تعاملهم معه؛ بل إنه كثيرًا ما يقوم العدو الصريح بتوجيه التهديدات إلى أعدائه فينذرهم؛ بل قد يحذرهم مما سيصيبهم منه من أضرار، سواء كان عازمًا بحق على تنفيذ ما يهدد به أم كان يقصد فقط أن يصيبهم بالخوف والقلق والتوتر لينغص عليهم حياتهم، بخلاف الثاني الذي يعدونه صديقًا بينما هو يضمر لهم العداوة، أو أنه صديق بحق ولكنه جاهل أحمق سيئ التصرف، فهم يفاجَئون به يتصرف على هذا النحو فلا يستطيعون تفادي ضرره.

ولقد حظيت العلاقات الإنسانية باهتمام العرب منذ القدم، فهذا يونس النحوي ينصح ويحـذر فيقول: «لا تعادين أحدًا ولئن ظننت أنه لا يضرك، ولا تزهدن في صداقة أحد ولئن ظننت أنه لا ينفعك، فإنك لا تدري متى تخاف عدوك وترجو صديقك، ولا يعتذر أحد إليك إلا وقبلت عذره وإن علمت أنه كاذب»، يقصد أن تتظاهر بتصديقه تفاديًا لغضبه الذي قد يتحول إلى عداء(15).

أخطر الأعداء:

1- النفس البشرية:

والنفس في الأصل خلقت جاهلة ظالمة، فهي لجهلها تظن أن شفاءها في اتباع هواها، ولظلمها لا تقبل من الطبيب الناصح، يوضع لها الداء موضع الدواء فتقبله، ويوضع لها الدواء موضع الداء فترده، فيتولد لها من إيثارها للداء واجتنابها للدواء أنواع من الأسقام والعلل التي تعيي الأطباء، ويتعذر معها الشفاء.

وقد سميت النفس نفسًا إما من الشيء النفيس لنفاستها وشرفها، وإما من تنفس الشيء إذا خرج، فلكثرة خروجها ودخولها في البدن سميت نفسًا.

وفي النفس ثلاثة دواع متجاذبة:

أحدها: داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشياطين، من الكبر والحسد والعلو والبغي والغش والكذب.

الثاني: داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الحيوان، من الحرص والبخل والشهوة.

الثالث: داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الملائكة، من الطاعة، والعبادة، والإحسان والنصح، والعلم والبر، والتسبيح والاستغفار.

والنفس فيها استعداد للخير والشر، وهي بحسب المذكر، ولمن سبق وغلب منقادة مطاوعة:

فترى من الناس من هو شيطان يركض بكل شر وفساد.

ومنهم كالحيوان ليس له هم إلا قضاء شهواته.

ومنهم كالملائكة عبادةً لله، وطاعةً له، وتسبيحًا واستغفارًا في ليله ونهاره.

2- عدو الله إبليس:

الذي لم يأت تحذير من عدو كما جاء من التحذير منه، فكم في القرآن من وصفه بأنه عدو مبين؟ بل إن من أبلغ الآيات وضوحًا في بيان حقيقته وما يجب أن يكون موقفنا منه، هو قوله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر:6].

طرق الشيطان لإشعال نيران العداوة والبغضاء:

1- تحريش الشيطان بين الناس؛ ليسبب العداوة بينهم؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم»(16).

والمعنى أنه يُغيِّر القلوب فيدخل فيها البغضاء والتقاطع، ويسعى في التحريش بين الناس بالخصومات والشحناء، والحروب، والفتن(17).

2- بعث الشيطان سراياه بين الناس لإفسادهم؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن عرش إبليس على البحر، فيبعث سراياه فيفتنون الناس، فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة»، وفي لفظ: «فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نِعْمَ أنت»، قال الأعمش: «أراه قال: (فيلتزمه)»(18).

قال الإمام النووي رحمه الله: «فيمدحه؛ لإعجابه بصنعه، وبلوغه الغاية التي أرادها، وقوله: (فيلتزمه)؛ أي: يضمه إليه ويعانقه»(19).

3- قرين الإنسان من أسباب البلاء والفتنة والشر؛ لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الجن»، قالوا: «وإياك يا رسول الله؟»، قال: «وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم, فلا يأمرني إلا بخير»(20).

عداوة الشيطان للإنسان قديمة قِدَم الحياة

هذا العدو اللدود عداوته قديمة قدم الحياة، فمنذ بدء الخليقة قص الله عز وجل في القرآن الكريم خبر إبليس وآدم عليه السلام، وقصها في عدة مواضع من السور، وجاءت بأشكال وبعدة نماذج في العروض، وكل خبر يأتي بصيغة؛ من أجل التنويع والترغيب والتشويق في قضية سماع هذه الأخبار؛ لكن في سورة الأعراف جاءت القصة كاملة، مستكملة للخبر من أول ما حصل إلى آخر شيء.

وقص الله علينا خبرًا بأنه اقتضت حكمته خَلْق آدم، وقال للملائكة: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)} [ص:71-72].

فالملائكة استجابوا لأمر الله وسجدوا؛ ولكن إبليس رفض أمر الله عز وجل، واعترض عليه وقال: لِمَ أسجد لهذا وأنا أفضل منه؟! {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف:12]، وظن إبليس أن النار أفضل من الطين، وهذا ظن خاطئ وزعم كاذب؛ فإن النار وسيلة إحراق وتدمير، والطين وسيلة حياة وتعمير، فالطين أفضل بملايين المرات من النار، فطينة آدم أفضل من طينة الشيطان؛ فقال الشيطان: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء:61]، {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [ص:76].

فالله عز وجل قال له: {فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78)} [ص:77-78].

وقد جاء التعجب الصريح، والذم القبيح لمن قلب عداوة إبليس إلى ولاية، كما في قوله سبحانه: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف:50].

3- الكفار؛ ومن كان في حكمهم ممن يريد تبديل ديننا، أو طمس معالم شريعتنا، قال تعالى في سياق آيات صلاة الخوف من سورة النساء: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} [النساء:101].

قال أهل العلم: والمعنى أن العداوة الحاصلة بينكم وبين الكافرين قديمة، والآن قد أظهرتم خلافهم في الدين، وازدادت عداوتهم، وبسبب شدة العداوة أقدموا على محاربتكم وقصد إتلافكم إن قدروا، فإن طالت صلاتكم فربما وجدوا الفرصة في قتلكم(21).

يقول سيد قطب: «أما كتلة اليهود، فقد ظلت طوال أربعة عشر قرنًا حربًا على الإسلام والمسلمين، منذ أن جاورهم الإسلام في المدينة إلى اللحظة الحاضرة، وكيدهم للإسلام كان هو الكيد الواصب الذي لا ينقطع، العنيد الذي لا يكف، المنوع الأشكال والألوان والفنون، منذ ذلك الحين! وما من كيد كاده أحد للإسلام في تاريخه كله، بما في ذلك كيد الصليبية العالمية والاستعمار بشتى أشكاله، إلا كان من ورائه اليهود، أو كان لليهود فيه نصيب»(22).

وفي سورة الممتحنة ما يجلي هذا النوع من الأعداء، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)} [الممتحنة:1-2].

فهذا النوع من الكفار حرم الله علينا مودتهم وموالاتهم، وعلل القرآن هذا بقوله: {وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ...} الخ الآيات.

ومن كمال الشريعة أنها فرقت بين أنواع الكفار، فقال الله تعالى في نفس سورة الممتحنة، التي حذرنا ربنا فيها من موالاة الصنف السابق: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)} [الممتحنة:8-9].

4- المنافقون:

والصنف الثالث الذين نص القرآن على عداوتهم، بل وشدتها، هم المنافقون، الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر.

قال المراغي: «{وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ}؛ أي: والله أعلم منكم بمن هم أعداؤكم، فأنتم تظنون في المنافقين أنهم منكم وما هم منكم، فهم يكيدون لكم في الخفاء ويغشّونكم في الجهر، فيبرزون الخديعة في معرض النصيحة، ويظهرون لكم الولاء والرغبة والنصرة، والله أعلم بما في قلوبهم من العداوة والبغضاء»(23).

وتتجلى شدة عداوة هذا الصنف في أمور:

أولًا: أنه لم يوصف في القرآن كله، من فاتحته إلى خاتمته، شخص أو فئة بأنه (العدو) معرفًا بـ(أل) إلا المنافقون، قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون:4].

ثانيًا: لم يأت تفصيل في القرآن والسنة لصفات طائفةٍ أو مذهب كما جاء في حق المنافقين، وتأمل أوائل سورة البقرة يكشف لك هذا المعنى بوضوح.

يقول ابن القيم رحمه الله: «وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلى لعباده أمورهم؛ ليكونوا منها ومن أهلها على حذر.

وذكر طوائف العالم الثلاثة في أول سورة البقرة: المؤمنين والكفار والمنافقين، فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفار آيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية؛ لكثرتهم، وعموم الابتلاء بهم، وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله، فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدًا؛ لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه في الحقيقة.

يخرجون عداوته في كل قالب، يظن الجاهل أنه علم وإصلاح، وهو غاية الجهل والإفساد، فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه!، وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه!، وكم من علم له قد طمسوه!، وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه!، وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها!، وكم عمّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها!، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون»(24).

إذا تبين هذا اتضح لنا أهمية تأمل هذه القاعدة القرآنية: {وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ}، وألا تخدعنا عن معرفة حقائق أعدائنا ظروف استثنائية، أو أحوال خاصة، فإن الذي أخبرنا بهؤلاء الأعداء هو الله الذي خلقهم وخلقنا، ويعلم ما تكنه صدور العالمين أجمعين، {أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت:10]، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14](25).

***

____________________

(1) في ظلال القرآن (2/ 830).

(2) المصدر السابق (2/ 860).

(3) أخرجه البخاري (6502).

(4) تآلف القلوب كنز المؤمنين، موقع: المسلم.

(5) تفسير الزمخشري (1/ 516).

(6) تفسير ابن كثير (2/ 323).

(7) في ظلال القرآن (2/ 674-675).

(8) أيسر التفاسير، للجزائري (1/ 486).

(9) الأساس في التفسير (2/ 1082).

(10) تفسير الشعراوي (4/ 2278).

(11) تفسير القرطبي (5/ 242).

(12) زهرة التفاسير (4/ 1700).

(13) تفسير الطبري (7/ 100).

(14) تفسير السعدي، ص180.

(15) العداوة في حياتنا رؤية اجتماعية، موقع: مقالات إسلام ويب.

(16) أخرجه مسلم (2812).

(17) شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 162).

(18) أخرجه مسلم (2813).

(19) شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 162).

(20) أخرجه مسلم (2814).

(21) مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (11/ 204).

(22) في ظلال القرآن (2/ 676)

(23) تفسير المراغي (5/ 52).

(24) مدارج السالكين (1/ 331).

(25) القاعدة التاسعة والعشرون: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ)، موقع: المسلم.