logo

الفجوة بين الأجيال


بتاريخ : الخميس ، 9 رجب ، 1446 الموافق 09 يناير 2025
الفجوة بين الأجيال

طبيعة الأشياء التغيير، وكذلك لكل جيل خصائصه التي تظهر شخصيته وتميزه عن غيره من الأجيال، ولكل جيل ثقافته الخاصة النابعة من تغير البيئة المحيطة به، فعادات وتقاليد جيل الستينات تختلف بطبيعة الحال عن عادات وتقاليد جيل التسعينات، وهكذا لكل جيل تقاليده وعاداته المختلفة عن غيرها من عادات وتقاليد الأجيال السابقة واللاحقة. 

على مر العصور، مرت المجتمعات بمراحل من التغيرات والتحولات التي ولدت اختلافات بين الأجيال. ومع ذلك، يظهر التاريخ أن التعاون والتكامل بين الجيلين كان دائمًا هو المفتاح للنجاح والتقدم. ففي العصر الذهبي الإسلامي، على سبيل المثال، كان هناك انسجام بين الحكمة التي يمتلكها الكبار والإبداع الذي يجلبه الشباب، مما أسهم في بناء نهضة علمية وحضارية. أحد الأمثلة البارزة هو العلاقة بين العلماء مثل ابن سينا وابن الهيثم، الذين استمدوا إلهامهم من أعمال من سبقهم، مما دفع عجلة التقدم إلى الأمام.

فما إنْ غزت ثقافة العولمة بفضائها المفتوح في كلِّ المجالات ساحتنا الاجتماعية، لتُخلخِل الكثير مِن قيم مجتمعنا- حتى بدأت ظاهرة الانفصام بين الأجيال تبرز بشكلٍ واضح إلى الوجود، وتتَّسع الفجوة بينهما باستمرار، ولأنَّ تيار العصرنة جارف، وحيث إن عوامل التحصين كانتْ ضعيفة- فقد انتزعتْ عوامل المسِّ بثقافة الموروث المجتمعي خصوصية مرموزاتها، بالإضافة إلى ما لازمها مِن حالة الانبهار الصارخ بالثقافة الوافدة، الأمر الذي بلَّد بدوره الذوقَ المجتمعيَّ العامَّ والشبابي منه بشكلٍ خاص؛ ليجدَ نفسه خارج إطار معطيات حركة المجتمع، فبدأ يعيش واقعًا مشوشًا، وضياعًا مقرفًا، يتسم بفجوةٍ سحيقة. 

ولا شك أنَّ ظُهور وسائل عصرية تأخذ دورها الحاسم في التأثير؛ مثل: الفضائيات والإنترنت - قد نجح في زرع قيم مغايرة وغريبة عن مجتمعاتنا، فأدى ذلك إلى تضارُبٍ في الفكر بين الجيل الذي تربَّى على القيم الحسنة والتقاليد النبيلة الموروثة، والجيل الحالي الذي تربى على قيم دخيلة، لا صلة لها بالموروث والأصالة، وهكذا انهارتْ تقاليد التربية التراثية نتيجة لعوامل كثيرة، لعل من بينها انشغالَ السابقين بالسعي وراء العمل، في زحمة حياة عصرية صاخبة تتطلب العمل المتواصل؛ لتأمين لقمة العيش، ونشوء طموحات شبابية عصرية جديدة، تغذِّيها وتشعل أوارها وسائلُ التواصل الرقمية التي اخترقتْ كلَّ الحدود، الأمر الذي أسهم في تعميق هذه الفجوة، واتساع رقعتها.

وتجدُر الإشارة إلى أنَّ هذه الفجوة أو القطيعة- إذا صحَّ التعبير- قد ظهرتْ بأنماط سلوكية شاذة؛ حيث أخذ الجيلُ الجديد في جانب منها يظهر للناس بملابسَ لا تمتُّ بصلة إلى ما اعتاد المجتمع أن يلبسه في الحياة اليومية؛ فبدأ يلبس سراويل متدلِّية، أو مُمزَّقة، أو ضيِّقة، ويرتدي قمصانًا ضيقة بألوان صارخة، وقبعات تغطي الرأس، بعد أن شرع بقص الشعر، وحلقه قزعًا، وتسريحه بطرق غريبة، واعتاد وَضْع سلاسل غليظة حول المعصم أو العنق، ناهيك عن المشي بحركات متمايلة، واستخدام طريقة كلام خاصة تعج بمصطلحات (عربيزية)، وذلك في عملية تقليد مقرف للنموذج الآخر، الذي تلهمه إياه تلك الوسائل الجديدة في التربية والتنشئة العصرية.

في يومنا هذا، تتعمق الفجوة بين الأجيال بشكل أكبر نتيجة لتغيرات جوهرية في أسلوب الحياة والرؤية للعالم. الجيل الأكبر نشأ في مجتمعات تقليدية، حيث كانت القيم والتقاليد هي المحرك الرئيسي للسلوك الاجتماعي، في حين أن الجيل الجديد يعيش في عالم متسارع، يتأثر بالتكنولوجيا والعوالم الافتراضية. ومع ذلك، رغم هذه الفروقات، يبقى هناك حاجة ماسة إلى إيجاد قنوات للتفاهم والتواصل.

ولذلك بات الأمرُ يَتطلَّب مِن الجميع - آباءً، ومجتمعًا، ومدرسةً، وكتابًا، ومفكرين، ودعاة - الانتباه الجاد إلى خطورة هذه الهُوة، والعمل على ردم الفجوة بأساليب عصرية تُحاكي تطوُّر العصر، وتستجيب في نفس الوقت لتطلعات الجيل الجديد بالانتفاع مِن معطيات الحداثة، دون تفريط في مُتطلبات الأصالة، وبالشكل الذي يضمن الحفاظ على الهُوية، ويؤدي إلى ترسيخ القيم العربية الأصيلة (1). 

إن الخبرات التي يحملها الجيل الأكبر ليست مجرد ماضٍ قديم، بل هي ثروة من القيم والتجارب التي يمكن أن تشكل الأساس لبناء مستقبل مستدام. ومن جهة أخرى، يقدم الجيل الأصغر رؤى جديدة وأفكارًا مبتكرة قادرة على دفع المجتمع نحو مستقبل أكثر إشراقًا. ومن هنا تأتي أهمية تكامل هذه الجهود لتحقيق التوازن المطلوب في مواجهة التحديات الحالية.

من الشواهد التي تثبت أهمية التعاون بين الأجيال في التاريخ، نجد تجربة الخليفة العباسي المأمون، الذي أنشأ “بيت الحكمة”، كان هذا المركز ملتقى للعقول من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية، حيث جرى تطوير المعرفة وتبادلها، مما أسهم في إحداث تقدم علمي وفلسفي غير مسبوق، هذا التعايش بين الجيلين كان أحد أسباب ازدهار الحضارة الإسلامية، ولا يزال يمثل نموذجًا يحتذى به في العصر الحديث.

ورغم أن لكل عصر خصائصه، وكلٌ يرى أن عصره أكثر حساسية من غيره، فإننا نرى أن عصرنا كذلك، يتمتع بخصوصية فريدة، ساعدت في تباعد الفجوة بين الجيلين، بسبب ما دخل في عصرنا الحديث من تطور متسارع لم تشهد له الحقب الماضية مثيلًا، وما شهده من تقارب في الزمان والمكان، وإلغاء لحواجز كثيرة ارتبطت أساسًا بالتكنولوجية التي حولت العالم إلى قرية.

إننا نلاحظ أن هذه الهوة لم تكن كبيرة وواسعة بين الأجيال السابقة، أي قبل التطور العلمي التقني الذي حدث خلال السنوات القليلة السابقة، حيث كانت تلك الأجيال متماسكة ومرتبطة مع بعضها البعض.

أما اليوم ونتيجة التطور العلمي التقني وعلى وجه الخصوص التطور الذي حصل على علوم الحاسبات والانترنت والهواتف النقالة، وما تبعها من تطورات هائلة على وسائل التواصل الاجتماعي، ودخول العالم كله إلى عالم الرقمية والعالم الافتراضي.. ورغم أن لكل عصر خصائصه، وكل يرى أن عصره يحظى بأهمية أكثر من غيره، فالأجيال الجديدة يرون أن العصر الذي يعيشونه فيه يتمتع بخصوصية نادرة، كونهم يعيشون في العصر الذهبي عصر التقدم التكنولوجي عصر الانترنت وال5G وعصر الرقمنة والعالم الافتراضي.

إن التطور العلمي والتقني الذي تعيشه الأجيال الجديدة سهل عليها الانفتاح على شعوب وثقافات العالم والاطلاع عليها والأخذ منها والتفاعل معها، مما أدى هو الآخر على زيادة الهوة بين الجيل الجديد والجيل القديم الذي لا زال متمسكًا بعادات وتقاليد وسياقات عمل، أكثرها ما عاد ينسجم مع متطلبات الجيل الجديد، فضلًا عن الهجرة المنظمة التي تعيشها البشرية، وسرعة الانتقال بين شعوب العالم كلها، أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على اتساع الهوة بين الجيل الجديد والقديم.

إن هذا الصراع الحاصل بين الأجيال، تشتد خطورته عندما نرى أن الجيل القديم قد هيمن ولأسباب موضوعية وذاتية على الأكثرية من مفاصل الحياة (الدولة والحكومات وكذلك على منظمات المجتمع المدني وقيادة الأحزاب السياسية، وكذلك قيادة العمل الدعوي)، وهذه المعضلة تعاني منها جميع الجماعات العاملة في الدعوة، بسبب التمسك الشديد للجيل القديم بسياقات عمله وبثقافته وعاداته وتقاليده، وكيفية فهمه للدين وممارسة طقوسه، علمًا أن الجيل القديم لن يتمكن وسوف لن يتمكن إلا القليل منهم على تفهم مسارات التطور التكنولوجي وفهم متطلبات الحياة ومتطلبات الجيل الجديد في هذه المرحلة من حياة البشرية، هذا إذا علمنا أن عملية التطورات التكنولوجية سريعة جدًا وبالساعات والأيام، بحيث أصبح من المستحيل على الجيل القديم اللحاق به، على العكس من الجيل الجديد الذي أصبح يتقن ويتعامل مع هذه التطورات الهائلة.

لذا نرى أن الهوة بين الجيلين تتعمق والهوة أصبحت سحيقة ومن الصعب تلافيها، ولكن بنفس الوقت يمكننا معالجة هذه الهوة بأن تتفهم هذه القيادات عقلية الأجيال الجديدة، وبالخبرة التي لديها يمكنها تطوير العمل ليتواكب مع متطلبات الحياة واستيعاب عقول الأجيال الجديدة، وعلى الأجيال الجديدة أن تتعاون مع هؤلاء الخبراء بالاستفادة بما عندهم من علم وتجارب كانت لها الفضل الكبير في وصولهم هم أنفسهم لهذا المستوى. 

ونكون في هذه الحالة قد حققنا حالة التوزان بين الجيلين، وكذلك على الجيل القديم أن يحاول أن يصرف جهدًا استثنائيًا لتفهم ما يحتاجه الجيل الجديد، وتفهم ما يصبوا إليه، فعلى سبيل المثال لا الحصر، إن قيادة الحزب الشيوعي التي كان تقود الاتحاد السوفيتي، جميعهم كانوا من الجيل القديم حيث تجاوزت أعمارهم الثمانين، فعندما سنحت الفرصة للجيل الجديد لتبوء المواقع القيادية في الحزب، كان ردة فعلهم إنهاء دور الجيل القديم، وهذا بطبيعة الحال ما أدى إلى السقوط إلى الهاوية بسرعة عالية، ليس لقيادة الجيل الجديد ولكن لتهميش أصحاب الخبرات القديمة.

يرى الكبار أن الأجيال الجديدة والفتية تمثل الانحلال الأخلاقي بكل معاييره، كما أنهم يرونها أجيالًا كسولة لا تصلح لشيء، وهذا الانطباع ليس بالضرورة صحيحًا، فلكل جيل متطلباته وليس مجبرًا على العيش كما عاش أسلافه، فمثلًا لا يمكننا أن نطلب ممن تعوّد على غسل ملابسه في الغسالة الكهربائية أن يتخلى عنها ويستبدلها بيديه كما كان يفعل أجداده.

يجب أن تكون العلاقة بين الأجيال علاقة تكامليّة لا عدائيّة، والتّواصل والحوار يلعبان دورًا فعالًا في التقريب بين مختلف الشرائح العمرية، وسد الفجوة التي تأخذ في التوسع بمرور الزمن.

إن كل جيل هو ثمرة ما غرسه الذي جاء قبله، لا يمكن أن نحمل الشباب مسؤولية الفشل كاملة، هذا إن اعتبرنا أنه فاشل وفق مقاييس وضعها الكبار، هذا الجيل ما هو إلا استمرارية للجيل الذي سبقه.

في الجانب الآخر، يتهم الشباب من يكبرهم سنًّا بالتخلف والرجعية، وهذا أيضًا مفهوم خاطئ! لا يمكننا لوم السابقين على تعودهم على أسلوب حياة ليس مشابهًا للذي تعودنا عليه نحن! من غير المنصف في حقهم أن نطالبهم بالتجرد من ذاكرتهم وهويتهم لكي ينضموا إلى عالمنا، فمن شب على شيء شاب عليه، وليس لنا الحق في الحكم عليهم دون أن نحاول حتى فهمهم، عوضًا عن صد كل ما يأتينا من طرفهم، يجب أن نحاول الاستفادة من خبراتهم في الحياة ومن تجاربهم لسد الثغرات لدينا (2). 

نظرة القرآن للتقارب بين الأجيال:

إن النظرة السريعة في القرآن الكريم ربما لا تكشف لبعضٍ عن عناية التنزيل بهذا الموضوع، ولكن المتأمل في القرآن الكريم يجد أن هذا الموضوع قد نال من التنزيل عناية فائقة، ليس عن طريق توجيهات مباشرة، وإنما عَبْر نماذج تمثل قمة التقارب بين الأجيال، لتكون بمثابة معالم في الطريق.

فهذا إبراهيم يبني بيت الله الأول ويرفع قواعده، ليس معه أحد يشاركه في هذا المشروع التاريخي العظيم إلا ابنه إسماعيل؛ إنه مشهد رائع جدًّا في تقارب جيلين، جيل الشيوخ وجيل الشباب وتعاضدهما، حيث يشترك الجيلان في تنفيذ مشروع واحد: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)} [البقرة: 127– 129].

والمتأمل في المشهد يرى عجبًا؛ شيخًا كبيرًا وشابًّا جديدًا، والاشتراك في النشاط الجسدي من مناولة الأحجار وتشييد البناء يصاحبه الاشتراك في المشاعر والأمنيات والرؤى المستقبلية؛ فكلاهما يردد دعاءً واحدًا معبِّرًا عن أحاسيس ومشاعر مشتركة وأمنيات متوافقة ورؤية موحدة تمامًا، وهل هناك تقارب أكثر من أن تتفق الأجيال على تخطيط وتنفيذ المشروع الحاضر وتحضير الرؤية المستقبلية؟!

والاشتراك ليس في مشروع بناء البيت فحسب، بل في صيانة ذلك البيت وتطهيره. والمشروع التالي لا يقل أهمية عن المشروع السابق؛ فالبناء عمل مؤقت يطلب مشاركة لزمن محدد، وأمّا الصيانة والتطهير فهو عمل دائم يتطلب مشاركة دائمة مستمرة من غير انقطاع: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة: 125].

ونلاحظ أنه في المشاركة الأولى الوقتية كان الدور الأساسي لإبراهيم، وابنه كان مساعدًا له، فكان فصلٌ بليغ في الكلام: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} [البقرة: 127]، وأمّا في المشاركة التالية الدائمة فالدور الأساسي يشترك فيه الاثنان بالتساوي، فذُكِرَا من غير فصل: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ} [البقرة: 125].

وإذا كان المشهد السابق يصور الاشتراك في النشاط الجسدي، فإن مشهدًا آخر يقدم نموذجًا رائعًا في الاشتراك في النشاط العقلي؛ فهذا داود يبحث في قضية خصام ليجد حلًّا يحقق العدل ويُرضي الإله، والذي يرافقه في عملية البحث والنظر هو ابنه سليمان: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: 78، 79].

ولم يكن صِغَرُ سنِّ سليمان مانعًا من حضوره مجلس الحكم، بل مشاركتِه في لجنة الحكم، ولم يكن صغر سنِّه مانعًا من استماع الأب لرأيه وقبوله حين ظهر صوابُه؛ وهكذا ينبغي للجيل الكبير أن يعرف مواهب الجيل الناشئ وقدراته فيحفزها ويرعاها فينميها.

إن طاقات الجيل الناشئ تنفجر وتنمو سريعًا عندما تجد حافزًا من الجيل الكبير، وعندما يقوم الجيل الكبير برعايتها فحينئذ فقط يتسنى له بحكم الرعاية أن يتقدم لتوجيهها توجيهًا مناسبًا وتوظيفها توظيفًا حسنًا.

إن قدرات الجيل الناشئ تنمو وتزدهر حينما تجد من الجيل الكبير صدرًا واسعًا يرحب بكل إنجاز، ويقدِّر كل إبداع، ويفرح لكل نجاح.

وقمة التقارب بين الأب والابن أن يقوم كل منهما بإشراك الآخر في الرؤى التي يراها في منامه والأمنيات التي ينسجها في خياله، فذلك أقوى شاهد على التقارب والتناغم والانسجام بين الجيلين، كما أن ذلك علامة ظاهرة على وجود صداقة حميمة وثقة قوية بينهما، وهناك نموذجان في القرآن، يحملان معاني جميلة من التقارب والتضامن بين الأب والابن؛ فهذا الأب إبراهيم رأى رؤيا فأخبر بها ابنه إسماعيل، والابن البار المطيع لم يتأخر لحظة واحدة بل بادر وقدّم نفسه لتحقيق رؤيا أبيه: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102].

والحلقة التالية من هذا المشهد يصوّر لنا كيف دخل الاثنان معًا في الطاعة والإسلام بخصوص هذا الأمر العظيم: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات: 103].

وهذا الابن يوسف رأى رؤيا فأسرع إلى أبيه ليكون أبوه أوّلَ من يعلم بخبر ما رآه في حُلمه: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4]. 

والأب الحنون الحكيم يجيد الاستماع لابنه، فاستمع وتضامن وقدّم ما لديه من النصح لتتحقق رؤيا ابنه بسلام؛ فهو قد عرف أنها رؤيا عظيمة، وأن ابنه سوف يبلغ مقام النبوة السامي كما أنه سوف يُجبَى إليه مُلْكٌ عظيم: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5]، إن سجود الكواكب التي يُهتدى بها يوحي بمنحة النبوة، وسجود الشمس والقمر يوحي بمنحة المُلْك العظيم، وقد اجتمعت النعمتان لنبينا يوسف.

إن المشهدين يعبّران عن قمّة التضامن والتناصر ومنتهى الصداقة والتحاب بين أب وابنه؛ حيث أحدهما يشرك الآخر في رؤيا يراها، والآخر يبذل كل ما لديه ليمهد الطريق إلى تحقيق رؤياه.

ومن التقارب بين الأجيال أن يقوم الجيل الكبير بتفويض المهمات الكبيرة إلى الجيل الناشئ؛ وهذا ما نراه في قصة موسى، فهذه أم موسى تثق في ابنتها وتفوِّض إليها مهمة خطيرة جدًّا، مهمة ترتجف منها الجبال وترتعد منها الرجال، وكانت عند حُسن ظن أمها بها حيث أنجزت المهمة بكل لباقة ومهارة: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)} [القصص: 11– 13].

والتقارب بين الأجيال يكون واعدًا للخير عندما يكون هادفًا، وذلك إذا قام الجيل الكبير بإعداد الجيل الناشئ إعدادًا قويًّا وغرس فيه أهدافًا سامية ومقاصد عالية، وذلك في الوقت المناسب وبأسلوب حكيم، والنموذج الرائع في الإعداد والتربية شخصية لقمان الحكيم، فهو قد ربَّى ابنه وأعدّه لمهمة عظيمة، هي مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ والقرآن الكريم يصور لنا ذلك عندما يذكُر وصيته لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} [لقمان: 17– 19].

وهذه الوصية ليست موعظة قولية فحسب، بل هي تحمل في طيّها قصة طويلة للتربية والإعداد، ولقمان الحكيم في هذه الوصية يَظهر كنموذج للأب الذي ربَّى ولده ليس على حب التمسك بالمعروف واجتناب المنكر فحسب، بل تجاوزت التربية إلى تنشئته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم الصبر على ما يلحق به من الناس من ردود فعل مؤذية جرّاء القيام بتلك المهمة المحفوفة بالمخاطر، إضافة إلى التحلي بالأخلاق العظيمة والتي لا غنى عنها للداعية الحكيم والمربي الحنون.

وإذا كان التقارب بين الأجيال يتطلب عناية واهتمامًا فإنه ينبغي أن يبدأ اهتمام الجيل الكبير بالجيل الصغير في وقت مبكر جدًّا؛ وأروع مثال على ذلك أم مريم، فقد نذرت الولد لربها قبل أن تلد، وظلّت تعيذ ابنتها -بل وذريتها معًا- بالله من الشيطان الرجيم، على رغم أن ابنتها وليدة ساعة: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)} [آل عمران: 35- 36].

وهذا نموذج جميل للتقارب بين الأجيال؛ حيث امتد الاهتمام والإعداد إلى أجيال متعاقبة وليس الجيل الحاضر فقط.

والتقارب بين الأجيال يتحقق في أكمل صورة عندما يتم -وبكل جديّة وإتقان- توريث الأمانة الكبرى وهي أمانة الإسلام؛ عقيدةً وسلوكًا وفكرًا ومنهجًا، توريثٌ مِن قِبَل جيل المغادرين إلى جيل القادمين، لتظل مصابيح الإيمان تنير الدروب عبر الأجيال والأزمان؛ ونموذج رائع في ذلك وصية إبراهيم لبنيه، ثم وصية يعقوب لبنيه: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)} [البقرة: 132- 133].

إن هاتين الوصيتين تمثلان عملية توريث استغرقت فترة الحياة كلها وحتى لحظات الموت والاحتضار. 

يقول صاحب الظلال: إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في لحظة الموت والاحتضار لَمشهدٌ عظيمُ الدِّلالة، قويُّ الإيحاء، عميقُ التأثير؛ ميت يُحتضَر، فما هي القضية التي تشغَل باله في ساعة الاحتضار؟ ما هو الشاغل الذي يعني خاطره وهو في سكرات الموت؟ ما هو الأمر الجلل الذي يريد أن يطمئنّ عليه ويستوثق منه؟ ما هي التركة التي يريد أن يخلفها لأبنائه ويحرص على سلامة وصولها إليهم فيسلمها لهم في محضر، يسجّل فيه كل التفصيلات؟

إنها العقيدة؛ هي التركة، وهي الذُّخر، وهي القضية الكبرى، وهي الشغل الشاغل، وهي الأمر الجلل، الذي لا تشغل عنه سكراتُ الموت وصرعاته: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي}؟ هذا هو الأمر الذي جمعتُكم من أجله، وهذه هي القضية التي أردتُ الاطمئنان عليها، وهذه هي الأمانة والذخر والتراث.

قالوا: {نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133].

إنهم يعرفون دينهم ويذكرونه، إنهم يتسلمون التراث ويصونونه، إنهم يُطَمْـئِنون الوالد المحتضَر ويريحونه.

وكذلك ظلت وصية إبراهيم لبنيه مرعيةً في أبناء يعقوب، وكذلك هم ينصُّون نصًّا صريحًا على أنهم {مُسْلِمُونَ} (3).

والتقارب بين الأجيال كلما ازداد شمولًا ازداد جمالًا؛ فبنو يعقوب -حسب التعبير القرآني البليغ- لم يفرقوا بين الأب والجد، ولا بين الجد وأبي الجد، وكذلك لم يفرقوا بين الجد إسحاق وأخي الجد إسماعيل؛ إنهم عبّروا عن تقارب شامل صافٍ لم تعكر صفوه أية عصبية. ولمّا دخل الفساد في بني إسرائيل انتشر داء العصبية فيهم وعكّر كل صفوٍ، وشر مظاهر العصبية فيهم أن فرّقوا بين إسحاق وإسماعيل؛ فكان جزاؤهم الحرمان والإبعاد عن تلك السلسلة المباركة التي حظي بها بنو يعقوب ومَن سار على نهجهم. 

إن تقارب الأجيال وإن كانت أهميته معروفة ومسلّمة لدى جميع الأمم، إلا أن له أهمية خاصة بالنسبة للأمة الإسلامية نظرًا لمكانتها ودورها المنوط بها بين سائر الأمم، ويظهر ذلك في دعاء إبراهيم وإسماعيل حين بناء الكعبة المشرفة، قِبلة الأمة الإسلامية. 

يقول صاحب الظلال: ثم هو طابع الأمة المسلمة، التضامن؛ تضامن الأجيال في العقيدة: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} [البقرة: 128] (4). 

إن الأمة الإسلامية التي كان طابعها المميز لها تضامن الأجيال في العقيدة والسلوك، تمر بمرحلة خطيرة من انفصام عُرَى التضامن بين الأجيال، وحدوث فجوة كبيرة متزايدة في شتى الجوانب وعلى جميع المستويات، عقديًّا وفكريًّا وسلوكيًّا، على مستوى الأسرة والمجتمع والجماعات والحركات، هناك غياب ملحوظ للثقة المتبادلة بين جيل الشيوخ وجيل الناشئين، وفقدان ظاهر للاشتراك في المواقف والرؤى، وربما في الأرضيات المشتركة، وقد وصل الأمر في بعض الأحيان إلى تنافر في الرؤى والنظريات، وذلك لاختلاف في المصادر التي يستمد كل جيل منها رؤيته ونظرته، وقد ظهر اختلاف كبير ليس في السلوك فحسب بل في القيم التي يصدر منها السلوك. 

إن الفجوة بين الأجيال مشكلة قديمة، ولكنها تفاقمت كثيرًا وتجاوزت مرحلة الخطورة في الواقع الراهن، حيث إن الفجوة الآن تبدو آثارها في سنٍّ مبكرٍ جدًّا مقارنةً بما كان الأمر عليه في الزمن الماضي القريب، وتتسع بسرعة غير مسبوقة. 

إن الجيل الناشئ إلى زمن قريب كان ينشأ تحت تأثير البيت أو البيئة القريبة لفترة غير قصيرة من عمره قد تمتد إلى عقدين أو ثلاثة عقود، أمّا الآن فإن وسائل الإعلام والتعليم والترفيه تجعل الطفل يتأثر من البيئة البعيدة في سنّ مبكرٍ جدًّا؛ فالطفل الذي يلعب في أحضان أبويه، ويعيش بجسده في بيته، ربما يعيش بتفكيره في عالم آخر، وينشأ فكره وسلوكه ومعتقداته تحت مظلة أخرى غير مظلة الأسرة والبيت. 

إن هناك أَياديَ خفية تسلب منّا أطفالنا في سنّ مبكر جدًّا من حيث لا نشعر، وهي تختطفهم نفسيًّا وعقليًّا وتبقيهم يلعبون بأجسادهم بين أيدينا، نحن نغذي أجسادهم وغيرنا يشبعهم فكريًّا ونفسيًّا وعاطفيًّا؛ فلسان الفتى وفؤاده يذهبان بعيدًا عنّا وتبقى صورة اللحم والدم بين أيدينا.

وهناك فارق آخر مهم بين الزمن الغابر والزمن الحاضر، وهو أن الطفل كان يعيش فترة طويلة من طفولته وشبابه متأثرًا بمعلومات وخبرات كباره، يثق برأيهم ويحترم خبراتهم، وأمّا الآن -وبسبب ثورة المعلومات- فقد نجد الطفل الناشئ سرعان ما يشعر بأن رصيد معلوماته يفوق على ما يجده لدى ذويه الكبار في البيت، وهذا الشعور يجعله لا يثق برأي ذويه الكبار ولا يستشيرهم ولا يستمع إليهم، ولا سيما إذا كان ما يرونه يخالف ما ارتأى له، وهو يغفل في غروره عن حقيقة أنّ معرفة الأجهزة والأحداث غير معرفة الحياة والوجود، ويزيد الطين بلّة ما يصيب الناشئين من اغترار بالمادية الحديثة، وحب الاستهلاك، والركض وراء الدعايات، والمنافسة في محقَّرات الأمور.

وعلى أيّة حال، فقد غَدَا من اللازم جدًّا أن تُشيّد جسورٌ قوية، وتُقامَ روابطُ وثيقةٌ بين الناشئين والكبار؛ لكي يمكن توريثهم الأسس والمعايير والعقائد والقيم التي توجِّه فكرهم وسلوكياتهم، ويبنغي أن تكون مبادرة إقامة الجسور هذه من قِبل كبار السن، فعليهم أن يقتربوا من الجيل الجديد بأساليب حكيمة بدلًا من التشكِّي منهم؛ لأن الفجوة بين الأجيال تشكِّل في الأصل عائقًا لهم في سبيل أداء رسالتهم والقيام بواجبهم نحو توريث الأمانة التي ورثوها عن أسلافهم.

إن إزالة ذلك العائق من واجب الكبار ليتمّ لهم أداء واجب التوريث بأكمل وجه، والرجوع إلى النماذج القرآنية يساعدنا في رسم الطريق وبناء المنهج وإيجاد الحلول (5). 

لقد بنى المنهج الإسلامي العلاقة بين الأجيال على مراعاة وجود بعض الثوابت التي لا يسع أي جيل مهما بلغ تطوره ورقيه الحضاري أن يتخلى عنها أو يتجاوزها، أو حتى اختصار بعض بنودها تحت مسمى حاجات العصر، ومتطلبات التقدم، وعلى مراعاة وجود متغيرات بين الأجيال، يستطيع كل جيل أن يتحرك فيها بما يناسب عصره وتطوره، وبالتمييز بين الثوابت والمتغيرات، وتحديد كل منها يتضح نسق العلاقة بين الأجيال، وتسير على رسم المنهج الإسلامي في التربية.

---------

(1) التواصل بين الأجيال وضرورة ردم الفجوة/ الألوكة.

(2) صراع الأجيال هل يحصد الفلاح ما يزرعه؟ الجزيرة نت.

(3) في ظلال القرآن (1/ 116).

(4) في ظلال القرآن (1/ 114).

(5) التقارب الهادف بين الأجيال في ضوء مشاهد من القرآن/ موقع تفسير.