logo

الدعوة الي الله عبر شبكة المعلومات


بتاريخ : الأحد ، 19 محرّم ، 1437 الموافق 01 نوفمبر 2015
بقلم : تيار الاصلاح
الدعوة الي الله عبر شبكة المعلومات

إن على الدعاة إلى الله عز وجل ألا يستهينوا بما جد من الوسائل والأساليب التي يستخدمها الناس في مجالات الحياة المختلفة؛ بل إن عليهم أن يكونوا في طليعة المنتفعين بها، وما دامت الدعوة فريضة واجبة؛ فإن كل ما يساعد على حسن تبليغها يكون واجبًا، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

ونظرًا لما تمتاز به الشبكة العنكبوتية من انتشار واسع، وقدرة على الوصول إلى الملايين في كل مكان على سطح الأرض؛ فإن الحاجة ماسة للإفادة منها في الدعوة إلى الله تعالى، على اعتبار أنها وسيلة من الوسائل الحية في هذا العصر، وأنها تحظى بقبول جيد، وانتشار كبير، وتفاعل إيجابي من الملايين الذين يقبلون عليها في أرجاء العالم.

وليس هذا فحسب؛ فإن أعداء الإسلام قد تنبهوا إلى أهمية هذه الشبكة في نشر شبهاتهم، وبث أباطيلهم، فاستغلوها استغلالًا واضحًا في غزوهم لنا فكريًا وعقديًا وثقافيًا وأخلاقيًا.

لقد استغل أعداء الإسلام من اليهود والنصارى، وغيرهم من ملل الكفر والإلحاد، هذه التقنية الحديثة؛ من إنترنت ونشر إلكتروني استغلالًا سيئًا في خدمة عقائدهم الباطلة، وفي تشويه صورة الإسلام والمسلمين؛ بل وصل الأمر إلى أنه في عام 1995م بدأ الفاتيكان بافتتاح موقع على الإنترنت خاص به، استغرق تصميمه وتنفيذه عدة سنوات، يوفر من خلاله النشر الإلكتروني لترجمات الإنجيل إلى جميع لغات العالم، إضافة إلى نشر معتقدات النصارى وأفكارهم كافة، كما أن اليهود قد صمموا مواقعهم الخاصة بهم، وخلالها ينشرون أفكارهم وعقائدهم، وكذلك فعل الهندوس والبوذيون وملل أخرى كثيرة، أخذت زمام السبق في استغلال تلك الوسيلة في خدمة مصالحهم، ونشر ضلالاتهم.

ونحن أهل الإسلام وأهل الدين الخالد أولى وأحرى أن نقتحم غمار هذه التقنية الحديثة، ولا سيما أن الدين الإسلامي يحمل كل المقومات التي تجعله منصورًا دومًا في ميادين الحوار، كيف لا؟ وهو الدين الحق المبين الذي ارتضاه الله لخاتم الأنبياء والمرسلين.

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)} [المائدة:15-16].

لهذا فإن الواجب يحتم علينا أن نضاعف اهتماماتنا بهذا الشأن، وأن نحاول اللحاق بالركب الحضاري الذي سبقنا إليه في هذا المجال، على الرغم من أننا أحق الناس به(1).

أهمية الدعوة إلى الله من خلال الإنترنت:

وتتمثل أهمية الدعوة إلى الله تعالى من خلال الإنترنت في الكثير من النقاط التي نشير إلى أبرزها فيما يلي:

1- أن الدعوة إلى الله تعالى واجب ديني على كل مسلم قادر من أبناء الأمة المسلمة، ولما كان تبليغ الدعوة إلى الناس مما أخذ الله عز وجل عليه الميثاق من أهل العلم؛ فإن إيصال هذا الدين الحق إلى مشارق الأرض ومغاربها بواسطة هذه الشبكة أمر مطلوب، وهو من أعمال البر والخير، والمنفق عليه مأجور بإذن الله تعالى.

2- أن هذه الوسيلة رغم حداثتها واسعة وسريعة الانتشار، ويمكن من خلالها تبليغ الدعوة الصحيحة، ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة إلى الملايين من الناس، في كل مكان على سطح الكرة الأرضية، في زمن قصير نسبيًا