logo

أسباب ضعف العمل الدعوي


بتاريخ : السبت ، 1 رجب ، 1434 الموافق 11 مايو 2013
بقلم : تيار الاصلاح
أسباب ضعف العمل الدعوي

فمن المعلوم أن الدعوة إلى الله تعالى من أعظم القربات إلى الله تعالى؛ لما ثبت في فضلها من الفضائل والأجور، ولما ورد في ذلك من الآيات والأحاديث، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33]، وما فيها من النفع للأمة، ولما فيها من محاربة الشر والفساد، ولما فيها من فضح فساد المفسدين وإظهار حقائقهم للناس، ولما فيها من تعليم الناس أمور الدين، ولما فيها من تقديم المعذرة إلى الله، {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف:164]، وهو واجب لله يؤدى، وهو ميزة الأمة المسلمة.

يقول صاحب الظلال: «إن النهوض بواجب الدعوة إلى الله، في مواجهة التواءات النفس البشرية وجهلها، واعتزازها بما ألفت، واستكبارها أن يقال: إنها كانت على ضلالة، وحرصها على شهواتها وعلى مصالحها، وعلى مركزها الذي قد تهدده الدعوة إلى إله واحد، كل البشر أمامه سواء.

إن النهوض بواجب الدعوة في مواجهة هذه الظروف أمر شاق، ولكنه شأن عظيم، إن كلمة الدعوة حينئذ هي أحسن كلمة تقال في الأرض، وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء، ولكن مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة، ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات، فتصبح الدعوة خالصة لله ليس للداعية فيها شأن إلا التبليغ»(1).

بل هي سبيل المرسلين، وطريق الموحدين، ودرب المؤمنين، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:108].

ومع كامل الاعتراف بالفضل لأهله من الدعاة والمصلحين؛ إلا أنه قد يتمخض العمل البشري عن بعض السلبيات والآفات التي تعكر صفو الدعوة، وتعوق سيرها، وتؤخر نجاحها بعض الشيء، ولأنه عمل بشري مطبوع بطبع البشرالناقص كان لا بد لنا أن نعرف مواطن الخلل وأماكن الضعف؛ لنتدارك التقصير، ونعالج الوهن لنصل إلى طريق الهداية، وعندها تؤتي الدعوة ثمرها بإذن ربها.

إن صح أن الوعــظ أصـبح فضــلة       فالموت أرحـم للـنفوس وأنفــع

فلولا رياح الوعظ ما خاض زورق       ولا عبرت بالمبحرين البواخر