logo

الدعوة المثمرة


بتاريخ : الأحد ، 25 محرّم ، 1442 الموافق 13 سبتمبر 2020
بقلم : تيار الاصلاح
الدعوة المثمرة

إن تبعة الدعوة وثقل الأمانة عظيم، وهي تبدأ عندما تبلغ الناس الحق وتنتهي بأن تقود هؤلاء الناس، وتوجههم وتضبط تصرفاتهم حتى يستقيموا على الحق ما دمت حيًا على الأقل، وتضمن أن يستقيموا على ذلك فيما بعد، ثم هي مرحلة طويلة وخطوة عظيمة، وليست -كما يتصور البعض- أنها كلمة تقال، ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم مربيًا ومزكيًا، فهو يزكي هذه القلوب: بالخير، والإيمان، والجهاد، والصبر، والعلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تزكية يومية مستمرة، ومن هنا تجدون مراحل الدعوة كيف تغيرت، وجهودها كيف أثمرت.

إن الدعوة إلى الله سبيل الأنبياء والمرسلين، فلتكن دعوتكم خالصة لله، تبتغون بها وجه الله والدار الآخرة، وتريدون إنقاذ البشرية من حيرتها، تريدون هدايتها إلى منهج الله، تريدون أن تستضيء بوحي الله ونوره كما استضأتم، فادعوا إلى الله على علم وبصيرة، أخلصوا لله دعوتكم وابتغوا بها وجه الله والدار الآخرة، واسلكوا بدعوتكم منهج نبينا محمد بن عبد الله، صلوات الله وسلامه عليه، فهو أكمل الخلق دعوة وأحسنهم توجيهًا وإرشادًا.

فمن أراد لدعوته القبول فلينهج منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وضوح دعوته ووضوح مبادئه، وفي سلامتها في منهجها ومبدئها، فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم بدأ بعقيدة التوحيد قبل كل شيء، فأرسى عقيدة التوحيد في النفوس، مكث بمكة بضعة عشر سنة يدعو الخلق إلى تحقيق لا إله إلا الله، إلى العلم بها والعمل بمقتضاها، ويزيل كل مظاهر الشرك، حتى إذا ثبتت العقيدة في النفوس جاءت الأوامر والنواهي، فقبلت النفوس أوامر الله وابتعدت عن مناهي الله، فتربى الرعيل الأول هذه التربية الصادقة، على هذا المنهج العظيم، فانطلقوا بعد ذلك دعاة إلى الله، فأصلح الله بهم البلاد والعباد، وأقاموا شرع الله على معظم أرجاء المعمورة، وذاك لصدقهم مع الله، وإخلاصهم، وحسن دعوتهم، وسلوكهم منهج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فيما يدعون إليه وفيما ينهون عنه (1).

قد مر على اليقظة الإسلامية قرن من الزمان ولم يُكتب لها ما أرادت من عودة الريادة الإسلامية، رغم أن هذه المدة كانت كافية لقيام دول إسلامية سادت وكان لها دورها في التاريخ الإسلامي.

قد يؤخر الله ما يريده من منةٍ على خلقه لأنهم لم يتهيئوا بعدُ إلى تلك المنة، قال جل ثناؤه وتباركت أسماؤه في معرض ذكر قصة ميلاد موسى عليه السلام: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5]، ولم تتحقق هذه المنة واقعًا إلا بعد أربعين عامًا أو يزيد لأنهم لم يتهيئوا بعد لذلك، ثم كان النصر لما أوجد الله منهم جيلًا آخر نبت وترعرع وسط الأنبياء وبين أهل التوحيد.

وإن الله تعالى يصطفي لنصرة دينه والقيام بدعوته خيرة خلقه، فتثمر الدعوة إلى الله وتؤتي ثمارها على يد من تكون الأخلاق الحسنة عنده سجية وطبعًا، وإن لم تكن فقد عالجها وجاهدها؛ قام بها وقعد حتى صارت كذلك «إنما العلم بالتعلم، وإنما الحِلْمُ بالتحلُّم، مَنْ يَتَحَرَّ الخير يُعْطَهُ» (2)، فعالج الحلم وجاهده وكابد منه مشقة حتى صار حليمًا.

فإذا وجد من كان خلقه كذلك طبعًا وسجية ولم يكن مجرد مظاهر خادعة أو لمكاسب مادية أو معنوية زائفة؛ إذا وجد ذلك أثمرت دعوتنا وشقت طريقها إلى قلوب الخلق وتمكنت من الناس، وفتح الله لأهلها طريق القيادة والريادة.

وهذا الذي ذكرته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها في قصة نزول الوحي، فلقد ذكرت أن الله تعالى لا يخزي ولا يفضح ولا يهين من تكون هذه هي صفاته وخصاله، لقد قالت له مبشرة ومطمئنة رضي الله عنها: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق (3).

لقد رأت أن من جعله الله على هذه الأخلاق الشريفة، المتضمنة لعدله وإحسانه، لا يخزيه الله فإن حكمة الرب تأبى ذلك (4).

فقد كانت بينةُ صدقِه صلى الله عليه وسلم في دعواه النبوة والرسالة هي نفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم، وما أوتي من خصال طبع عليها.

إن البينة هي نفس الرسول صلى الله عليه وسلم في شخصه، لما كانوا يعرفونه قبل مجيئه، وبما كان متصفًا به صلى الله عليه وسلم، ومن جميل الصفات كما قالت له خديجة عند بدء الوحي له وفزعه منه (5).

فـ {اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] فإن الرسالة فضل من الله تعالى يختص به من يشاء من خلقه، ولا يختص بهذه الرحمة العظيمة، والمنقبة الكريمة، إلا من كان أهلًا لها بما أهله هو من سلامة الفطرة، وعلو الهمة، وزكاء النفس، وطهارة القلب وحب الخير والحق (6).

ولقد اهتدى الصديق رضي الله عنه بمعرفته بحاله وما فطر عليه من كمال الأخلاق والأوصاف والأفعال، وأن عادة الله ألا يخزي من قامت به تلك الأوصاف والأفعال؛ لعلمه بالله ومعرفته به وإنه لا يخزي من كان بهذه المثابة، وكذلك استدلت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بمعرفتها بالله وحكمته ورحمته على أن من كان كذلك فإن الله لا يخزيه ولا يفضحه، بل هو جدير بكرامة الله واصطفائه ومحبته وتوبته، وهذه المقامات في الإيمان عجز عنها أكثر الخلق فاحتاجوا إلى الآيات والخوارق والآيات المشهودة بالحس (7).

وكان أذكياء العرب في الجاهلية على شركهم بالله تعالى يعلمون أن الصادقين محبي الحق وفاعلي الخير من الفضلاء أهل لكرامته تعالى وعنايته كما يؤخذ من استنباط أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها (8).

نعم هناك من العرب ومن قريش من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد معرفته بصدقه وجميل خصاله ونقاوة طبعه وصفاته، منعهم الكبر أو الحسد أو هوى النفوس، وهؤلاء لم تنفعهم البيانات من صفاته وأخلاقه أو حتى من خوارق العادات والآيات المشهودة بالحس.

فلما خلا الأخنس بأبي جهل قال له: يا أبا الحكم! أخبرني عن محمد: أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس ها هنا من قريش غيري وغيرك يسمع كلامنا، فقال أبو جهل: ويحك! والله إن محمدًا لصادق، وما كذب محمدٌ قط، ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والسقاية والحجاب والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟ فذلك قوله: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 34] (9)، لقد منعه الحسد وهوى النفس وحب الدنيا والرياسة من الإيمان به بعد يقينه من صدقه.

وها هو الصدّيق نفسه رضي الله عنه، فكما كانت معرفته بصفات النبي صلى الله عليه وسلم وما طبع عليه هادية له، فقد كان هو كذلك، فقد طبع على صفات وجبل على أخلاق كانت علامة صدقه في الدعوة إلى الله تعالى.

ففي أثر أم المؤمنين عائشة الصديقة الأريبة الأديبة قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشيًا، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة (ابن الدغنة: ضبط بفتح الدال وكسر الغين وفتح النون مخففة، وبضم الدال والغين وفتح النون مشددة، فالأول ضبط المحدثين، والثاني ضبط أهل اللغة)، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي، قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج، إنك تكسب المعدم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، ارجع واعبد ربك ببلدك.

فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، فقال: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلًا يكسب المعدم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق، فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة (10).

لقد كان مؤلفًا محببًا يعاون الناس على مصالحهم، كما قال فيه ابن الدغنة سيد القارة، وفي صلح الحديبية لما قال لعروة بن مسعود قولًا شديدًا، فقال له: لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك.

وما عرف قط أن أحدًا كانت له يد على أبي بكر في الدنيا لا قبل الإسلام، ولا بعده (11).

إن هذه الأفعال تدل على جودة الطبع، وعلو الهمة، وكرم العنصر، وإباء النفس، لا يوفق لها إلا مخلص وإن كان غير مستند إلى شرع، تدل على سلاسة الطبع، وصفاء الجبلة، وجودة العنصر، وسهولة الانقياد وإلى عظمة الإيمان.

فلم تحمله حمية الأنف وشماخة النفس على الإباء عن أن يكون تابعًا بعد ما كان متبوعًا، وسافلًا في زعمه إثر ما كان رفيعًا، بل سدد النظر الفكر فأيقن أنه يعلي نفسه من الحضيض إلى ما فوق السهى، يرقيها في درج المعالي إلى ما ليس له انتهاء.

فحينئذ يعلم استقامة طبعه، وكرم غريزته، وعليّ همته، وحسن نيته، وجميل طويته، وغزارة عقله، وجلالة نبله وفضله، واستحقاقه التقدم على الأعلام في الجاهلية والإسلام، ولذلك كان الصديق رضي الله تعالى عنه أعلى الناس درجة بعد النبيين عليهم أفضل الصلاة والسلام، لأن هذه كانت أفعاله رضي الله تعالى عنه قبل الإسلام، كما قال ابن الدغنة (12).

ثم إن التخلق بهذه الأخلاق هو البر والإيمان وليس مجرد الظاهر قال جل جلاله: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].

أي: ليس هذا هو البر المقصود الجامع لكل معاني الخير، الذي حرص الدين عليه حرصًا كاملًا، بل هو إلى الشكل أقرب، أو هو الوسيلة وما يكون من الأمة هو الغاية العليا من كل دين جاء من الله تعالى لهداية البشر، وتوجيههم نحو الصلاح الإنساني آحاد وجماعات؛ صلاحًا يمس نفوسهم ويملأ قلوبهم إيمانًا، وليس في العبارة السامية ما يومئ إلى الاستهانة بأمر القبلة، بل إن فيها توجيهًا إلى الناحية التهذيبية والكمالية للإنسان في آحاده، وجماعاته (13).

إن البرّ-الذي يجب الاهتمام به- هو هذه الخصال التي عدّها جلّ شأنه (14).

وهي سبب لحب الله للعبد، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل كريم يحب الكرماء ويحب معالي الأمور، ويكره سفسافها» (15).

ومن هنا نفهم قاعدة جليلة في اختيار القادة والدعاة إلى الله تعالى حتى تصفو الدعوة وتثمر وتؤتي أكلها: «الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» (16).

معناه: إن أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية؛ إذا أسلموا وفقهوا فهم خيار الناس (17).

لقد كانت قاعدة مستقرة: «أسلمت على ما أسلفت من خير» فقد قال بعدها: «فوالله! لا أدع شيئًا صنعته في الجاهلية إلا فعلت في الإسلام مثله» (18).

إن هذه الخصال وتلك الخلال ينصر الله أهلها ولا يخزيهم، وتجد دعوتهم طريقها إلى قلوب الناس، فإذا لم يستجَب لبعضهم بعد ذلك فحسبه « والنبي ليس معه أحد» (19).

يكرم الله عز وجل كل من يقوم بالدعوة إلى الله على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم بالأجور العظيمة، والثمار الكبيرة، فبسبب الدعوة تحصل للداعي الهداية والاستقامة، وزيادة الإيمان، وزيادة العمل الصالح، وحسن العمل، وتنوع العمل، وكثرة العمل، وكمال اليقين، ويحصل للداعي من الأجر بقدر مَنْ دعاه من الناس، وله مثل أجر من اهتدى بسببه.

ويكرم الله كل داع إلى الله بأمور، منها:

أن الله يعزه وإن لم تكن عنده أسباب العزة كما أعز بلالًا وسلمان رضي الله عنهما، ويجعل الله أعمال الدين كلها محبوبة لديه، يقوم بها، ويدعو إليها.

ويجعل الله له محبة في قلوب الخلق وهيبة وإجلالًا.

ويطوي بساط الباطل من حوله، ويؤيده بنُصرة غيبية من عنده، ويستجيب دعاءه، ويرزقه الجنة في الآخرة.

فالدعوة إلى الله جمعت المحاسن كلها، والأجور كلها، والفضائل كلها.

ولأهمية الدعوة إلى الله قام الله بها، وشرَّف رسله بالقيام بها، وامتن على هذه الأمة حين كلفهم بها.

قال الله تعالى: {وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس: 25]، وقال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108]، 3- وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] (20).

ثمرات الدعوة إلى الله:

- المسارعة إلى الخيرات، والرغبة في نيل الأجر العظيم: حيث أثنى الله عز وجل على أهل الدعوة {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ}، قال الشوكاني رحمه الله: فلا شيء أحسن منه، ولا أوضح من طريقه، ولا أكثر ثوابًا من عمله (21).

ومن أعظم ممن يبلغ كلام الله عز وجل وأوامره ونواهيه، ويبلغ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور؟

والداعي إلى الله له من الأجر مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة كما في الحديث: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا» (22).

قال النووي رحمه الله: دل بالقول واللسان، والإشارة، والكتابة، وقال رحمه الله: وفيه فضيلة الدلالة على الخير، والتنبيه عليه، والمساعدة لفاعله (23).

وهذا التنوع في الوسائل من فضل الله عز وجل على عباده؛ ليقوم بالدعوة كل من تيسر له ذلك.

وتأمل في دلالتك رجلًا إلى الصلاة، ثم بدأ يصليها كم لك من الأجر؟ لك مثل أجر فاعل هذا الخير، ولا ينقص منهم شيئًا، وفضل الله واسع، فما بالك بمن هدى الله على يديه أقوامًا وقبائل وأسرًا ومجتمعات؟ ولهذا فللنبي صلى الله عليه وسلم مثل أجور أمته، وللصحابة أجور من اهتدوا على أيديهم إلى يوم القيامة، وهي سلسلة طويلة من الأجور لا تنقطع.

- تحقيق الحكمة والغاية التي من أجلها خلق الله الخلق، وهي عبادته وحده لا شريك له ومعرفته بأسمائه وصفاته قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وفي الدعوة توضيح وشرح لهذه العبادة وحث للناس على التزامها وترك ما يخلفها جزءًا أو كلًا، وبيان للأجور العظيمة المرتبة على القيام بهذه العبادة، وهذا هو المقصود الأعظم من الدعوة إلى الله.

فبلوغ الدعوة الإسلامية إلى الناس وظهور أحكام الشريعة ومعرفة الخير من الشر، وفي ذلك قيام للحجة على العباد، قال سبحانه: {رُسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165].

- ومن ثمراتها تكثير الأمة المحمدية، الذي هو تحقيق لما تمناه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يكون أكثر الأنبياء أتباعًا كما في الحديث المخرج في الصحيحين: «ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله أومن، أو آمن، عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أني أكثرهم تابعا يوم القيامة» (24).

- ومنها حل المشكلات المتعلقة بالمجتمعات فكريًا واجتماعيًا وخلقيًا وسلوكيًا وغيرها التي بقاؤها هو من أسباب الدمار والهلاك، لأن الإنسان إذا سار بعقله وهواه وعزل نفسه عن الوحي السماوي فإنه لا بد هالك، والدعوة هي: بيان لطريق النجاة للبشر جميعًا، ودين الله هو الهادي إلى كل خير، وهو الدواء الناجع لكل أمراض البشر الفكرية والسلوكية وغيرها، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58)} [يونس: 57- 58]، وقال سبحانه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (128)} [طه: 124- 127].

- ومن ثمرات الدعوة الوصول إلى بناء مجتمع تتمثل فيه جميع صفات المثالية والقدوة قدر الإمكان، كما حصل للرعيل الأول في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ذلك العصر الذي هو القدوة لكل عصر من عصور هذه الأمة إلى قيام الساعة، فالناس فيه متآخون ومتآلفون متعاونون على البر والتقوى قائمون بشرائع الإسلام متخلقون بأخلاقه متناصحون متعاطفون كما صورهم الحديث المخرج في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتاعطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (25).

- ومن ثمرات الدعوة أيضًا دلالة الناس على الخير والفلاح، وهدايتهم إلى طريق السعادة الذي نهايته الجنة، وتحذيرهم من الشر والبوار والخسران الذي نهايته النار، قال الله سبحانه: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا} [مريم: 97]، وقال جل وعلا: {قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} [البقرة: 38- 39]، وقال سبحانه: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)» وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا (4)} [الكهف: 1- 4].

- وفي الدعوة جلب للمصالح وتكثيرها ودفع للمفاسد وتقليلها في المجتمعات بقدر الإمكان.

- وفي الدعوة حياة للقلوب، ففيها تنشيط للخاملين وتذكير للغافلين وزيادة إيمان المؤمنين، وفيها كبت لأهل الأهواء والمبطلين وإغاظة للكافرين.

- وفي القيام بالدعوة إلى الله تعالى واستمرارها على جميع الوجوه وفي كل الأحوال ثبات للحق، ونصرة للدين، وبقاء للطائفة المنصورة الموعودة بالظهور والغلبة على كل من خالف الدين الحق من أهل البدع والملل وأصحاب الشهوات والشبهات في كل زمان ومكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج في الصحيحين: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» (26) (27).

- متابعة الأنبياء، والاقتداء بهم، واقتفاء أثرهم، والسير في ركابهم في طريق آمن غير موحش {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108].

قال الفراء: حق على كل من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه، ويذكر بالقرآن والموعظة.

وقال ابن القيم رحمه الله: فالدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم، وهم خلفاء الرسل في أممهم والناس تبع لهم (28).

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: وهذه المرتبة –أي مرتبة الدعوة- تمامها للصديقين الذين عملوا على تكميل أنفسهم وتكميل غيرهم، وحصلت لهم الوراثة التامة من الرسل (29).

- الاستجابة والامتثال لأمر الله عز وجل وطاعته: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 104]، {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} قال ابن كثير: منتصبة للقيام بأمر الله في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} قال الضحاك: هم خاصة الصحابة وخاصة الرواة، يعني المجاهدين والعلماء (30).

وبالدعوة نكون من هؤلاء الذين أثنى الله عز وجل عليهم، ولئلا تصيبنا اللعنة التي أصابت الأمم السابقة جراء ترك الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ (79)} [المائدة: 78- 79]، فإن في ترك الدعوة إلى الله عز وجل نكرانًا لحق المنعم، وجلب لحلول النقم وزوال النعم.

- رجاء صلاح الذرية: فإن في ذلك قرة عين في الدنيا والآخرة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، قال تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9]، وقد ذكر الله عز وجل في القرآن قصة حفظ كنز اليتيمين بسبب صلاح الأب، فما بالك إذا كان مصلحًا وداعيًا إلى الله عز وجل؟ {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الكهف: 82].

وهذا الأثر يراه الجميع واضحًا في غالب بيوت الدعاة والداعيات، وأهل الخير والصلاح.

- من ثمار الدعوة أن في القيام بها أمنة من العذاب {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117].

قال ابن القيم في عدة الصابرين: ليس الدين بمجرد ترك المحرمات الظاهرة، بل القيام مع ذلك بالأوامر المحبوبة لله، وأكثر الديانين لا يعبئون منها إلا بما شاركهم فيه عموم الناس، وأما الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة لله ورسوله وعباده، ونصرة الله ورسوله ودينه وكتابه، فهذه الواجبات لا تخطر ببالهم فضلًا عن أن يريدوا فعلها، وفضلًا عن أن يفعلوها، وأقل الناس دينًا وأمقتهم إلى الله: من ترك هذه الواجبات، وإن زهد في الدنيا جميعًا، وقل أن ترى منهم من يحمر وجهه، ويمعره لله، ويغضب لحرماته، ويبذل عرضه في نصرة دينه، وأصحاب الكبائر أحسن حالًا عند الله من هؤلاء (31).

- القيام بالدعوة من أسباب الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر: 1- 3].

قال الرازي في تفسير السورة: فيها وعيد شديد، وذلك لأن الله حكم بالخسار على جميع الناس إلا من كان آتيًا بهذه الأشياء الأربعة، وهي: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، فدل ذلك على أن النجاة معلقة بمجموع هذه الأمور، وأنه كما يلزم المكلف تحصيل ما يخص نفسه، فكذلك يلزمه في غيره أمور، منها: الدعاء إلى الدين، والنصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن يحب له ما يحب لنفسه (32).

- الدعوة إلى الله من وسائل الثبات على الدين، وهي أسهل الوسائل للدفاع والتمسك بالدين، فإن الإنسان تتخطفه الفتن، والله عز وجل يعين من قام بهذا على الثبات على الدين والاستقامة، وفضل الله واسع، وهذا مجرب مشاهد، وأعرف من كانوا في أمر الدعوة شعلة من النشاط والحيوية، ولما تركوا هذا الأجر العظيم والباب الكبير تردت أحوالهم وتقاعسوا، وبدأ الفتور يدب على نفوسهم وأعمالهم.

- الاستفادة من الوقت وعمارته بما يعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة، فإنه مسئول عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه.

يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: والقصد: أن إضاعة الوقت الصحيح يدعو إلى درك النقيصة، إذ صاحب حفظه مترق على درجات الكمال، فإذا أضاعه لم يقف موضعه، بل ينزل إلى درجات من النقص، فإن لم يكن في تقدم فهو متأخر ولابد، فالعبد سائر لا واقف: فإما إلى فوق وإما إلى أسفل، وإما إلى أمام، وإما إلى وراء.

وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف ألبتة، ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طي إلى الجنة أو إلى النار، فمسرع ومبطئ، ومتقدم ومتأخر، وليس في الطريق واقف ألبتة، وإنما يتخالفون في جهة المسير وفي السرعة والبطء، كما قال تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)} [المدثر: 35- 37]، ولم يذكر واقفًا إذ لا منزل بين الجنة والنار، ولا طريق لسالك إلى غير الدارين ألبتة، فمن لم يتقدم إلى هذه الأعمال الصالحة فهو متأخر إلى تلك الأعمال السيئة (33).

وماذا بعد الثمرات:

أخي الداعية: سر بعزم وهمة في طريق سار فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سنوات طويلة، وأوذي فيه، ولقي من الشدائد ما تعرف، وقبله الأنبياء عليهم السلام نوح قام بهذا الأمر ألف سنة إلا خمسين عامًا، وموسى جابه طاغية زمانه، فما وهن ولا تراجع.. والقرآن الكريم يذكر السير العطرة في الدعوة إلى الله عز وجل فاستبق الأمر، وانظم نفسك في سلكهم، واقتف أثرهم؛ فإنك على الهدى، قال صلى الله عليه وسلم: «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة» (34) (35).

_______________

(1) جامع خطب عرفة لعبد العزيز آل الشيخ (ص: 218).

(2) صحيح الجامع (2328).

(3) أخرجه البخاري (4953).

(4) منهاج السنة النبوية (5/ 438).

(5) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (9/ 43).

(6) تفسير المنار (8/ 34).

(7) مفتاح دار السعادة (2/ 13).

(8) تفسير المنار (8/ 34).

(9) تفسير ابن كثير (3/ 252).

(10) تفسير البغوي (2/ 350).

(11) منهاج السنة النبوية (7/ 379).

(12) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (22/ 64).

(13) زهرة التفاسير (1/ 518).

(14) محاسن التأويل (1/ 481).

(15) صحيح الجامع (1800).

(16) أخرجه البخاري (3353).

(17) شرح النووي على مسلم (15/ 135).

(18) أخرجه مسلم (123).

(19) أخرجه البخاري (5705).

(20) فضائل الدعوة إلى الله/ نداء الإيمان.

(21) تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (25/ 367).

(22) أخرجه مسلم (2674).

(23) شرح النووي على مسلم (13/ 39).

(24) أخرجه البخاري (7274).

(25) أخرجه مسلم (2586).

(26) أخرجه مسلم (1920).

(27) فضل الدعوة وثمراتها/ أحمد بن علي سير المباركي

(28) جلاء الأفهام (ص: 415).

(29) تيسير الكريم الرحمن (ص: 749).

(30) تفسير ابن كثير (2/ 91).

(31) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (ص: 147).

(32) مفاتيح الغيب (32/ 282).

(33) مدارج السالكين (1/ 278).

(34) السلسلة الصحيحة (6222).

(35) من ثمار الدعوة/ موقع دار الإسلام.