الدال على الخير كفاعله
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدال على الخير كفاعله»(1).
إن الواجب على المسلم أن يعمل صالحًا، وأن يفعل خيرًا، فإن لم يستطع فليكن سببًا في ذلك؛ لأن المتسبب بالعمل الصالح له من الأجر مثل ما ينال الفاعل من الأجر والثواب، دون أن ينقص من أجر الفاعل شيء، فمن دلَّ غيره على فعل حسنٍ فله أجر الدلالة، وله ثواب يُشبه ثواب الفاعل، وليس معناه أنه ينال من الثواب مثل ما فعل الفاعل على التمام من جميع الوجوه.
وعن أبي مسعود البدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله»(2).
قال الإمام النووي رحمه الله: «فيه فضيلة الدلالة على الخير والتنبيه عليه والمساعدة لفاعله، وفيه فضيلة تعليم العلم ووظائف العبادات، لا سيما لمن يعمل بها من المتعبدين وغيرهم، والمراد بمثل أجر فاعله أن له ثوابًا بذلك الفعل كما أن لفاعله ثوابًا، ولا يلزم أن يكون قدر ثوابهما سواء»(3).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا»(4).
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: «لأعطين الراية غدًا رجلًا يفتح على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله»، فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجوه، فقال: «أين علي؟»، فقيل يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه فقال: «أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟»، فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله، لَأَنْ يهدي الله بك رجلًا خير لك من أن يكون لك حُمْر النَّعَم»(5).
وأراد بحُمْرِ النَّعَمِ حمرَ الإبل، وهي أعزها وأنفسها، يريد: «لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا»، خير لك أجرًا وثوابًا من أن تكون لك حمر النعم فتتصدق بها.
والنعم هي الإبل، وكانت الحمر هي أنفس أموالهم، فخاطبهم بالشيء الذي هو نفيس عندهم، والذي هو معروف عندهم من المال الذي يعتبر أنفسه وأحسنه، وفيه إقسام للتأكيد.
وقوله: «لأن يهدي الله بك» يدخل في ذلك الهداية التي هي الدخول في الإسلام والخروج من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، أو أن يكون الإنسان على ضلال وهو من المسلمين ثم يهديه الله عز وجل على يديه، فينتقل من الضلالة إلى السنة، ومن البدعة إلى السنة، فإن الله تعالى يثيب هذا الذي دعا وأرشد مثلما يثيب ذلك العامل، ولا شك أن هذا خير من المال ومن أنفس الأموال.
إذ لا شك أن المتسبب في الخير والموصل الخير إلى الغير، ويهتدي الناس بسبب ذلك لا شك أنه شريك في الأجر.
قال العلماء: هذه الأحاديث من قواعد الإسلام، وهو أن كل من ابتدع شيئًا من الشر كان عليه وزر من اقتدى به في ذلك، فعمل مثل عمله إلى يوم القيامة، وكل من ابتدع شيئًا من الخير كان له مثل أجر كل من يعمل به إلى يوم القيامة(6).
وقد ذكر القرطبي والأُبِّي والسنوسي رحمهم الله أن في هذا الحديث الشريف حضًّا عظيمًا على تعلم العلم وبثه في الناس، وعلى الوعظ والتذكير، ويعني أن ثواب تعليم رجل واحد وإرشاده أفضل من ثواب الصدقة بهذه الإبل النفيسة؛ لأن ثواب الصدقة بها ينقطع بموتها، وثواب العلم والهدى لا ينقطع إلى يوم القيامة(7).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فَعُمِل بها بعده كُتِبَ له مثلُ أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيءٌ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فَعُمِلَ بها بعده كُتِبَ عليه مثل وِزْر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيءٌ»(8).
وهذا أيضًا يدلنا على فضل الدعوة إلى الله وما فيها من الخير العظيم، وأن الداعي إلى الله جل وعلا يعطى مثل أجور من هداه الله على يديه، ولو كانوا آلاف الملايين، وتعطى أيها الداعية مثل أجورهم، فهنيئًا لك أيها الداعية إلى الله بهذا الخير العظيم، وبهذا يتضح أيضًا أن الرسول عليه الصلاة والسلام يعطى مثل أجور أتباعه، فيا لها من نعمة عظيمة يعطى نبينا عليه الصلاة والسلام مثل أجور أتباعه إلى يوم القيامة؛ لأنه بلغهم رسالة الله، ودلهم على الخير عليه الصلاة والسلام، وهكذا الرسل يعطون مثل أجور أتباعهم عليهم الصلاة والسلام، وأنت كذلك أيها الداعية في كل زمان تعطى مثل أجور أتباعك والقابلين لدعوتك، فاغتنم هذا الخير العظيم وسارع إليه.
عن أبي كبشة الأنماري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر، رجل آتاه الله مالًا وعلمًا، فهو يعمل بعلمه في ماله، ينفقه في حقه، ورجل آتاه الله علمًا ولم يؤته مالًا، فهو يقول: لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه الله مالًا ولم يؤته علمًا، فهو يخبط في ماله، ينفقه في غير حقه، ورجل لم يؤته الله علمًا ولا مالًا، فهو يقول: لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهما في الوزر سواء»(9).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا»(10).
وقد أمرنا الله تبارك وتعالى بالتعاون على البر والتقوى، ومن أكبر ذلك إرشادهم إلى الخير وفعل المعروف، قال الله تبارك وتعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة:2]، فكما أن من فعل الخير أو دل عليه له أجر، فكذلك من دل على الشر أو أعان عليه يناله من الوزر مثل وزر من عمل به، لحديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف، فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة، فحث الناس على الصدقة فأبطئوا عنه، حتى رؤي ذلك في وجهه، قال: ثم إن رجًلا من الأنصار جاء بصرة من ورق، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا حتى عُرِف السرور في وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سُنَّةً حسنةً فعُمِل بها بعده كُتِب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء»(11).
ومعلوم أن الله تبارك وتعالى خلق الناس، وفطرهم على حب الخير والرحمة بالناس والعطف عليهم، خاصة من كان صاحب فطرة سليمة، فعلى الدعاة توجيههم وإرشادهم للمسارعة في فعل الخيرات {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26]، وقال آمرًا بالمسارعة والمسابقة في كتابه الكريم: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133]، ودعانا إلى التزود من الأعمال الصالحة وأخبرنا بخير زاد فقال: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة:197]، ومعلوم أن الإنسان في هذه الحياة ليس بمُخَلَّد، فما هي إلا أيام حتى ينقضي العمر ويفنى، وتطوى صحيفة عمله بما فيها؛ إن كان خيرًا فهو خير له، وإن كان شرًا فهو شر له، قال الله تبارك وتعالى: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر:17]، وقال: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر:38]، ولا ينفع العبد في الآخرة إلا ما قدم قبل الموت من أعمال صالحة، قال الله تبارك وتعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء:124]، وقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل:97].
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا»(12)، وأفعال الخير كثيرة جدًا، وعلى كل إنسان أن يعمل جاهدًا في طاعة الرحمن والمسارعة فيها، وما هذه الحياة إلا ساعة، قريب تمامها.
من المعلوم أن الإنسان لديه دافع داخلي يدفعه إلى حب الفضيلة والخير وفعلهما، وهو أمر مغروس في فطرته، فإذا وجد من يفعل المعروف فإن ذلك يحركه للقيام به، فإذا كان ذلك الفاعل للخير من نظرائه كان الدافع لفعله أكبر، فكيف إذا أمره بفعله آمر وحرضه عليه؟!، لا ريب أن هذا يكون أدعى إلى القيام به، ثم لو لِيمَ على ترك ذلك المعروف أو نيل منه بكلام كان ذلك دافعًا خامسًا لتحقيقه؛ وذلك لأن النفوس مجبولة على تشبه بعضها ببعض، فإذا كثر الفاعلون للخير تداعى الناس لفعله، والعكس بالعكس.
وعظم الجزاء في هذا الحديث منبثق من حب الإسلام للخير والحرص على نشره، وبغض الشر والعمل على تحجيمه ووأده في مهده، والأحاديث النبوية متكاثرة في تأكيد هذا المعنى، فقال صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»(13)، «أيما داع دعا إلى ضلالة فَاتُّبِعَ فإن عليه مِثْل أوزار من اتبعه، ولا ينقص من أوزارهم شيئًا، وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه، ولا ينقص من أجورهم شيئًا»(14)؛ أي: من دعا إلى ما يهتدى به من العمل الصالح، وهو بحسب تنكير (هدى) مطلق شائع في جنس ما يقال له هدى، فيطلق على القليل والكثير، وعلى الحقير والعظيم، فأعظم الهدى من دعا إلى الله وعمل صالحًا، وأدناه من دعا إلى إماطة الأذى، ولهذا عظم شأن الفقيه الداعي المنذر حتى فَضُلَ واحدٌ منهم على ألف عابد، ولأن نفعه يعم الأشخاص والأعصار إلى يوم الدين «كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه»؛ لأن اتباعهم له تولد عن فعله الذي هو من سنن المرسلين.
«لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا» فيه دفع ما يتوهم أن أجر الداعي إنما يكون بالتنقيص من أجر التابع وضمه إلى أجر الداعي، فكما يترتب الثواب والعقاب على ما يباشره ويزاوله، يترتب كل منهما أيضًا على ما هو سبب فعله؛ كالإرشاد إليه والحث عليه، «ومن دعا إلى ضلالة» ابتدعها أو سبق بها «فإن عليه من الإثم مثل آثام من تبعه» لتولده عن فعله الذي هو من خصال الشيطان، والعبد يستحق العقوبة على السبب وما تولد منه، كما يعاقب السكران على جنايته حال سكره، وإذا كان السبب محظورًا لم يكن السكران معذورًا، فالله يعاقب على الأسباب المحرمة وما تولد منها، كما يثيب على الأسباب المأمور بها وما تولد منها، ولهذا كان على قابيل القاتل لأخيه كِفْل من ذنب كل قاتل.
«ولا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا» ضمير الجمع في «أجورهم وآثامهم» يعود لمَن باعتبار المعنى، فإن قيل إذا دعا واحد جمعًا إلى ضلالة فاتبعوه لزم كون السيئة واحدة، وهي الدعوة، مع أن هنا آثامًا كثيرة، قلنا: تلك الدعوة في المعنى متعددة؛ لأن دعوى الجمع دفعة دعوة لكل من أجابها، فإن قيل كيف التوبة مما تولد وليس من فعله، والمرء إنما يتوب مما فعله اختيارًا؟ قلنا: يحصل بالندم ودفعه عن الغير ما أمكن.
ومن عادة الناس أن دواعيهم تقوى بما يرون من أمثالهم في أحوال الدين والدنيا، كما أن المحن تخف على قلوبهم بالمشاركة فيها.
وفي حديثنا أيضًا التحذير من الضلال، واجتناب البدع ومحدثات الأمور في الدين، والنهي عن مخالفة سبيل المؤمنين، ووجه التحذير أن الذي يحدث البدعة قد يتهاون بها لخفة أمرها في أول الأمر، ولا يشعر بما يترتب عليها من المفسدة، وهو أن يلحقه إثم من عمل بها من بعده، ولو لم يكن هو عمل بها؛ بل لكونه كان الأصل في إحداثها(15).
قال تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32]؛ أي: ومن كان سببًا لحياة نفس واحدة، بإنقاذها من موت كانت مشرفة عليه، فكأنما أحيا الناس جميعًا; لأن الباعث له على إنقاذ الواحدة، وهو الرحمة والشفقة ومعرفة قيمة الحياة الإنسانية واحترامها، والوقوف عند حدود الشريعة في حقوقها، تندغم فيه جميع حقوق الناس عليه، فهو دليل على أنه إذا استطاع أن ينقذهم كلهم من هلكة، يراهم مشرفين على الوقوع فيها، لا يني في ذلك ولا يدخر وسعًا، ومن كان كذلك لا يقصر في حق من حقوق البشر عليه.
ويلزم من ذلك أنه لو كان جميع الناس أو أكثرهم مثل ذلك الذي قتل نفسًا واحدة بغير حق لكانوا عرضة للهلاك بالقتل في كل وقت، ولو كانوا مثل ذلك الذي أحيا نفسًا واحدة احترامًا لها وقيامًا بحقوقها لامتنع القتل بغير الحق من الأرض، وعاش الناس متعاونين، بل إخوانًا متحابين متوادين، فالآية تعلمنا ما يجب من وحدة البشر، وحرص كل منهم على حياة الجميع، واتقائه ضرر كل فرد; لأن انتهاك حرمة الفرد انتهاك لحرمة الجميع، والقيام بحق الفرد من حيث إنه عضو من النوع، وما قرر له من حقوق المساواة في الشرع، قيام بحق الجميع(16).
قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام:122]؛ أي: كافرًا فأحييناه بالإيمان والهدى، وهو موت دون موت، وفي الصحيح: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»(17)، وبقدر الإيمان تكون الحياة.
إن دور المسلم هو الإحياء، والمقصود تخليص الناس مما يهلكهم في الدنيا أو الآخرة، ألا ترى أن امرأة حبست هرة فدخلت النار، وأن رجلًا سقى كلبًا فدخل الجنة!
إن علينا أن نغرس في نفوس من حولنا قيمة الحياة، تلك الحياة الطيبة التي وعد الله عز وجل بها عباده، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97]، والمراد: فلنحيينه في الدنيا حياة طيبة ولنجزينه في الآخرة بأحسن ما كان يعمل.
تلك الحياة تقتضي أن ننشر الخير، وأن نشيع الرحمة، وأن نعلم الناس ما في ديننا من قيم وأخلاق وأحكام، بعيدًا عن أصحاب النفوس الضيقة، وعن تلك التصورات الخاطئة، والأوهام التي تقتل صاحبها بالجهل قبل أن تجعل منه أداة لقتل غيره دون قيمة أو معنى للحياة لديه.
***
_____________
(1) أخرجه الترمذي (2670).
(2) أخرجه مسلم (1893).
(3) شرح صحيح مسلم بن الحجاج (13/ 39).
(4) أخرجه مسلم (2674).
(5) أخرجه البخاري (3009)، ومسلم (2406).
(6) شرح محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم (3/ 1303).
(7) فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (1/ 538).
(8) أخرجه مسلم (1017).
(9) أخرجه ابن ماجه (4228).
(10) أخرجه مسلم (2674).
(11) أخرجه مسلم (1017).
(12) أخرجه الترمذي (807).
(13) السلسلة الصحيحة (127).
(14) أخرجه ابن ماجه (204).
(15) شرح صحيح البخاري، لابن بطال (10/ 366).
(16) تفسير المنار (6/ 289).
(17) أخرجه البخاري (6407).