logo

التعلم عن بعد أسبابه وأهدافه


بتاريخ : الثلاثاء ، 21 جمادى الأول ، 1442 الموافق 05 يناير 2021
بقلم : تيار الاصلاح
التعلم عن بعد أسبابه وأهدافه

التعليم عن بُعد؛ هو وسيلة تعليمية حديثة، تعتمد في مضمونها على اختلاف المكان، وبُعد المسافة بين المُتعلم والمجموعة الدراسية؛ وتكمن أهميتها في تقديم برنامج تعليمي من قلب الميدان التعليمي، ووضعه بين يدي المتعلم بالرغم من اختلاف المساحة الجغرافية؛ وذلك سعيًا لاستقطاب الطلاب، وتحدّي الظروف الصعبة التي تواجههم للانضمام إلى برنامج التعليم التقليدي في الجامعات.

ظهرت فكرة التعليم عن بُعد في نهايات السبعينات من القرن الحالي بواسطة الجامعات الأوروبية والأمريكية؛ حيث كانت ترسل البرنامج التعليمي للطلبة بواسطة البريد، وكانت تتمثل حينها بالكتب، وشرائط التسجيل، والفيديوهات؛ لتقدم شرحًا وافيًا حول المناهج التعليمية، وكان الطلبة يندمجون مع هذا النمط التعليمي، ويلتزمون بما يوكل إليهم من فروض وواجبات، ولكن تشترط الجامعات على طلبتها القدوم إلى الميدان الجامعي في موعد الاختبارات النهائية.

سلبيات التعليم عن بعد:

- ارتفاع التكلفة المادية للانضمام له، فالتعليم عن بعد يتطلب توافر أجهزة وشبكات اتصال، وأماكن معدة للتسجيل والإرسال والاستقبال.

- عدم تقبّل المجتمعات لهذا النوع من التعليم، فعادة الناس عداوة ما لم يعهدوه، ويظن البعض أن هذا سيفقد العملية التعليمية أهميتها وخصائصها.

- سوء الظن بهذا النمط التعليمي من حيث قدرته على توفير فرص عمل، فغالبًا ما تكون شهاداتها غير معتمدة رسميًا، ولا تحظى بقبول لدى الكثير من أرباب المصانع والشركات.

- عدم اعتمادية بعض وزارات التعليم العالي في الدول العربية للتعليم عن بعد، والتقليل من شأن المنتسبين إليه، ورميهم أحيانًا بعدم المعرفة والتعليم الهش.

- انعدام البيئة الدراسية التفاعلية والجاذبة، والتي ترفع من استجابة الطلبة في هذا النوع من التعليم.

- اقتصار المادة التعليمية على الجزء النظري من المنهاج في أغلب الأحيان، واختصار التجارب الحيّة وما تحققه من فائدة للطالب.

- إجهاد المتعلّم بسبب ما يقضيه من وقت على الهواتف الذكية وغيرها لمتابعة مواده الدراسية المختلفة.

- اقتصار دور المعلّم على الجانب التعليمي في أغلب الأحيان، واختصار دوره القيمي التربوي في تنشئة الطلّاب.

- عجز الطالب عن تقييم أدائه وتحصيله بشكل مستمر؛ وهو الدور الذي كان يُسند إلى المعلم في البيئة التعليمية الواقعية.

- قد تفقد متعة التفاعل والاستجابة وجهًا لوجه مع أستاذك وزملائك.

- قد يفضل البعض حضور الفصول الدراسية التقليدية، بسبب أنهم قد يكونون من الأشخاص الذين من الصعب الاعتماد على أنفسهم في التّعلم، ودائمًا ما يحتاجون إلى دعم شخصي ومتابعة أساتذتهم لهم.

- طبعًا، لا ننسَى أن التعلم عن بعد هو تحدي تكنولوجي كبير، وخصوصًا بالنسبة لبعض الأفراد الذين لا يتوافر لديهم الدعم التكنولوجي الكامل للتعلم عبر الانترنت (1).

- وإن أبرز تحدٍ يواجه هذا النظام هو عدم اللقاء والتفاعل المباشر بين المعلم والطالب، ما يتيح فرصة للطالب المتهاون في الانشغال بأشياء أخرى، قد لا يراها المعلم، وذلك في غياب متابعة الأسرة.

إيجابيات التعليم عن بعد:

- يلعب التعليم عن بُعد دورًا فعالًا في رفع المستويات الثقافية، والعلمية، والاجتماعية بين الأفراد.

- يسد النقص الكبير في الهيئات التدريسية والأيدي المدربة المؤهلة في مختلف المجالات.

- يخفف من ضعف الإمكانيات التي تعاني منها بعض الجامعات من توافر الأبنية التعليمية، والحضور اليومي، والعمالة المهنية.

- يُقلل من الفروقات الفردية بين المُتدربين، وذلك من خلال وضع المصادر التعليمية المتنوعة بين يدي المُتعلم، بالإضافة إلى تقديم الدعم الكامل للمؤسسات التدريبية بكل ما تحتاجه لتنتج تعليمًا فعالًا من وسائط وتقنيات تعليم.

- فتح الآفاق في الارتقاء الوظيفي لمن فاته قطار التعليم المنتظم من الموظفين، حيث يمكنه ذلك من الدراسة والعمل في آن واحد.

- توفير الوقت والجهد الذي كان يستهلك في الذهاب والإياب، والسفر والتنقل.

- يحفز المتعلم على اكتساب أكبر قدر من المهارات والتحصيل العلمي، نظرًا لتركيز العملية التعليمية فقط على الفحوى الدراسي دون التطلع إلى أي جوانب أخرى.

- يساعد الفرد على الاعتماد على نفسه كليًا، وذلك من خلال اختيار المصادر التي يستوحي منها معلوماته بذاته دون تأثير من الغير (2).

- تضمّن التعليم عن بعد، البيئة الافتراضية للفصل الدراسي الطبيعي، والذي يتلقاه أي طالب مدرسي أو جامعي، حيث يتلقى تعليمًا حيًا بالصوت والصورة مع شرح كافٍ ودردشة مباشرة مع أستاذك.

- قد يفضل الأشخاص الذين يعيشون في مناطق نائية أو الذين يعانون من أمراض معدية مثلًا هذه الطريقة في التعليم.

- المرونة في التعلم؛ في البيئات الدراسية التقليدية، يتم تحديد أوقات وأيام الدوام وأوقات الاستراحة، ولا سلطة للطالب على ذلك فهو مجبر بالالتزام بالقوانين، إنما التعليم عبر الانترنت يمنح الطالب حرية التوفيق بين مشاغله الخاصة وبين وقت دراسته.

- توفير المال، التعلم عن بعد أقل تكلفة حتمًا، فلا يوجد تكلفة مواصلات، ولا مصاريف سكن جامعي، أو الرسوم الدراسية العالية وتكاليف شراء الكراسات الدراسية، تكون جميعها متوافرة على الموقع الذي سجلت فيه.

- التواصل مع الآخرين، يمنح التعليم عن بعد فرصة التعارف بين الطلاب من جميع الدول، والتعاون فيما بينهم أحيانًا لتنفيذ مشاريع متعلقة بحصتهم الدراسية، وبالتالي خوض تجربة جميلة والتعلم من الثقافات الأخرى.

- أمان المعلومات وسهولة الرجوع إليها، إذ، بإمكانك تخزين المعلومات والمناقشات التي أجريتها في الحصة والمواد التدريبية ورسائل بريدك الالكتروني جميعها في المستندات، بالتالي ستكون قادر على الوصول إلى المعلومات بسرعة مما يوفر الوقت والجهد.

- التركيز وزيادة الإنتاج، قد لا يحصل الطالب خلال الفصول الدراسية التقليدية على الاهتمام الذي يحتاجه لتوضيح الأفكار والمفاهيم، كالاهتمام الموجود في التعلم عبر الانترنت، هنا؛ أنت تتحدث شخصيًا لمدرسك وتناقشه فيما تحتاج إلى فهمه، مما يزيد من فرص فهمك وأداؤك ويعزز لديك القدرة على التفكير وحل المشكلات.

- تداول الخبرات، توجد مواقع تقوم بدورات تدريبية قد لا تكون متاحة في المؤسسات التعليمية المحلية، تمنح هذه المواقع في نهاية الدورة شهادة متخصصة فيما تعلمته وتم اختبارك فيه.

- تنوع البرامج التعليمية، أي بغض النظر عن مجال دراستك، بإمكانك التسجيل في البرامج والدورات التي تستهويك عبر الانترنت، حيث تحصل على شهادة مهنية في نهاية الدورة وقد تحصل على درجة الدكتوراه (3).

- التعلم عن بعد بداية عصر جديد من التعليم الرقمي المستدام فائق المرونة وسريع النتائج الإيجابية، ويعد توليفة مرنة وذكية من التعليم المتزامن.

- يعد نظام عصري ومتطور، يتماشى مع عصر السرعة، ويساعد على مواجهة تحديات المدارس في زيادة نسبة غياب الطلاب والتسرب الدراسي، ويسهم في تقليل الهدر من الموارد، ويوفر نظام متابعة دقيقة لمستوى تقدم الطلبة.

- ينمي التعلم عن بعد مهارات الطلاب في التعلم المستقل والتعلم الذاتي، ويكسبهم مهارات شخصية، خصوصًا في تولي مسؤولية تعلمهم، وينمي مهارات التواصل، ويسهل عملية التواصل مع جميع المعنيين بتعلم الطلاب، ويؤمن متابعة فائقة لمستوى تقدم الطلبة.

- فرصة رائعة لخلق منظومة تعليمية متطورة تتماشى مع التقدم المتسارع في العالم، فضلًا عن أنه يستشرف المستقبل في حقبة العصر الرقمي من أجل التصدي للأزمات بالذكاء الرقمي والتدابير التكنولوجية الفائقة السرعة.

- فرصة لتحقيق استدامة الموارد التعليمية، وخلق مواد تعليمية متطورة تعطي الفائدة للطلاب في جرعة مفيدة وممتعة وسريعة وسهلة الاستيعاب، إضافة إلى أنه يساعد على اكتشاف البراعة الرقمية للطلاب في مرحلة الطفولة المبكرة، وينمي الطلاقة الرقمية لديهم، ويخلق جيلًا جديدًا يتعامل مع التكنولوجيا بإيجابية، وفرصة لتنشئة جيل يتعامل مع التكنولوجيا الرقمية بطرق ومسارات مفيدة وإيجابية.

- التعلم عن بعد يعتبر مثالًا حقيقيًا لتحويل التحديات إلى فرص لممارسة التعليم بالتعلم الذكي والتقني، ما يضمن إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.

- إن التعلم عن بعد يعد الحل الأمثل للوضع الآن في ظل انتشار فيروس كورونا في العالم، واتخاذ الدولة إجراءات احترازية للحد من احتمالية الإصابة بالفيروس، ولذلك كان هذا النظام التعليمي ضرورة حتى لا ينسى الطلبة ما درسوه، وبالطبع ليس هذا النظام سهلًا كما يتصور البعض، لكنه أفضل من توقف التعليم.

الأسباب التي دفعت لاستحداث نظام التعليم عن بعد:

يعتبر النظام التعليمي من أهم الأنظمة في المجتمعات البشرية على اختلافاتها، وذلك لأن التعليم هو الأساس لبناء الدول والمجتمعات وتقدمها، وقد تطور النظام التعليمي في مختلف دول العالم ليواكب التطور والتقدم العالمي، ويعتبر التعليم عن بعد أحد الطفرات الحديثة في الأنظمة التعليمية العالمية، وقد كانت هناك مجموعة من الأسباب التي أدت وساهمت في تحول الفكر التعليمي لاستحداث التعليم عن بعد، ومن أهم هذه الأسباب:

- التحديات التي تواجهها المؤسسات والأنظمة التعليمية في ظل التزايد السريع للعلوم والمعارف والمعلومات، وذلك ما أوجب تطوير النظام التعليمي القائم على التواصل المباشر بين المعلم والطلاب وتحويله إلى استخدام التعليم عن بعد.

- الاقبال المتزايد على التعليم: في ظل زيادة الإقبال على التعليم وارتفاع أعداد الطلاب، فقد واجهت الأنظمة التعليمية عبئًا في احتواءهم وتوفير الأعداد المناسبة من المعلمين، وبالتالي أصبح من الصعب تحقيق التكافؤ في التعليم.

- التبعات الاقتصادية للزيادة السكانية: حيث ساهمت الزيادة السكانية والمشاكل الاقتصادية المرافقة لها في ظل غياب الوعي لدى الدولة في توظيفها واستثمارها (الزيادة السكانية)؛ إلى تراجع جودة العملية التعليمية التقليدية، وبالتالي تراجعت قدرة مؤسسات التعليم التقليدية عن توفير الاحتياجات المناسبة للمعلم والطلاب على حد سواء.

- النقص في توفير الكادر التعليمي المؤهل: حيث أن تطوير المعلمين يعتبر من أولويات نجاح العملية التعليمية لتحسين مهارات التعامل مع الطلاب وإيصال المعلومات التي يحتاجون إليها بأعلى كفاءة ممكنة، وهذا ما تعانيه أغلب دول العالم الثالث.

- ضرورة تطوير آليات التعليم الشرعي ووسائله بما يتناسب مع عصر التقنية الرقمية، والسرعة المذهلة وتقارب المسافات، والاستفادة من هذا التقدم التقني والتطور في وسائل الاتصالات، والبث المباشر والتخاطب عن بعد، ومن كل ما من شأنه أن يسهم في تيسير فهم العلوم الشرعية واستيعاب مباحثها، وتقليل معاناة طلبها.

- تعقيد منظومة الحياة المادية المعاصرة وكثرة متطلباتها، مما يصعب معه التفرغ لدراسة العلوم الشرعية إلا مع كثير من الحرج والمشقة والضيق، وهنا يأتي دور التعليم عن بعد، حيث صمم ليستوعب كل راغب في طلب العلم الشرعي، دون المساس بظروفهم المهنية والاجتماعية، ودون حاجة إلى التنقل (4).

- الصراع القائم والحرب المستعرة في أغلب البلاد الإسلامية، مما يجعل الحاجة ماسة لوجود بديل للذهاب للمدارس والجامعات، بعيدًا عن نيران الحرب المشتعلة، بل إن المؤسف حقًا أن تتحول المدارس والجامعات لأهداف حربية بحجج واهية جاهزة ومعدة سابقة، والأخطر من هذا وذاك فتنة القضاء على الإرهاب ومحاربة التطرف، الأمر الذي أعطى للحكام المستبدين من أذناب الغرب الكافر وعبيدهم محاربة التعليم الديني، والقضاء على كل ما من شأنه إصلاح الحياة وفق تصور ديني صحيح، يساوي بين البشر وينشر العدل والخير في ربوع الأرض، ويحارب الفساد والظلم.

ففي ظل فتح المجال للتعليم العلماني والكهنوتي النصراني واليهودي بل والبوذي حاليًا في بلاد الإسلام؛ أغلق المجال على التعليم الديني الذي يمثل عقيدة المسلمين الصحيحة، وتم القضاء على مؤسساته وإغلاقها ومصادرتها؛ فلم يكن هناك بد من اللجوء للمنصات الإلكترونية للتعليم عن بعد في ظل التضييق الأمني والصراع الديني.

 أهداف نظام التعليم عن بعد:

ترجع أهداف إنشاء نظام التعليم الالكتروني إلى تسهيل وتعزيز عملية التعليم التقليدية في محاولة لتطويرها وتحقيق أهدافها، وقد تم وضع العديد من الأهداف لتأسيس نظام التعليم عن بعد، وذلك ليتم التأكد من فاعليته من خلال تحقيق هذه الأهداف، حيث يساهم تحديد الأهداف بدقة في تسهيل عملية التعليم ونجاحها.

وتتمحور أهداف نظام التعليم عن بعد حول تطوير العملية التعليمية ومواكبة الأساليب التي من شأنها تطوير التواصل بين المعلم والطلاب، ومن أهم الأهداف الخاصة بنظام التعليم عن بعد:

- الاعتماد على التقنيات التكنولوجية في تطوير بيئة تفاعلية للمعلمين والطلاب بشكل يساهم في تحقيق أهداف تنوع مصادر التعلم.

- الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة في تطوير نظام للتواصل بين المعلم والطلاب والمساعدة في تنمية المناقشات الهادفة من خلال قنوات اتصال إلكترونية.

- تحقيق أهداف تطوير مهارات المعلمين والطلاب في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة في تطوير نظام التعلم.

- عدم الحاجة إلى التواجد الجسدي للمعلمين والطلاب في مكان واحد لتتم علمية التعلم، ويعتبر هذا أحد الأهداف الرئيسية للنظام.

- إكساب الطلاب المهارات الأساسية لتطوير عملية التعلم لديهم من خلال الاعتماد على المعلومات عبر التقنيات التكنولوجية.

- من أهم أهداف نظام التعلم الجديد تنمية دور كل من المعلم والطالب في عملية التعلم وذلك من خلال مواكبة التكنولوجيا الحديثة.

- كما أن من أهداف النظام توسيع آفاق تفكير الطلاب لعدم الاكتفاء بالمعلم كمصدر وحيد للمعلومات.

- ومن أهداف النظام الجديد إمكانية تقديم المعلومات بما يتناسب مع الفئة العمرية ومراعاة الفروقات الفردية للطلاب (5).

متطلبات التعليم عن بعد:

متطلبات التعليم عن بعد هي كل الوسائل والأساليب الواجب اتباعها لنجاح هذا النظام وللاستفادة منه، وتحقيق الأهداف المسطرة قبل انطلاق الدورات التعليمية، وهي كالآتي:

- الالتزام والمثابرة: غياب المعلم والمراقب أثناء الدراسة، قد يؤدي إلى التهاون في حضور الدروس وعدم التركيز، لذلك وجب المداومة على حضور الدروس.

- إدارة الوقت: بما أن جل دروس التعليم عن بعد لا تتطلب وقت محدد، فيجب على الطالب تنظيم أوقاته وتخصيص وقت محدد ومنتظم للدراسة.

- مهارات التواصل مع الغير: يجب على الطالب طرح الأسئلة أو الإجابة بطريقة واضحة وصحيحة، بأسلوب ولغة واضحين.

- المهارات التقنية: الإنترنت والكمبيوتر أهم عنصرين في قائمة متطلبات التعليم عن بعد لذلك يجب توفر مهارات أساسية في التعامل مع الحاسوب وشبكة الانترنت.

- الاستقلالية: يجب على الطالب الاعتماد على نفسه، في تحليل وربط المعلومات.

- البيئة الدراسية المناسبة: لا يعني عدم التنقل إلى مؤسسة تعليمية، أنه يسمح بالقراءة في الضوضاء، أو استعمال الهاتف النقال والاجتماع مع الأصدقاء والأقارب، بل يجب توفير الجو الهادئ والمناسب لتلقي الدروس.

أنواع التعليم عن بعد:

تختلف متطلبات التعليم عن بعد حسب نوع التعليم المستخدم، وليس التعليم عن بعد بالضرورة مرتبطًا بشبكة الانترنت بل هو ينقسم إلى أنواع مختلفة هي كالآتي:

- التعليم عن بعد المتزامن: وهو نظام تعليم يعتمد على نقل المعلومات والمهارات في الوقت نفسه بين المعلم والطالب.

- التعليم عن بعد الغير متزامن: وهو عبارة عن دروس ومحاضرات مسجلة سابقًا، ومتوفرة في كل وقت ويمكن للطالب مشاهدتها واعادة تشغيلها حسب رغبته.

- التعليم عن بعد الهجين: وهو نظام يمزج بين النوعين السابقين، وقد يكون مزيجًا بين طرق التعليمين التقليدي والحديث.

ويمكن تقسيم التعليم عن بعد إلى تعليم بالمراسلة، إذ يقوم على إرسال الدروس والاختبارات عن طريق البريد، وتعليم المسائي الذي يسمح للموظفين بمتابعة دراستهم، والتعليم الإلكتروني.

ومتطلبات التعليم عن بعد الأساسية هي العزم والدافع الذاتي، فهو يشترط المثابرة وروح المبادرة والاعتماد على الذات في تحليل واستنباط المهارات والمعلومات المقدمة، وقد يكون بديلًا عن التعليم التقليدي لمواكبة التطور التكنولوجي والعولمة، أو في مرحلة انتشار الأوبئة كجائحة كورونا، أو التضييق الأمني ومواجهة الغزو الفكري والثقافي (6).

_______________

(1) التعلم عن بعد: مفهومه وفوائده وآثاره السّلبية/ ميول تربوية.

(2) التعليم الإلكتروني: إيجابياته وسلبياته/ المحتوى.

(3) التعلم عن بعد: مفهومه وفوائده وآثاره السّلبية/ ميول تربوية.

(4) أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 (2/ 401).

(5) أهداف التعليم عن بعد/ المنارة.

(6) متطلبات التعليم عن بعد - موقع محتويات.