الاعتبار بانقضاء الأيام والأعمار

إن الشهور والأعوام، والليالي والأيام مواقيت الأعمال ومقادير الآجال، تنقضي جميعًا وتمضي سريعًا، والليل والنهار يتعاقبان لا يفتران، ومطيَّتان تقربان كل بعيد، وتدنيان كل جديد، وتجيئان بكل موعود إلى يوم القيامة، والسعيد لا يركن إلى الخُدَع، ولا يغترُّ بالطمع، فكم من مستقبل يومًا لا يستكمله، وكم من مؤَمِّلٍ لغدٍ لا يدركه، {وَلَن يُؤَخّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون:11].
وهذا إرشاد من الله للمؤمنين ليكونوا على استعداد للموت في كل وقت، فلا يؤخروا ما يهمهم عمله سؤال ثوابه، فما من أحد يؤخر العمل الذي يسره أن يعمله وينال ثوابه إلا وهو معرض لأن يأتيه الموت عن قريب أو يفاجئه، فعليه بالتحرز الشديد من هذا التفريط في كل وقت وحال، فربما تعذر عليه التدارك بفجأة الفوات، أو وهن المقدرة فإنه إن كان لم تطاوعه نفسه على العمل الصالح قبل الفوات فكيف يتمنى تأخير الأجل المحتوم (1).
وهذا عام من أعماركم قد تصرّمت أيامه، وقُوِّضت خيامه، وغابت شمسه، واضمحل هلاله، إيذانًا بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار، وأن ما بعدها دار إلى الجنة أو النار، فاحذروا الدنيا ومكائدها، فكم غرّت من مُخلِد فيها، وصرعت من مكب عليها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل»، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك (2).
لا تركن إليها ولا تتخذها وطنًا، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها، ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه، ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله (3).
قال الطيبي: شبه الناسك السالك بالغريب الذي ليس له مسكن يأويه ولا مسكن يسكنه، ثم ترقى وأضرب عنه إلى عابر السبيل؛ لأن الغريب قد يسكن في بلد الغربة بخلاف عابر السبيل القاصد لبلد شاسع وبينهما أودية مردية ومفاوز مهلكة وقطاع طريق؛ فإن من شأنه ألا يقيم لحظة، ولا يسكن لمحة، ومن ثم عقبه بقوله: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح» إلخ، والمعنى استمر سائرًا ولا تفتر فإنك إن قصرت انقطعت وهلكت في تلك الأودية.
وقال ابن بطال: لما كان الغريب قليل الانبساط إلى الناس؛ بل هو مستوحش منهم، إذ لا يكاد يمر بمن يعرفه مستأنس به فهو ذليل في نفسه خائف، وكذلك عابر السبيل لا ينفذ في سفره إلا بقوته عليه، وتخفيفه من الأثقال غير متثبت بما يمنعه من قطع سفره معه، زاده وراحلته يبلغانه إلى بغيته من قصده، شبهه بهما، وفي ذلك إشارة إلى إيثار الزهد في الدنيا وأخذ البلغة منها والكفاف، فكما لا يحتاج المسافر إلى أكثر مما يبلغه إلى غاية سفره؛ فكذلك لا يحتاج المؤمن في الدنيا إلى أكثر مما يبلغه المحل.
وقال غيره: هذا الحديث أصل في الحث على الفراغ عن الدنيا والزهد فيها والاحتقار لها والقناعة فيها بالبلغة.
وقال النووي: معنى الحديث لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنًا، ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها، ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه.
وقال غيره: عابر السبيل هو المار على الطريق طالبًا وطنه، فالمرء في الدنيا كعبد أرسله سيده في حاجة إلى غير بلده، فشأنه أن يبادر بفعل ما أرسل فيه ثم يعود إلى وطنه ولا يتعلق بشيء غير ما هو فيه.
وقال غيره: المراد أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا منزلة الغريب، فلا يعلق قلبه بشيء من بلد الغربة؛ بل قلبه متعلق بوطنه الذي يرجع إليه، ويجعل إقامته في الدنيا ليقضي حاجته وجهازه للرجوع إلى وطنه؛ وهذا شأن الغريب، أو يكون كالمسافر لا يستقر في مكان بعينه بل هو دائم السير إلى بلد الإقامة (4).
ذهب عامكم شاهدًا لكم أو عليكم، فاحتطبوا زادًا كافيًا، وأعدوا جوابًا شافيًا، واستكثروا في أعماركم من الحسنات، وتداركوا ما مضى من الهفوات، وبادروا فرصة الأوقات، قبل أن ينادي بكم منادي الشتات، ويفجأكم هادم اللذات، فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يعظ رجلًا ويقول له: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» (5)، قال المناوي: «اغتنم خمسًا قبل خمس» أي افعل خمسة أشياء قبل حصول خمسة أشياء: «حياتك قبل موتك» يعني اغتنم ما تلقى نفعه بعد موتك؛ فإن من مات انقطع عمله وفاته أمله وحق ندمه وتوالى همه، فاقترض منك لك، «وصحتك قبل سقمك» أي: اغتنم العمل حال الصحة، فقد يمنع مانع كمرض فتقدم المعاد بغير زاد، «وفراغك قبل شغلك» أي: اغتنم فراغك في هذه الدار قبل شغلك بأهوال القيامة التي أول منازلها القبر، فاغتنم فرصة الإمكان لعلك تسلم من العذاب والهوان، «وشبابك قبل هرمك» أي: اغتنم الطاعة حال قدرتك قبل هجوم عجز الكبر عليك فتندم على ما فرطت في جنب الله، «وغناك قبل فقرك» أي: اغتنم التصدق بفضول مالك قبل عروض جائحة تفقرك فتصير فقيرًا في الدنيا والآخرة، فهذه الخمسة لا يعرف قدرها إلا بعد زوالها (6).
وعن غنيم بن قيس قال: كنا نتواعظ في أول الإسلام بأربع، كنا نقول: اعمل في شبابك لكبرك، واعمل في فراغك لشغلك، واعمل في صحتك لسقمك، واعمل في حياتك لموتك (7).
وقد قال بعض أهل العلم: من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثةٍ: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، والنشاط في العبادة، ومن نسيه عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة وعدم الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة (8).
فيا من قد بقي من عمره القليل، ولا يدري متى يقع الرحيل، يا من تُعد عليه أنفاسه استدركها، يا من ستفوت أيامه أدركها، نفسك أعزُّ ما عليك فلا تهلكها، فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها» (9).
قال النووي: معناه كل إنسان يسعى بنفسه؛ فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما، فيوبقها أي يهلكها، والله أعلم (10).
ويا من أقعده الحرمان، يا من أركسه العصيان، كم ضيّعت من أعوام، وقضيتها في اللهو والمنام، كم أغلقت بابًا على قبيح، كم أعرضت عن قول النصيح، كم صلاةٍ تركتها، ونظرة أصبتها، وحقوق أضعتها، ومناهي أتيتها، وشرور نشرتها، أنسيت ساعة الاحتضار؟ حين يثقل منك اللسان، وترتخي اليدان، وتشخصُ العينان، ويبكي عليك الأهل والجيران، أنسيت ما يحصل للمحتضر حال نزع روحه؟ حين يشتد كربه، ويظهر أنينه، ويتغير لونه، ويعرق جبينه، وتضرب شماله ويمينه، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس أكرم على الله من رسوله صلى الله عليه وسلم، إذ كان صفيه وخليله، حين حضرته الوفاة، كان بين يديه ركوة فيها ماء، فجعل يُدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: «لا إله إلا الله، إن للموت سكرات» (11).
أين من عاشرناه كثيرًا وألفنا، أين من ملنا إليه بالوجدان وانعطفنا، كم أغمضنا من أحبابنا جَفْنًا، كم عزيز دفناه وانصرفنا، كم قريب أضجعناه في اللحد وما وقفنا، فهل رحم الموت منا مريضًا لضعف حاله وأوصاله؟ هل ترك كاسبًا لأجل أطفاله؟ هل أمهل ذا عيال من أجل عياله؟! أين من كانوا معنا في الأعوام الماضية؟! أتاهم هادم اللذات، وقاطع الشهوات، ومفرّق الجماعات، فأخلى منهم المجالس والمساجد، تراهم في بطون الألحاد صرعى، لا يجدون لما هم فيه دفعًا، ولا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا، ينتظرون يومًا الأمم فيه إلى ربها تُدعى، والخلائق تُحشر إلى الموقف وتسعى، والفرائص ترعد من هول ذلك اليوم والعيون تذرف دمعًا، والقلوب تتصدع من الحساب صدعًا.
عن أنس، قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطًا، فقال: «هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب» (12).
وفى هذا تنبيه من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته على تقصير الأمل، واستشعار الأجل خوف بغتة الأجل، ومن غيب عنه أجله فهو حري بتوقعه وانتظاره خشية هجومه عليه في حال غرة وغفلة، ونعوذ بالله من ذلك، فليرض المؤمن نفسه على استشعار ما نبه عليه، ويجاهد أمله وهواه ويستعين بالله على ذلك، فإن ابن آدم مجبول على الأمل (13).
فيا من تمرّ عليه سنة بعد سنة، وهو في نوم الغفلة والسِنة، يا من يأتي عليه عام بعد عام، وقد غرق في بحر الخطايا وهام، قل لي بربك لأي يوم أخرت توبتك؟ ولأي عام ادخرت أوبتك؟ إلى عام قابل، وحول حائل، فما إليك مدة الأعمار، ولا معرفة المقدار، فبادر التوبة واحذر التسويف، وأصلح من قلبك ما فسد، وكن من أجلك على رصد، وتعاهد عمرك بتحصيل العدد، وفرَّ من المجذوم فرارك من الأسد، فقد أزف الرحيل وقرب التحويل، والعمر أمانة، سيُسأل عنه المرء يوم القيامة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما ابن ادم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم» (14)، ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي (15).
أين الحسرات على فوات أمس؟ أين العبرات على مقاساة الرمس؟ أين الاستعداد ليوم تدنو فيه منكم الشمس؟ فتوبوا إلى ربكم قبل أن يشتمل الهدم على البناء، والكدر على الصفاء، وينقطع من الحياة حبل الرجاء، وقبل أن تخلو المنازل من أربابها، وتؤذن الديار بخرابها، واغتنموا ممرَّ الساعات والأيام والأعوام، وليحاسب كل واحد منكم نفسه، فقد سعد من لاحظها وحاسبها، وفاز من تابعها وعاتبها. وهلموا إلى دار لا يموت سكانها، ولا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبابها، ولا يتغير حُسنها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه» (16).
فيا عبد الله، استدرك من العمر ذاهبًا، ودع اللهو جانبًا، وقم في الدجى نادبًا، وقف على الباب تائبًا، بلسان ذاكر، وجفن ساهر، ودمع قاطر، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها» (17).
البسط عبارة عن التوسع في الجود والعطاء والتنزه عن المنع، وفي الحديث تنبيه على سعة رحمته وكثرة تجاوزه عن الذنوب، وقال الطيبي: تمثيل يدل على أن التوبة مطلوبة عنده محبوبة لديه كأنه يتقاضاها من المسيء (18).
إن الأيام تطوى، والأعمار تفنى، والأبدان تبلى، والسعيد من طال عمره وحسن عمله، والشقي من طال عمره وساء عمله، فعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلًا قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: «من طال عمره وحسن عمله»، قال: فأي الناس شر؟ قال: «من طال عمره وساء عمله» (19).
ومن لم يتعظ بزوال الأيام، ولم يعتبر بتصرم الأعوام، فما تفكر في مصيره ولا أناب، ولا اتصف بمكارم أولي الألباب، يقول الرحيم التواب: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]، وتغافل عن حقيقة قاطعة ساطعة هي كون الآخرة أبدًا، والدنيا أمدًا، أعمالنا فيها مشهودة، وأعمارنا معدودة، وأنفاسنا محدودة، وأقوالنا مرصودة، والودائع -لا محالة- مردودة، والمقام لتبصير النفوس وإرشادها، وتصحيح عِثَار المسيرة وتذليل كئادِها، وتوجيه الأمة المباركة شطر العلاء الوَثَّاب، والحزم الهادف الغلاب.
وإننا لنرسلها هتافة مكررة، مدوية مكبرة، في مطلع عامنا الهجري الميمون: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، التغيير المنعكس بصدق وإخلاص ورسوخ على صعيد الواقع والتربية والسلوك التغيير الذاتي الذي يبني المجتمعات، ويستشرف طلائع الأجيال الفتية الصاعدة، وسبيل ذلك ورافده، وأوله وبادئه: إلهاب علو الهمة في نفوس الأمة كي تعتلي الذرى والقمة، وإذكاء جذا الأمل والتفاؤل في أطوار الشباب كي يستنفر قدراته وملكاته، وكفاءاته وانتماءاته؛ ليعيش حلاوة الإيمان، وبرد اليقين، وبهجة الطموح بقلبه وعقله ومشاعره، فالهمة القعساء، والآمال الشماء، ضياء ساطع في دامس الخطوب، وحكيم حاذق في يهماء الكروب.
إنها الأمل المشرف المزهر الذي يحمل النفس على ولوج المكارِه والمصاعب، وخوض غمار المتاعب لبلوغ مراقي العزة والفلاح، ومدرات الفوز والصلاح، يقول صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفْسَافها» (20).
وإذا كانت النفوس كِبارًا تعبت في مرادها الأجساد
وقد أرشدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى علي المنازل، وسني المقاصد؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سألتُم الله فاسألوه الفردوسَ؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن» (21).
ذلكم هو المنهج الإلهي الذي بنى طموح الأبطال، وزكَّى هِمم الأجيال، وسقى فيهم حلاوة الحق بعد الوَصَب، ومعالِيَ الخلود إثرَ النصَب، وأذكى في أرواحهم مجامِر المجد ولوافِح الصمود.
ولله در الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله في همته السابقة السامقة التي عانقت الجوزاء؛ حيث قال: إن لي نفسًا توَّاقة لم تزل تتوق إلى الإمارة، فلما نلتها تاقَت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلى الجنة (22).
وقد ذكر أهل السير عن الإمام البخاري رحمه الله في هِمَّته العلياء أنه يستيقِظ من الليل زُهاء عشرين مرة لتدوين الحديث الشريف.
وقال أبو الوفاء ابن عقيل رحمه الله: وإني لأجد من همتي وحرصي على العلمِ وأنا في عشر الثمانين أشدَّ مما كنتُ أجدُ وأنا ابن عشرين سنة".
أولئك الذين خلدت هممهم وآمالهم الدواوين المسطرة، وسرت بأمجادهم الأنفاس المعطرة، فلا بلوغ لمقامات العلاء إلا بمكابدة اللأواء، واحتساء كؤوس العناء، واللُّجَيْن والدر لا ينالا إلا بالصاب والمر.
يا أمة الهمم وأجيال القمم: ليكن عامكم الجديد للتشاؤم والتضاؤل ناسخًا، وللإحباط والتقاعس فاسخًا، وادأبوا أن تكونوا بالتفاؤل والإيجابية بعد التوكل على الله عز وجل واستمداد العزم والتوفيق منه كالنور الساطع يبدد الظلمات، ويستحث للمكرمات العزمات، وكالغيث النافع يحيِي من الأمل ما ذبُل وفات، تسعَدوا وتفوزوا، وللنصر والتمكين تحوزوا، وما ذلك على الله بعزيز (23).
--------------
(1) التحرير والتنوير (28/ 256).
(2) أخرجه البخاري (6416).
(3) روح البيان (2/ 60).
(4) فتح الباري لابن حجر (11/ 234- 235).
(5) أخرجه الحاكم (7846).
(6) فيض القدير (2/ 16).
(7) الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (1/ 2).
(8) منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (5/ 292).
(9) أخرجه مسلم (223).
(10) شرح النووي على مسلم (3/ 102).
(11) أخرجه البخاري (4449).
(12) أخرجه البخاري (6418).
(13) شرح صحيح البخاري لابن بطال (10/ 150).
(14) أخرجه الترمذي (2416).
(15) موارد الظمآن لدروس الزمان (3/ 30).
(16) أخرجه مسلم (2836).
(17) أخرجه مسلم (2759).
(18) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1616).
(19) أخرجه الترمذي (2330).
(20) أخرجه الطبراني (2940).
(21) أخرجه البخاري (2790).
(22) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (5/ 332).
(23) الاعتبار بانقضاء الأعمار/ ملتقى الخطباء.