logo

الإدارة في سطور


بتاريخ : الخميس ، 20 ربيع الآخر ، 1435 الموافق 20 فبراير 2014
بقلم : د. عوض القرني
الإدارة في سطور

ما من عمل إلا ويحتاج إلى إدارة، فالإدارة هي التي يحتاجها الجميع، ويتخصص فيها البعض فرب الأسرة والموظف والتاجر والفلاح والراعي كل منهم يحتاج إلى الإدارة في عمله، وهذه بعض الأفكار العامة في قضايا

الإدارة، وبالذات إدارة العاملين في الأعمال الوظيفية.

 

ما هي الإدارة؟:

 

هي التخطيط ثم التنفيذ لاستغلال الإمكانات الممكنة والتنسيق بينها لتحقيق الأهداف المتوخاة في ظل التوجيه والرقابة.

 

أنواع الإدارة:

 

نتيجة لتطور علم الإدارة وكثرة الدراسات والأبحاث فيه استطاع الدارسون لعلم الإدارة تمييز أنواع كثيرة من الأساليب الإدارية؛ وهذا التمييز قائم على رصد للواقع في حياة الناس، وهذه أهم هذه الأنواع:

 

الإدارة باللوائح:

وهي القائمة على الغلو في تطبيق النظم واللوائح, دون مراعاة لما قد يترتب على هذا الغلو من إضرار بالعاملين, أو إهدار للأهداف التي من أجلها قام العمل ووجدت المؤسسة، وهذه الإدارة تفتقد لروح الإبداع والتجديد والابتكار, وتعادي المغامرة والتطوير, وهي إدارة تقليدية.

إدارة رد الفعل:

وهي الإدارة القائمة على انتظار ما يفعله الآخرون ثم تقوم هي بعد ذلك برد الفعل؛ فهي دائمًا متأثرة بغيرها في موقف التابع أو المدافع, لا تخطيط ولا لوائح ولا نظم، فضلًا عن التطوير والتجديد.

إدارة الأزمات:

وهي الإدارة المتخصصة في مواجهة الطوارئ والأزمات التي هي غير دائمة.

 

إدارة الجاذبية الشخصية:

وهي الإدارة التي تقوم على ما يتمتع به المسئول من جاذبية وقوة شخصية, فهي تدور حول شخص المدير لا حول العمل ولوائحه وخططه وأهدافه.

 

إدارة التنازل في كل موقف:

وهي التي تقوم على التنازل عن الحقوق والرضى بالواقع والخشية من مواجهة المشكلات، والحرص على استرضاء الآخرين.

إدارة الأنباء السارة:

وهي التي تقوم على افتعال أو تضخيم الإنجازات والأنباء السارة للمؤسسة أو العاملين, مع تجاهل المشكلات وعدم الموضوعية في النظر للأمور, حتى تقع الكارثة.

 

إدارة التفويض المطلق:

وهي الإدارة التي تقوم على تسليم زمام الأمور للموظف في كل شيء, وعدم متابعته ولا محاسبته.

إدارة المشاركة:

وهي التي تقوم على المشاركة بين المدير والعاملين حوله في تحمل المسئولية واتخاذ القرار وتنفيذه بعد ذلك.

إدارة الأهداف:

وهي التي تقوم على إبراز الأهداف للعاملين بشكل واضح, ثم تقسيم تحقيق هذه الأهداف والسعي لها على العاملين, بحيث يسعى كل فرد باستمرار لتحقيق هدف محدد واضح ضمن مجموعة أهداف العمل والمؤسسة.

شروط نجاح العملية الإدارية:

 

توفر المعلومات وحسن ترتيبها وتصنيفها على جميع مستويات العمل.

تسهيل الاتصالات بين العاملين في المؤسسة, وعدم إقامة الحواجز بين المسئول والعاملين.

إيجاد الحوافز المشجعة وإكرام المبرزين ولفت نظر المقصرين.

الثقة المتبادلة بين العاملين من مسئولين وغيرهم, والعلاقات الأخوية الطيبة والمودة والألفة بينهم, مع الانضباط والطاعة المبصَّرة في العمل, مما يؤدي إلى العمل بروح الفريق المتعاون.

معرفة قدرات وطاقات العاملين وتوجيهها التوجيه السليم.

تحديد الاختصاصات والصلاحيات وعدم تداخلها واضطرابها.

الحزم في مواجهة المشكلات واتخاذ القرارات.

وقبل ذلك كله وضوح الأهداف من العمل لدى جميع العاملين في المؤسسة كل حسب موقعه.

أنواع المديرين:

 

المدير المهتم بالعمل المهمل للعاملين:

وهو الحريص على أداء الدوام كاملًا والتطبيق الحرفي للوائح والنظم التي وضعت لحماية العمل, لكنه لا يخطر على باله حقوق العاملين ولا حاجاتهم ولا كسب ودهم ولا مراعاة ظروفهم، وهذا ينجح مؤقتًا لكن مآله إلى تفجر المشكلات وإثارة الضغائن وفشل العمل.

المدير المهتم بالعاملين على حساب العمل:

وهو عكس السابق تمامًا وفشله في النهاية أشد من سابقه.

المدير السلبي:

الذي لا يهتم إلا بنفسه لا يفكر في العمل ولا العاملين إلا بمقدار ما يخدم مصالحه, أو نزواته الشخصية, وهو الدمار للعباد والبلاد.

المدير المتوازن:

الذي يعطي العمل حقه والعامل, ولا ينسى في غمرة العمل حقوق نفسه, وهو المدير الناجح.

 

صفات المدير الناجح:

 

الأمانة:

وهي شرط لنجاح كل عمل؛ لكنها في المسئول أكثر ضرورة؛ لأنه مؤتمن على حقوق المؤسسة وحقوق الموظفين, فما لم يكن أمينًا ضاعت الحقوق, وفشل العمل, وأخفقت الإدارة، وإذا كان الإخلاص للعمل شرطًا لنجاحه, فإن الإخلاص لا يوجد إلا حيث وجدت الأمانة.

 

العلم والخبرة:

العمل بالإدارة والعلم بالتخصص الذي هو مجال العمل والخبرة العملية في هذا التخصص؛ إذ بدون العلم يبقى المدير تقليديًا يمارس ما تعلمه في ميدان العمل عبر السنين، وبدون الخبرة يبقى علم المدير نظريًا لا يسعفه عند الحاجة إليه في المواقف العلمية.

القوة والقدرة على التنفيذ:

فمن لا يمتلك القوة لا يستطيع أن يضبط العاملين معه؛ بل يسيرونه هم حسب رغباتهم ومصالحهم، ومن لا يملك الصلاحيات والقدرة على تنفيذ القرارات, ليس أكثر من ديكور وضع على مكتب.

 

التواضع في التعامل:

مع الموظفين والجمهور الذي له علاقة بالمؤسسة، فكما أنه يجب أن يكون المدير قويًا في غير عنف, فكذلك يجب أن يكون متواضعًا في غير ضعف؛ ليكسب القلوب, فيسعى الجميع للتعاون معه.

 

الحلم والصبر:

وهما شرطان لكل من تصدرّ في هذه الحياة, وبدونهما فلا سيادة ولا ريادة.

 

الصدق:

لأن الكاذب لا يثق به أحد، وبالتالي يفقد احترام الآخرين وتعاونهم.

المشاورة:

لأن المستبد قد يسيّر أجساد الناس للعمل, لكن بدون قلوبهم ولا إخلاصهم ولا طاقاتهم، وقد يسيِّرهم باستمرار, لكن في أعمال يكثر خطؤها ويقل صوابها.

الاعتراف بالخطأ إذا تبين:

والاعتذار والرجوع عنه وعدم الإصرار عليه.

الدهاء والفراسة:

فلا يخدع بسهولة, وإن كان صدقه يمنعه من خديعة الآخرين.

___________________

المصدر: كتاب »حتى لا تكون كلًا« للدكتور عوض القرني.