كيف تأتي الأفكار؟ وما هي طريقة توليد الأفكار الجيدة؟
كل ما تتعامل معه اليوم بسهولة وبساطة كان في يومٍ من الأيام طموحاً تحوَّل إلى فكرة ثم حل، من وسائل اتصال وآلات تسهل حياتك وحتى الرفاهيات والكماليات، كل ذلك كان مجرد سؤال محير في ذهن أحدهم، لكنه تمكن من توليد فكرة رائعة وخلق حلٍّ مبدعٍ جعلك اليوم مثلاً تستلقي على ظهرك وتقرأ هذا المادة من خلال شاشة هاتفك المحمول.
في هذه المادة؛ نتعرف معاً إلى مفهوم توليد الأفكار، طرق وأساليب توليد الأفكار الإبداعية وخلق الحلول الفعالة، ونتوقف مع بعض الأمثلة التوضيحية لتوليد الأفكار، اقرأ حتى النهاية، فأن تقرأ عن المشكلة من أفضل طرق توليد الأفكار الجيدة.
ما المقصود بتوليد الأفكار؟
ما هو مفهوم توليد الأفكار، وما الفرق بين توليد الأفكار وعملية التفكير العادية؟
شخصياً لم أكن مقتنعاً أن هناك حاجة ليتعلم المرء طريقة أو أسلوباً لتوليد الأفكار، فالفكرة تأتي لوحدها دون جهد إرادي، والحلول تخرج فجأة من الذهن، لكن عندما اقتربت أكثر من مفهوم توليد الأفكار وأدوات خلق الحلول فهمت أن العمليتين (أي التفكير الاعتيادي وتوليد الأفكار) تكملان بعضهما، وأنَّ فاعلية الفكرة وفرادتها تحتاج حقاً إلى إدراك بعض المفاهيم وتعلم بعض المهارات.
لنقل أن عملية توليد الأفكار هي الطريقة التي يمكن من خلالها تعبيد الطريق أما العقل ليسير إلى هدفه مباشرة، مزوداً بما يكفي من الأدوات، وهي الطريقة التي يتم من خلالها استغلال كافة المعارف والتجارب السابقة وتوظيفها في سبيل خلق فكرة مبدعة وحل جيد.
وبما أن موقع حلوها يهتم بشكل استثنائي بتطوير مهارات القراء وتقديم محتوى مفيد لهم سنتشارك معاً بعض مهارات توليد الأفكار وخلق الحلول، وسنتعرف أكثر على المفاهيم التي قد تحدث تطوراً جوهرياً في طريقة تفكيرنا العملية.
ما هي الفكرة وما هو التفكير؟
التعرف على ماهية التفكير سيساعدنا بالمقام الأول على الإيمان بضرورة تعلم مهارات توليد الأفكار
بعيداً عن التعريفات الفلسفية والعلمية التي قد تكون مضجرة أو معقدة للبعض، يمكن القول ببساطة أن التفكير هو البحث عن إجابة أي سؤال، وأن الفكرة هي كل مفهوم يتوصل إليه العقل في رحلة بحثه هذه.
والأفكار لا يمكن أن تكون نقية من التجارب السابقة والمعلومات المتراكمة في أذهاننا، فالتفكير عملية متسلسلة وتراكمية تبدأ في الطفولة ولا تنفصل أو تنتهي إلا عندما يفارق الإنسان الحياة، فكل فكرة جديدة هي إعادة ترتيب أفكار قديمة أو إعادة دمج الأفكار مع بعضها في ظل ظروف أو معطيات جديدة.
وفي مقامنا هذا يمكن النظر إلى نوعين من التفكير:
الأول هو التفكير الاعتيادي؛ كأن تبحث مثلاً عن مفتاح البيت قبل الخروج منه لأنك تعلم سلفاً أنك ستنام في الشارع إن نسيته أو أنك ستضطر لخلع الباب، عندما لا تجد المفتاح في جيبك ستبحث عنه في الأماكن المعتادة، وستسأل نفسك "أين المفتاح؟" تذكر أن التفكير إجابة.
أما النوع الثاني فهو التفكير الإبداعي أو التفكير المنظم والإرادي، فإن لم تجد مفتاح البيت في الأماكن المعتادة ستجلس على الأريكة وتفكر "أين يمكن أن أكون قد وضعت المفتاح؟"، هذا السؤال يعني أنك بدأت تفكر بشكل منظَّم، ستحاول أن تسترجع آخر مرة استخدمت فيها المفتاح، وستتخيل نفسك وأنت تدخل وترمي المفتاح في المطبخ.
وستتجه بطبيعة الحال إلى المكان الذي وجدت فيها المفتاح في مرة سابقة، وعندما تفقد الأمل ستبحث عن حل، ربما تتصل بجارك وتخبره أنك ستترك الباب مفتوحاً إلى حين عودتك، وقد تتصل بصديقك الذي ينتظرك في الشارع وتطلب منه أن يأتي إليك بدلاً أن تذهب أنت إليه، وكل حل من هذه الحلول يعتمد على معرفتك المسبقة بمدى تقبل جارك أو صديقك لعروضك هذه، دعونا نتعرف على مفهوم جلسة توليد الفكرة.
جلسة توليد الأفكار
جلسة تفكير الفرق الجوهري بين التفكير الاعتيادي وتوليد الأفكار هو الزمن، التفكير الاعتيادي عملية سريعة لا يتوقف عندها الإنسان، فعندما تقود سيارتك إلى العمل لا تفكر بكيفية تبديل ذراع السرعة لأن هذه الخبرة مكتسبة وثابتة لديك، وعقلك يقوم باختصار عملية التفكير الواعي وترجمتها إلى فعل، معتمداً على ما تحفظ ذاكرتك كصوت المحرك عندما تكون بحاجة لتغيير ذراع السرعة، أما تفكيرك وأنت في الطريق بالبحث عن مكان مناسب لركن السيارة يعتبر جلسة لتوليد الفكرة.
باختصار؛ عندما تتوقف وتفكر بحل أو جواب فأنت تعلن عن جلسة تفكير، ربما تستمر بضعة ثوان وربما تستمر لساعات حسب المشكلة، لكن بمجرد خروجك من حالة التفكير الاعتيادية إلى جلسة التفكير فأنت دخلت إلى مفهوم توليد الأفكار.
إذا سألتك ما اسمك ستجيب مباشرةً، وإذا سألتك عن حاصل قسمة 554 على ناتج 4×2 ستتوقف قليلاً قبل أن تجيب، لأنك ببساطة تقول لعقلك: تعال لنفكر.
أساليب ومهارات توليد الأفكار
هدفنا من الفقرات السابقة كان إقناعك بضرورة الانتفاع من مفهوم توليد الأفكار من خلال توضيحه أكثر، ونتمنى أن نكون قد نجحنا بذلك، والآن إليك أهم أساليب توليد الأفكار وخلق الحلول، وهذه الأساليب تعمل بالتضافر بغض النظر عن الترتيب.
1- صياغة الأسئلة
ذكرنا أن التفكير هو البحث عن الإجابة، لكن الحياة لا تمنحنا الأسئلة دائماً كما يحدث في الامتحانات التقليدية، لذلك لا بد أن تقوم أنت بطرح الأسئلة وصياغتها تمهيداً للوصول إلى الإجابة.
لنفترض مثلاً أن مديرك في العمل طلب منك إعداد حملة ترويجية لمنتج جديد، الخطوة الأولى التي لا بد من القيام بها هي صياغة مجموعة من الأسئلة، من هم المستهدفون؟ لماذا سيشتري أحدهم هذا المنتج دون غيره؟ أين هم المستهدفون؟ كيف يعلن المنافسون عن منتجات مماثلة؟ ...إلخ.
2- شجرة المشكلة
عندما تواجه أي مشكلة تخيلها على شكل شجرة، لها جذور وساق وفروع، هذه الطريقة من أهم طرق توليد الأفكار وخلق الحلول، إذا كنت مثلاً تفكر بطريقة تسديد الديون، لا بد أن تعود إلى جذر المشكلة "لماذا أنا غارق في الديون؟"، ثم تضع وصفاً للمشكلة دقيقاً "ديوني ازدادت 20% خلال شهرين مع انخفاض دخلي"، ثم ابحث عن تشعبات المشكلة التي تعني الفروع "توتر العلاقة بينك وبين الدائن، ضغط نفسي، شجار مع زوجتك... ".
بعد أن ترسم شجرة المشكلة ذهنياً أو على الورق ستتمكن من تحديد الأسلوب الأمثل للبدء بالحل، هل الأجدى أن تعالج الفروع أو الجذور؟ هل يجب أن تعيد التفكير بالإنفاق أو بالدخل أم بكليهما؟
3 التذكر والاستعادة لحل المشكلات
تذكر دائماً أن الحلول موجودة، لكنها تتطلب منك البحث عنها، وأفضل وأقرب مكان هو الذاكرة، إذا كنت قد شاهدت فيلم المليونير المتشرد ستعرف ما هي قيمة استعادة التجارب السابقة والذكريات في توليد الأفكار والحلول.
فبطل الفيلم لم يتلقَّ أي تعليم ومع ذلك تخطى جميع الأسئلة بنجاح بالاعتماد على تجاربه الشخصية وذكرياته الغنية، ابحث داخلك عن الحل أولاً، واسترجع خبراتك السابقة حتى وإن لم تكن شديدة الصلة بالموضوع.
4- إعادة التشغيل
إعادة التشغيل من الطرق الشائعة في التعامل مع الهواتف الذكية والحواسيب أو حتى الآلات عندما تتوقف عن العمل لسبب مجهول، وعلى صعيد توليد الأفكار الإبداعية تعتبر إعادة التشغيل طريقة ناجحة، حيث تقوم بالعودة إلى نقطة البدء وإعادة تشغيل الموضوع منذ البداية لتعطي نفسك فرصة تصحيح المسار أو لمراقبة تطور الموضوع من نقطة البداية.
5- تغيير المعطيات
تغيير المعطيات أو إعادة خلط الأوراق بإدخال عناصر جديدة أو الاستغناء عن أخرى من الطرق الفعالة في توليد الأفكار والحلول، سنروي لك قصة مثيرة عن اكتشاف علاج مرض الاسقربوط!، الذي قام فقط على تغيير المعطيات.
في عرض المحيط الأطلسي في القرن الثامن عشر كانت السفن تعود من البحر محملة بالموتى، داء غريب ومرض غير معروف يودي بحياة البحارة، قرر عندها الدكتور جيمس ليند أن يستكشف هذا المرض، فقام باحتجاز 12 بحارًا مصابًا وقسَّمهم إلى مجموعات كل واحدة فيها اثنين، تأكد ليند أن البحارة يتبعون نفس نظام الغذاء ويعانون من أعراض متطابقة، ثم بدأ بتغيير المعطيات من خلال إدخال عناصر جديدة إلى أجسادهم دون أن يكون على يقين أن أياً من المواد التي استخدمها لها فاعلية أكثر من غيرها، وبالمراقبة وجد أن المرضى الذين حصلوا على عصير البرتقال والليمون تحسنوا بشكل سريع وملفت، فيما بقي المرضى الذين حصلوا على الخل أو التفاح أو شربوا ماء البحر على وضعهم.
ومن هذه القصة أيضاً يمكن أن تلمس أهمية تجريب الأفكار وقياس النتائج.
6- البحث أكثر لتوليد أفكار مبدعة
عندما تتعامل مع أمور لا تعرف عنها الكثير لا تتوقع أن تجد حلاً جيداً أو فكرة خلاقة، لا بد أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، لذلك يجب أن تبحث عن موضوعك أكثر وتحاول أن تستفيد من تجارب الآخرين لتجد حلاً مثالياً وذكياً.
7- استخدم موقع حلوها
نعتقد أن موقع حلوها يتيح لكم فرصة مميزة لتوليد الأفكار، وذلك من خلال طرح المشكلة أو الأسئلة على مجموعة كبيرة من قراء الموقع، فضلاً عن آراء المدربين والخبراء التي يقدمونها لكم مجاناً في التعليقات، وستحظون بأفضل تجارب العصف الذهني.
كما يقدم لكم موقع حلوها مقالات متنوعة ومختلفة وفي مجالات كثيرة ستساعدكم بلا شك على اكتساب المزيد من المعارف والأفكار.
جرب أن تطرح مشكلتك من خلال هذا الرابط، وتأكد من إنشاء حساب بالاسم الذي تريده وبسرية تامة لتبقى مطلعاً على التحديثات، كما يمكنك تجريب استخدام خدمة ألو حلوها.
المصدر: موقع حلوها