الأزمات النفسية رؤية علاجية
كثيرة هي حالات الانتحار التي انتشرت بين أوساط الشباب في الفترة الأخيرة، ولعل أبرز أسباب الانتحار المرور بأزمة نفسية يفقد فيها المنتحر التوازن النفسي، ويشعر بالفشل وعدم القدرة على الخروج من حالته السيئة.
يقر المرء أحيانًا باستلاب إرادي، وبعدم قدرة على تحريك دوافع الفرح لديه، وبحالة من الاحباط العميق والتقهقر، ولكن هناك من يلجأ إلى محاولات وسبل لتقوية جهاز المناعة النفسي لديه لمواجهة هذه الأزمات، فيستطيع بذلك التعامل معها على نحو لا يجعله يتهاوى أو ينهار إلى الحد الذي يشعره بالتعاسة والحزن.
وهذا يدعونا إلى التساؤل عن الأزمة النفسية، وكيفية الخروج منها.
إن مفهوم الأزمة من المفاهيم الواسعة الانتشار في مجتمعاتنا المعاصرة، ويمس كل جوانب الحياة، بدءًا من الأزمات الفردية، وانتهاءً بالأزمات الدولية، كما أن عالم الأزمات عالم حي ومتفاعل، له خصائصه وأسبابه ومكوناته.
كما يعد مفهوم الأزمة واحدًا من المفاهيم التي يصعب تحديدها؛ لشموليته واتساع نطاق استعماله، ليشمل مختلف صور العلاقات الإنسانية السلبية في كافة مجالات التعامل، وعلى قدر مستوياته، وعادة ما ترتبط الأزمة بالإحساس بالخطر والتوتر، وأهمية عنصر الوقت اللازم لاتخاذ قرارات وإجراءات المواجهة.
ومفهوم الأزمة في العلوم النفسية عبارة عن ضغوط نفسية داخلية، أو تغير الحالة النفسية للفرد؛ وبالتالي تمثل أزمة أو صعوبات تحد من أساليبه وقدراته التقليدية للتعامل مع الوضع الجديد، وتعيقه عن إنجاز أهدافه، وتحدث خللًا في التوازن النفسي والاجتماعي للفرد، كما تعد موقفًا أو حادثة غير مرغوبة، تؤدي إلى تعطيل الفرد أو الجماعة عن القيام بدورهم بصورة طبيعية، وقد حرص علم النفس على دراسة الآثار النفسية للأزمة، والتي قد تتخذ أشكالًا متنوعة؛ كالارتباك، والصدمة، والقلق، والتوتر، وعدم التوازن، وغالبًا ما تسبب ارتباكًا كبيرًا للناس في حياتهم وأساليب تكيفهم مع الضغوط، وعادة ما تثير مشاعر الخوف وتوتر العلاقات المستقرة.
يتبين مما سبق أن الأزمة موقف أو مرحلة، يمر بها الفرد أو الجماعة أو المجتمع نتيجة لحدوث أزمة كبيرة لم يتم مواجهتها في بداية الأمر، أو عجز مستمر عن إشباع احتياج معين؛ مما يؤدي إلى عدم قدرة هذه الوحدات على أداء وظائفها المتوقعة منها، ويسفر عن ذلك حدوث حالة من اللاتوازن؛ مما يتطلب جهودًا مكثفة لمواجهتها؛ لأن تركها أو حلها بأسلوب خاطئ وأساليب غير سليمة يولد مشكلات عديدة، تهدد كيان الوحدات واستقرار الأفراد؛ ذلك لأنها (الأزمة) موقف ينتج عن نقص في إشباع احتياجات الأفراد النفسية والاجتماعية الأساسية أو الضرورية، أو تراكم الاحباطات وسوء التكيف، أو نتيجة للتفاعل بينهما بطريقة تهدد حياتهم، وتحول دون قيامهم بأداء أدوارهم ووظائفهم الإدارية والاجتماعية.
وعليه يمكن تعريف الأزمات النفسية بأنها: عبارة عن ضغوط وأحداث ومواقف نفسية داخلية تؤثر على حالة الفرد النفسية، تتمثل في صعوبات تواجه الفرد؛ مما تحد من أساليبه وقدراته التقليدية للتعامل والتكيف، وبالتالي تعيقه عن إنجاز أهدافه، وتحدث خللًا في التوازن النفسي والاجتماعي للفرد(1).
أعراض الأزمة النفسية:
أما أعراض الأزمة النفسية فهي عديدة ومختلفة، ومن أهمها خضوع الإنسان لعبودية الماديات، فإذا شعر الإنسان، سواء كان فقيرًا أو غنيًا، بالفراغ النفسي أو بالاضطرابات النفسية فإن ذلك يعزى إلى خضوع الإنسان لعبودية الماديات، وتحت وطأة هذه الحالة قد يعمد بعضهم لتدبير بعض الأعمال الخطيرة أو الإجرامية لتحقيق أهدافهم أو للتخلص من اضطراباتهم النفسية.
ولعل الأبرز في الأمر هو حالة الفراغ الديني التي يعيشها الكثير من الشباب، فالانغماس في الشهوات والبعد عن الله تعالى يموج بالإنسان إلى حالة من الفوضى والعبثية، لا يفيق منها الإنسان إلا على حالة من الانهزامية، والشعور بالإحباط وضياع الهوية وتشتت النفس.
ومن ذلك أيضًا غياب الأهداف وتشتت الاهتمامات، فيشعر المرء بحالة من التخبط، فلا يجد نفسه إلا في واقع مر أليم، يدور فيه كما يدور الحمار في الساقية، لا يدري إلى أين يسير، ولا متى وكيف سيتوقف.
وترجع أسباب الأزمة النفسية إلى مصدرين، هما:
أولًا: بيئية، وترجع إلى عدم كفاية المعلومات في العمل، وغموض الأهداف، وانعدام روح التعاون، وعدم إنجاز العمل في الوقت المحدد، وتعرقل سير النظام، وعدم توفر مراكز للإرشاد المهني والأكاديمي، وضغط الوقت.
ثانيًا: ذاتية: وترجع إلى الفرد نفسه؛ كاستجابته للضغط النفسي، وتقييم نفسه بمقدار العمل أو الإنجاز الذي حققه، ومحاولته لإتقان عمله في أقل وقت ممكن، وفي منافسته للآخرين، وتقديره للظروف المهنية التي يتعرض لها، وما مقدار نجاح عمله.
فتظهر آثار الأزمة النفسية على الأفراد من خلال (التوتر، والصرع، والقلق، والضيق، وحدة الانفعال، ارتفاع ضغط الدم، والقرحة، والشعور بالتعب والإرهاق، والصداع، وعدم الثقة، وفقدان الشعور بالأمن، وعدم الرضا، والخلافات مع الزملاء، وانخفاض مستوى الإنتاج.
مراحل تطور الأزمة:
تختلف مراحل تطور الأزمة باختلاف طبيعتها، حيث أن هناك أزمة لا تمر بمراحل معلومة؛ وبالتالي يصعب التنبؤ بحدوثها، إلا أن هناك أزمات أصبح من الممكن رصد مؤشراتها منذ البداية، ومتابعتها أولًا بأول.
إن الأزمات باعتبارها ظاهرة اجتماعية ونفسية تمر بدورة حياة، مثلها مثل أي كائن حي، فكلما كان متخذ القرار سريع التنبه في الإحاطة ببداية ظهور الأزمة أو بتكوين عواملها كلما كان أقدر على علاجها والتعامل معها.
وتصنف مراحل تطور الأزمة إلى ما يلي:
مرحلة الميلاد: وفي هذه المرحلة تبدأ الأزمة الوليدة في الظهور لأول مرة في شكل إحساس مبهم قلق بوجود شيء ما يلوح في الأفق، ومن هنا يكون إدراك متخذ القرار وخبرته هي العوامل الأساسية في التعامل مع الأزمة.
مرحلة النمو والاتساع: نتيجة لعدم مواجهة المرحلة الأولى في الوقت المناسب؛ لذا فإن الأزمة آخذة في النمو من خلال محفزات أخرى تنمو من خلالها، سواء كانت تلك المحفزات داخلية من ذات الأزمة، أو خارجية تفاعلت معها الأزمة.
مرحلة النضج: تعد هذه المرحلة من أخطر مراحل الأزمة، ومن النادر أن تصل الأزمة إلى مثل هذه المرحلة إلا إذا قوبلت باللامبالاة من قبل متخذ القرار، ومتى ما وصلت الأزمة إلى هذه المرحلة فإن الصدام ضرورة لمواجهة المرحلة.
مرحلة حل الأزمة: وهي المرحلة الأخيرة، ولكنه يجب التنبه إلى أن الأزمة تتطور بشكل دائم، وربما يكون الضوء الذي نراه ونعتقد أنه النهاية هو علامة إنذار لازمة أخرى قادمة، ودورة الأزمة تجعل من الصعب الرؤية أين ومتى تنتهي.
هناك نموذج تصوري يساعد على فهم كيفية نمو تحولات الحياة وأزماتها ونتائجها على الفرد، وذلك من خلال تقدير الفرد المعرفي لجوهر الأزمة، وتبني الفرد لمجموعة من المهمات التكيفية الرئيسية، التي تتضمن مجموعة متنوعة من مهارات التكيف مع الأزمات والتصدي لها.
كل ذلك له علاقة بالصحة الجسمية والتوافق النفسي، ودورها في عملية تقدير الفرد المعرفي للأزمة، وكيفية وصوله إلى مغزى الحدث والمهمات التوافقية، والمهارات التي يوظفها الفرد أثناء الأزمة حتى يصل إلى حل مُرضٍ لها، وتجاوز آثارها الضارة، فبمجرد تلقي الفرد الموقف الضاغط والمرور به يبدأ في إدراك الأزمة، والشروع في تحديد أساليب مواجهتها والتكيف معها، وتحديد طاقاته وقدراته الممكنة على تحمل آثار الأزمة وتداعياتها عليه، ثم يدخل الفرد في مرحلة التعامل مع الموقف الضاغط معرفيًا وسلوكيًا لحشد طاقاته المعرفية وجهوده السلوكية والوجدانية للتكيف مع الموقف الضاغط، ومواجهته بحلول إيجابية، كما تتضح نتائج الموقف وآثاره على الفرد؛ إذ يتضح فيها مدى التفاعل بين مكونات هذا النموذج ومدى التوافق الذي حققه الفرد في مواجهة الأزمة، فقد يكون تكيفًا سويًا في صورة حلول إيجابية وفعالة في مواجهة الموقف، تثري حياة الفرد القادمة عند مواجهته لأزمات حياته الحالية المشابهة، أو قد يكون تكيفًا غير سوي، يتضح في صورة حلول سلبية انسحابية تؤثر في حالته الراهنة؛ فتظهر عليه الأعراض الاضطرابية، والتوترات التي تؤثر سلبيًا في صحته الجسمية والنفسية، كما أنها تنذر بفشله في التوافق مع الأزمات التالية في حياته المستقبلية وتحولاتها غير المتوقعة(2).
كيفية التغلب على هذه الأزمات والاضطرابات النفسية:
إن فتح دروب جديدة للمرء يكون بإتاحة الفرصة لنفسه أن يتعرف على أشياء جديدة، وممارسة هوايات ممتعة يشق من خلالها دروبًا نفسية متعددة، تبعده عن مناطق الألم القديمة، وتفتح أمامه أبواب الفرح الدائمة.
فتقوية جهاز المناعة لدى المرء يحتاج إلى الاستفادة من الخبرات السابقة، فالخبرات النفسية التي يكتسبها الإنسان عبر التاريخ الطويل من حياته، وعبر مواقف متعددة ومتباينة لها دورها الكبير في تقوية مناعته في مواجهة هذه الأزمات، فكلما تعددت خبرات الإنسان وقراءاته كلما كان قادرًا على تحليل كل موقف أو الخروج منه بدروس مستفادة، وكلما كان بوسعه التقليل من هذه الأزمات، والقدرة، في ذات الوقت، على اقتراح حلول ذاتية لها؛ كلما أدى ذلك إلى القدرة على مواجهة هذه الأزمات، والتأقلم بفاعلية وسرعة مع عناصر الأزمة، واكتساب القوة في مواجهة عوامل نشوئها.
ومع ذلك تظل القدرات الذاتية لدى البعض أضعف من مقاومة الأزمات التي تمر عليهم، وليست كافية بمفردها لمواجهة تلك الأزمات الحياتية؛ لذا يلجأ الإنسان أحيانًا إلى آخرين يستطيع من خلالهم أن يواجه مشاكله ويجد الحلول لها، وهنا يأتي دور مكاتب الإرشاد والعلاج النفسي.
إن من يتأمل ويتعرف إلى أفكاره، وما تنتجه له من انفعالات، عليه أن يجتهد بالعمل على تغيير تلك الانفعالات والاضطرابات النفسية، فيعمل على حصر عيوبه الانفعالية ويسجلها بشكل واضح، من خلال تسجيله للانفعالات السلبية والأفكار الانهزامية الخاطئة، ويبدأ باختيار أكثرها إزعاجًا لتعديله والتخلص منه بالتدريب المتتابع(3).
أزمة أم المؤمنين:
تُعرف الأزمة التي مرت بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بحادثة الإفك، وتتلخص في ترويج شائعة، من قبل المنافقين وبعض المؤمنين، تتضمن اتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا، وذلك عندما تَخلَّفت عن الجيش في إحدى الغزوات، ثم أحضرها الصحابي صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه على ظهر جمله، وبعدها انطلقت الشائعات انطلاق النار في الهشيم.
وهي أزمة ذات شقين: الأول عندما وجدت أم المؤمنين نفسها وحيدة وقد تركها الجيش، والثاني عندما انتشرت الشائعة عنها وهي غافلة حتى عن مجرد التفكير في هذا الأمر.
فماذا فعلت أم المؤمنين تجاه هذه الأزمة بشقيها؟ الشعور بوجود الأزمة والوقوع فيها، فمن المهم معرفة أنه لا معنى للأزمة ما لم يَحُس بها الشخص أو من له علاقة بها، فأُمُّنا عائشة أحسَّت أنها في أزمة عندما عادت ولم تجد الجيش، وهذا بالنسبة للشق الأول من الأزمة.
أما من حيث الشق الثاني، وهو اتهامها بالزنا، فقد أحست بالأزمة عندما أخبرتها أم مِسْطح بما يشيع عنها، فلم تكن تحس بها من قبل؛ لأنها تعجبت مما قيل مع أنها دافعت عن مسطح في بداية الأمر.
الحفاظ على التماسك النفسي:
فقد حافظت أُمُّنا على رباطة جأشها وتماسكت، مع أن الموقف في غاية الشدة لأنها وحيدة وقد تركها الجيش ورحل، وأيضًا حافظت على توازنها عندما سمعت بالإشاعة وامتصت الصدمة، مع أنها تفاجأت وذُهلت لما قيل عنها، وكانت تتمثل قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف:18].
أثر الإيمان في التماسك النفسي:
ويتحقق التماسك النفسي بالاستعانة بالله تعالى بالدعاء والصلاة والذكر، وإحسان الظن بالله وبالمسلمين ممن لهم علاقة بالموضوع، والتفاؤل بالخير، كما أن للجانب الإيماني العام تأثيره، ولا بد من الحفاظ على ذلك في كل مراحل حل الأزمة، وهذا ما تمسكت به أمنا عائشة، على الرغم من أنه قد رُوي عنها أنها تأثرت بالأمر، لكن ليس إلى الحد الذي يُخرج الإنسان عن تماسكه.
تحديد ماهية الأزمة ومعرفة أبعادها:
حددت أُمُّنا الأزمة في أن الجيش قد رحل وتركها فصارت وحيدة، وهذا يترتب عليه أن تخاف على نفسها من الموت أو الأسر أو الاعتداء، كما حدَّدت الأزمة في الشق الثاني وتعرفت عليها عندما علمت بالإشاعة، وأنهم قد رموها بالزنا، وأي تهمة هذه وماذا يمكن أن يترتب عليها؟
التفكير في حلول ممكنة للأزمة:
اللحاق بالجيش، لكنها لم تجد الراحلة، والظلام قد حل، ولا يمكنها السير وحدها، البقاء في نفس المكان مع الاختباء، الذهاب إلى مكان آخر، الانتظار في نفس المكان في حالة عودة الجيش أو نفر منهم؛ لأنهم إذا فقدوها فلا بد أن يعودوا أدراجهم إلى المكان ليبحثوا عنها، البحث عن أحد قد تخلف مثلها من الجيش، أو أحد يتعقب الجيش.
أما من حيث الشق الثاني؛ أي حالة الإشاعة، فقد تكون أمنا فكرت فيما يلي:
الدفاع عن نفسها، ترك الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم مع البقاء في بيتها، لكن ربما لاحظت تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم بالموضوع، وأنه قد سرى وانتشر.
التفكر في الأزمة ونتائجها وأبعادها:
حيث تبين لأم المؤمنين أنها كانت على صواب فيما فكرت فيه واتخذته من قرارات، وخرجت من الأزمة أقوى مما كانت، فقد برَّأها الله من فوق سبع سماوات، ونزل فيها قرآن يُتلى.
وترتب على ذلك الكثير من الأحكام والمعالجات، فكان في ذلك الخير الكثير، كما أن مثل هذه الأزمات صار لها حل معلوم يمكن اتباعه في حال وقوعها، وهذا لم يكن الحال قبل وقوعها.
أثر التربية الإسلامية على قوة شخصية المسلم وإعدادها لمواجهة الأزمات، فلم يَعُد خافيًا على أي مِنّا حاجة المسلمين الماسة إلى التمسك بالقرآن والسنة؛ إذ لا غنى لنا عنهما، ولن تقوم لنا قائمة بغيرهما, ولن تكون لنا عزة إلا بهما.
وهذا يُحتِّم علينا فهم ما فيهما فهمًا عمليًا واقعيًا مُنَزلًا على أرض الواقع، ومرتبطًا به ارتباطًا وثيقًا، تمامًا كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.
ولا يكفي مجرد الحفظ والتلاوة والاستحضار, وإن كان كل ذلك مطلوبًا وكلُّه فيه خير وعليه أجر؛ بل لا بد من الاستيعاب المركَّز والتطبيق الفعلي(4).
أزمة الهزيمة في أحد:
للإسلام منهج فريد في علاج انكسار النفس أمام متاعب الحياة ومصائبها، وينبع هذا التفرّد من كون الإسلام منهجًا ربّانيًا، شرعه من سوَّى النفس الإنسانية وأبدع أسرارها، وعلم وحده سبحانه مداخلها ومخارجها.
ولا تقتصر روعة المنهج الإسلامي على إحكام تفاصيله ودقة توجيهاته؛ بل تتعدى ذلك إلى القالب الذي سيق فيه الدرس؛ فلا يعرض الإسلام أفكارًا نظرية جافة قد يراها البعض صالحة، ويظنها آخرون ضربًا من الخيال.
وإنما يساق الدرس ضمن تجربة عملية واقعية حدثت على الأرض، وخاضها ناس من البشر، في عصر الوحي أو فيما قبله، أصاب بعضهم في هذه التجربة وأخفق آخرون، ومن ثنايا سياق التجربة الواقعية يُستخرج الدرس وتستنبط العبرة، فتلصق بوعي الإنسان، ويقتنع الناس بإمكانية النسج على منوالها.
ومع أن الله يحب عباده المؤمنين وينصرهم ويدافع عنهم، إلا أنه يقدّر عليهم البلاء ويمتحنهم بالآلام ليقوّي عودهم؛ فيثبتوا في مواجهة الإحباطات، ويأخذ بأيديهم، من خلال هديه، ليدربهم على فن مواجهة الهزيمة النفسية والخروج مها بسلام؛ بل بغنائم.
ظهر هذا الأمر جليًا في يوم أحُد، الذي سماه الله تبارك وتعالى في كتابه: (مصيبة) حين قال: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} [آل عمران:165].
وقد كان يوم أحد مصيبة بحق حين خالف المؤمنون من الرماة، متعمدين، صريح الأمر النبوي بعدم مغادرة أماكنهم خلف المسلمين مهما تكن الظروف، وفقد الجيش من جرّاء هذه المخالفة سبعين من خيار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وانكسرت النفوس التي استكانت، منذ عام، للذة النصر يوم بدر، وغزا اليأس القلوب، وخاصة عندما أشيع مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم، فقعد الناس عن القتال؛ بل ولّى بعضهم الأدبار فرارًا.
إننا أمام مصيبة حقيقية أصابت المجتمع المسلم بأكمله، ولم تكن الخسائر مادية فقط؛ بل تعدتها إلى الخسارة النفسية بهذا الانكسار، ووقوع بعض العيوب التي كشفتها المصيبة.
فنحن محتاجون، كأفراد وجماعات، للتعرّف على المنهج الرباني في الخروج من الأزمات، وعلاج الانكسار النفسي.
ولهذا المنهج عناصر تستخلصها إذا أحسست تدبر آيات الله التي عالجت (مصيبة أحد).
1- رفع الروح المعنوية:
بلفت النظر إلى الجوانب الإيجابية في الفرد والأمة، خاطب الله عباده المنكسرين نفسيًا فقال لهم: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:139].
وكان خطابًا واقعيًا ولم يكن تحذيرًا لنفوسهم أو تسكينًا مؤقتًا لآلامهم، إن لكل إنسان جوانب قوة وجوانب ضعف، ولا بد من لفت نظر الإنسان المنكسر نفسيًا إلى جوانب القوة الحقيقية فيه؛ ليحسن توظيفها في التغلب على جوانب ضعفه.
2- إبراز الجوانب الإيجابية في المصيبة نفسها:
فالله عز وجل يلفت نظر المؤمنين، في أكثر من موطن من كتابه الكريم، إلى أن أي مصيبة لا بد أن تنطوي على نقاط مضيئة وجوانب إيجابية، انظر إلى قوله عز وجل: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة:216].
ربَّي الله المؤمنين على ذلك من خلال سياق علاجه لمصيبة أحد، عندما وضعت الآيات أيديهم وأبصارهم على فوائد حصّلوها من الحدث المؤلم، ومن الجراح والآلام التي أصابتهم، ظهر هذا واضحًا في آيات من مثل قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} [آل عمران:166–167]، فتميز الصادق من المنافق ثمرة إيجابية، تفيد أي مجتمع يكافح من أجل البقاء والنهوض، ولولا المصيبة التي وقعت لبقى المنافق جرثومة مستترة جاهزة لنفث سمومها في جسد المجتمع في أي وقت.
3- المصائب أمر مقدّر:
كتب الله لكل مخلوق حظه منه من قبل أن يوجد، بالتأكيد هناك أسباب مادية واقعية تقود إلى المصيبة، ولكن هذا لا ينفي ارتباط الأمر من قبل ومن بعد بقضاء الله وقدره.
وإنما يتحرك الإنسان سعيًا لجلب نفع أو دفع ضر؛ لأن الله أمره بالأخذ بالأسباب، وهو مأجور على العمل والسعي ما دام موافقًا للشرع، كما أنه يتحرك لذلك وهو موقن أن الله قادر على تعطيل الأسباب، وقادر كذلك على إنفاذها.
لا يعرف معنى للإحباط وتمنّي المستحيل، ولا تطول به الأيام والليالي في انتظار معجزة متوهمة تردّ عجلة الزمان إلى الوراء، وإلى هذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم في رسالته التربوية المعجزة، التي وجهها لقلب المنكسر وعقله حين قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان»(5).
وما عمل الشيطان المقصود هنا سوى ذلك الإحباط، الذي يسيطر على النفس أمام فرصة فائتة أو خطب نازل.
4- إمكانية استئناف المسير:
وفتح صفحات ناصعة إذا هم أحسنوا التوبة مما وقعوا فيه من أخطاء مهما كانت، وإن كانت ضخمة؛ كالفرار من الزحف أو مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، نعم، قد يخطئ الإنسان أخطاءً كبيرة أو صغيرة؛ ولكن الحياة لن تنتهي عند حدود الأخطاء التي وقعت طالما أن باب الإصلاح والتوبة مفتوح، المهم أن يسارع المخطئ إلى تدارك الأمر.
وانظر {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} [آل عمران:133–135].
فلا شك أن الصفحة البيضاء؛ بل الجنات الواسعة التي يوعد بها المخطئ إن نجح في تعديل المسار، كل ذلك كفيل أن يفتح أمامه الباب للنهوض والعمل من جديد.
5- الاعتبار بالماضي:
فالسقوط يعقبه قيام ونصر لمن سار على الدرب، يقول الله تبارك وتعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا} [آل عمران:146].
وهذا منهج قرآني تكرر في غير هذا الموضع في مواجهة أزمات مرت بالمسلمين، واقتربت بهم من دائرة الإحباط، فتجد أن الله ينزل سورتين متواليتين في العام العاشر من البعثة، في أواخر العهد المكي، حين ضاق الحال تمامًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة، تكذيبًا وإيذاءً وصدودًا عن الحق، فينزل في القرآن سورة هود وما حوته من قصص لرسل سابقين، وكيف صبروا وثبتوا حتى جاءهم نصر الله، ثم يختتمها الله تعالى بقول: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود:120].
فتعرّفُ أخبار السابقين المشابهة يثبت القلب ويزيل اليأس، ويلقي في روع المهموم أن ما أصابك من همّ لم يكن جديدًا اختصصت به دون غيرك؛ بل سبقك إلى ساحة الامتحان آخرون مثلك، فنجحوا وعبروا الأحزان.
كما تنزلت بعدها سورة (يوسف)، وليس بخافٍ ما تحفل به من سلوى للمصابين، وآمال لليائسين، من خلال العديد من المآزق التي تعرض لها يوسف عليه السلام، فصبر وثبت حتى نجاه الله منها جميعًا، إلى جانب الأزمة العنيفة المتصاعدة التي مرت بيعقوب عليه السلام، والمتجسد في فقد أحد بنيه، ثم تزيد بفقد التالي له في المنزلة بعد سنوات من الصبر.
إلا أنه عليه السلام لما وجّه بنيه للبحث عن يوسف وأخيه ذيّل كلامه لهم قائلًا: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87].
6- إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون:
فلم يخرج عدوّهم من المعركة، وإن بدا منتصرًا، سالمًا من الجراح والآلام، قال لهم الله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} [آل عمران:140]، فلم يذهب كفاحكم ضد عدوكم سدى؛ بل إن جهادكم قد آذاهم مثل ما أصابكم منهم من أذى (قَرْحٌ مِثْلُهُ) وهي سنة ماضية، معركة الحق مع الباطل، ولا ريب أن فرقًا كبيرًا بين من هُزم وهو يرى عدوه مكتمل الفوز والانتصار، ومن هزم وهو يشعر أنه هو أيضًا قد نجح في النيل من عدوه ولو بعض النيل، شتان بين النفسيتين، وهو درس بليغ لأمة المسلمين في صراعها مع الباطل في الأرض.
فمهما انتعش الأعداء بغرور قوّتهم إلا أن عين المتأمل لا تخطئ جراحًا تؤلمهم، وخسائر بين الحين والآخر تستنزف مواردهم.
8- الدنيا دول:
{وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140]، فليس من شأن الأحوال أن تثبت على هيئة واحدة؛ بل من شأن المقاعد أن يتبادلها الجالسون كل حين، فلا المهزوم يظل مهزومًا، ولا المنتصر يظل منتصرًا، وكذلك الغني والفقير والصحيح والسقيم.
وإذا فهم المحبط ذلك أيقن بلا شك أن بالإمكان حتمًا أن يتجوز دائرة إحباطه، التي تسيطر عليه؛ لأن الأحوال حتمًا تمضي إلى تبدّل، وخير له أن يستثمر هذا التحول لصالح النهوض من كبوته.
9- اعمل واترك النتيجة لله تعالى:
فالإنسان يوم القيامة يحاسب على عمله الذي كسبته يداه، ولا يحاسب على النتائج المترتبة على فعله هذا، والإسلام يرسخ هذا المعنى في نفوس المؤمنين؛ لأن العامل قد يحسن العمل ثم لا تأتي النتيجة على المستوى المطلوب؛ فيحبط ويشعر بالفشل.
فيربط الإسلام جهودك وخططك بما تستطيع تحقيقه، لا بما يتعلق بالغيب والقدر المحض.
ومن ثم يربط القرآن المؤمنين، في كفاحهم عبر الحياة، بثواب الآخرة المستقر اليقيني المترتب مباشرة على عملهم، فترى الله عز وجل يقول عن المؤمنين المجاهدين في سبيله: {فَآَتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ} [آل عمران:148]، فالثواب الحسن حقًا هو ثواب الآخرة.
10- طول القعود عقب الهزيمة يوجب العقاب من رب العالمين:
وذلك حتى يعلم الإنسان أن واجبه عقب الانكسار أن يبادر بالنهوض وإصلاح ما فات، فالعمر ضيق لا مجال فيه لطول القعود يأسًا وإحباطًا، والفرص المتاحة قد لا تظل متاحة إلى الأبد، يقول تعالى معالجًا أشد ساعات الهزيمة النفسية لدى المؤمنين يوم أحد: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا} [آل عمران:144].
فقه هذا المعنى رجلان من الأنصار، قبل أن تنزل الآية الكريمة، فهذا أنس بن النضر يصيح بأولئك الذين أُحبِطوا وقعدوا عن القتال لما سمعوا بمقتل النبي صلى الله عليه وسلم: «ما تصنعون بالحياة بعده؟! قوموا فموتوا على ما مات عليه»، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قُتِل.
أما الآخر فكان ثابت بن الدحداح رضي الله عنه، يصيح بأصحابه الأنصار يوم أحد بعد الانكسار والهزيمة: «إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت، فقاتلوا عن دينكم، فإن الله مظهركم وناصركم»، فربط السعي بالله الباقي، ومن كانت هذه جهة سعيه فلن ييئس لأنها جهة مفتوحة على الدوام.
بهذا المنهج الإسلامي الفريد قاد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى الخروج من أزماتهم كلها؛ ومنها أزمة أحد، فها هو صلى الله عليه وسلم بعد أحد بيوم واحد، يتخذ القرار لمطاردة المشركين العائدين إلى مكة بما يشبه الانتصار، وأصر صلى الله عليه وسلم ألا يأخذ معه في هذا الخروج إلا من اشترك في أحد.
برغم أن أولئك الذين شهدوا القتال بالأمس سيخرجون اليوم والجراح تملأ أجسادهم ونفوسهم جميعًا، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يداوي هذه النفوس الكسيرة بعمل من شأنه أن يرفع معنوياتهم، ويرد إليهم هيبتهم، ويضعف من حلاوة النصر لدى قريش إذا اختتم المشهد بمطاردتهم إلى مكة.
وقد كان هذا القرار النبوي العظيم قرارًا تربويًا من الدرجة الأولى، فقد تعمد صلى الله عليه وسلم أن يأخذ الذين شاركوا في أُحد فقط، مع ما بهم من جراح وآلام ونفسية سيئة مهزومة، وإنما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ليقول لهم: إنه يثق بهم تمامًا، وبقدراتهم وكفاءاتهم؛ بل وبإيمانهم وعقيدتهم.
يقول تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} [آل عمران:172–174].
ولا بد أن نتأمل المقابلة بين سرعة استجابتهم لله والرسول وبين شدة القرح الذي أصابهم، لنعلم أن المنهج الإسلامي تنزيل من رب العالمين، العليم بأدواء النفوس وبما يعالجها، ولنتأكد أن أفضل درجات السلم النفسي يبلغها الناس بسلاسة ويسر متى عمل هذا المنهج القويم في هذه النفوس(6).
***
______________
(1) الصحة النفسية والأزمات، موقع كلية التربية الأساسية، جامعة بابل.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(4) كيف واجهت أم المؤمنين عائشة حادثة الإفك؟ موقع: لها أون لاين.
(5) أخرجه مسلم (2664).
(6) الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل، علي نايف الشحود.