logo

إنا لا نضيع أجر المصلحين


بتاريخ : الأربعاء ، 30 ربيع الآخر ، 1439 الموافق 17 يناير 2018
بقلم : تيار الاصلاح
إنا لا نضيع أجر المصلحين

هو إذن لا يضيع، فهو في حساب الله الذي لا يضيع عنده شيء، والذي لا يبخس الناس شيئًا ولا يظلمهم، والذي لا يجوز عليه كذلك الرياء والتمويه.

بهذا يصل بالقلوب إلى الأفق الأعلى، وإلى درجة الصفاء والتجرد والخلوص لله؛ في رفق وفي هوادة، وفي غير معسفة ولا اصطناع؛ وهذا هو المنهج التربوي الذي يضعه العليم الخبير، ويقيم عليه النظام الذي يأخذ بيد الإنسان، كما هو، ويبدأ به من حيث هو، ثم ينتهي به إلى آماد وآفاق لا تصل إليها البشرية قط بغير هذه الوسيلة، ولم تبلغ إليها قط إلا حين سارت على هذا المنهج، في هذا الطريق.

كل ما تبذلون، وكل ما تفعلون، وكل ما يصيبكم من تضحيات محسوب لكم، لا يضيع منه شيء عليكم: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ} ولن يقطع منها شيئًا لا يصل إليكم أثره ونتيجته وجزاؤه(1).

واعلم أنه ليس المراد أنه لا يضيع نفس العمل؛ لأن العمل كلما وجد تلاشى وفني؛ بل المراد أنه لا يضيع ثواب العمل، والإضاعة عبارة عن ترك الإثابة(2)، قال تعالى: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يونس:115].

لا نضيع أجرهم لأنهم قد أصلحوا أعمالهم، والله لا يضيع أجر المصلحين، وهى بمعنى قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الأعراف:170]؛ أي لا نضيع أجرهم؛ بل نجزيهم على تمسكهم وصلاحهم أفضل وأكرم الجزاء.

قال الجزائري: ومعنى هذا أنهم مصلحون إن تمسكوا بالكتاب وأقاموا الصلاة، وأن الله تعالى سيجزيهم على إصلاحهم لأنفسهم ولغيرهم أعظم الجزاء وأوفره؛ لأنه تعالى لا يضيع أجر المصلحين(3).

قال ابن عثيمين: «وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}، ولم يقل إنا لا نضيع أجرهم؛ فأفاد ثلاثة أمور:

 -الحكم بالإِصلاح للذين يمسكون الكتاب ويقيمون الصلاة.

 -أن الله آجرهم لإصلاحهم.

- أن كل مصلح فله أجر غير مضاع عند الله تعالى»(4).

وهنا إشارات بيانية لا بد من التنبيه إليها:

الأولى: أن الله تعالى ذكر الجزاء بطريق الاقتضاء، فوصف ذاته العلية بأنه لا يضيع أجر المصلحين، وقد أصلحوا فاستحقوا أجره الذي لا يضيعه أبدًا، فهو إعطاء مع ذكر داعيه.

الثانية: أنه ذكر سبحانه ما يليق بذاته، وهو أنه لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

الثالثة: أنه أظهر في موضع الإضمار، مصرح بقوله: {الْمُصْلِحِينَ} بدل قوله لا يضيع أجرهم؛ وذلك لأمرين؛ أولهما: أنه للدلالة على أن ذلك شأن من شئون الله العلي الأعلى، وثانيهما: الإظهار للإشارة إلى السبب في الجزاء، وهو الإصلاح؛ أي: كونهم مصلحين.

وفى التعبير بقوله: {الْمُصْلِحِينَ} إشارة إلى أن تمسيكهم للكتاب يتجاوز الإمساك إلى الدعوة إليه(5).

قال السعدي: «ولما كان عملهم كله إصلاحًا قال تعالى: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} في أقوالهم وأعمالهم ونياتهم، مصلحين لأنفسهم ولغيرهم.

وهذه الآية وما أشبهها دلت على أن الله بعث رسله عليهم الصلاة والسلام بالصلاح لا بالفساد، وبالمنافع لا بالمضار، وأنهم بعثوا بصلاح الدارين، فكل من كان أصلح كان أقرب إلى اتباعهم»(6).

قال الزحيلي: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ} في موضع رفع لأنه مبتدأ، وخبره: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} وتقديره: إنا لا نضيع أجر المصلحين منهم، ليعود من الخبر إلى المبتدأ عائد، ويجوز أن يكون ذكر {الْمُصْلِحِينَ} من قبيل وضع المظهر موضع المضمر؛ أي أجرهم، تنبيهًا على أن الإصلاح كالمانع من التضييع(7).

وقوله: {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُصْلِحِينَ} بعد قوله: {يُمَسِّكُونَ بالكتاب وَأَقَامُواْ الصَلَاةَ} دليل على أن أي إصلاح في المجتمع يعتمد على من يمسكون بالكتاب ويقيمون الصلاة؛ لأن المجتمع لا يصلح إلا إذا استدمت أنت صلتك بمن خلقك وخلق المجتمع، وأنزل لك المنهج القويم(8).

القياس أن يقول إنا لا نضيع أجرهم؛ لأن المبتدأ يحتاج إلى رابط قد يكون اسمًا أو إشارة أو ضميرًا، وقد يكون الخبر عامًا يدخل في ضمنه مبتدأ، لكنه قال {أَجْرَ المُصْلِحِينَ}، وهذا للدلالة على أن هؤلاء المذكورين في الآية هم من المصلحين، وأن الأجر لا يختص بهم وحدهم؛ وإنما هو لكل مصلح، فالأجر يشمل كل مصلح، هؤلاء المذكورين في الآية وغيرهم من المصلحين، فهذا أوسع وأعمّ(9).

من تأمّل سبب إنعامنا لم تخسر له صفقة، ولم تخفق له في الرجاء رفقة، ويقال: من نقل إلى بابه قدمه لم يعدم في الآجل نعمه، ومن رفع إلى ساحات جوده هممه نال في الحال كرمه.

ويقال: من توصّل إليه بجوده نال في الدارين شرفه، ومن اكتفى بجوده كان الله عنه خلفه(10).

والإصلاح إما إصلاح الظواهر وإما إصلاح السرائر، وذلك بالتقيد بالأعمال الظاهرة، وتربية النفس إلى أن تصلح لقبول فيض نور الله، واعلم أن الغالب في آخر الزمان ترك العمل بالقرآن، ولقد خلف من بعد السعداء أشقياء، اطمأنوا إلى زخارف الدنيا.

قال الحسن: «رأيت سبعين بدريًا كانوا فيما أحل الله لهم أزهد منكم فيما حرم الله عليكم، وكانوا بالبلاء أشد منكم فرحًا بالرخاء، لو رأيتموهم قلتم مجانين، ولو رأوا خياركم قالوا ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا أشراركم حكموا بأنهم ما يؤمنون بيوم الحساب، إذا عرض عليهم الحلال من المال تركوه خوفًا من فساد قلوبهم»، قال هرم لأويس: «أين تأمرني أن أكون؟»، فأومأ إلى الشام، فقال هرم: «كيف المعيشة بها؟»، قال أويس: «أف لهذه القلوب، قد خالطها الشك فما تنفعها العظة».

وهذا الشك لا يزول إلا بالتوفيق الخاص الإلهي، ولا بد من تربية المرشد الكامل فإنه أعرف بمصالح النفس ومفاسدها(11).

فالواجب على المسلم أن يكون مصلحًا لا صالحًا فقط، وفي قصة أصحاب السبت عبرة للمعتبرين، فقد قال الله جل وعلا: {واسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165)} [الأعراف:163-165]، ففي هذه الآيات أثنى الله جل وعلا على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ونص على نجاتهم، وسكت عن المتخلين عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقيل أهلكهم مع المعتدين، وقيل نجاهم ولكنه أغفله احتقارًا لهم وكفاهم ذلك تقريعًا وتوبيخًا، ولا يزال المسلم اليوم ولله الحمد يجد له على الخير أعوانًا، فلْيَسْعَ كل واحد منا إلى إصلاح نفسه وأهله، وليذكر الآخرين بدينهم بقدر وسعه، وسيجعل الله من ذلك خيرًا بإذنه تعالى.

جاء الإصلاح في القرآن والسنة بصيغ متعددة، تدل في مجملها على أن دين الله تبارك وتعالى يهدف إلى إصلاح الإنسان في الاعتقاد والسلوك والعبادات والمعاملات، واعتَبَر القرآنُ في عدة آيات منه أن الإصلاح مهمة الأنبياء عليهم السلام ووظيفتهم الأساسية، قال الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إنْ أُرِيدُ إلَّا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88].

 ورغم ذلك لا يختلف الأمر قديمًا عنه في العصر الحديث؛ فقد حاول المفسدون اختطاف هذا الشعار العظيم، ومنهم فرعون؛ حيث اتهم موسى عليه السلام، وهو من المصلحين للناس في عقائدهم ومرشدهم إلى ربهم، اتهمه فرعون بإظهار الفساد؛ وكأن فرعون يشير إلى أنه يتبنى الإصلاح منهجًا ويخاف على الناس من الفساد؛ مع أنه من أكبر الطغاة والمفسدين، فقال: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر:26].

 وكعادة المنافقين في كل زمان ومكان تشابهت قلوبهم فاتحدت مشاربهم، يظنون أنهم على خير، وأنهم حُمَاة الإصلاح وروَّاده؛ فقد ادعى المنافقون قديمًا أنهم مصلحون، كما ادَّعاه إخوانهم في العصر الحديث، قال تعالى: {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة:١١].

والضابط الذي يميز بين المصلح حقيقة وبين مدَّعي الإصلاح بالباطل هو رب العالمين؛ فهو وحده من يحدد المصلِح والمفسِد، قال جل وعلا: {فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إصْلاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإن تُخَالِطُوهُمْ فَإخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لأَعْنَتَكُمْ إنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:220]، ويقول سبحانه: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف:56].

إن أعظم إصلاح جاء به القرآن العظيم هو شريعةُ الله المحكمة، وفرائضه الشرعية العادلة، التي جاء بها القرآن في الحدود والمواريث والأحكام، والتي تسعد المجتمعات وتهنأ إذا طبقتها، قال الله تبارك وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف:96]، وفي المقابل تشقى المجتمعات عند تغييب الشرع المحكم أو إقصائه عن دنيا الناس، وهذا يُحدِث خللًا واضطرابًا كبيرًا يمحق البركة ويجلب الشقاء.

القرآن منهج إصلاح:

كثر ذكر الإصلاح والمصلحين في القرآن الكريم، في مقابل ذم الإفساد والمفسدين؛ لتكتمل الصورة الربانية التي يريدها الله رب العالمين للبشر والمجتمعات البشرية، ومن ذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف:170].

يقول سيد قطب رحمه الله: «غير أن الآية تبقى، من وراء ذلك التعريض، مُطْلَقة، تعطي مدلولها كاملًا، لكل جيل ولكل حالة، إن الصيغة اللفظية: {يُمَسِّكُونَ} تصور مدلولًا يكاد يُحَس ويُرَى، إنها صورة القبض على الكتاب بقوة وجِد وصرامة، الصورة التي يحب الله أن يُؤخذ بها كتابه وما فيه، في غير تعنُّت ولا تنطُّع ولا تزمُّت، فالجِدُّ والقوة والصرامة شيء والتعنت والتنطع والتزمُّت شيء آخر، إن الجد والقوة والصرامة لا تنافي اليسر، ولكنها تنافي التميع، ولا تنافي سعة الأفق ولكنها تنافي الاستهتار، ولا تنافي مراعاة الواقع ولكنها تنافي أن يكون الواقع هو الحكم في شريعة الله، فهو الذي يجب أن يظل محكومًا بشريعة الله.

والتمسك بالكتاب في جِدٍّ وقوة وصرامة، وإقامة الصلاة؛ أي شعائر العبادة، هما طرفا المنهج الرباني لصلاح الحياة، والتمسك بالكتاب في هذه العبارة مقرونًا إلى الشعائر يعني مدلولًا معيَّنًا؛ إذ يعني تحكيم هذا الكتاب في حياة الناس لإصلاح هذه الحياة، مع إقامة شعائر العبادة لإصلاح قلوب الناس؛ فهما طرفان للمنهج الذي تصلح به الحياة والنفوس، ولا تصلح بسواه.

والإشارة إلى الإصلاح في الآية: {إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} يشير إلى هذه الحقيقة، حقيقة أن الاستمساك الجاد بالكتاب عملًا، وإقامة الشعائر عبادةً هما أداة الإصلاح الذي لا يضيع الله أجره على المصلحين.

وما تفسد الحياة كلها إلا بترك طرفي هذا المنهج الرباني؛ ترك الاستمساك الجاد بالكتاب وتحكيمه في حياة الناس؛ وترك العبادة التي تُصلِح القلوب فتطبِّق الشرائع دون احتيال على النصوص كالذي كان يصنعه أهل الكتاب، وكالذي يصنعه أهل كل كتاب حين تفتر القلوب عن العبادة فتفتر عن تقوى الله.

إنه منهج متكامل، يقيم الحكم على أساس الكتاب، ويقيم القلب على أساس العبادة، ومن ثَّم تتوافى القلوب مع الكتاب؛ فتصلح القلوب، وتصلح الحياة، إنه منهج الله، لا يعدل عنه ولا يستبدل به منهجًا آخر، إلا الذين كتبت عليهم الشقوة وحق عليهم العذاب(12).

وقد علَّق الله رب العالمين عدمَ إهلاكه للناس بوجود المصلحين، الذين يصلحون في الأرض ولا يفسدون، فقال جل وعلا: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود:117]، قال الإمام القرطبي رحمه الله: «قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى}؛ أي: أهل القرى، {بِظُلْمٍ} أي: بشرك وكفر، {وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} أي: فيما بينهم في تعاطي الحقوق، أي لم يكن ليهلكهم بالكفر وحده حتى ينضاف إليه الفساد، كما أهلك قومَ شعيب ببخس المكيال والميزان، وقومَ لوط باللواط.

ودلَّ هذا على أن المعاصي أقرب إلى عذاب الاستئصال في الدنيا من الشرك، وإن كان عذاب الشرك في الآخرة أصعب(13)، وفي صحيح الترمذي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده»(14).

إن المصلحين لا يعيشون لأنفسهم ولا لأجيالهم فقط؛ بل ينظرون بعيدًا في آفاق المستقبل فيما ينفع الأمة وما فيه عزها ومجدها، فلا ينظرون أسفل أقدامهم؛ بل غاية همهم إصلاح الشبيبة والشيَّب والصغار والكبار، واليوم وأمس وغد.

قال الطاهر ابن عاشور رحمه الله: «وفي كلام نوح عليه السلام دلالة على أن المصلحين يهتمون بإصلاح جيلهم الحاضر، ولا يهملون تأسيس أسس إصلاح الأجيال الآتية؛ إذ الأجيال كلها سواء في نظرهم الإصلاحي، وقد انتزع عمر بن الخطاب من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر:10] دليلًا على إبقاء أرض سواد العراق غير مقسومة بين الجيش الذي فتح العراق، وجعلها خراجًا لأهلها؛ قصدًا لدوام الرزق منها لمن سيجيئ من المسلمين(15).

ويعرض القرآن لدَور حاملي الرسالة والوحي الإلهي في الإصلاح في الأرض، فيقرر نبي كريم ويلخص رسالته في الإصلاح فيقول: {إنْ أُرِيدُ إلَّا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88].

قال سيد رحمه الله: «الإصلاح العام للحياة والمجتمع الذي يعود صلاحه بالخير على كل فرد وكل جماعة فيه؛ وإن خُيِّل إلى بعضهم أن اتباع العقيدة والخلق يفوِّت بعض الكسب الشخصي، ويضيِّع بعض الفُرَص؛ فإنما يفوِّت الكسب الخبيث، ويضيِّع الفرص القذرة؛ ويعوَّض عنهما كسبًا طيبًا ورزقًا حلالًا، ومجتمعًا متضامنًا متعاونًا لا حقد فيه ولا غدر ولا خصام.

{وَمَا تَوْفِيقِي إلَّا بِاللهِ} فهو القادر على إنجاح مسعاي في الإصلاح بما يعلم من نيتي، وبما يجزي على جهدي، {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} عليه وحده لا أعتمد على غيره، {وَإلَيْهِ أُنِيبُ} إليه وحده أرجع في ما يحزبني من الأمور، وإليه وحده أتوجه بنيَّتي وعملي ومسعاي»(16).

ويذكر القرآن العظيم أن الأمم السالفة لَمَّا فقدت الإصلاح ورفضت المصلحين، ونشرت الفساد وقربت المفسدين عندما وصلوا إلى استمراء الفساد، عاقبهم الله رب العالمين بأن سلط عليهم آلام الهلاك، وسوء العذاب بما كسبت أيديهم، قال أحكم الحاكمين: {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)} [هود:116-117].

قال سيد قطب رحمه الله: «وهذه الإشارة تكشف عن سنة من سنن الله في الأمم، فالأمة التي يقع فيها الفساد بتعبيد الناس لغير الله، في صورة من صوره، فيجد من ينهض لدفعه هي أمم ناجية لا يأخذها الله بالعذاب والتدمير، فأما الأمم التي يَظلِم فيها الظالمون ويفسد فيها المفسدون فلا ينهض من يدفع الظلم والفساد، أو يكون فيها من يستنكر ولكنه لا يبلغ أن يؤثر في الواقع الفاسد، فإن سنة الله تَحقُّ عليها إما بهلاك الاستئصال، وإما بهلاك الانحلال والاختلال.

فأصحاب الدعوة إلى ربوبية الله وحده وتطهير الأرض من الفساد، الذي يصيبها بالدينونة لغيره، هم صمام الأمان للأمم والشعوب، وهذا يبرز قيمة كفاح المكافحين لإقرار ربوبية الله وحده، الواقفين للظلم والفساد بكل صوره؛ إنهم لا يؤدون واجبهم لربهم ولدينهم فحسب، إنما هم يَحُولون بهذا دون أممهم وغضب الله واستحقاق النكال والضياع(17).

والوحي الذي يمدح الإصلاح ويحث عليه هو وحي الحكيم الخبير، الحكم العدل؛ ولذلك جاء على لسان رسول الله من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم حديث رائع في تصديق هذه الآية السابقة؛ فعن عائشة رضي الله عنها أن قريشًا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتشفع في حد من حدود الله، ثم قام فاختطب»، ثم قال: «إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»(18).

مجالات الإصلاح:

يقول الشيخ عز الدين رمضاني: «مما يدل على فضيلة الإصلاح اتساع ميادينه ورحابة مجالاته؛ فبقدر ما تكثر بين الناس المنازعات، وترتفع في مجالسهم الخصومات، ويتهدد بناء الأسر والبيوتات، وتسوء علاقات الأفراد والجماعات، بقدر ما تكثر ميادين الإصلاح، وتتسع حلوله، وتتعدد أساليبه وطرقه، حتى إنه ليَسَع الناس في دمائهم وأموالهم وأقوالهم وأفعالهم، وكل ما يقع فيه الإفساد والاعوجاج، وتطوله يد البغي والإجرام.

إنه إصلاح شامل وعادل، يجمع بين متخاصمين، ويقرب بين متباعدين، ويمحو شحناء المتعاديين، يبدأ من الأهل وذوي الأرحام، ليعم الأنساب والجيران والخلان والإخوان إلى أن ينتهي بعموم الناس، على اختلاف مشاربهم وطبائعهم بلا تخاذل أو تهاون، ودون تعلل أو تسويغ، قال الله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:224]؛ أي لا تتعللوا بالأيمان لتتركوا البر والتقوى والإصلاح بين الناس.

للإصلاح في الأسرة وبيت الزوجية دور في الحفاظ على كيانها وأفرادها قبل استعصاء الحلول وتفاقم المشكلات، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إصْلاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا} [النساء:35]، وقال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء:128].

وله بين أصحابِ الحقوق في الوصايا والأوقاف والولايات إسهام في حفظ عقودهم ومعاملاتهم، ورعاية شئونهم، وصونها من الجور والانحراف، ومن تعرضها للإهمال والضياع، قال تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [البقرة:182]، وقال في شأن اليتامى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إصْلاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإن تُخَالِطُوهُمْ فَإخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة:220].

وأما في نطاق جماعة المؤمنين وطوائف المسلمين فله سلطان الحكم عليهم، وإلزامهم بما يحفظ عليهم وِئامهم، ويقوي أواصرهم، ويدفعهم إلى تقوى الله وطاعته، كما في قوله في مطلع سورة الأنفال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ للهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [الأنفال:1].

وحتى في الحالات الشاذة، التي قد يصل فيها الأمر إلى التقاطع والتَّدابر؛ بل إلى التقاتل والتناحر، فإن الله ندب إلى الإصلاح؛ لما فيه من قطع السبيل على الأعداء، وحفظ الأموال وحقن الدماء، فقال جل ذكره: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات:9].

وإذا كان إفساد ذات البين يحلق الدين، ويذكي العدوات، ويفرق بين الأحباب، ويزيل ود الأصحاب، فإن إصلاح ذات البين يذهب وغر الصدر، ويلم الشمل، ويعيد الوئام، ويصلح ما فسد على مر الأيام؛ فهو لهذا مبعث الأمن والاستقرار، ومنبع الألفة والمحبة، ومصدر الهدوء والاطمئنان، وآية الاتحاد والتكاتف، ودليل الأخوة، وبرهان الإيمان، قال تعالى: {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات:10].

وللإصلاح في كتاب الله فقه لا بد أن يفهم ويسمع، ومسلك يجب أن يقتفى ويتبع، وإلا آلت جهود المصلحين إلى الفشل، وعجزت مساعيهم عن إصلاح العطل أو تدارك الخلل، وأول ما ينبغي العمل به في أول خطوة من خطوات التغيير والإصلاح تصحيح النية، وتسخير القصد لابتغاء مرضاة الله وحده، وتجنب الأهداف الشخصية والأغراض الدنيوية الزائلة، قال تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:114].

وهذا فقه في الإصلاح دقيق [سلوك مسلك السر والنجوى]؛ لأن فشل كثير من مساعي الصلح بسبب تسرب الأخبار، وفشو الأحاديث، وتشويش الفهوم؛ مما يعكر أجواء الاتصال، ويقضي على روح المبادرة والامتثال.

والحاصل أن للإصلاح في القرآن ميدانًا رحبًا، تضيق الخطب والمقالات عن سَرْدِهِ وتناوُله، ويكفيه شرفًا وفضلًا أن كل ما أدى إلى الطاعة وامتثال الأمر والتمسك بالكتاب فهو إصلاح، والمتحلي به هو من المصلحين {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف:170].

وأن المصلح يكون في نجاة وأمن ونعمة إذا حل بالمفسدين العقاب والخوف والنقمة، {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)} [هود:116-117].

وأنه لا صلاح ولا إصلاح يعيد للأمة الإسلامية اليوم ما فقدته؛ من عز الأخلاق، وسمو المنزلة، وشرف السّؤدد، إلا بما صلح عليه الأولون من رجالاتها وأبنائها، ونسائها وبناتها»(19).

ثمرات الصلاح والإصلاح:

ذكر القرآن الكريم للإصلاح والصلاح ثمرات كثيرة وفوائد غزيرة، ورفع من درجات أصحابها، وأنزلهم أعلى المنازل، ووصفهم بجميل الصفات، ومن ذلك:

* الصالحون مع أهل الدرجات العُلا في الجنة، قال تبارك وتعالى: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:69].

* إصلاح العمل أمان من المخاوف والأحزان، قال سبحانه: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأنعام:48].

* الإصلاح سبب من أسباب رحمة الله ومغفرته، قال سبحانه: {وَإن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء:129]، وقال جل وعلا: {إن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء:25].

* لا يضيع الله أجر المصلحين، فأجرهم عند الله محفوظ، قال تعالى: {إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف: 170].

* الصالحون يستحقون ولاية الله، قال جل وعلا: {إنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف:196].

* الله ينجي أهل البلاد إن كان غالب حال أهلها الصلاح، والعكس بالعكس، قال جل وعلا: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود:117].

* الصلاح يوجب وراثة الأرض والاستخلاف فيها، قال سبحانه: {أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105]، وحذر القرآن من ادِّعاء الصلاح والإصلاح دون عمل نافع، فقال تعالى: {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة:11]؛ وإنما هو إيمان وإذعان {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ} [العنكبوت:9](20).

_____________

(1) في ظلال القرآن (6/ 3302).

(2) تفسير الرازي (9/ 470).

(3) أيسر التفاسير (2/ 258).

(4) تفسير الفاتحة والبقرة، للعثيمين، ص67.

(5) زهرة التفاسير (6/ 3001).

(6) تفسير السعدي، ص307.

(7) التفسير المنير (9/ 147).

(8) تفسير الشعراوي (7/ 4430).

(9) لمسات بيانية في نصوص من التنزيل، ص574.

(10) لطائف الإشارات (1/ 584).

(11) روح البيان (3/ 271).

(12) في ظلال القرآن (3/ 1389).

(13) تفسير القرطبي (9/ 114).

(14) صحيح الترغيب والترهيب (2317).

(15) التحرير والتنوير (29/ 214).

(16) في ظلال القرآن (4/ 1922).

(17) المصدر السابق (4/ 1933).

(18) أخرجه البخاري (3475)، ومسلم (1688).

(19) الإصلاح بين الناس، شبكة الألوكة.

(20) الإصلاح في القرآن، موقع مجلة البيان.