logo

٢٥ قاعدة لتحسين العلاقات الإنسانية


بتاريخ : السبت ، 24 شعبان ، 1438 الموافق 20 مايو 2017
بقلم : د. خالد بن محمد الشهري
٢٥ قاعدة لتحسين العلاقات الإنسانية

الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، لا يستطيع أن يعيش وحده، وهو بحاجة إلى الآخرين في كل شئونه وفي جميع مراحل حياته، ولا يمكن لإنسان أن يستغني عن الآخرين؛ لأن هذا ما خلقه الله عليه.

قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13].

ولهذا تجد أن جزءًا كبيرًا من تكوين شخصية الإنسان يتمثل في الجانب الاجتماعي، الذي يعادل 25% من تكوين شخصيته، إضافة إلى الجانب الروحي والجانب العقلي والجانب الجسدي.

ومنذ ما قبل ميلاده يتدخل الجانب الاجتماعي في رسم شخصيته؛ حتى إذا ولد زادت تأثيراته إلى حد تكوين ملامح شخصيته الرئيسية بشكل واضح، تؤكده الفروق بين المجتمعات، والتناقضات بين الثقافات، واختلاف الأديان فيما بينها.

ومن هنا كان من الواجب أن يتعرف الإنسان على أفضل الطرق والأساليب في بناء علاقاته الاجتماعية، وحديثنا عن الجوانب الاجتماعية وإعادة تنظيمها يساعدنا في رسم خطة تجديد الذات، وتصحيح وضعها بما يضمن لها الاستقرار، وزيادة تقوية الشخصية وزيادة الثقة بالنفس.

ويشمل الجانب الاجتماعي في حياتنا:

- العلاقات الإنسانية في الحياة اليومية والمهنية.

- إدارة الصراعات التي تحدث بين الأفراد.

- إتقان عملية التواصل بشكل فعال.

ولضرورة الحياة في وسط جماعة، وحاجتنا المستمرة لتكوين جماعات متناغمة، تعني أنه لا بد أن تكون علاقاتنا إيجابية ومستمرة، وأن نتجنب الصراعات مع الآخرين في تعاملنا مع من فوقنا؛ مثل: (الوالدين – الرؤساء في العمل...) أو من تحت أيدينا؛ مثل: (أبنائنا – مرءوسينا في العمل...)، وغير أولئك ممن نرتبط معهم بعلاقات دائمة أو علاقات عارضة ومؤقتة.

ولأهمية كل ذلك دلَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على أن أفضل الأعمال هو الخُلق الحسن، وأنه أثقل عمل في الميزان، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ما من شيء أثقل في الميزان من حُسن الخُلق».

وفي كثير من أوامر القرآن الكريم، وعمل وقول النبي صلى الله وسلم ترجمةٌ عملية للقرآن الكريم، تجد ملمح حُسْن الخلق وفضل الأخلاق، والأمر بأحسن التعاملات، حتى مع الأعداء، ولا عجب في ذلك؛ فديننا هو دين الأخلاق، حتى قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق».

وأهمية العلاقات الإنسانية تكمن فيما يلي:

1- طبيعة الكائن الإنساني لا يعيش في غير جماعات، ولهذا يحتاج إلى تكوين علاقات جيدة مع الآخرين.

2- تشير بعض الدراسات إلى أن ٨٥٪‏ من أسباب النجاح في مجال العمل تعود إلى مهارات التعامل وتكوين العلاقات، وأن ١٥٪‏ منها فقط تعود إلى المعرفة الفنية.

3- العلاقات الإيجابية تُحسّن الإنتاجية بشكل عام في العمل وخارج العمل.

4- تساعدنا العلاقات الإنسانية الجيدة على الشعور بمشاعر طيبة نحو أنفسنا؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى تقدير الذات.

5- إتقان العلاقات الإنسانية الإيجابية يشكل عامل جذب لنا؛ والعكس صحيح.

وهنالك مبادئ مهمة في العلاقات الإنسانية ذكرها المختصون في دراسة السلوك الإنساني، منها:

1- من أهم احتياجات الإنسان أن يلقى تقديرًا وثناءً.

2- كل إنسان يرغب في الشعور بأنه مهم، وأن تكون له شخصية وكيان يشعر به الآخرون بصورة متفردة.

3- العلاقات ينبغي أن تكون نافعة ومشبعة لاحتياجات الأطراف فيها.

4- عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، قاعدة سلوكية اجتماعية في كل زمان ومكان.

5- يرغب جميع الناس في أن تعاملهم باحترام وتقدير.

6- ينتظر الناس أن يثني عليهم الآخرون حينما يقومون بعمل جيد.

7- يرغب الناس في أن تتم معاملتهم بعدل ومساواة.

8- الجاذبية لطريقة التعامل مع الآخرين أكثر منها للصفات الأخرى.

9- القائد لديه كاريزما تعتمد على تقدير الآخرين بشكل واضح.

10- لغة الجسد لها دور مهم في عملية التواصل وبناء العلاقات.

ولو ذهبنا لنورد الآيات والأحاديث في الدلالة على هذه الجوانب لطال بنا المقام، ومن يقرأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله مع أصحابه ومع أعدائه سيجد شواهد كثيرة في هذا، وقد ذكرت بعضها في كتابي "دفاع عن الحبيب"، وهو منشور في هذا الموقع وغيره.

"٢٥" قاعدة لتحسين العلاقات الإنسانية:

وهنا ملخص لأهم قواعد بناء وتحسين العلاقات الاجتماعية، جمعتها من بعض المراجع، وذكرتها مختصرة كعناوين:

1- عامل جميع الناس باحترام وتقدير.

2- أشعرهم بأهميتهم، سلِّم عليهم وخاطبهم بأسمائهم، وبلغهم المعلومات التي تخصهم بالطريقة التي تناسبهم.

3- ابحث عن الجانب الجيد في الآخرين وركز على العلاقات وليس الشخصيات.

4- تجاهل ما لا قيمة له؛ ولا تحول الأمور البسيطة إلى مشكلة.

5- أظهر اهتمامك بالآخرين بطريقة ودّيّة، وشجعهم على أن يتحدثوا عن أنفسهم.

6- أقم علاقاتك وفق مبدأ (أنت تفوز - وأنا أفوز) في العلاقة المشتركة بيننا، وابحث عن الفوائد المتبادلة في علاقاتك بالآخرين.

7- تعلم فن الإصغاء ولا تقاطع، وركز معهم وافهم ما يُقال جيدًا.

8- صحح أخطاءهم بشكل غير مباشر، وساعدهم على حفظ ماء وجوههم، وتجنب الأساليب الهجومية، واحذر أن تسيطر عليك غريزة النقد السلبي.

9- تجاوز عن الماضي ولا تستحضر أخطاءهم السابقة والشكاوى القديمة ضدهم؛ لأن هذا سيقودهم إلى الغضب ومحاولة الدفاع عن أنفسهم بأي شكل.

10- أثنِ على من أحسن علنًا باعتدال ودون مبالغة، وانصح المسيء سرًّا دون لوم وتقريع.

11- انسب الفضل لأهله في جميع الأحوال.

12- تحكَّم في انفعالاتك ولا تفقد أعصابك أبدًا.

13- اعترف بأخطائك واعتذر لمن أخطأت في حقه، وتجنب اتخاذ المواقف الدفاعية عن أخطائك.

14- لا تتمسك بغضبك السابق، وامنح من أخطأ في حقك الفرصة في إعادة العلاقة الإيجابية معك.

15- اعرض أفكارك ومهاراتك وتجاربك وخبراتك اللازمة للآخرين والمعلومات الملائمة لهم.

16- تحدث بإيجابية عن الآخرين، وتجنب الانتقاد دائمًا الذي كثيرًا ما يهدم العلاقات.

17- حافظ على الأسرار، وقاوم إشعار الآخرين بأهميتك من خلال إفشاء أسرار الغير أمامهم.

18- استخدم دائمًا الكلمات في مكانها وبشكل مستمر دون تقصير ودون مبالغة:

- أشكرك.

- عفوًا.

- من فضلك.

- آسف.

- أحسنت.

- سعدت بمعرفتك.

- كم افتقدتك.

ولا تبخل بها؛ فإن لها أثرًا إيجابيًّا على الآخرين.

19- كن متجاوبًا من الناحية الوجدانية مع الآخرين، وشاركهم مشاعرهم، وحاول أن تتفهم وجهات نظرهم، واحذر المبالغة في ذلك، ولا تكن ضحية الابتزاز العاطفي للبعض.

20- أوف بوعدك دائمًا، وإذا عجزت فاعتذر بشكل صريح وواضح، واحرص ألا تقطع وعدًا خارج حدود إمكاناتك وقدراتك.

21- ساعد الآخرين على أن ينمُّوا ويطوروا ذواتهم، واحذر أن تكون من أعداء النجاح السلبيين الذين ينتقصون كل شيء.

22- تجنب الجدال فهو لا يأتي سوى بالخلاف، ونادرًا ما يخرج المتجادلين بشيء غير التصلب والتشدد في آرائهما السابقة.

23- احذر التعليقات الساخرة التي تؤذي الآخرين، وتأسف لمن سخرت منهم وأخطأت في حقهم.

24- ابقَ متفائلًا دومًا، وحافظ على ابتسامتك دائمًا، وتذكر أنها صدقة تؤجر عليها.

25- كن مرحًا وتلقائيًّا، وتجنب التكلف والتمثيل، واعمل بقاعدة "كن أنت ولا تكن غيرك".

مع كل ذلك تذكر أنك يجب أن يكون هدفك الحقيقي ورائدك الأول هو أن ترضي الله عز وجل، وتبني تعاملاتك مع الآخرين، وفي جميع شئون حياتك، وفق هذا المبدأ؛ حتى تبلغك مراقبتك الجميلة لله تعالى مرتبة الإحسان.

وفي الختام تذكر أنك إذا أرضيت ربك رضي عنك وأرضى عنك الناس.

 

المصدر: موقع: الألوكة