logo

مهارات التفاعل الصفي


بتاريخ : الجمعة ، 14 جمادى الآخر ، 1447 الموافق 05 ديسمبر 2025
بقلم : د. أحمد حسن محمد علي
مهارات التفاعل الصفي

المقدمة:

التفاعل هو كل ما يصدر عن المعلم والتلاميذ داخل حجرة الدراسة من كلام وأفعال وحركات وإشارات وغيرها؛ بهدف التواصل لتبادل الأفكار والمشاعر، ويعد التفاعل بكافة أنماطه وعناصره المؤشر الأكبر على كفاءة الدرس ونجاحه وحيويته من عدمها، فكلما زاد التفاعل زاد إقبال الدارسين نحو التعلم. 

أولًا: أنماط التفاعل:

تشير الدراسات التربوية إلى أن أفضل طرق التفاعل الصفي هي التي تتضمن طرقًا تُظهر مشاركة جميع الطلاب، وتشعرهم بالحرية في المساهمة في طرح الأفكار والأسئلة والنقد، والتوصل إلى استنتاجات تهمهم في تعليمهم وفي حياتهم وشخصياتهم. 

وهناك أنماط متعددة للتفاعل داخل الصف كما يلي: 

أ- النمط الشائع (اتصال ذو اتجاه واحد):

في هذا النموذج تعد عملية التواصل بين المعلم وطلابه في اتجاه واحد، ويكون دور المعلم مرسلًا ودور المتعلم مستقبلًا.

  

من الخطأ الشائع أن يظن المعلمون أن هذا نمط من أنماط التفاعل؛ فهو ليس كذلك، لأنه اتصال بين المعلم الذي يشرح الدروس، والطلاب الذين يمثلون فيه دورًا سلبيًا حيث يستمعون إليه، أو يكتبون ما يكتب على السبورة دون أن يستفسروا عن شيء، ولا يتلقى المعلم أية تغذية راجعة من الطلاب. 

المعلم في هذا النمط هو المصدر الوحيد للمعرفة والمعلومات، والطالب مجرد ذاكرة تردد وتحفظ ما يمليه عليه المعلم، ويؤدي هذا النمط إلى ضعف فاعلية التدريس والإدارة الصفية، مع إحباط دافعية الطلاب وقصور روح المبادرة لديهم، ويلجأ المعلم إلى استخدام هذا النموذج في الأحوال التالية: 

(1) ميل المعلم لإنهاء المقرر في وقت محدد نزولًا عند رغبة الإدارة التعليمية 

(2) خوف المعلم من فقدان السيطرة على الصف.

(3) عدم تمكن المعلم من المادة التي يدرسها والتخوف من أسئلة الطلاب. 

(4) تسلط المعلم في إدارته لصفه 

ب- النمط الفردي (اتصال ذو اتجاهين):

في هذا النمط يكون اتجاه الاتصال من المعلم إلى الطلاب، ومن الطلاب إلى المعلم، ويبقى المعلم هو مصدر المعرفة الأساسي، مع إتاحته فرصة لاستقبال التغذية الراجعة الفورية من الطلاب التي تعبر عن مدى تحقق الأهداف التعليمية التي يسعى المعلم لتحقيقها. 

هذا النمط من التفاعل لا يهتم بعملية التفاعل بين الطلاب أنفسهم ولا يسمح بها، ولا يعطي الطلاب فرصة للمبادرة وطرح الآراء والأفكار حول فعاليات الدرس، ويحدث هذا التفاعل عندما يتضمن الموقف التعليمي نوعًا من الحوار أو المناقشة بين المعلم والطلاب. 

ج-النمط الثنائي الزوجي (ثنائي الاتجاه):

قد يكون النمط الزوجي مفتوحًا: وفيه يختار المعلم طالبين -من الطلاب الأذكياء المجتهدين- ويجعلهم يقومون بعمل التمرين أو النشاط أمام باقي الفصل، بحيث يتخذهم باقي طلاب الفصل نموذجًا لهم، وكلمة "مفتوحopen pairs هنا تعني أن هذين الطالبين يجلسان بعيدًا عن بعضهما؛ فقد يكون أحدهما هذا في أقصى اليمين والآخر في أقصى اليسار. 

قد يكون النمط الزوجي مغلقًا: وفيه يقوم كل طالبين -يجلسان بجوار بعضهما- بعمل التمرينات والأنشطة بهدف تطبيق ما تعلموه. 

في ذلك النمط يعطي المعلم فرصة لتفاعله مع الطلاب، وفرصة للطلاب أن يتفاعلوا مع بعضهم في ثنائيات، بحيث تتكون المجموعة من طالبين يتفاعل كل منهما مع الآخر، ويستخدم عندما يحتوي الموقف التعليمي نوعًا من الحوار أو المناقشة بين الطالب وقرينه، ويكون تحت إشراف المعلم. 

د- النمط الجماعي (متعدد الاتجاهات):

في هذا النمط يعطي المعلم فرصة ليتفاعل هو مع طلابه، وفرصة للطلاب أن يتفاعلوا مع بعضهم، وأن يتبادلوا الخبرات التعليمية بينهم بتوجيه من المعلم، حيث إن قنوات التواصل بيد المعلم. 

يُعد ذلك النمط أكثر تطورًا وفاعلية من النمطين السابقين، وهو لا يهتم فقط بتزويد الطلبة بالمعرفة فقط؛ بل يسمح لهم بالتعبير عن آرائهم، والتدرب على طرح الأسئلة والأفكار الجديدة ومناقشتها فيما بينهم ومع معلمهم؛ مما يؤدي إلى نمو شخصياتهم نموًّا متكاملًا حتى يكونوا قادرين على التكيف مع الحياة بصورة أفضل، كما أنه يكسب الطلاب مهارات عديدة؛ منها: تبادل الرأي، والتعبير عن النفس، وعرض وجهات النظر، والثقة بالنفس.



المصدر: موقع الألوكة