logo

نظرية تجزئة المخ (نصفي المخ)


بتاريخ : الخميس ، 5 ذو القعدة ، 1436 الموافق 20 أغسطس 2015
بقلم : د. محمد العامري
نظرية تجزئة المخ (نصفي المخ)

ربما كان مخ الإنسان أعقد جهاز في هذا الكون، سواء في تركيبه، أو وظائفه، أو عمله، يحتوي هذا الجهاز الذي يفوق تعقيده الخيال على عدد مذهل من الخلايا؛ مائة بليون خلية عصبية، وهو رقم يساوي عشرون ضعفًا لعدد سكان العالم تقريبًا، وكل عصبون من هذه البلايين المائة يعتبر مصنعًا كيميائيًا إلكترونيًا، تشترك فيه ألاف الأنواع من المواد والخمائر المساعدة، ويجري فيه عدد هائل من التفاعلات الكيميائية والإلكترونية، وينهل الدماغ نحو عشرة جالونات من الدم في كل ساعة.

وإذا نضب الدم لمدة دقيقة واحدة فقد الإنسان وعيه وذهب في غيبوبة، وإذا استمر نضوب الدم أقل من عشرة دقائق أخرى يموت الإنسان، وترتبط الخلايا العصبية مع بعضها البعض بشبكة بالغة التعقيد، ويجري الاتصال فيما بينها بشفرات كيميائية وإلكترونية، ولا يزال العلم الحديث عاجزًا عن معرفة هذه التفاعلات والاتصالات بشكل مفصل ودقيق.

ويقوم هذا الجهاز العجيب بعدد كبير من المهمات والوظائف، ابتداءً من تنظيم الأفعال غير الإرادية؛ كالتنفس، ونبض القلب، وحرارة الجسم، والهضم، وحفظ توازن الجسم، وانتهاءً بالإدراك، والتفكير والعواطف، والتذكر والخيال والإبداع.

اكتشف روجر سبيري عام 1960م أن لكل من نصفي الدماغ الأيمن والأيسر عمل خاص به، ونال سبيري جائزة نوبل على اكتشافه.

يبدو نصفا كرة المخ متماثلان في الوظائف الحيوية، فكلاهما يحتوي على منطقة حركية، ومنطقة الاتحاد، ولكن لكل من هذين النصفين وظائف نفسية مختلفة تمامًا عن وظائف النصف الأخر، فقط لوحظ أن بعض حالات الصرع الشديد لا ينفع معها علاج أو دواء، فعمد الأطباء إلى قطع الجسر الذي يربط بين نصفي الدماغ، فأدى ذلك إلى توقف انتقال نوبات الصرع من أحد النصفين إلى النصف الأخر، وبالتالي عدم انتشاره في أجزاء الدماغ الأخرى.

وأتاح هذا النوع من العلميات الفرصة لاختبار كل نصف من كرة المخ على حدة.

ومن ناحية أخرى، فإن الإنسان إذا ثَبَّت نظره بشكل مستقيم إلى نقطة معينة أمامه فإن الصورة على يمين هذه النقطة يتم معالجتها في النصف الأيسر من الدماغ، والصورة على يسار النقطة تعالج في النصف الأيمن منه.

وفي الحالة الطبيعية تنتقل المعلومات الموجودة في أي من النصفين إلى النصف الأخر عن طريق الجسر الذي يربط بين نصفي الدماغ، فيؤدي الدماغ وظيفته وكأنه وحدة واحدة، أما إذا قطع طريق الاتصال بين النصفين فسيصبح كل نصف مستقلًا عن الأخر، لا يشاركه فيما يصله من معلومات، ولا يبدو في الظاهر أي شيء غريب في أداء الشخص الذي أجريت له تلك العملية.

ولكن التجارب التي أجريت على هؤلاء الذين قطع اتصال نصفي دماغيها عن النصف الآخر، أثبتت أن الأمر ليس كما يبدو ظاهرًا، فقد ثبت أن وعي الشخص إنما يكون في النصف الأيسر من الدماغ؛ لأن منطقة اللغة، أخذًا وعطاءً، هي في هذا النصف الأيسر.

ولقد وجد أن النصف الأيمن من الدماغ ليس جاهلًا تمامًا؛ إذ إنه يعرف بعض الكلمات الشائعة البسيطة؛ مثل: لا، نعم، لا أعلم، وبعض الكلمات النابية التي تتسم بالتلقائية، وقد قدر أن معرفة النصف الأيمن باللغة تكافئ معرفة طفل عمره سنتان أو ثلاث سنين!!

كما ثبت من الدراسات والتجارب أن النصف الأيسر للدماغ هو المسئول عن وعي الإنسان وخبراته باللغة، والمنطق، والرياضيات، والعلوم، والكتابة، أما النصف الأيمن من الدماغ فهو النصف اللاواعي، والذي يكمن فيه الخيال والتصور والإبداع الفني، من رسم ونحت وألحان.

كما أن لهذا النصف مقدرة على التخيل الفراغي لا يستطيعه نصف الكرة الأيسر، كذلك فإن النصف الأيمن هو الذي يقوم بالتعرف على وجوه الناس.

ولكل من نصفي الدماغ خصائص وظيفية خاصة به، حسب تقسيم روجر سبيري، وهي كالتالي:

الجانب الأيمن:

- عاطفي.

- مرن.

- روحاني.

- خيالي.

- بصري.

- تفكيري.

- مرح / لاعب.

- فني.

- شمولي.

الجانب الأيسر:

- منطقي.

- تحليلي.

- جامد (فاقد للإبداع).

- عقلاني.

- شفهي.

- عملي.

- متصلب الرأي.

- علمي.

- يهتم بالتفاصيل.

والناس في تفضيلهم لنصفي الدماغ يكونون كالتالي:

الذين يفضلون الجانب الأيمن:

- يفضلون الشرح المرئي.

- يستخدم الصور العقلية.

- يعالج المعلومات بطريقة كلية.

- ينتج الأفكار بطريقة حدسية.

- يفضل الأعمال التي تتطلب تفكيرًا مجردًا.

- يتعامل مع أكثر من عمل في وقت واحد.

- يفضل النشاطات التي تتطلب التأليف والتركيب.

- يرتجل في ما لديه من معطيات.

- يفضل الخبرات المفتوحة غير المحدودة.

- يفضل الحصول على فكرة عامة.

- يواجه المشاكل بمرونة.

الذين يفضلون الجانب الأيسر:

- يفضلون الشرح اللفظي.

- يستخدم اللغة ليتذكر.

- يعالج المعلومات بطريقة متتالية.

- ينتج الأفكار بطريقة منطقية.

- يفضل الأعمال التي تتطلب تفكيرًا محسوسًا.

- يركز على عمل واحد دائمًا.

- يفضل النشاطات التي تتطلب البحث والتنقيب.

- يفضل الأعمال المنطقية والمرتبة.

- يفضل الخبرات المحددة.

- يفضل تعلم الحقائق والتفاصيل.

- يواجه المشاكل بطريقة جادة.

_______________

المصدر: موقع مهارات النجاح للتنمية البشرية