فن التجاهل والصمت
من المؤكد أنك سمعت عن فن التجاهل والصمت، إنها طريقة للعقاب النفسي والتلاعب ربما استخدمناها جميعًا أو اختبرناها في مرحلة ما من حياتنا، سواء كنا على علم بها أم لا، وهي واحدة من الطرق الإيجابية التي تساعد على إعطاء السلام العقلي عند القيام بها بشكل صحيح للأشخاص المناسبين في الوقت المناسب.
كيفية إتقان فن التجاهل والصمت
التجاهل هو ببساطة عدم السماح للكلمات والمواقف والسلوكيات الضارة للآخرين بالتأثير في توازننا الداخلي، لا يشترط اللجوء للعنف المستتر أو فعل السيئات، إنه ببساطة لإنشاء طبقة واقية من حولك، ولتحقيق ذلك لابد من تجاهل هذه المواقف.
1- المخاوف
عليك أن تتجاهل أي شيء يجعلك تشعر بعدم اليقين، وأن تتجاهل صوت رأسك الذي يخبرك باستمرار أن تستسلم، أنت بحاجة إلى تدريب عقلك للبحث دائمًا عن الإيجابيات في كل موقف، وإلى تطوير الحالة الذهنية التي يمكنها تحويل الجحيم إلى جنة، عليك تجاهل مخاوفك إلى الحد الذي يتوقف فيه عن تحديد سلوكك، قد تكون غير آمن بشأن وزنك، موهبتك، مظهرك ولكن عليك أن تتجاهلها وتعيش كما أنت.
2 -المواقف السلبية:
تجاهل الأشخاص الذين يأتون إليك من أجل النميمة فقط، والذين يزودونك بأشياء سلبية عن الآخرين، تجاهل أي شيء يبدو خطأ أو أي شيء يجعلك تشعر بأنك عديم القيمة، بتجاهل كل هذا، ستفتح مساحة للأشياء التي تحبها والأشياء التي تجعلك تشعر بالرضا، وتقربك خطوة واحدة من عيش حياة سلمية.
3- النقد المدمر:
يجب أن تتجاهل النقد الذي لا يهدف إلى مساعدتك على التحسن، وإنما فقط لتثبيط عزيمتك أو جعلك تشعر بالدونية، كما عليك أن تتجاهل النصائح أو الآراء أو الحجج السامة التي قد يقدمها لك بعض الناس، إنك بحاجة إلى التوقف عن الاستماع إلى فشل تجاربهم أو اقتراحاتهم. ببساطة لأن تجربتك لن تتغير أبدًا، فلماذا تتخلى عن طموحاتك والأشياء التي تحبها لأنها لا تنجح مع شخص آخر؟ تجاهل اقتراحاتهم وافعل ما هو صحيح.
4- الألم:
ابدأ في تجاهل أي شخص أو نشاط معين لديه القدرة على التسبب لك حتى في أقل قدر من الألم. وعليك تجاهل الأشياء التي تسلب راحة بالك.
فإذا قام شخص ما بعمل سيء تجاهك، فلا تسمح له بتغيير توازنك النفسي لأنه عندئذ يكون قد حقق هدفه. تذكر أن ما تمنحه القوة فقط يمكن أن يؤذيك، اكتب الفعل السيء، وأعد صياغة توقعاتك لهذا الشخص، وامض قدمًا.
5- التساؤلات التي تثير الشك الذاتي:
هل سأكون سعيدًا يومًا ما؟” هل سأتوقف عن الشعور بالوحدة؟” أسئلة قد تدور في مخيلتك، عليك التوقف عن البحث عن إجابات لهذه التساؤلات، بل عليك تجاهل هذه الأسئلة التي لا تثير سوى الشك الذاتي.
6- الاهتمام بآراء الآخرين:
من الطبيعي أن ترغب في أن تكون محبوبًا ومقبولًا ولكن ليس على حساب العيش في سجن يتم بناؤه ذاتيًا لإرضاء الناس، ومن المفيد التحدث إلى الآخرين والحصول على رأيهم ونصائحهم، ولكن ليس على حساب حدسك.
لن يستثمر أي شخص في حياتك مثلك، أنت فقط تعرف ما هو الأفضل لك وهذا يستلزم التعلم من اختياراتك الخاصة، وتحمل المسؤولية عنها، وإذا فشلت، يمكنك على الأقل التعلم منها، وليس إلقاء اللوم على شخص آخر.
7- الأحداث الماضية:
من المفيد حقًا التخلي عن القصص القديمة وما يصاحبها من اعتقاد سلبي بالنفس، وعندما تقر بأنه لا يمكنك تغيير ما حدث بالفعل، فأنت أقوى وأكثر حكمة كنتيجة للنجاة من هذه التحديات، إن فوائد التطلع إلى الأمام بدلًا من الخلف، والتركيز على ما تريد أن يحدث وكيف يمكنك دعم نفسك في ذلك، هي فوائد هائلة، قم ببناء ثقتك في نفسك وافعل ما عليك القيام به للتخلص من تلك الصورة السلبية عن الذات إلى الأبد.
8- التلاعب العاطفي:
سيحاول بعض الناس السيطرة عليك من خلال التلاعب العاطفي، من المهم أن تكون على دراية بهذا، وأن تتعلم تجاهل التعليقات التي تخفي إحساسك بالمسؤولية أو شعورك بالذنب أو حتى عاطفتك، حتى تتخذ قرارات لم تكن لتتخذها بطريقة أخرى، عندما تتعلم تجاهل هذه الأنواع من التعليقات، يمكنك حقًا أن تكون حرًا في تحديد كل خطوة في حياتك.
أضرار الاستخدام السيء لفن التجاهل والصمت
قد يكون أسلوب التجاهل والصمت أكثر ضررًا مما تعرفه:
1- يسبب صدمة عاطفية أو إجهاد:
هناك مجموعة متنوعة من المشاعر الغامرة التي تأتي مع التجاهل، مثل مشاعر الوحدة وتدني احترام الذات واليأس، كما يمكن أن قد يساهم التجاهل أيضًا في الاكتئاب ومتلازمة التعب المزمن والألم العضلي الليفي.
عندما يتم تجاهل وجود شخص ما ومشاعره وعدم احترامه، فإنه يشعر بالتقليل من القيمة، وعدم الجدارة، وعدم الأهمية وأنه غير محبوب.
2- يسبب ضغطا نفسيًا:
الكلمة المناسبة لهذا هي النبذ (الإقصاء، النفي)، إن تبرير علم النفس لأسلوب التجاهل والصامت هو أنه يمكن أن يكون لعبة ذهنية لبعض الناس، وفي بعض الحالات، يمكن استخدامه كشكل من أشكال التلاعب، جنبًا إلى جنب مع الأفعوانية العاطفية، فإنه يمزق إحساسك باحترام الذات والشعور بتقدير الذات، وفي مراجعة علمية حديثة، ارتبطت مشاعر الإقصاء والوحدة بزيادة حدة أعراض الاكتئاب والقلق.
3- قد يكون لها آثار جانبية جسدية خطيرة:
في مراجعة علمية حديثة، وجد أن الشعور بالوحدة أو الإقصاء من العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة، تعتبر الآثار النفسية للشعور بالاستبعاد (التوتر والاكتئاب) مقترنة باستجابة الجسم الطبيعية للتوتر (زيادة الالتهاب) عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
4- يسبب تغييرات سلوكية:
قد يؤدي التجاهل إلى تصرفك بطرق قد لا تكون في العادة – أشياء مثل الاستجواب والتخمين بنفسك والآخرين، أو الانتقاد، أو التشكيك في نفسك والمواقف التي لا تفعلها عادةً، قد تبدأ في الشعور وكأنك تزعج الشخص الآخر أو أنك محتاج للغاية، كل الأسئلة والشكوك قد تجعلك تتصرف كشخص ليس أنت حقًا.
قد يؤدي إدراك أنك لا تتصرف تمامًا مثل نفسك إلى زيادة الشعور بالذنب وفقدان السيطرة وعدم اليقين؛ نظرًا لأن هذه المشاعر تولد إحساسًا بالتهديد على بقائك، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة أي رد فعل للقتال أو الهروب قد يكون لديك.
5- يمكن أن تدمر العلاقات:
قد يصبح فن التجاهل والصامت نمطًا يعيق القدرة على التواصل بشكل فعال، إن تجاهل أحد الأشخاص لشخص آخر، دون مراعاة رد فعله يسبب صدعًا، قد يشعر كل طرف بأن المشكلة تكمن في الآخر، وبدلًا من التواصل مع بعضهم البعض، فإنهم ينتظرون حتى يعترف الآخرون بأنهم على خطأ ويعتذرون، في الواقع هذا يقلل من الروابط الاجتماعية والثقة بين الشركاء ويمكن أن يسبب القلق والسلوك العدواني.
المصدر: موقع قدرات