logo

منحنى النسيان الرهيب!!


بتاريخ : الجمعة ، 17 شعبان ، 1441 الموافق 10 أبريل 2020
بقلم : أ. محمد الطيارة
منحنى النسيان الرهيب!!

من أولى الأبحاث المتعلقة بالتذكر والنسيان بحث العالم الألماني هيرمان ابنغهاوس "Hermann Ebbinghaus" عام 1885؛ حيث بينت أبحاثه أن للنسيان منحنًى يشير إلى السرعة التي نفقد فيها المعلومات التي لا نقوم بمحاولة استذكارها، وأثبتت تجاربه أن:

- العقل البشري بعد ساعة ينسى 25% على الأقل من المعلومات التي تلقاها؛ أي غالبًا ما نفقد المعلومات بسرعة في بداية تعلمها.

- وأيضا 25% على الأقل بعد 24 ساعة.

- وأيضا 25% بعد أسبوع.

وبعد شهر لا يتبقى في ذاكرة الإنسان سوى أقل من 5% من كمية المعلومات التي تلقاها.

 لكن عند نقطة معينة تتوقف عملية النسيان، مما يعني أن المعلومات ستبقى مستقرة في الذاكرة طويلة الأمد دون أي تهديد لضياعها.

فنحن نفقد نسبة كبيرة من المعلومات إذا لم يتم محاولة استذكارها.

وإذا كان النسيان طرفًا والتذكر هو الطرف الذي يقابله فمنحنى النسيان أشار إلى المشكلة والحل في ذات الوقت؛ حيث إن سبب النسيان هو عدم محاولة استذكار المعلومات، وأن محاولة الاستذكار هي الحل، ولكن ما هي طرق الاستذكار؟

قبل التكلم عن الحل لا بد من الإشارة إلى بعض القناعات القديمة عن الذاكرة؛ قناعات خاطئة تحملها عن الذاكرة يجب التخلص منها:

- أنا كثير النسيان.

- ذاكرتي ممتلئة.

- أنا أتقدم في العمر وذاكرتي تضعف.

- ضغوطات الحياة تضعف من ذاكرتي.

- الذاكرة أمر معقد، ويحتاج لوقت، وأنا لا أمتلك الوقت الكافي.

- هناك أنواع من الأغذية تساعد على تحسين عمل الذاكرة، كما أن هناك أغذية تضعف عمل الذاكرة، ولست على درجة من الوعي بهذه الأغذية، فمهما حاولت لتحسين ذاكرتي سوف تضعف بسبب نظامي الغذائي.

هذه القناعات القديمة تُضعف ثقتك بذاكرتك أو قد تعيق تقدمك؛ لذا نقترح عليك أن تتبنى قناعات مثل:

- التذكر عضلة: مثلها كمثل أي عضلة أخرى؛ يمكن تقويتها بالتمارين والممارسة، فإذا لم تكن ذاكرتي قوية بما فيه الكفاية فمعنى ذلك أنني بحاجة إلى تقويتها.

- التذكر مهارة وليس موهبة، والمهارة يمكن اكتسابها، على عكس الموهبة، والتي تخلق مع الأنسان منذ الولادة.

ولا تنس ما يلي:

- لا توجد ذاكرة ضعيفة، ولكن هناك ذاكرة غير مدربة (الذاكرة تعتمد بشكل أساسي على التمرين والتدريب).

- سعة ذاكرة الإنسان غير محدودة.

الحل لمشكلة منحنى النسيان الرهيب:

الحل ببساطة هو 4 مراجعات خلال الشهر، وكلمة السر هي 5 دقائق.

1- المراجعة الأولى:

قبل مرور ساعة، وتكون بعد انتهاء الشرح أو المذاكرة مباشرة، تحتاج فقط من 3 إلى 5 دقائق مراجعة؛ لأن التركيز سيكون على النقاط الأساسية، يمكن أن تتم مراجعة النقاط الأساسية؛ مثلًا مراجعة الخريطة الذهنية، أو الكلمات المفتاحية.

2- المراجعة الثانية:

قبل مرور 24 ساعة، وتكون بمذاكرة الدرس والتطبيق عليه، من خلال حل تدريبات في نفس اليوم الذي تم تلقي الشرح فيه في الحصة أو المحاضرة.

3- المراجعة الثالثة:

قبل مرور أسبوع، وتكون مراجعة سريعة قبل الحصة الجديدة أو المحاضرة الجديدة من نفس المادة، تحتاج من 3 إلى 5 دقائق؛ لأنها أيضًا تركز على أساسيات الدرس، وتعيد تثبيت النقاط الهامة فيه.

4- المراجعة الرابعة:

قبل مرور شهر، وتكون مراجعة سريعة على الدروس التي تمت مذاكرتها في المادة خلال شهر، تحتاج من 3 إلى 5 دقائق، السر في قلة الفترة الزمنية التي تحتاجها هذه المراجعة أن المعلومات تكون مستقرة.

إذًا التكرار من أهم الطرق التي تساعدك على ترسيخ المعلومات في ذاكرتك البعيدة المدى.

موقع: التنمية