مع النفس
إن النفس الإنسانية كرمها الله تعالى وفضلها، وأراد لها الخير والصواب في الدنيا والآخرة، لكن هذه النفس لها مسارب وهواجس تميل بها مع الهوى.
والنفس هي المتهمة في القرآن بالشح والوسواس والفجور والطبيعة الأمارة، وللنفس في القرآن ترق وعروج، فهي يمكن أن تتزكى وتتطهر، فتوصف بأنها لوامة، وملهمة، ومطمئنة، وراضية، ومرضية.
وقد خلق الله النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن؛ ولا بد لها من شيء تطحنه، فإن وضع فيها حب طحنته, وإن وضع فيها تراب أو حصى طحنته؛ فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحى, ولا تبقى تلك الرحى معطلة قط؛ بل لا بد لها من شيء يوضع فيها، فمن الناس من تطحن رحاه حبًا يخرج دقيقًا ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملًا وحصىً وتبنًا ونحو ذلك، فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه(1).
حقيقة النفس:
لقد عدت مسألة النفس من المسائل المعقدة على مر العصور، فاستأثرت بقدر كبير من جهود الإنسانية؛ للتعرف على ماهيتها وطبيعتها، وعلاقتها بالسلوك الإنساني، فهي المكون الأول للشخصية الإنسانية.
والذي يحدث للنفس دائمًا هو حالة استقطاب، إما انجذاب وهبوط إلى الجسد، إلى حمأة الواقع وطين الغرائز والشهوات، وهذا هو ما يحدث للنفس الجسدانية الحيوانية حينما تشاكل الطين وتجانس التراب في كثافتها، وإما انجذاب وصعود إلى الروح، إلى سماوات المثال والقيم والأخلاق الربانية، وهو ما يحدث للنفس حينما تشاكل الروح وتجانسها في لطفها وشفافيتها، والنفس طوال الحياة في حركة وتذبذب واستقطاب بين القطب الروحي وبين القطب الجسدي، مرة تطغى عليها ناريتها وطينتها، ومرة تغلبها شفافيتها وطهارتها.
والجسد والروح هما مجال الامتحان والابتلاء، فتبتلى النفس وتمتحن بهاتين القوتين الجاذبتين إلى أسفل وإلى أعلى لتخرج سرها، وتفصح عن حقيقتها ورتبتها، وليظهر خيرها وشرها.
هناك خلط بين النفس والروح في المفهوم العام لدى الناس، فأغلبهم يظن أنهما اسمان مترادفان لشيء واحد، لكن في الحقيقة هما شيئان مختلفان تمامًا، والأدلة على ذلك كثيرة، أهمها ما ذكر في القرآن الكريم عن كل منهما.
والروح تنسب دائمًا لله سبحانه، قال على خلق آدم عليه السلام: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}[الحجر:29]، ولا يعلم سرها إلا الله وحده، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء:85].
كما جاءت بمعنى الملك جبريل عليه السلام، قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا}[مريم:17]، وجاءت بمعنى الوحي: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا}[الشورى:52]، ولم يرد أي موضع ذم للروح؛ لأنها تنسب إلى خالقها سبحانه.
أما النفس فهي تنسب إلى صاحبها الإنسان، وهي مناط التكليف والحساب والجزاء؛ {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}[الإسراء:14]، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}[النساء:79]، وهي التي تدعو الإنسان للخير أو الشر {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ}[المائدة:30](2).
فالنفس في القرآن محل المدح والذم: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}[الشمس:7-10]، والنفس تغادر جسد الإنسان وقت النوم ولكنها قد ترجع له إذا شاء الله؛ {اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَاوَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَاالْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍلِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر:42]، وتغادر الجسد وقت الموت دون عودة، بنص القرآن الكريم تموت {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُالْمَوْتِ}[الأنبياء:35]، {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}[الأنعام:93].
ويمكننا أن نقول: إن الروح هي الطاقة التي بثها الله في خلقه من كائنات حية على وجه الأرض، فتحركها، وتجعلها تتكاثر، وتجعل الخلايا تنقسم، وعندما تموت الخلية فإن هذه الطاقة المحركة تكون قد استنفذت، ويمكن أن نتخيل الروح على أنها ذبذبات غير مرئية، ولا يمكن قياسها ولا إدراكها بأي جهاز، ولكن يمكن أن نرى نتائج وجودها، هذه الذبذبات الروحية هي التي تحرك الخلايا وتدفعها للانقسام والاستمرار في حياتها.
ولكن النفس هي الهالة التي تحيط بالجسم وتلتصق به ولا تغادره إلا أثناء النوم وعند الموت، وهذا التصور استنتجته من قوله تعالى: {اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الزمر:42]، فالنفس يتوفاها الله تعالى؛ أي: يأخذها ويعيدها إليه عندما ينام الإنسان، ثم تعود لتلتصق به لحظة الاستيقاظ، وتتم العملية بسرعة فائقة يمكن أن تكون أسرع من الضوء.
والنفس توسوس للإنسان وتحرضه على فعل السوء، يقول تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}[يوسف:53]، طبعًا هذا بالنسبة لإنسان بعيد عن الله، ولكن المؤمن يعمل من خلال قلبه على تطهير هذه النفس وضبطها حتى تصبح نفسًا مطمئنة، هذه النفس المطمئنة تعود إلى الله بعد الموت: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي}[الفجر:27-30](3).
وظيفة النفس:
الإنسان عبارة عن جسد مؤلف من خلايا مادية مكونة من ذرات، ولكن وجود الروح بين هذه الذرات يجعلها حية تتكاثر وتنمو وتعيش، والنفس هي التي توجه هذا الجسد، بما يحمله من روح، كما يوجه السائق سيارته، فإما أن يقودها إلى بر الأمان وإما أن يهوي بها في وادٍ سحيق، والله أعلم.
إن النفس الإنسانية، كما أقسم الله تبارك وتعالى وبين، سوية، ويظهر ويتجلى سواءها هذا من خلال ما أودع الله سبحانه وتعالى فيها من صفات وسمات وخصائص؛ كخاصتي الوعي والإدراك، يقول تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)}[الشمس:7-8]، فمعنى {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} هنا، وكما يقول أهل القرآن والتفسير، وعلى رأسهم العلامة الحافظ ابن كثير؛ أي: فأرشدها إلى فجورها، وهداها إلى ما قدر لها، وقال ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه: أي بَيَّن لها الخير والشر، وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك والثوري.
فالإنسان قادر على التمييز بين ما هو خير وما هو شر، ولا يكون له ذلك إلا بفعل تلك الخواص المركوزة في أعماق نفسه وكيانه، والتي من خلال إعمالها يستطيع الإنسان، أي إنسان، أن يحدد مسار اتجاهه واستجابته؛ أي: لأي اتجاه عليه أن يتوجه ويستجيب، وذلك بعد أن يكون قد وعى وأدرك طبيعة كل اتجاه وكل استجابة، فهو فطرة، وقبل كل شيء مخلوق شعوري، مدرك وعيوي، قادر على التمييز بين حقائق الأشياء والأمور في ظلال القرآن.
والناظر في القرآن الكريم يرى العديد من الآيات القرآنية الكريمة، الدالة على إلهام الله تعالى للإنسان، وتمكينه من بعد إعداده للوعي والإدراك، والقدرة على التمييز بين ما هو خير مما هو شر، ومن هذه الآيات قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[البلد:10]؛ أي: عرفناه طريق الخير وطريق الشر، طريق الهدى وطريق الضلال، طريق الطاعة وطريق المعصية، طريق الرحمن وطريق الشيطان، ولا يكون ذلك ولا يتم، في حياة الإنسان طبعًا، إلا بحكم ما أودع فيه من قدرة على التمييز بين هذا الطريق أو ذاك.
ومنها قوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[الإنسان:3]، والسبيل هنا هو طريق الحق والهدى والطاعة والبر والتقوى، وعلى الإنسان أن يختار عن وعي منه ودراية، وعن حرية وإرادة فيما إذا كان يريد طريق الخير فيشكر، أو طريق الشر والضلال فيكفر، فالله سبحانه وتعالى من بعد ما منح هذا الإنسان الكريم وعيًا وإدراكًا وقدرة على التمييز؛ نراه بلطفه وكرمه عطاءه قد عرَّفه، عن طريق الوحي والرسل والرسالات، بذلك السبيل السوي المستقيم الذي لا عوج فيه، وأمره باتباعه، ويبقى الإنسان حرًا في الاختيار، ولكن عليه دائمًا وأبدًا تحمل تبعية ما يريد ويختار(4).
وفي الصحيح ما روي عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كل الناس يغدو، فبائع نفسه فموبقها أو معتقها»(5)، وفي حديث آخر:«كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه، فإذا أعرب عنه لسانه فإما شاكرًا وإما كفورًا»(6).
وكل هذا الفعل الإنساني وغيره لا يكون صادرًا عن صاحبه إلا من بعد وعيه وإدراكه وتمييزه لحقيقة وطبيعة كل من الخير والشر، وما هو مترتب عليهما عادة من نِعَم أو نِقم، من لذة أو ألم، فهو عدا عن كونه مخلوقًا شعوريًا قادرًا على الوعي والإدراك والتمييز، لم يتركه الله تعالى دون رعاية ومتابعة وتوجيه وعناية؛ بل أتبعه بهدى من عنده وهداية، وهذا هو مدلول ومعنى الإلهام الإلهي للإنسان، والذي لا يتم ولا يكون إلا بوجود الإدراك والتمييز والوعي.
لذلك فالنفس دائمًا تنسب إلى صاحبها: قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}[النساء:79]، {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ}[الإسراء:15]، قال تعالى: {وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ}[التوبة:118]، {وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي}[طه:69]، وقال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر:9].
وحينما تنسب النفس إلى الله فتلك هي الذات الإلهية: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ}[آل عمران:28].
ذلك هو الله، ليس كمثله شيء، وهو مما لا يستطيع الإنسان أن يتخيل له شبيهًا، ولا يصح أن نقيس النفس الإلهية على نفوسنا، فالنفس الإلهية هي غيب الغيب.
فالنفس الإلهية لا تتشابه مع النفس الإنسانية إلا في اللفظ ولكنها شيء آخر البتة{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11].
ومن هنا نفهم أن حقيقة الإنسان هي (نفسه)، والذي يولد ويبعث ويحاسب هو نفسه، والذي يمتحن ويبتلى هو نفسه، وما يجري عليه من الأحوال والأحزان والأشواق هي نفسه، أما جسده وروحه فهما مجرد مجال، تمامًا مثل الأرض والسماوات في كونهما مجال حركة بالنسبة للإنسان لإظهار مواهبه وملكاته،فكما أعطى الله لهذه النفس عضلات (جسدًا) كذلك أعطاها روحًا لتحيا، وتعمل وتكشف عن سرها ومكنونها، وتباشر خيرها وشرها(7).
وفيما يلي بيان لهذه الأنواع:
قال شارح الطحاوية بعد أن ذكر أنواع النفوس: والتحقيق: أنها نفس واحدة، لها صفات، فهي أمارة بالسوء، فإذا عارضها الإيمان صارت لوامة، تفعل الذنب ثم تلوم صاحبها، وتلوم بين الفعل والترك، فإذا قوي الإيمان صارت مطمئنة(8).
إن النفس إما أن تكون مطمئنة أو لوامة أو أمارة بالسوء، وإما أن تكون راضية أو مرضية، وهي ملهمة إما بالخير أو بالشر، وقد تكون نفس الإنسان متغيرة على مدار اليوم الواحد، فالإيمان يزيد وينقص، ولكن نفس المؤمن دائمًا ملهمة بالخير، فيعمل صالحًا، ولكن قد ينساق إلى هوى نفسه فتأمره بالسوء، ثم بعد ذلك يتذكر إيمانه بالله سبحانه وتعالى، فتلومه نفسه على ما فعل فيتوب إلى الله ويندم على ما فعل، وتطمئن نفسه مرة أخرى بذكر الله تعالى، وإليكم أنواع النفس:
1- النفس الأمارة بالسوء:
وهي التي تميل إلى الطبيعة البدنية، وتأمر باللذات والشهوات الحسية، وتجذب القلب إلى الجهة السفلية، فهي مأوى الشرور، ومنبع الأخلاق الذميمة.
وهي النفس الخبيثة التي تشتهي فعل الشر دائمًا، ولا تأمر صاحبها إلا بمعصية، فتأمره بفعل كل ما هو سيئ، وترك كل ما هو حسن، وتأمره بالمنكر وتنهاه عن المعروف، وتأمره أيضًا بمعصية الخالق، وظلم المخلوق، فتجد نفسه مملوءة بكل أمراض القلوب؛ من حقد وحسد وغل ونفاق وبغض، وتجدها تحمل كل ما هو نجس وسيئ من الأخلاق المذمومة، وهي نفس المنافق والكافر والمشرك.
وهي نفس مذمومة، تأمر بكل سوء، لا يتخلص صاحبها من شرها إلا بتوفيق الله، وإن هذا الجنس من الأنفس البشرية، شأنه الأمر بالسوء لميله إلى الشهوات، وتأثيرها بالطبع، وصعوبة قهرها وكفها عن ذلك(9) كما في قوله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيَ}[يوسف:53]، تبدو امرأة العزيز مؤمنة، متحرجة، تبرئ نفسها، ولكنها تتحفظ، ولا تدعي البراءة المطلقة؛ لأن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي(10)، فهي هنا لا تدعي براءة النفس من ارتكاب الذنب؛ لأن النفوس كثيرة الأمر بالسوء.
كما وأن النفس الأمارة يغلب عليها اتباع هواها بفعل الذنب والمعاصي، ويكون الشيطان قرينها، يأمرها بالسوء، ويزينه لها، ويريد لها الباطل في صورة تقبلها، وتستحسنها.
ويعد هذا النوع من النفوس البشرية (نفوس مهلكة)؛ لأنها لا تأمر بخير، جاء في كتاب (مدارج السالكين) لابن القيم: «فمن عرف حقيقة نفسه وما طبعت عليه علم أنها منبع كل شر، ومأوى كل سوء، وأن كل خير فيها ففضل من الله مَنَّ به عليها»(11)، ومن ثم تحيل هذه النفس صاحبها إلى الإقرار بأن نفسه الأمارة هي مصدر الذنب والإساءة.
ومن الملاحظ أن أغلب مشكلات الإنسان ما هي إلا نتاج هذه النفس الأمارة بالسوء، فالنفس التي تكذب