مراحل الوصول إلى الهدف
في لحظة ما تشعر أن حياتك تسير إلى غير الاتجاه الذي تريد، تنظر إلى سنين عمرك السابقة فلا تشعر أنك قد فعلت فيها كل ما تطمح إليه.
تنظر إلى ما هو قادم، وتدعو أن يهبك الله القدرة والطاقة والقوة على أن تفعل فيها كل ما لم تستطع عمله، وتنجز فيها الكثير الكثير؛ لذا، ومن هنا أقول: حاول دائمًا أن تزرع بداخلك أهدافًا قوية براقة، واعمل جهدك في تحقيقها، واحذر أن تكون أهدافك مجرد أمنيات أو رغبات، فتلك بضاعة الفقراء، وما أكثر أولئك الذين يعيشون في دائرة الأماني وليس من واقعهم شيء يذكر.
لذا، اعمل دائمًا أن يكون هدفك نابعًا من قيمك ومبادئك، ولا يفارقهما أبدًا.
المبادئ الاثنا عشر لتحديد الأهداف:
أولًا: حدد جيدًا ماذا تريد:
ركز كل الأضواء على هدفك، اجعله جليًا واضحًا، كامل المعالم، واضح التضاريس، في كتابه "متعة العمل" ينبهنا (دينيس ويتلي) إلى هذا المعنى بقوله: «حتى تصل إلى مكان، يجب أولًا أن تعلم إلى أين تتجه».
ثانيًا: يجب أن يكون هدفك واقعيًا ويستحق التحقيق:
هل تتصور رجلًا يجلس بجوار مدفأة، ويقول لها: أعطني دفئًا أعطك حطبًا!
كلام غير منطقي، وغير واقعي، بالرغم من كون الشخص الجالس قد حدد بالضبط ماذا يريد وهو الدفء، إلا أن خطواته للحصول على ما يريد كانت غير واقعية؛ لذا، عندما تحدد لك هدفًا ما، فليكن هذا الهدف منطقيًا واقعيًا قابلًا للتحقيق.
ثالثًا: الرغبة المشتعلة:
ما قيمة الهدف الذي لا تحركه رغبة قوية مشتعلة؟، إن الرغبة القوية هي الأكسجين الذي تتنفسه الأهداف كي تحيا على أرض الواقع.
والأهداف بدون رغبة قوية أهداف خاملة ميتة ليس فيها روح.
فلا بد أن تكون رغبتك لتحقيق حلمك رغبة جياشة، منطلقة، فلا يستطيع أحد إيقافها؛ بل لا تستطيع أنت نفسك أن توقفها.
رابعًا: عش هدفك:
عندما تحدد هدفك، حاول أن تراه بكل تفاصيله، وتصور وكأنه قد تحقق، وبأنك جزء منه.
إن التصور هو حركة الوصل ما بين العقل الحاضر والعقل الباطن.
لذا، أنصحك، قارئي الكريم، أن تحاول دائمًا إحياء صورة واقعية لهدفك، ولأن تعيش الهدف بأدق تفاصيله، فهذا من شأنه أن يعمق من تركيز هذا الهدف في عقلك الباطن، مما يعطيك قوة ودافعية وحماسًا أكبر لتحقيقه.
علم الميتافيزيقيا يؤكد دائمًا على أن العقل مثل المغناطيس، عندما يرى صاحبه يحقق أهدافه، ولو بالتخيل، سيجذب له الأشخاص والمواقف والآليات التي تساعده على تحقيق هذا الهدف.
خامسًا: اتخذ القرار:
بالرجوع إلى النقاط السابقة سنجد أننا قد حددنا الهدف، وحددنا مدى واقعيته واستحقاقه للتحقيق، وتراه الآن واضحًا جليًا.
نأتي الآن إلى النقطة المحورية، وهي قرار تحقيق الهدف.
هذا القرار الواعي، الذي تتخذه برغبة مشتعلة، يحتاج إلى أن تمضيه ليصبح واقعًا تعيشه ويعيشه معك الآخرون، أصبح عليك أن تضع هذا الهدف على أرض الواقع.
أخبر من تحب وتعتقد بحبه لك بقرارك هذا؛ كي يقدم لك الدعم والمساندة، هذه الخطوة هي طريقك لتعيش حلمك، لتجعله واقعًا ملموسًا.
سادسًا: اكتب هدفك:
أنا لا أعترف بالأهداف غير المكتوبة، هدف غير مكتوب يعني أمنية، شيئًا جميلًا، أما الأهداف المكتوبة فهي الحقيقة.
يقول "براين تريسي" في كتابه "فلسفة تحقيق الأهداف": «بالقلم والورقة يبدأ كل شيء»، عندما تحتضن القلم بأناملك تكون قد استدعيت عاملين قويين من القوة الإنسانية:
أحدهما: البدني، حيث تمسك بالقلم وتحرك يدك.
والآخر: العقلي، حيث تفكيرك مشغول بهذا الهدف، ويكتبه ويقرأه، كما أن الصوت القادم من عقلك الباطن يكون دائم التكرار للهدف المكتوب.
سابعًا: تحديد إطار زمني:
تخيل معي مباراة كرة قدم ليس لها وقت محدد، شيء صعب التخيل والاعتقاد، كذلك هدف لم يحدد له موعد للبدء أو الانتهاء، تحديد موعد لكل هدف يتيح لك أشياء غاية في الأهمية؛ كالالتزام، والحماسة، والقوة.
لكن يجب أن يكون الإطار الزمني مبنيًا على أسس واقعية، مبنية على قدراتك وطاقاتك.
ثامنًا: اعرف إمكانياتك:
رتب ذخيرة مواهبك، واعرف ما تملك، وما تحتاج إلى امتلاكه، ولكل هدف أدوات، انظر ما تملك من أدوات لتحقيق هدفك وما تحتاج إليه، اعرف نفسك جيدًا، واعمل على سد الخلل الناشئ في ذخيرة مواهبك.
تاسعًا: ادرس المصاعب واستعد لها:
ما دمت سائرًا إلى عالَم الطموح، فستواجه المصاعب والكبوات حتمًا؛ فالنجاح لا يأتي بسهولة وإلا لناله كل الناس، فقط من يملكون القدرة على الصمود، ومد البصر إلى المستقبل لاستشفاف العقبات القادمة، والاستعداد الجيد لها هم من يملكون القدرة على التحدي وتحقيق أهدافهم.
عاشرًا: تقدم:
ضع أهدافك على أرض الواقع، الخطوة الأولى دائمًا ما تكون صعبة، يحتاج المرء دائمًا إلى قوة دافعة في بداية أي مشروع أو هدف، ابدأ الآن في تحقيق أهدافك بوضعها على أرض الواقع، خذ الخطوة الأولى بلا تردد أو إبطاء، فهذه الخطوة هي البرهان على قوة هدفك.
الحادي عشر: قيم خططك:
أراد أحد الأشخاص يومًا ما الوصول إلى جهة ما، فأعد العدة لذلك؟، وجهز كل ما يحتاجه في رحلته، ثم مضى في رحلته إلى وجهته بلا تلكأ أو إبطاء، كان الجو صعبًا والظروف غير ملائمة، لكنه وصل أخيرًا بعدما بلغ منه الجهد مبلغه، وهناك وجد شخصًا جالسًا في هدوء ينظر إليه في شفقة، وعندما أخبره بحاله، وكيف أنه أنفق من وقته وجهده الكثير والكثير كي يصل لتلك الوجهة، قال له الرجل: «حنانيك، لو سألت لأخبرك أحدهم عن نبأ القطار الذي يأتي إلى هنا، ولكفيت نفسك التعب»، فقبل أن تمضي في طريقك لتحقق هدفك، قارئي العزيز، تأكد من أنك قد سألت واستشرت وتسلحت بمعلومات وخبرات كافية تعينك على رحلتك؛ كي لا تنفق من وقتك وجهدك فيما لا طائل من ورائه.
الثاني عشر: الالتزام:
يقول "زج زجلر": «يفشل الناس كثيرًا، ليس بسبب نقص القدرات وإنما بسبب نقص في الالتزام»، ويقول "توماس أديسون": «كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم هم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام».
لم يكن أديسون ليخرج لنا المصباح الكهربائي بدون التزام وتصميم، بعد حالات الإخفاق الكثيرة التي مر بها، وما كان ديزني ليصنع تحفته مدينة الأحلام، وما كان كلونيل ساندرز، مؤسس سلسلة مطاعم كنتاكي، قد أتحفنا بخلطته السرية، فهؤلاء أخفقوا مئات؛ بل آلاف، المرات، لكن التزامهم بتحقيق الحلم الذي أُتوُه هو الذي مر بهم إلى شاطئ التميز، حيث يقف الناجحون في هذه الحياة.
ــــــــــ
المصدر:
موقع: نافذة مصر.