مختصر معارج القبول
تاريخ النشر: الطبعة الثامنة عشرة (1432هـ - 2011م).
عدد الصفحات: 412 صفحة في مجلد.
مميزات الكتاب:
إن كتاب «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد» من الكتب العظيمة النافعة في أمر العقيدة الصحيحة؛ حيث تشعر بجزالة اللفظ وشمول المعنى كأنك تقرأ لعالم من علماء السلف الأولين، فضلًا عن طريقة التصنيف وما فيها من الحشد الهائل للنصوص والآثار.
إضافة إلى هذا الارتباط القلبي بين صاحب الاختصار وكتاب «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد»، وكذا مؤلفه الشيخ الفاضل حافظ بن أحمد حكمي، رحمه الله رحمة واسعة.
هذا المختصر هو تقريب للأصل «معارج القبول» لعدد أكبر من المسلمين في هذا العصر؛ لما عُلم من ضعف حال المسلمين وضعف اللغة عندهم.
أشار صاحب المختصر في المقدمة إلى أنه قد حرص على أن يكون ما في هذا المختصر من أحاديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من الأحاديث المقبولة.
أيضًا أضاف صاحب المختصر قليلًا من التعليقات لبعض العلماء في بعض المواضع؛ لما فيها من الفائدة التي يُحتاج إليها، وبين معاني بعض الكلمات حيث دعت الحاجة إلى ذلك، وضبط بعضها بالشكل.
حرص صاحب المختصر على الإبقاء على أسلوب المؤلف وعباراته، في الغالب؛ ليكون أبعد له عن الخطأ والافتئات على المؤلف، رحمه الله.
وأخيرًا، وهي من أهم مميزات هذا المختصر، ذيل صاحب المختصر كل موضوع أو عدد من الموضوعات ببعض الأسئلة؛ لإعانة القارئ أو الدارس على مراجعة استيعابه وتحصيله وتركيز معلوماته.
محتوى الكتاب:
هذا المؤلف مكون من جزأين:
الجزء الأول: وفيه:
- مقدمة معارج القبول، وقد تحدث فيها المؤلف أن الله خلق الخلق لعبادته، وأن الله، سبحانه وتعالى، سيبعث هؤلاء الخلق بعد الموت؛ ليحاسبهم بمقتضى تلك العبادة، ثم قام المؤلف بتعريف العبادة، وبين أن الله تعالى أخذ على بني آدم ثلاثة مواثيق.
- الباب الأول: التوحيد وأقسامه، وفيه فصلان:
الفصل الأول: التوحيد الخبري الاعتقادي «توحيد المعرفة والإثبات»، وفيه تحدث المؤلف عن إثبات ذاته تعالى، وعن أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى، وتكلم عن تعريفها، وعددها، وفضلها، وغير ذلك من مسائل العقيدة.
الفصل الثاني: توحيد الطلب والقصد «توحيد الألوهية» وأنه معنى لا إله إلا الله، وفيه تحدث عن مكانة توحيد الألوهية وعلاقته بشهادة أن لا إله إلا الله، وبين معنى هذه الكلمة، ثم بين فضل شهادة أن لا إله إلا الله، وشروطها التي لا ينتفع قائلها إلا باستكمالها، وبين علامات محبة العبد لربه، ثم بعد ذلك عرج إلى بيان مسائل العبادة وأركانها، وبعض أنواعها.
- الباب الثاني: الشرك وأنواعه، وفيه تحدث المؤلف عن تعريف الشرك، وبين ضد توحيد الربوبية، وضد توحيد الأسماء والصفات، وضد توحيد الألوهية، ثم بين أقسام الشرك، ثم عرج إلى بعض الأمور الشركية التي يفعلها العامة، وبين حقيقة السحر وحكم الساحر.
الجزء الثاني: وفيه:
- الباب الأول: الإسلام والإيمان والإحسان.
الفصل الأول: وفيه تعريف الإسلام، وبيان أركانه.
الفصل الثاني: وفيه الإيمان وتعريفه، وبيان أركانه.
الفصل الثالث: وفيه بيان معنى الإحسان، ودرجاته.
- الباب الثاني: وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: في ست مسائل تتعلق بمباحث الدين:
1- الإيمان يزيد وينقص.
2- تفاضل أهل الإيمان فيه.
3- فاسق أهل القبلة مؤمن ناقص الإيمان.
4- العاصي لا يخلد في النار وأمره إلى الله.
5- فاسق أهل القبلة في العقاب وعدمه تحت المشيئة، ولا يُكفر بالكبيرة إلا من استحلها.
6- التوبة في حق كل فرد مقبولة ما لم يغرغر، سواء من كفر أو دونه من أي ذنب كان.
الفصل الثاني: في معرفة نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وتبليغه الرسالة، وإكمال الله لنا به الدين، وأنه خاتم النبيين، وأفضل الخلق أجمعين، وأن من ادعى النبوة بعده فهو كاذب يكفر من صدقه واتبعه.
الفصل الثالث: فيمن هو أفضل الأمة بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وذكر الصحابة بمحاسنهم والكف عن مساوئهم وما شجر بينهم، رضي الله عنهم.
- الخاتمة:وفيها تحدث المؤلف عن وجوب التمسك بالكتاب والسنة والرجوع عند الاختلاف إليهما، فما خالفهما فهو رد، وفيه فصول خمسة:
الفصل الأول: وفيه وجوب طاعة الله ورسوله، مستدلًا على ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة.
الفصل الثاني: وفيه تحريم القول على الله بلا علم، وتحريم الإفتاء في دين الله بما يخالف النصوص.
الفصل الثالث: وفيه بيان عظم إثم من أحدث في الدين ما ليس منه.
الفصل الرابع: وفيه بيان معنى البدعة، وبيان أن البدع كلها مردودة، وذكر أقسامها.
الفصل الخامس: وفيه بيان وجوب الاحتكام إلى الكتاب والسنة في كل ما وقع فيه الخلاف.
ومما جاء في الكتاب:
«الإيمان قول وعمل:
أي قول بالقلب واللسان، وعمل بالقلب واللسان والجوارح، وفيما يلي بيان كل منها:
قول القلب: وهو تصديقه وإيقانه؛ قال تعالى: {وَ الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}[الزمر:33،34]، وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات:15]، أي صدقوا ثم لم يشكوا.
قول اللسان: وهو النطق بالشهادتين والإقرار بلوازمهما؛ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف: 13]، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله»(1).
عمل القلب: وهو النية والإخلاص والمحبة والانقياد والإقبال على الله، عز وجل، والتوكل عليه ولوازم ذلك وتوابعه، قال تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }[الأنعام: 52]، وقال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[الأنفال: 2]، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه»(2)، وقال، صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»(3).
عمل اللسان والجوارح: فعمل اللسان ما لا يؤدى إلا به: كتلاوة القرآن وسائر الأذكار من: التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والدعاء والاستغفار وغير ذلك، وعمل الجوارح ما لا يؤدى إلا بها: كالقيام والركوع والسجود والمشي في مرضاة الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك مما في شعب الإيمان، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: 29]، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 111/112].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيح الجامع الصغير، للألباني (1370).
صحيح البخاري (6689)، صحيح مسلم (1907).
صحيح مسلم (70).