كيف نتعامل مع المشكلات والأزمات؟
نادرًا ما تخلو الحياة من المشكلات والأزمات، في العمل أو الشارع أو في المنزل، ومنذ أن يخرج الإنسان من بيته في الصباح، ذاهبًا إلى عمله، وهو مُعرض لأن تحدث معه مشكلة ما، هذا ليس بالضرورة عيبًا فينا، وقصورًا في فهمنا للأشياء، وإنما يعود السبب لاختلاف طبائع البشر؛ فقد خلق الله عز وجل البشر ولكل منهم طبيعته الخاصة، التي قد تتقارب معك أو تتباعد، والذكي هو الذي يعرف كيف يتعامل مع المشكلة بحكمة وبحسن تصرف.
قد تكون المشكلة بسيطة في مجملها، كالاختلاف مع الزوجة على ماذا نأكل اليوم؟ المشكلة في ظاهرها أمر بسيط، غير أن تَمَسُّك كل طرف برأيه هو ما يجعل المشكلة أكبر من حجمها وتأثيرها الحقيقي؛ ولذلك لا بد أن نتعلم كيف نواجه المشكلة والأزمة التي تطرأ على حياتنا، ونتعامل معها بحكمة وحسن تصرف، فما من مشكلة إلا ولها حل.
كيف نتعامل مع المشكلة؟
1- تحديد المشكلة: فتحديد المشكلة بشكل دقيق، ومحاولة إعطاء تعريف دقيق لها يساهم بشكل كبير في حلها؛ إذ كيف نحل مشكلة ونحن حتى لا نعرف كيف نحددها، ولا نعرف ماهيتها وحدودها؟
2- اسأل: لماذا؟: فلا بد أن تسأل الطرف الآخر عن الأسباب التي أدت إلى حدوث المشكلة، وهنا نحاول توجيه الأطراف إلى المشكلة ذاتها بدلًا من الصراخ واللوم وتوجيه النقد، إن طرح الأسئلة على الأطراف جميعًا يساعد على فهم طريقة تفكير كل منهم، ومعرفة رغبات واهتمامات كل طرف، كأن تسأل: لماذا تعتبرون ما حدث مشكلة؟ أو ما اهتماماتكم؟ عندما تحدث المشكلة يبالغ البعض في نقد الآخرين ولومهم دون أن يفكر كيف يغزو المشكلة، ويحاول إيجاد حلول دقيقة لها.
3- اسأل: لماذا لا؟: فإذا وجدت أطراف المشكلة غير راغبين في الكشف عن ميولهم ودوافعهم ورغباتهم فعليك أن تغير نمط السؤال إلى "لماذا لا نتبع هذه الطريقة؟"، أو "ما الخطأ في اتباع هذا الأسلوب؟"، وبذلك يمكن للطرف الآخر أن يكشف عما بداخله، وإذا أصر على موقفه فعليك أنت أن تطرح تصورك لحل المشكلة.
4- رتب الأولويات: فكما أن لكل مشكلة أسبابًا فإن لها حلولًا، فينبغي أن نتعامل مع أسباب المشكلة حسب درجة الأهمية والأولوية، وكذا عند وضع الحلول ينبغي أن نرتبها حسب تأثيرها في الحل والخروج من المشكلة، فعند تحديد الأسباب نقول مثلًا: إن محمدًا أخفق في علامات الامتحان للأسباب التالية:
1- أن مدرس الألعاب لم يشركه في الفريق.
2- أنه لم يدرس دروسه بجدية واهتمام.
فهل يجدر بنا ونحن نرتب الأسباب أن نضعها بهذا الترتيب السابق؟ أم من الأجدر أن نجعل السبب الثاني هو الأول، والعكس؟
5- اطلب النصيحة من الطرف الآخر: إن العاقل لا يجدر به أن يستخف بآراء الآخرين، فلكل إنسان آراؤه وأفكاره التي يجب أن يحترمها الجميع، ومن هنا يجدر بنا عند بحث الحلول أن نطلب النصيحة من الآخرين.
محمد، ما الحلول الممكنة من وجهة نظرك لهذه المشكلة؟
إن الطرف الآخر قد لا يخطر بباله أنك سوف تطلب نصيحته لحل المشكلة، فطلب النصح من أي إنسان هو بالطبع أمر يرضي غروره، وأنت بذلك تعترف بمكانته وقدراته، وهذا يدعو لتهدئته، ولأن يقدم معاونته بدلًا من أن يصبح خصمًا عنيدًا لك في المشكلة.
6- وافقه مبدئيًا: إذا وجدت الطرف الآخر ينحى منحى مختلفًا عما تراه أنت مناسبًا لحل المشكلة فيجدر بك أن توافقه مبدئيًا على وجهة نظره، كأن تقول: «أنا أتفق معك في وجهة نظرك»، «أنا أشاطرك الرأي...»، ثم بعد ذلك تبدأ في تفنيد آرائه واحدًا تلو الآخر، وتكون بذلك قد امتصصت غضبه، وهدأت من ثورته، ثم حولت ذلك إلى الهجوم على المشكلة ذاتها بدلًا من الهجوم على أحد الأطراف.
7- الحلول الممكنة: حاول أن تطلب من الأطراف الأخرى بعض الحلول المتاحة لديهم للمشكلة، فبالطبع إن لكل منهم تصوره الخاص لحل المشكلة، إذن "ما الحلول المقترحة للمشكلة من وجهة نظركم؟"، وفي هذه الحالة نقوم بتدوين كل الحلول المقترحة، ثم ترتيبها حسب الأولوية ومدى التأثير في حل المشكلة، مع مراعاة أن تكون الحلول المطروحة قابلة للتطبيق، وواقعية وبعيدة عن الخيال، وأن يكون في استطاعة كل الأطراف تنفيذها، وإلا فما فائدة الحلول الخيالية أو التي لا يستطيع أطراف المشكلة تنفيذها؟
8- لا تملي آراءك: لا بد أن يسود جو من الحرية في إبداء الرأي، فلا يجدر بك كأب أو مدير أن تملي آراءك بطريقة قسرية على الآخرين، يجب أن نترك كل طرف يشعر أن الحلول المطروحة من إبداعه هو.
9- انتبه: إن المشكلة ليست كلها خسارة.
لا تعطِ المشكلة أكبر من حجمها الحقيقي.
المشكلات علامة صحية على التفاعل بين أفراد المجتمع.
لست وحدك الذي لديه المشكلات، فكل إنسان لديه مشكلاته الخاصة.
إذا حدثت المشكلة تخير الإنسان الذي سوف يساعدك في حلها جيدًا.
ليس كل إنسان قادرًا على حل المشكلات، فلا تستعن إلا بمن لديه خبرة في ذلك.
لكل مشكلة مفاتيح للحل، فيجدر بك أن تسأل أهل الذكر.
________________