logo

كرم الدعاة


بتاريخ : الأحد ، 29 ذو الحجة ، 1439 الموافق 09 سبتمبر 2018
بقلم : تيار الاصلاح
كرم الدعاة

الكرم من الأخلاق العريقة التي ألفها منذ الأزل أصحابُ النفوس العظيمة، فأكدوها في تعاملاتهم، ومدحوا بها ساداتهم، وجعلوها دليل الرفعة والفخار، وغاية المجد لما فيها من الإيثار وعلو الهمم والأقدار، وكانت عندهم نقيض اللؤم والشنار، وفي فقدها كل مذمة وعار، فالكرم عادة السادات وشيمة الأحرار، وعادة السادات سادات العادات، وشيمة الأحرار أحرار الشيم.

قال أحد الحكماء: «أصل المحاسن كلها الكرم، وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام، وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام، وجميع خصال الخير من فروعه»(1).

العطية ليست تفضُّلًا من المانح على الآخذ؛ بل هي تفضُّل من الله تعالى على المانح والآخذ على السواء؛ لأنها تفتح للأول الأبواب إلى الجنة، وتيسر للآخر شئون دنياه.

ويجدر بالدعاة أن يتعلموا من خالقهم كيفية البذل والإحسان، فهو يعطي عباده عطاء كريمًا بلا حساب، منزَّهًا عن المن والأذى، فإن اقتدى الدعاة بذلك أصبحوا يمثِّلون الوجه المشرق للمنفقين، والصورة البيضاء الناصعة للمحسنين؛ لأنهم تَبنَّوا القيم العليا عن عقيدة إيمانية ثابتة، ثم ترجموها إلى عمل مبرمج وموجَّه في أوجه البر والإحسان، سمت منهم المشاعر، وتطهرت القلوب، فأنفقوا أموالهم في سبيل الله؛ تزكيةً لأنفسهم، وتمكينًا لها في مراتب الإيمان والإحسان، فغدا البذل طبعًا فيهم، ينقيهم من الشوائب التي تعوقهم عن الكمال.

ومثل أحدهم في الكرم والعطاء الخالص لوجه الله كمثل الجنة الخصبة، العميقة التربة، تقوم على مكان مرتفع، فإذا نزل عليها المطر الغزير أحياها وأخصبها ونما زرعها.

وكذلك هي الصدقة؛ تحيي قلب المؤمن فيزكو ويزداد صلة بالله، كما يزكو ماله ويضاعف بقدر ما يشاء الله له، وإذا أصاب هذه الجنةَ مطرٌ خفيف فإنه يكفيها؛ لأن التربة جيدة خصبة، كريمة العطاء، حسنة الموقع، وهكذا هو الإنسان الجواد، إن أصابه خير كثير أغدق ووسع في الإنفاق، وإن أصابه خير قليل أنفق بقدر ما أصابه، فخيره دائم، وبره، وإن قَل، لا ينقطع(2).

لما جاء الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم أول مرة، ورجع إلى بيته قال لزوجته خديجة: «لقد خشيت على نفسي»، فقالت: «أبشر، فوالله، لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق»(3).

فاستدلت بما فيه من الأخلاق والصفات الفاضلة والشيم الكريمة على أن من كان كذلك لا يُخزى أبدًا.

فعلمت بكمال عقلها وفطرتها أن الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والشيم الشريفة تناسب أشكالها، من كرامة الله وتأييده وإحسانه، لا تناسب الخزي والخذلان، وإنما يناسبه أضدادها، فلذلك بادرت إلى الإيمان والتصديق(4).

وهي بذلك قد أخذت من المقدمات حيثيات الحكم، وكانت أول مجتهدة في الإسلام عملت بالقياس، فقد قاست الحاضر بالماضي، وكأنه قد استقر في الطباع السليمة أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وأن من أغاث الناس وأعانهم لا بد من أن يغيثه ربه ويعينه، فالجزاء من جنس العمل.

وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم مضرب المثل في تقديم الغوث لمن هم في حاجة إليه، ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما حدث في عام الرمادة، عندما أصاب الناس جدب في المدينة وما حولها، وكان ذلك في العام الثامن عشر للهجرة، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: «الله أكبر، بلغ البلاء مدته فانكشف»، وكتب إلى أمراء الأمصار: «أغيثوا أهل المدينة ومن حولها»، وكان عمرو بن العاص واليًا على مصر فأرسل يجيبه: إنه سيصلهم غوث لا انقطاع له.

أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشيًا، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر رضي الله عنه نحو أرض الحبشة مهاجرًا، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدَّغِنة، وهو سيد القارة، فقال: (أين تريد يا أبا بكر)، فقال أبو بكر: (أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي)، فقال ابن الدغنة: (فإن مثلك لا يَخرج ولا يُخرج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، فارجع واعبد ربك ببلدك)، فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، فقال لهم: (إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، رجل يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق)، فلم تكذب قريش لجوار ابن الدغنة»(5).

وتقري الضيف أي: تكرمه في تقديم قِراه وإحسان مأواه، وقِرى الضيف إكرامه.

وهل يملك النفوس الأبية إلا تقليدها قلائد المجد، في سخاء يملك عليها نخوتها، التي تتمثل في لقاء الضيف، وهو يقبل على استحياء، ببشاشة الطبع البسام لمغارم المكارم.

ومغارم الجود عند ذوي الطبع الكريم مغانم، إذا انهملت غيوثها على أرض أصيلة التربة طيبة الأصالة، ولكنها خاشعة ظمئة، وهل أطيب أرضًا من قلب ضيف يقبل طامعًا، ولكنه متردد يخشى الجفلة، ويخاف الجفوة، فإذا سمع مرحبًا تناهت عنده إليه المكارم.

ومن ثم كان إكرام الضيف من أعظم الفضائل الإنسانية الاجتماعية، وهي، وإن تداخلت في عموم مكارم الجود بخصائصها، مستقلة الأثر في قوة اجتذاب القلوب، وأسر النفوس، ولا سيما إذا كانت في بيئة مثل البيئة التي نهد فيها محمد صلى الله عليه وسلم، بيئة الصحاري والجبال، والوديان والقفار، الشحيحة بمطالب العيش ووسائل الحياة.

ولهذا كانت فضيلة قِرى الضيف موضع منافسة المتنافسين في صنائع المعروف، وكانت مما يتمدح به أجواد العرب، ويتخذها شعراؤهم ممادح لأجاويدهم، يتخذون بها قلائد من الفضل المأثور في أعناق الذين يقصدون مكارمهم تحببًا إليهم، ونشرًا لحسن الأحدوثة عنهم بين أقوامهم.

والضيف في البيئة العربية عابر سبيل؛ يبيت هنا، ويصبح هناك، ويتحدث حيث يكون، والحديث مع الناس وإلى الناس فنون، وأحب فنونه إلى الأسماع، وأحلاها في الأذواق ما كان عن المكارم وصانعيها وروادها، تنفسح لهم القلوب، وتهش لهم النفوس، وتهفو نحو من تحله المكارم ذراها، وتشتاق إلى لقائه ورؤيته، وتتمنى لو كانت من حزبه أو أهله، وتتطلع إلى مشارف مكانه من حسن الأحدوثة، وتتحدث مع نفسها أحاديث الآمال المرجوة أن لو كانت تستطيع أن تكافئه على صنائعه، ولو لم يكونوا هم موضع إسدائها المباشر؛ لأن الخير حبيب إلى كل نفس كريمة، والمكارم أواصر خلقية لا تعرف العصبية لدم، ولا لجنس، ومن يصنع الخير لا يعدم جوازيه.

فإكرام الضيف فضيلة اجتماعية، تجمع القلوب على محبة من يتحلى بها، في غير تكلف ولا مراءاة، وتستجيب إلى دعوته إذا دعا إلى خير، وترهف الآذان إلى صوته إذا نادى إلى نجدة أو غوث، وتصغي إلى قوله إذا تكلم، وتؤَّمن على رأيه إذا ارتأى، فهي من أصول المكارم التي تكسب صاحبها مودات القلوب، يحبه من يعرفه ومن لا يعرفه.

فذكر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها هذه المكرمة في خلائق محمد صلى الله عليه وسلم، والتي عاش في مجتمعه على التخلق بخلقها، مقصوده أن الله تعالى في جلال حكمته، لا يمنحها إلا لمن يعلم أنه حقيق بآثارها الاجتماعية في التأييد والتوفيق، فيما يدعو إليه من الخير والهدى، فالمتحلي بها مع سائر أصول المكارم لن يخزيه الله أبدًا، ولا يخذله الله أبدًا، وإن محمدًا صلى الله عليه وسلم لبالغ، بما طبعه الله عليه من أصول مكارم الأخلاق، ما كتب الله له في لوح حياته، من قيامه بحق تبليغ رسالته على أبلغ وأقوى ما تؤدي به رسالة إلهية ناطها الله تبارك وتعالى برسول أعده لأعباء هذه الرسالة الخاتمة الخالدة(6).

إن المؤمنين بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، ألم يأن لهم أن يوقظوا هذا الخلق الإسلامي الرفيع، ويحيوا سنة نبيهم ومجد أسلافهم؛ فيتقدموا طائعين راضين بتقديم الغوث لإخوان لهم شردتهم الحروب، ويتمت أطفالهم ورملت نساءهم الهجمات الشرسة من القوى الصليبية والصهيونية والإلحادية، إن على المسلمين ألا يتركوا إخوانهم فريسة في أيدي من لا يرجون لله وقارًا، أولئك الذين يقدمون باسم الإنسانية بعض ما يفيض عندهم صدقة وإحسانًا، إننا لسنا في حاجة إلى إنسانية هؤلاء، الذين يمدون العدو بالسلاح ليقتل ويشرد، ثم يقدمون لنا فائض الغذاء أو الدواء، فقط، إذا أثخنتنا الجراح.

ما أحوج المسلمين اليوم إلى التمسك بهذا الخلق الإسلامي الرفيع، الذي يجعل كل مسلم في أي مكان في الأرض مرفوع الهامة، رابط الجأش، واثقًا من النصر؛ لأن إخوانًا له يقدمون العون والإغاثة من منطلق إسلامي لا منة فيه، ولا مطمع من ورائه، إن فعلوا نجوا، وإلا فلينتظروا زوال النعمة عنهم، مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن لله عند أقوام نعمًا أقرها عندهم ما كانوا في حوائج المسلمين، ما لم يملوهم، فإذا ملوهم نقلها إلى غيرهم»(7).

وعن أنس أنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «كان خير الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة فانطلقوا قِبل الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج، وفي عنقه السيف، وهو يقول للناس: «لم تراعوا» يردهم، ثم قال للفرس: «وجدناه بحرًا» أو «إنه لبحر»(8).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة»(9).

قال الزين بن المنير: «وجه التشبيه بين أجوديته صلى الله عليه وسلم بالخير وبين أجودية الريح المرسلة أن المراد بالريح ريح الرحمة، التي يرسلها الله تعالى لإنزال الغيث العام، الذي يكون سببًا لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة؛ أي: فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة، ومن هو بصفة الغنى والكفاية، أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة صلى الله عليه وسلم»(10).

ولقد نال النبي صلى الله عليه وسلم أعظم المنازل وأشرفها في صفوف أهل الكرم والجود؛ فلم يكن يرد سائلًا أو محتاجًا، وكان يعطي بسخاء قَل أن يوجد مثله، وقد عبر أحد الأعراب عن ذلك حينما ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرأى قطيعًا من الأغنام ملأت واديًا بأكمله، فطمع في كرم النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه كل ما في الوادي، فأعطاه إياه، فعاد الرجل مستبشرًا إلى قومه.

فعن أنس رضي الله عنه قال: «ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: (يا قوم، أسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة)»(11).

وكان لمثل هذه المواقف أثر بالغ في نفوس الأعراب، الذين كانوا يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم قاصدين بادئ الأمر العودة بالشاة والبعير، والدينار والدرهم، فسرعان ما تنشرح صدورهم لقبول الإسلام والتمسك به؛ ولذلك يقول أنس رضي الله عنه معلقًا على الموقف السابق: «إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها»(12).

وكثيرًا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمنح العطايا يتألف بها قلوب المسلمين الجدد، ففي غزوة حنين أعطى كلًا من عيينة بن حصن والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس وأبي سفيان بن حرب وصفوان بن أمية رضي الله عنهم عددًا كبيرًا من الإبل، وعند عودته عليه الصلاة والسلام من تلك الغزوة تبعه بعض الأعراب يسألونه، فقال لهم: «أتخشون علي البخل، فلو كان عدد هذه العضاه نعمًا لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلًا ولا جبانًا ولا كذابًا»(13).

ومن المواقف الدالة على كرمه صلى الله عليه وسلم حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بمال من البحرين، فقال: «انثروه في المسجد»، وكان أكثر مال أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدًا إلا أعطاه، وما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثَم منها درهم(14).

وعنه رضي الله عنه قال: «كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد [أي: رداء] نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم، قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال له: (مر لي من مال الله الذي عندك)، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء»(15).

وربما أحس النبي صلى الله عليه وسلم بحاجة أحد من أصحابه، وعرف ذلك في وجهه، فيوصل إليه العطاء بطريقة لا تجرح مشاعره، ولا توقعه في الإحراج، كما فعل مع جابر بن عبد الله رضي الله عنه حينما كانا عائدين من أحد الأسفار.

وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم بزواج جابر رضي الله عنه، فعرض عليه أن يشتري منه بعيره بأربعة دنانير، ولما قدم المدينة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالًا أن يعيد الدنانير إلى جابر ويزيده، وأن يرد عليه بعيره(16).

ومرة رأى النبي صلى الله عليه وسلم في وجه أبي هريرة رضي الله عنه الجوع، فتبسم ودعاه إلى إناء فيه لبن، ثم أمره أن يشرب منه، فشرب حتى ارتوى، وظل النبي صلى الله عليه وسلم يعيد له الإناء حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه: «والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكًا»(17).

وقد ألقت سحائب جود النبي صلى الله عليه وسلم بظلالها على كل من حوله، حتى شملت أعداءه، فحينما مات رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول جاء ولده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له»، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه(18).

وهكذا كان سخاؤه صلى الله عليه وسلم برهانًا على شرفه، وعلو مكانته، وأصالة معدنه، وطهارة نفسه، وصدق الشاعر إذ يقول:

هو البحر من أي النواحي أتيته          فلجته المعروف والجود ساحله

تــــــــــــــراه إذا مــــــــــــــــــا جئتـه متهللًا          كـــــــــــأنك تعطيـــه الذي أنت سائلـه

الكرم من عوامل نجاح الداعية في جذب قلوب الناس إليه، أن يعطي، أن يهب، أن يهدي، يغدق على المدعو، يضيفه، يكرمه، يعينه، يبذل له، فإن الكرم من مفاتيح القلوب المستغلقة.

وروى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا غزوة الفتح، ثم خرج صلى الله عليه وسلم بمن معه من المسلمين فاقتتلوا بـحنين، فنصر الله دينه والمسلمين، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صفوان بن أمية وحده مائة من الغنم، ثم مائة، ثم مائة [ثلاثمائة]، قال صفوان: «والله، لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلي، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي»(19)، كان يعطي مائة من الإبل، وكم تساوي مائة من الإبل؟!

وكان يقول عليه الصلاة والسلام: «يا سعد، إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله في النار»(20)، يعطيهم ليتألف قلوبهم حتى لا يدخلوا النار، يعطيهم ويستنقذهم بكرمه صلى الله عليه وسلم، ويترك أصحابه فقراء محتاجين من أجل هؤلاء الناس ألا يكبهم الله في النار: «إني لأعطي الرجل والذي أدع أحب إلي من الذي أعطيه، ولكن أعطي أقوامًا أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأَكِل أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير»(21).

والهدية أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنها من أسباب المحبة، فما أحسن أن يفتتح الداعية علاقته بمدعو بهدية يتألف بها قلبه، ويتحبب بها إليه.

إذا أردت قضاء الحاج من أحد        قدم لنجواك ما أحببت من سبب

إن الهدايا لها حـظ إذا وردت         أحظى من الإذن عن الوالد الحدب

ولكن ليس معنى هذا أن يسرف الداعية، فبعض الدعاة يقول: نريد أن نكرم مدعوًا، فيسرف في الطعام، وربما رمي الطعام، أو هؤلاء الذين يأخذون بعض المدعوين إلى مطاعم الخمس نجوم، وأماكن اختلاط، هذا ليس كرمًا؛ بل هذه معصية(22).

صور للجود والكرم:

للكرم والجود صور عديدة، ومجالات متنوعة كثيرة، فيها يتنافس المتنافسون، ويجتهد المجتهدون، كل على حسب طاقته واستطاعته، ومن صور الجود والكرم:

1– بذل المسلم وعطاؤه من مال الله الذي آتاه الله إياه وأنعم به عليه، من كل ما ينتفع به المرء من مأكل أو مشرب أو ملبس أو مسكن أو دواء أو غير ذلك من أنواع الخير والبر والإحسان، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، [يعني مسجد المدينة] شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام»(23).

2– بذل المرء وعطاؤه من علمه ومعرفته؛ فالكريم من لا يكتم علمًا ولا معرفة؛ بل يعلم الناس ويدلهم على الخير، والبخيل هو الذي يحتفظ بمعارفه وعلومه لنفسه، بخلًا ورغبة في الاستئثار والانفراد، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا»(24).

3- بذل النصيحة لمن هو في حاجة إليها؛ فالكريم لا يبخل على إخوانه بأي نصيحة تفيدهم وتنفعهم في دينهم أو دنياهم، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم من حقوق المسلم على أخيه أن ينصحه إذا طلب منه النصيحة «وإذا استنصحك فانصح له»(25)، وعن تميم الداري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة»، قلنا: «لمن؟»، قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم»(26).

4– بذل المرء وعطاؤه من أخلاقه وشيمه؛ فالكريم يعطي من مكانته وجاهه، ويعطي من عطفه وحنانه، ويعطي من طلاقة وجهه وابتسامة ثغره وحلو كلامه، ويعطي من وقته وراحته، ويعطي من سمعه وإصغائه، ويعطي من حبه ورحمته، ويعطي من دعائه وشفاعته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخيركم خيركم لنسائهم»(27).

5– بذل العبد وعطاؤه من طاقات جسده وقوته؛ فالجواد يعطي من معونته وخدماته وجهده، يمشي في مصالح الناس، ويتعب في مساعدتهم، ويسهر من أجل معونتهم، ويسعى في خدمتهم...؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة»(28).

6- إكرام الوالدين ببرهما والإحسان إليهما بحسن القول والفعل والخُلق؛ فقد قال تعالى في وصيته لعباده: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)} [الإسراء:23-24].

7- إكرام الأهل والأقارب؛ فمن أحق الناس بجودك وكرمك أهلك وقرابتك، بإكرامهم تكون الصلة ويكون التماسك الأسري، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك»(29)؛ لأن النفقة على القريب صلة وصدقة.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»(30).

8- إكرام الجار والضيف؛ فالكريم مَن يُكرم جارَه، والكريم من يُكرم ضيفَه ويكرم زائرَه، فذاك دليل على إيمان العبد بالله واليوم الآخر، فقد روى مالك في الموطأ وعنه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي شريح العدوي رضي الله عنه قال: «سمعَتْ أذناي، وأبصرت عيناي، حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته»، قال: «وما جائزته يا رسول الله؟»، قال: «يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»(31).

فوائد الجود والكرم:

إخوتي الكرام، عليكم بالجود والكرم؛ فإن فوائده عظيمة، ونتائجه جليلة، فمن فوائده:

1- مضاعفة الأجر والثواب:

قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261]، فعلى المسلم أن ينظر إلى المحتاجين الذين يقصدونه كما ينظر إلى أسباب التجارة الرابحة، وليَعلَم أن بذل اليوم وإن كان قليلًا فهو عند الله يوم القيامة أضعاف مضاعفة، لا يرده لصاحبه مِثلاً أو مِثليْن؛ بل يرده أضعافًا مضاعفة، قال سبحانه: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:245]، وقال عز وجل: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ:39].

2- الأمن من الخوف والحزن يوم القيامة:

قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:274].

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس»، أو قال: «يحكم بين الناس»، قال يزيد: وكان أبو الخير، وهو مرثد بن عبد الله، لا يخطئه يوم لا يتصدق فيه بشيء، ولو كعكة، ولو بصلة(32).

3- زرع المحبة والمودة بين الناس:

فبالعطاء والسخاء تصفو النفوس من أمراض الحقد والكراهية، وتمتلئ بالمودة والمحبة؛ فإن النفوس مجبولة على محبة أهل الكرم والسخاء والإحسان، وعلى بغض أهل البخل والشح والإساءة.

روى مسلم في صحيحه عن ابن شهاب قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح، فتح مكة، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المسلمين، فاقتتلوا بحنين، فنصر الله دينه والمسلمين، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صفوان بن أمية مائة من النعم ثم مائة ثم مائة، فعن سعيد بن المسيب أن صفوان قال: «والله، لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلي، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي»(33).

فانظر كيف يتحول حال القلب بالعطاء والسخاء من بغضاء إلى محبة، ومن عداوة إلى صداقة.

ويُظهِر عيبَ المرء في الناس بخلُه       ويستره عنهم جميعًا سخــــــــــــــــــــــــــاؤه

تغط بأثـــــــــــــــــــــــواب السخـــــــــــــــاء فإنني       أرى كل عيب والسخـــــــــــاء غطاؤه

4- سبب في بركة المال ونموه وزيادته:

وعد من الله، الذي لا يخلف وعده، أن من شكر الله تعالى على نعمه فوظفها في طاعته، زاده الله تعالى من فضله وجوده وإحسانه، قال سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7].

فمن الخطأ وسوء الظن أن يظن المرء أن الكرم والسخاء ينقص الثروة ويقرب من الفقر، فهذا من وساوس الشيطان التي يلقيها في نفوس البخلاء، قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:268]، والحق أن الكرم سبيل السعة والغنى، وأن السخاء سبب النماء، وأن الذي يجعل يديه ممرًا لعطاء الله يظل مبسوط اليد بالنعمة، مكفول اليوم والغد بالعطاء الدائم من رحمة الله وكرمه وإحسانه.

فعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاثة أقسم عليهن، وأحدثكم حديثًا فاحفظوه»، قال: «ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمةً فصبر عليها إلا زاده الله عزًا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر»، أو كلمة نحوها، «وأحدثكم حديثًا فاحفظوه»، قال: «إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا، فهو يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقًا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو أن لي مالًا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء»(34).

فليعلم كل منفق كريم أن ما أنفقه في سبيل الله باق مدخر له إلى يوم القيامة، فعن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاةً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما بقي منها؟»، قالت: «ما بقي منها إلا كتفها»، فقال: «بقي كلها غير كتفها»(35).

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول العبد: مالي مالي، إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى [أي: ادخره لنفسه في الآخرة] وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس»(36).

وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟»، قالوا: «يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه»، قال: «فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر»(37).

فما المال إلا ظل زائل، وعارية مسترجعة، انتقل إلينا من غيرنا، وسينتقل منا إلى غيرنا، فلنتزود منه ليوم يقف فيه العباد بين يدي الله تعالى حفاة عراة، من غير مال ولا جاه، كما خلقوا أول مرة، لا ينفعهم إلا ما قدموه بين أيديهم من صالح الأعمال، قال سبحانه: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام:94](38).

***

_____________

(1) المستطرف في كل فن مستظرف، ص173.

(2) القرآن منهاج حياة (2/ 389).

(3) انظر صحيح البخاري (3).

(4) منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب، ص206.

(5) السيرة النبوية وأخبار الخلفاء، لابن حبان (1/ 82).

(6) الجامع الصحيح للسيرة النبوية (3/ 692).

(7) نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (2/ 420)، والحديث في الترغيب والترهيب، للمنذري (3/ 390).

(8) أخرجه البخاري (2908).

(9) أخرجه البخاري (3220).

(10) فتح الباري، لابن حجر (4/ 116).

(11) أخرجه مسلم (2312).

(12) المصدر السابق.

(13) أخرجه ابن حبان (4820).

(14) أخرجه البخاري (421).

(15) أخرجه البخاري (3149).

(16) صحيح البخاري (2309).

(17) أخرجه البخاري (6452).

(18) أخرجه البخاري (1269).

(19) أخرجه مسلم (2313).

(20) أخرجه البخاري (27).

(21) أخرجه البخاري (923).

(22) أثر الأخلاق في نجاح الداعية، محمد صالح المنجد.

(23) أخرجه الطبراني في الصغير (861).

(24) أخرجه مسلم (2674).

(25) أخرجه مسلم (2162).

(26) أخرجه مسلم (55).

(27) أخرجه الترمذي (1162).

(28) أخرجه البخاري (2989)، ومسلم (1009).

(29) أخرجه مسلم (995).

(30) أخرجه الترمذي (3895).

(31) أخرجه البخاري (6019)، ومسلم (48).

 (32) أخرجه ابن خزيمة (2431).

(33) أخرجه مسلم (2313).

(34) أخرجه الترمذي (2325).

(35) أخرجه الترمذي (2470).

(36) أخرجه مسلم (2959).

(37) أخرجه البخاري (6442).

(38) الجود والكرم، موقع: الألوكة.