logo

غرس الثقة في المتربي


بتاريخ : الجمعة ، 29 جمادى الأول ، 1436 الموافق 20 مارس 2015
بقلم : تيار الاصلاح
غرس الثقة في المتربي

الثقة بالنفس هي حسن اعتداد المرء بنفسه، واعتباره لذاته وقدراته حسب الظرف الذي هو فيه (المكان، الزمان)، دون إفراط من عجب أو كبر أو عناد، ودون تفريط من ذلة أو خضوع غير محمود، وهي أمر مهم لكل شخص مهما كان، ولا يكاد إنسان يستغني عن الحاجة إلى مقدار من الثقة بالنفس في أمر من الأمور، فالثقة هي إيمان الإنسان بقدراته وإمكاناته وأهدافه وقراراته، أي الإيمان بذاته(1).

 

وللثقة بالنفس أهمية كبرى للإنسان من الناحية النفسية والاعتدال والتوازن الشخصي؛ إذ بفقدانها يحدث الاضطراب، والقلق، والشعور بالنقص، واتهام الآخرين، ويتصور أن كل شيء يتربص به، ويتصرف مع القضايا والأحوال التي تمر به تصرف السفيه، الذي يعمل ما يضره ويقوده إلى المهالك.

 

والثقة بالنفس مهمة أيضًا لاكتساب الخبرات وتطوير المهارات؛ إذ أن من ترك خبرات الآخرين وتجاربهم يبقى في مؤخرة الركب.

 

قال أحد السلف: من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء؛ فالرأي الفذ ربما زل، والعقل الفرد ربما ضل.

 

الرأي كالليل مسود جوانبه   والليل لا ينجلي إلا بإصباح

فاضمم مصابيح آراء الرجال    إلى رأيك تزدد ضوء مصباح

 

ومن أخفق في مهمة فأصيب بالإحباط فهذه دلالة على اهتزاز الثقة بالنفس.

 

فالواثق من نفسه يطور ويجدد من عمله، ولا يخاف من النقد، وعنده الشجاعة بأن يقول: لا أعرف، لكي يعرف ويتعلم.

 

والثقة مهمة في مواجهة الصعاب والمصائب والمشكلات، فهو صاحب رؤية بعيدة راشدة، يعرف السنن الإلهية، يكيف ظروفه مع المشاكل والصعاب والمصائب، قد يتأثر تأثرًا موقفيًا، ولكن لا تتحطم ثقته الأصلية.

 

والأبناء لن يثقوا بأنفسهم إلا إذا وثقنا بهم، فأنت الذي تزرع الثقة بنفوس أبنائك، فلنثق بهم، ولنكلفهم بما يناسب أعمارهم، دون مبالغة أو استهانة، ولتكن الثقة مناسبة لأعمارهم، وقدراتهم، فنحن نريد عصا الثقة، وليس ثقة العصا، فإن عصا الثقة تدرب وتبني، وثقة العصا تزول وتنتهي بزوال هذه العصا(2).

 

وسائل تربية الثقة في المتربين:

 

اصطحابهم للدروس والمحاضرات المناسبة لأعمارهم:

 

إن اصطحاب الأبناء لبعض الدروس والمحاضرات المناسبة لأعمارهم يرفع مكانتهم عند أنفسهم، ويجعلهم يفتخرون بذلك عند أقرانهم، ويعرفهم بأهمية العلم والعلماء، ويفتح مداركهم، وقد كان هذا هو دأب السلف، فها هو عبد الله بن عمر رضي الله