طرق للتغلب على المماطلة والتخلص منها
أحيانًا، ترى أنَّ أكثر الموظَّفين الحريصين على أداء واجباتهم وأكثرهم تحلِّيا بالإنتاجية، يماطلون. بالنسبة إلى بعض الناس، قد يكون التخلُّف عن موعدٍ نهائيٍّ أمرًا نادرًا ومثيرًا للقلق، بينما قد يحقِّق آخرون نتائج أفضل حينما يتعرَّضون إلى ضغط الانتظار حتَّى اللحظات الأخيرة.
لكن، عندما يبدأ ميلُك إلى المماطلة بالتأثير سلبًا في حياتك وعملك بشكلٍ عام، حينئذٍ يكون الوقت قد حان لتراجع حساباتك وتتخلَّص من هذه العادة.
يساعدك اتِّخاذ خطواتٍ صغيرةٍ باتجاه التعامل تعاملًا أفضل مع الوقت، في الحدِّ من ميلك إلى المماطلة، ويعيدك إلى سكَّة الإنجازات.
إليك نصائح يوصي خبراءٌ باتِّباعها للتوقُّف عن مسابقة الزمن الذي تسببه المماطلة:
1- اخطُ أصغر خطوة ممكنة: حينما لا تُحِسُّ بأنَّك متحمِّسٌ، اخطُ أصغر خطوةٍ نحو تحقيق الهدف، إذ بعد أن تخطو تلك الخطوة، ستَتبَعها - على الأرجح - مزيدٌ من الخطوات؛ ومثلاً: عوضًا عن قولك أنَّك ستتمرَّن ساعة، قل أنَّك ستتمرَّن 10 دقائق.
من طبيعة الإنسان أنَّه يقاوم التغيير، لكنَّك حينما تخطو تلك الخطوة، فإنَّك تتخطَّى ذلك الجزء من عقلك الذي يستنفر حينما تحاول أن تقوم بتغييرٍ ما.
2- حدِّد النتائج الإيجابية المترتبة على العمل: حتَّى تتجاوز ميلك إلى المماطلة، ركِّز الاهتمام على المكسب الذي ستحققه حينما تنجز عملك - ذلك على افتراض أنَّ لديك رغبةً في الحصول على ذلك المكسب. كن حذرًا عند انتقاء النتائج التي تسعى إلى تحقيقها، والأجواء التي تحيط بها نفسك؛ لكي تحافظ على صفاء طاقاتك قدر الإمكان، وتُحقِّق الهدف الذي ترغب بتحقيقه.
3- حدِّد موعدًا نهائيًّا يحتاج الوفاء به إلى بذل جهود حقيقية: أفضل طريقةٍ للتخلُّص من الميل الطبيعي إلى المماطلة: أن تحدِّد موعداً نهائيَّاً يحتاج الوفاء به إلى بذل جهدٍ حقيقي، وأن تضع ذلك الموعد على جدول أعمالك.
يهوِّن وجود موعدٍ نهائيٍّ محدَّدٍ والسعي إلى الوفاء به، إنجاز المهمَّات. تعامَل مع ذلك الموعد النهائي كما لو أنَّ مديرك هو الذي حدَّده، ثمَّ التزم بالوفاء به مثلما كنت ستفعل لو أنَّ مديرك ينتظر منك أن تؤدِّي المهمَّة التي يجب عليك أن تؤدِّيها.
4- تعامل بلطف مع نفسك: سامح نفسك، فإذا كنت تميل إلى وصف نفسك بصفة المماطل، فدع أوّل جهدٍ تبذله يكون في سبيل التوقُّف عن وصف نفسك بهذه الصفة. مهما كانت التجارب السابقة التي مرَرتَ بها، أعِد تركيز اهتمامك على بذل مزيدٍ من الجهود لتحقيق هدفك، واسمح لنفسك -في الوقت نفسه- بالتصرُّف مثلما يتصرَّف البشر العاديون.
5- حدِّد الأسباب التي تدفعك إلى المماطلة: تحوَّل إلى محققٍ أو عالِمٍ لدراسة نمط المماطلة التي تمارسها من خلال تحديد أفكارك، ومشاعرك، وحالتك حينما تحِسُّ بأنَّك ترغب بالمماطلة، ودوِّن كلَّ ذلك.
في أغلب الأحيان، سبب المماطلة هو الرغبة في إنجاز عملٍ مثالي، والذي قد نُحِسُّ به على شكل حالةٍ من القلق. بعد أن تحدِّد نمط المماطلة التي تمارسها، تستطيع أن تحاسب نفسك برفقٍ وبطريقةٍ إيجابية.
6- أغلق هاتفك، واستعمل ساعة المؤقِّت: يُعَدّ التخلُّص من المماطلة مهمَّةً هيَّنة فعلاً إذا كانت لديك النية لذلك، وابتعدتَ عن إغراءات مصادر تشتيت الانتباه.
لا تسمح لأحدٍ بإزعاجك وأغلق هاتفك، وتذكَّر أنَّ مهارة تركيز الانتباه من المهارات التي تحتاج إلى تدريب، لذا هيِّئ الأجواء المناسبة التي تمكِّنك من التركيز.
7- استَعِن بصديق يحاسبك: من المفيد أن يكون لديك شخصٌ يحاسبك على المستويَين الشخصي والمهني.
يعلم عديدون أنَّه يجب عليهم أن يأدُّوا عملاً ما، لكنَّهم يماطلون في أدائه ولا يطلبون العون من أيِّ أحد.
اطلب من شخصٍ أن يحاسبك، وأخبره أنَّك ستحاسبه. المحاسبة تعني الالتزام بألَّا تخذل نفسك وألَّا تخذل شريكك، فابحث عن ذاك الشريك الذي سيساعدك في التغلُّب على المماطلة.
8- كافئ نفسك كلَّما أنجزت مهمَّةً ما: ابحث عن طريقةٍ لجعل عملية التخلُّص من المماطلة عمليةً مُسلِّية، ضع مثلاً قائمةً تتضمَّن المهام التي يجب عليك أن تؤدِّيها، وأدِّ المهام التي لا ترغب بأدائها أوَّلاً، ثم كافئ نفسك على أداء هذه المهام (قطعةٌ من الحلوى، أو بضع دقائق على وسائل التواصل الاجتماعي، إلخ).
بعد ذلك أدِّ مهمَّةً ترغب بأدائها، ثمَّ مهمَّةً لا ترغب بأدائها، وتابع على المنوال نفسه؛ سيجعل القيام بذلك المهامَ التي تؤدِّيها أقلَّ إرهاقاً.
9- خصِّص يوميَّاً وقتاً للمماطلة: إذا كنت شخصاً معتاداً على المماطلة، فخصِّص وقتًا خلال اليوم للقيام بأنشطةٍ لا علاقة لها بالعمل، بحيث تتيح الوقت لتنظيف المكتب، أو التنزُّه، أو القيام بأيِّ نشاطٍ آخر يُلهيك عن أداء عملك. قد يخلِّصك وجود مثل هذا الوقت على جدول أعمالك من الإحساس بالذنب المرتبط بالمماطلة، ويعيد إلى عقلك الانتعاش، وبالتالي يعيد إليه الإنتاجية.
10- حدِّد بضعة أمور لا يمكن لك التنازل عن القيام بها كلّ يوم: في بعض الأحيان، قد تشعر أنَّك لست بمزاجٍ يتيح لك إتمام مهمَّةٍ ما، هنا يأتي دور الأمور التي لا يمكن التنازل عنها.
الأمور التي لا يمكن التنازل عنها هي مهامٌ تلتزم بأدائها كلَّ يومٍ مهما كانت الظروف، إنَّها أمورٌ لست مضطراً للتفكير قبل أن تفعلها؛ لأنَّك ملتزمٌ مسبقاً بذلك.
تُعدّ المماطلة من أسوأ العادات التي يمكن أن يقوم بها الشخص، لكن ثمَّة - لحسن الحظ - بعض النصائح التي يستطيع كلُّ مَن يتَّبعها أن يتخلَّص من المماطلة، ويؤدِّي جميع أعماله في الوقت المحدَّد.
من خلال اتِّباع النصائح السابقة، ستتمكَّن من التخلّص من هذه العادة السيئة، وإنجاز أعمالك حسب ما هو مُخطَّط.
المصدر: موقع النجاح.