رسالة إلى أعوان الظالمين
عن سعيد بن المسيب قال: لا تملئوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لكيلا تحبط أعمالكم الصالحة (1).
نحن نتحدث دائمًا عن الظلمة، ولا نتذكر أعوانهم الذين يقودون حرب الشر ضد الخير، ويمارسون الظلم بكل أشكاله وصوره باسم الظلمة، وتحت راياتهم، وفي ظل حمايتهم، يقول فقيه الإسلام الحسن البصري، رحمه الله تعالى: جعل الدين بين لاءين: لا تطغوا، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا (2).
وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانًا، إنما هي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب! وتمد له أعناقها فيجر! وتحني له رؤوسها فيستعلي! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة وخائفة من جهة أخرى، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم (3).
ومن صور الركون للظلمة كذلك، مداهنتهم، والرضا عن ظلمهم، وتبريره في مقابل تحقيق مكسب أو منفعة دنيوية، يقول الحسن البصري، رحمه الله تعالى: من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يعصى الله في أرضه (4)، وسئل سفيان عن ظالم أشرف على الهلاك في برية، هل يسقى شربة ماء؟ فقال: لا، فقيل له: يموت؟ فقال: دعه يموت (5).
قال البيضاوي: وإذا كان الركون إلى من وجد منه ما يسمى ظلمًا موجبًا للنار، فما ظنك بالركون إلى الظالمين الموسومين بالظلم، ثم بالميل إليهم، ثم بالظلم نفسه، والانهماك فيه (6).
والإسلام يحض المسلم على ألا يكون ظالمًا، وألا يكون معينًا وعونًا للظالم على ظلمه، فالقرآن الكريم لا يدين الظلمة فقط، بل يدين أيضًا أعوانهم وأتباعهم الذين يمثلون الأدوات، التي تنفذ ظلم الظالم بصوره وأشكاله، قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: 8].
لقد أقام الله عز وجل هذا الكون بأسره كله على العدل، فالله ابتداء حرم الظلم على نفسه، وجعله بين الناس محرمًا؛ كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا» (7).
فالظلم هو التعدي على الآخر بغير حق، وهو أخذ ما للآخرين بلا وجه شرعي، والظلم حرمان كل صاحب حق حقه ماديًا أو حسيًا ومعنويًا، فالرجل الذي يحرم زوجته من حق من حقوقها هو في الحقيقة ظالم لها، والحاكم الذي يمنع الشعب حقوقهم ومالهم هو في الحقيقة ظالم، وكل هذه الأنواع من الظلم حاربها الله عز وجل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يروى: الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة (8).
والأصل في المجتمع المسلم أن يكون مبنيًا على العدل والرحمة، فالعدل هو الأصل الذي تقوم عليه المجتمعات المسلمة، ومن ذلك العدل في الحكم بين الناس، كما قال تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]، ومنه العدل في الصلح بين المتخاصمين، كما قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9]، ومنه: كتابة الدين وتوثيق الحقوق بالعدل، والشهادة بالعدل، كما جاء في آية الدين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} [البقرة: 282]، بل جاء الأمر بالعدل مطلقًا في جميع نواحي الحياة، كما قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90].
وجاءت نصوص كثيرة تحرم الظلم بكل صوره وأشكاله، وعلى كل طوائف المسلمين، ومن ذلك قوله تعالى: {وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 57]، وهو دليل تحريم، لأنه –كما ذكر علماء أصول الفقه– فإن كل شيء نص القرآن على أن الله لا يحبه، فهو محرم، وتركه من مقاصد الشريعة.
والظالمون محرومون من هداية الله لهم، فهم في ضلال ما داموا على ظلمهم، فحياتهم تخبط وانحدار، كما قال سبحانه: {وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 86]، والظالمون في صراع دائم فيما بينهم، وهذا من شرور أعمالهم، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: 129].
على أن قيام الظالمين بظلمهم لا يتم لولا أعوانهم الذين يتقربون إليهم، ويعينوهم ويساعدوهم على ظلم الآخرين، وهو ما أطلق عليه العلماء (أعوان الظلمة)، وحذروا منهم وبينوا عاقبتهم في الشريعة، ذلك أن بعض الناس يظن أن العقاب على الظالمين وحدهم دون من عاونهم لأنه مغلوب على أمرهم ما يظنون، والأمر خلاف ذلك.
قال غير واحد من السلف: أعوان الظلمة من أعانهم، ولو أنهم لاق لهم دواة، أو برى لهم قلمًا، ومنهم من كان يقول: بل من يغسل ثيابهم من أعوانهم.
وأعوانهم: هم من أزواجهم المذكورين في الآية؛ فإن المعين على البر والتقوى من أهل ذلك، والمعين على الإثم والعدوان من أهل ذلك، قال تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا} [النساء: 85]، والشافع الذي يعين غيره، فيصير معه شفعًا بعد أن كان وترًا؛ ولهذا فسرت الشفاعة الحسنة بإعانة المؤمنين على الجهاد، والشفاعة السيئة بإعانة الكفار على قتال المؤمنين كما ذكر ذلك ابن جرير (9).
قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: ولا يحل للرجل أن يكون عونًا على ظلم، فإن التعاون نوعان:
الأول: تعاون على البر والتقوى، من الجهاد وإقامة الحدود، واستيفاء الحقوق وإعطاء المستحقين، فهذا مما أمر الله به ورسوله، ومن أمسك عنه خشية أن يكون من أعوان الظلمة، فقد ترك فرضًا على الأعيان، أو على الكفاية متوهمًا أنه متورع، وما أكثر ما يشتبه الجبن والفشل بالورع، إذ كل منهما كف وإمساك.
والثاني: تعاون على الإثم والعدوان، كالإعانة على دم معصوم، أو أخذ مال معصوم، أو ضرب من لا يستحق الضرب، ونحو ذلك، فهذا الذي حرمه الله ورسوله (10).
والمراد من كل ما سبق هم سلاطين الجور والظلم، والنهي عن مخالطتهم وإتيانهم بقصد التقرب إليهم وحصول شيء من دنياهم، وإعانتهم على ظلمهم قد تكون بمجالستهم ومؤازرتهم، وقد تكون بتبرير أخطائهم، بل قد تكون بالسكوت عنهم وعدم إنكار المنكر عليهم، وتكون بالدعاء لهم كما قيل: من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يعصى الله في أرضه (11).
من هم أعوان الظالمين؟
يتوسع الإمام ابن تيمية رحمه الله في تعريف أنواع الظالمين، فيجعلهم كل من أعان الظالم ولو بخدمة مباحة، فيقول: وقد قال غير واحد من السلف: أعوان الظلمة من أعانهم، ولو أنهم لاق لهم دواة، أو برى لهم قلمًا، ومنهم من كان يقول: بل من يغسل ثيابهم من أعوانهم.
وأعوانهم: هم من أزواجهم المذكورين في الآية؛ فإن المعين على البر والتقوى من أهل ذلك، والمعين على الإثم والعدوان من أهل ذلك، قال تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا} [النساء: 85] (12)
وينقل ابن عبد الهادي عن الإمام أحمد: أن أعوان الظالمين ليسوا من يخدم الظالمين، بل من يبيع لمن يخدم الظالمين، وقال رجل للإمام أحمد: ترى أنّي من أعوان الظلمة؟ قال له: وما تصنع؟ قال: خَيَّاطُهم، فقال: لا، بل أنتَ منهم، إنّما أعوانُهم الذي يبيعُك الخيطانَ والإبرة (13).
قال السجان لأحمد بن حنبل: هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال: لا، أنت من الظلمة؛ إنما أعوان الظلمة من أعانك في أمر (14).
وقال أبو بكر المروذي: لما حبسوا أحمد بن حنبل في السجن جاءه السجان، فقال: يا أبا عبد الله الحديث الذي روي في الظلمة وأعوانهم صحيح؟ قال: نعم، قال السجان: فأنا من أعوان الظلمة؟ قال له: أعوان الظلمة من يأخذ شعرك ويغسل ثوبك ويصلح طعامك ويبيع ويشتري منك، فأما أنت فمن أنفسهم (15).
وجاء رجل إلى ابن المبارك فقال: إني خياط، وربما خطت شيئًا لبعض وكلاء السلطان، فماذا ترى أكون من أعوان الظلمة؟ قال: لست من أعوان الظلمة؛ بل أنت من الظلمة، إنما أعوان الظلمة من يبيع منك الإبر والخيوط (16).
وقال غير واحد من العلماء: الشرطة الظالمة من أعوان الظالمين، قال البرزنجي: و(الشُّرط)؛ هم أعوان السلطان، قال السخاوي: وهم الآن أعوان الظلمة، ويُطلق غالبًا على أقبح جماعة الوالي ونحوه، وربما توسع في إطلاقه على ظلمة الحكام (17).
ومن أعوان الظالمين من يجمعون الأموال من الناس ظلمًا، كما قال ابن حجر الهيتمي: من جابي المكس وكاتبه وشاهده ووازنه وكائله، وغيرهم من أكبر أعوان الظلمة، بل هم من الظلمة بأنفسهم، فإنهم يأخذون ما لا يستحقونه ويدفعونه لمن لا يستحقه، ولهذا لا يدخل صاحب مكس الجنة لأن لحمه ينبت من حرام (18).
قال الطيبي: وفيه أن المكس من أعظم الموبقات، وعده الذهبي من الكبائر، ثم قال: فيه شبهة من قاطع الطريق، وهو شر من اللص، فإن عسف الناس وجدد عليهم ضرائب فهو أظلم وأغشم ممن أنصف في مكسه ورفق برعيته، وجابي المكس وكاتبه وآخذه من جندي وشيخ وصاحب زاوية شركاء في الوزر أكالون للسحت (19).
قال بعضهم: رأيت رجلًا مقطوع اليد من الكتف، وهو ينادي من رآني فلا يظلمن أحدًا، فتقدمت إليه وقلت له: يا أخي ما قصتك؟ فقال يا أخي قصتي عجيبة، وذلك أني كنت من أعوان الظلمة، فرأيت يومًا صيادًا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني، فجئت إليه فقلت: أعطني هذه السمكة، فقال لا أعطيكها، أنا آخذ بثمنها قوتًا لعيالي، فضربته وأخذتها منه قهرًا ومضيت بها، قال: فبينما أنا ماش بها حاملها إذ عضت على إبهامي عضة قوية، فلما جئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي، ضربت على إبهامي وآلمتني ألمًا شديدًا، حتى لم أنم من شدة الوجع وورمت يدي.
فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم، فقال: هذه بدو أكلة، اقطعها وإلا تلفت يدك كلها، فقطعت إبهامي، ثم ضربت يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم، فقيل لي اقطع كفك، فقطعتها، وانتشر الألم إلى الساعد وآلمني ألمًا شديدًا ولم أطق النوم ولا القرار، وجعلت أستغيث من شدة الألم، فقيل لي: اقطعها من المرفق، فانتشر الألم إلى العضد وضربت علي عضدي أشد من الألم فقيل لي: اقطع يدك من كتفك وإلا سرى إلى جسدك كله، فقطعتها، فقال لي بعض الناس: ما سبب ألمك فذكرت له قصة السمكة، فقال لي: لو كنت رجعت من أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة فاستحللت منه واسترضيته ولا قطعت يدك، فاذهب الآن إليه واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى بدنك.
قال: فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته فوقعت على رجليه أقبلهما وأبكي، وقلت: يا سيدي سألتك بالله إلا ما عفوت عني، فقال لي: ومن أنت؟ فقلت أنا الذي أخذت منك السمكة غصبًا، وذكرت له ما جرى وأريته يدي فبكى حين رآها ثم قال: يا أخي قد حاللتك منها لما قد رأيت بك من هذا البلاء، فقلت له: بالله يا سيدي هل كنت دعوت عليّ لما أخذتها منك؟
قال: نعم، قلت: اللهم هذا تقوى عليّ بقوته على ضعفي وأخذ مني ما رزقتني ظلمًا فأرني فيه قدرتك، فقلت له: يا سيدي قد أراك الله قدرته في وأنا تائب إلى الله عز وجل عما كنت عليه من خدمة الظلمة، ولا عدت أقف لهم على باب، ولا أكون من أعوانهم ما دمت حيًا إن شاء الله تعالى (20).
ولقد جاء في الشرع الحنيف وعلى لسان أقوال العلماء من بيان العقاب ما يدفع أعوان الظالمين على ترك عونهم للظالمين، ومن ذلك: فقد جاء في الأثر: إذا كان يوم القيامة قيل: أين الظلمة وأعوانهم؟ أو قال: وأشباههم فيجمعون في توابيت من نار، ثم يقذف بهم في النار (21)، ومن ذلك أنه يضاعف عليهم العقاب، كما قال الماوردي: قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} فيه وجهان: أحدهما: أنهم أعوان الظلمة، الثاني: أنهم أصحاب البدع إذا أُتبِعوا عليها، الثالث: أنهم محدِثو السنن الجائرة إذا عمل بها من بعدهم (22).
آداب وأحكام أعوان الظالمين:
ويتعلق بأعوان الظالمين جملة من الآداب والأحكام، يجب مراعاتها، من ذلك:
عدم إعانتهم بأصغر الأشياء: وإشعارهم بظلمهم من خلال رفض معاونتهم، وقد كان من دأب العلماء ألا يعين الظالم ولو على شيء مباح، وكان بعض العلماء قد جلس في ديوان بعض الأمراء فكتب الأمير كتابًا فقال: ناولني الطين أختم به الكتاب، فامتنع فقال: ناولني الكتاب الذي كتبته حتى أنظر فيه، فلم يناوله، وفعل مثل ذلك سفيان الثوري مع المهدي فكان بيد المهدي درج أبيض وقد أدخل عليه الثوري فقال له: يا أبا عبد الله أعطني الدواة حتى أكتب، فقال: أخبرني بأيّ شيء تكتب، فإن كان حقًّا أعطيتك وإلاّ كنت عونًا على الظلم.
وكان بمكة أمير قد أمر رجلًا أن يقوم له على الصناع في عمارة ثغر من الثغور قال: فوقع في نفسي من ذلك شيء، فسألت سفيان عن ذلك فقال: لا تفعلنّ ولا تكنّ عونًا لهم على قليل ولا كثير، فقلت: يا أبا عبد الله سور في سبيل الله تعالى للمسلمين فقال: نعم ولكن أقل ما يدخل عليك أن تحبّ بقاءهم ليوفونك أجرتك، فتكون قد أحببت من بغض الله عز وجل.
وقد جاء في الخبر: من دعا لظالم بالبقاء فقد أحبَّ أنْ يعصي الله عز وجل (23).
عدم تزويجهم: ومن الآداب والأحكام التي تتعلق بالظالمين وأعوانهم ألا يزوجهم المرء من بناته، فقد اعتبر الفقيه الحنفي السرخسي أن من شروط الزواج الكفاءة، ونقل عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني قوله: هو معتبر حتى إن الذي يسكر فيخرج فيستهزئ به الصبيان لا يكون كفؤًا لامرأة صالحة من أهل البيوتات، وكذلك أعوان الظلمة من يستخف به منهم لا يكون كفؤًا لامرأة صالحة من أهل البيوتات إلا أن يكون مهيبًا يعظم في الناس (24).
التورية خشية الظلم منهم:
ومنه جواز استعمال التورية خشية الوقوع في الظلم من الظالمين وأعوانهم، كما جاء في نهاية المحتاج: ومن ذلك ما لو علم أنه إذا أقر كتب سجله وأخذه نحو المقدم مثلًا من أعوان الظلمة فيجوز له الحلف كاذبًا والتورية ولو عند الحاكم (25).
عدم إمامتهم للمسلمين: ومن العلماء من يرى عدم جواز إمامة أعوان الظالمين للمسلمين في الصلاة، لأنه ظالم إن أقام بالظلم، وأما إن كان عمله لا ظلم فيه فإنه لا يمنع من إمامته (26).
ترك مدحه: ومن أحكام التعامل مع أعوان الظالمين أنه لا يمدح ولا يكرم، كما ورد في الأثر: إن الله ليغضب إذا مدح الفاسق، وفي خبر آخر: من أكرم فاسقًا فكأنما أعان على هدم الإسلام.
ترك هداياهم: ومن آداب التعامل مع الظالمين وأعوانهم ألا تقبل هداياهم، قال إدريس الحداد: لما كان المحنة وصرف أحمد إلى بيته حمل إليه مال جليل وهو محتاج إلى رغيف يأكله، فرد جميع ذلك ولم يقبل منه قليلًا ولا كثيرًا، قال: فجعل عمه إسحاق يحسب ما رد فإذا هو خمس مائة ألف، فقال له: يا عم أراك مشغولًا بحساب، فقال: قد رددت اليوم كذا وكذا، وأنت محتاج إلى حبة، فقال: يا عم لو طلبنا لم يأتنا وإنما أتانا لما تركنا (27).
إن منهج الإسلام في التعامل مع أعوان الظالمين يتمثل في أنهم كل من عاون الظالم أو اقترب منه أو خدمه في شيء، وهو منهج فيه شيء من التضييق من باب سد الذرائع، كما حذر الإسلام من عون الظالمين، وبين جملة من الآداب التي تنفر الناس منهم، لكنهم في ذات الوقت حمى أرواحهم، ومنع الاعتداء عليهم، لكنه أجاز شكايتهم ورفع الدعاوى القضائية ضدهم، حتى يأخذ القضاء مجراه، فيعاقبون من قبل السلطات الحاكمة على جرائمهم، مما فيه دفع لضررهم، وحماية للمجتمعات من الانحرافات السلوكية ضدهم (28).
عقوبة موالاة الظالمين:
إذا كانت عقوبة الظالمين في القرآن الكريم شديدة، وعقوبة أتباعهم لا تقل قسوة وشدة، وإذا كانت نهاية العتاة والجبابرة والمتكبرين في القرآن الكريم وخيمة، فإن نهاية أعوانهم ومواليهم لا تقل سوءًا، فهم شركاء في الجريمة، فلا بد أن تكون العقوبة شاملة لهم تبعًا لذلك.
ولا تقتصر عقوبة أتباع الظلمة وأعوانهم على الدار الآخرة؛ بل تطالهم في الدنيا قبل يوم القيامة.
أهم العقوبات الدنيوية لأتباع الظلمة:
1- الذل والمهانة والعبودية لغير الله تعالى: ولعل هذه العقوبة من أشد وأقسى العقوبات الدنيوية لأتباع الظلمة، فهم في الدنيا عبيد أذلاء لبشر مثلهم، استعبدهم وأذلهم وأخضعهم لخدمته وخدمة شهواته، واسمع للتعبير القرآني عن هذا الذل والهوان لهؤلاء الأتباع من خلال قول الله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف: 54].
كما يظهر هذا الهوان والذل في ملأ فرعون أيضا من خلال استعباده لهم: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [القصص: 38]، فهل هناك ذل أشد من أن يعبد الإنسان بشرًا مثله؟!!
2- اللعنة وسوء الذكر والسمعة في الدنيا: فلا يذكرون إلا بالسوء والقبيح، وذلك عكس مقصودهم من مداهنة الظالمين وموالاتهم، إذ كانوا يبتغون رفعة الذكر والسمعة والمكانة بالتقرب إليهم ومساعدتهم على الظلم في الدنيا، فكانت عقوبتهم بنقيض هدفهم ومقصودهم، قال تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} [القصص: 42].
3- الميتة السيئة القاسية: فجميع أعوان الظلمة وأنصارهم ماتوا شر ميتة، وكانت نهايتهم قاسية وخيمة، بدءًا بأتباع فرعون الذين غرقوا معه ولاقوا نفس المصير: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [القصص: 40]، وصولًا إلى أتباع الظالمين والطغاة في العصر الحديث، ممن يلقون أسوء مصير وأبشع ميتة.
لقد وصف لنا القرآن الكريم شدة انتزاع الروح من الظالمين وأعوانهم، والهوان والكرب الذي يلاقونه عند سكرات الموت، قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93].
عقوبتهم في البرزخ والقبر:
ذكر القرآن الكريم أن لأتباع الظالمين وأنصارهم عقوبة في الحياة البرزخية في القبر، وذلك من خلال قوله تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)} [غافر: 45- 46].
والحديث في الآية ليس عن فرعون وحده، وإنما عن فرعون وآل فرعون من أتباعه وأعوانه ومن والاه، وقد ذكر القرطبي وغيره أن جمهور العلماء عَلَى أن هذا العرض في البرزخ، واحتج بعض أهل العلم في تثبيت عذاب القبر بهذه الآية، وقال مجاهد وعكرمة ومقاتل ومحمد بن كعب: هذه الآية تدل على عذاب القبر في الدنيا، ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ} (29).
عقوبتهم يوم القيامة:
أما عقوبة موالاة الظلمة في الآخرة فهي نفس عقوبة الظالمين، والتي تعتبر العقوبة الأشد والأبقى والأعظم، وهذه العقوبة لا تقتصر على الدخول في نار جهنم والعياذ بالله فحسب، وإنما تأخذ أشكالًا وألوانًا من العذاب غير ذلك.
1- العذاب الأشد يوم القيامة: قال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} أي: أشده ألمًا وأعظمه نكالًا كما ذكر ابن كثير في تفسيره.
2- شدة الأهوال يوم القيامة: فقد خص الله تعالى الظالمين وأعوانهم بأهوال كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر، فقال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ (42) إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: 42- 43]، فهم يخرجون من قبورهم مسرعين رافعي رؤوسهم، وأبصارهم طائرة شاخصة يديمون النظر لا يطرقون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة والمخافة لما يحل بهم (30).
3- العذاب المستمر الذي لا فداء ولا خلاص منه: فقد ذكر الله تعالى أن عذاب الظالمين وأعوانهم مستمر سرمدي لا نهاية له، قال تعالى: {أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ} [الشورى: 45]، أي: دائم سرمدي أبدي، لا خروج لهم منها ولا محيد لهم عنها.
كما أن هذه العقوبة لا فداء منها، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47]، فالظالمين وأعوانهم الذين أكلوا حقوق الناس بسيف سطوة وقوة بغيهم، يتمنون لو يفتدون عذاب يوم القيامة بأضعاف ملئ الأرض ذهبًا ومالًا، ولكن لا فداء ولا افتداء.
4- براءة الظالمين من أتباعهم عقوبة أخرى: حيث يتبرأ الطاغية والظالم من أتباعه وأعوانه، مما يعتبر عقوبة معنوية إضافية لأتباعه، لأنهم كانوا يعتقدون أنه سيغني عنهم شيئًا يوم القيامة، أو أنه يمكن أن يخفف عنهم العذاب الأليم.
والآيات في هذا المعنى كثيرة منها قوله تعالى: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)} [البقرة: 165- 167].
ومنها قوله تعالى أيضًا: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33)} [سبأ: 31- 33].
بل إن الشيطان الذي يعتبر أظلم الظالمين يتبرأ من أتباعه وأعوانه يوم القيامة، بل ويدعي إيمانه بالله وكفره بمن أشرك به سبحانه {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم: 22] (31).
إن دين الإسلام دعوة جادة لمواجهة الظلم بكل صوره وأشكاله، ابتداءً من أيسر صوره-وليس في الظلم شيء يسير- كظلم الخادم أو العامل، ومرورًا بكل أنواع الطغيان التي تنخر في كيان المجتمع، والأمة التي لا تؤسس أركانها على إقامة العدل، لا خير فيها؛ واعلموا أن السكوت عن تطاوُل المفسدين على حقوق العباد، والتهاون في الإنكار على المنتهكين لحرمات المجتمع، خيانة للأمة، وخذلان للمسلمين، ففي الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه» (32)، فعَجْز الصالحين وتفريطهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد الأسباب الرئيسة لانتشار البغي، واتساع أبوابه.
قال الله تعالى: {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة: ٣٦]، وروى الترمذي بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا ظالمًا فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه» (33)، فالدعوة إلى مواجهة التظالم الاجتماعي ليست شعارًا سياسيًا مجرَّدًا، بل هي ديانة وقربة يتقرب بها الدعاة لنيل مرضاة الله وفضله، يقول الفضيل بن عياض: إني لأستحي من الله أن أشبع حتى أرى العدل قد بُسِط، وأرى الحق قد قام (34).
واعتذار هؤلاء الأعوان بادّعاء الفقر والحاجة والعيال، والإكراه والاضطرار.. إن هو إلَّا تزيين الشياطين، ومُخادعة السُّذّج الغافلين! ولا ينفعهم العُذر والاعتذار، وفي العذاب هم مشتركون إن لم يتوبوا ويَنزِعوا: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} [الزخرف: 39].
***
---------
(1) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 170).
(2) تفسير الألوسي (6/ 348).
(3) في ظلال القرآن (6/ 3815).
(4) الصمت لابن أبي الدنيا (ص: 273).
(5) تفسير الزمخشري (2/ 434).
(6) البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (2/ 563).
(7) أخرجه مسلم (2577).
(8) مجموع الفتاوى (28/ 62).
(9) الإيمان لابن تيمية (ص: 56).
(10) مجموع الفتاوى (28/ 283).
(11) الموسوعة العقدية- الدرر السنية (8/ 90)، بترقيم الشاملة آليًا.
(12) الإيمان لابن تيمية (ص: 55- 56).
(13) إيضاح طرق الاستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة (ص: 253).
(14) صيد الخاطر لابن الجوزي (ص: 435).
(15) سير السلف الصالحين (ص: 1059).
(16) قوت القلوب في معاملة المحبوب (2/ 434-435).
(17) الإشاعة لأشراط الساعة (ص: 146).
(18) الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 299).
(19) فيض القدير (6/ 449).
(20) الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 204).
(21) الإيمان لابن تيمية (ص: 55-56).
(22) النكت والعيون (4/ 278).
(23) قوت القلوب (2/ 434- 435).
(24) المبسوط للسرخسي (5/ 25).
(25) نهاية المحتاج (7/ 106).
(26) شرح زاد المستقنع (7/ 133).
(27) سير السلف الصالحين (ص: 1059).
(28) فقه أعوان الظالمين/ منتدى العلماء.
(29) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (15/ 319).
(30) تفسير ابن كثير (4/ 515).
(31) عقوبة موالاة الظالمين في القرآن الكريم/ صحيفة الراكوبة.
(32) أخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2564).
(33) أخرجه الترمذي (3057).
(34) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (8/ 108).