logo

حكم الاجتماع للعزاء


بتاريخ : الأحد ، 6 شوّال ، 1440 الموافق 09 يونيو 2019
بقلم : تيار الاصلاح
حكم الاجتماع للعزاء

صار العزاء اليوم مناسبة من مناسبات التباهي والفخر، والمؤسف أن تجد طائفة ممن يحسبون على التيار الملتزم قد انخرطوا في سلك هذه البدع؛ مخافة اللوم والعتاب.

لقد فقد الإنسان الكثير من مقوماته الإنسانية، وغزت المصالح المادية ربوع نفسه، وطغت النزعة الشخصية على الروح الجماعية، وتبلدت المشاعر فصارت أبرد من الثلج، وأقسى من الصخر، ما عادت الروح الدافئة تسري في الكيان المكلوم، فتشد من أزره وتقويه، لكأني بالزمان الذي توجس منه من قبلنا قد أظلنا بكل ثقله.

إن طبع النفس البشرية وفطرة الطبيعة الإنسانية أنها تتأثر بالأحداث والمصائب، وتنزعج من الآلام والمتاعب؛ ولذلك فهي في حاجة إلى من يواسيها عند الرزية، ويخفف من أحزانها عند البلية، ويذكرها بالله لتصبر فتظفر بالسعادة الأبدية، قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200].

هذا وإن من لطف الله ورحمته بنا أن شرع المواساة إذا مصابٌ أصابنا، والتعزية عند وفاة عزيز علينا، ووَعَدَ على ذلك عظيم الثواب والأجر، وجعله من ضروب التواصي بالصبر، والتعاون على الخير والبر، قال جل جلاله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة:2].

ولا ريب أن تعزية المسلم وحثه على الصبر والتسليم لله من جملة البر الذي حث الله عباده على بذله والإعانة عليه، فالآية دالة على ضرورة الشعور بالمسلمين، وإعانتهم على الخير، وبذل المعروف لهم، ومد يد العون إليهم متى ما احتاجوا إلى ذلك، ومن أعظم أوقات حاجة المسلم إلى عون أخيه وقت نزول المصائب ووقوع البلاء.

عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة»(1).

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا فقد أحد أصحابه عزيزًا عليه بادر بأداء التعزية والمواساة إليه، يصبر في تعزيته الحي من أصحابه، ويدعو لصالح الميتين من أحبابه، وهو في كل ذلك لا يقول إلا حقًا، وينشر على المصاب عطفًا ورفقًا، فعن قرة المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، ومنهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعد بين يديه، فهلك [أي الابن]، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة؛ ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما لي لا أرى فلانًا؟»، فقالوا: «يا رسول الله، بنيه الذي رأيته هلك»، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فأخبره بأنه هلك فعزاه(2).

إن التعزية إحساس بمصاب المصابين، وهو صفة من صفات المؤمنين، فهم كالجسد الواحد؛ يحس فيه جميعهم بمعاناة فرد من أفراده؛ فيسعون إلى التخفيف عنه، فعن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»(3).

ولا مراء أن التعزية عون للأخ المسلم، وتفريج لكربته، والسعي إليها سعي في حاجة المسلم، وألفاظها من جملة الكلام الطيب الذي حث الشرع عليه ورغب فيه، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم:24]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الكلمة الطيبة صدقة»(4).

فكلمات العزاء وعبارات المواساة مما يثبت المؤمن، ويعينه على تحمل مصابه، والصبر على بلواه، ودفع كيد الشيطان عنه، وهي لقائلها صدقة كما نص على ذلك الحديث، وكما جاءت الأدلة حاثة على إعانة المسلم، والوقوف بجانبه عند كربه، والسعي في تنفيسها، جاء منها ما ينهى عن إسلامه عند الشدائد، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه»(5).

وترك مواساة المصاب وتصبيره وإيناسه في كربته هو إسلام للمسلم إلى همه وحزنه، كما هو إسلام له إلى الشيطان يحزنه، ويؤيسه ويقنطه؛ لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يعزي أصحابه يغرس فيهم روح الأمل بعوض الله القادر، وثوابه ولطفه ورحمته لكل محتسب صابر، فعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزاها في زوجها أبي سلمة فقال: «اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه»(6).

هكذا كان صلى الله عليه وسلم يعزي أصحابه، يدعو للحي بالبركة والنماء وحسن الخلف من الله، ويدعو للصالحين من الموتى بعفوه ومغفرته ورضاه.

إن التعزية وإن كانت مشروعة مرغبًا فيها، هي طاعة كسائر الطاعات، تؤدى في حدود الإمكان والقدرات، من غير أن يترتب عليها تقصير فيما هو أوكد منها من القربات، ومن غير أن تؤدي إلى شيء من المخالفات، والمتأمل في حال بعض المعزين اليوم يجد في تصرفاتهم بعض ما يستحق الإنكار واللوم، فبعضهم يتكلف قطع المسافات الطويلة، وربما أضاع بذلك كثيرًا من الأعمال الجليلة، مكلفًا نفسه بذلك فوق طاقتها، ومعرضًا لها ما يؤثر في صحتها، ويزداد العجب عندما يكون الطريق تكتنفه الأخطار؛ لبعد المسافة وغيرها من مسببات الأضرار، فقد نهينا عن العنت والتكلف، وأمرنا بالمراعاة والتخفيف، يقول الله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق:7].

والمتأمل في النصوص الشرعية، والناظر في الآثار النبوية يجد أن التعزية مصلحة يمكن تحقيقها بكثير مما أتاحه الله لنا، وغاية يمكن الوصول إليها بطرق كثيرة مَنَّ الله بها علينا، فما الضير أن تكون التعزية بالرسائل، أو بالهاتف أو غير ذلك من الوسائل؟

فقد ورد من حديث أسامة بن زيد قال: «أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه أن ابنًا لي قبض فأتنا؛ فأرسل يقرئ السلام ويقول: «إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب»، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي؛ ففاضت عينا الرسول صلى الله عليه وسلم بالدموع، فقال سعد: «يا رسول الله، ما هذا؟»، فقال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء»(7).

فنجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البداية أرسل بتعزيته، وذهب بعد ذلك استجابة لقسمها، ومراعاة لمشاعرها، ولا ريب فهو الأب الحنون، ورحمة الله للعالمين، هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم بإرسال التعزية، وعدم التكلف لها.

وإذا أتينا إلى حال بعض النساء وجدنا بعض المخالفات في شان العزاء، فقد يستمر الحداد والعزاء عند بعضهن عشرات الأيام، وربما امتد شهورًا مع ما في ذلك من تضييع لواجبات عظام، وهذا حال لم تكن عليه الصالحات من نساء الإسلام، ففي الأثر: لما جاء نعي أبي سفيان من الشام دعت ابنته أم حبيبة رضي الله عنها في اليوم الثالث بطيب، فمسحت خديها وذراعيها وقالت: «ما لي بالطيب من حاجة لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرًا)»(8)، فأين هذا الهدي من تفرغ المرأة لبيوت العزاء؟ مع ما في مجالسها من الغيبة والمراء، تتفرغ لذلك تاركة واجبات بيتها، مهملة تربية أولادها، متجاهلة حقوق زوجها(9).

ولا يُعْلَمُ في الاجتماع للعزاء أو لتوزيع الطعام وقراءةِ القرآن ونحو ذلك أصل مشروع عند السلف؛ بل كان معدودًا، عندهم، من النياحة؛ فقد صح عن جرير بن عبد الله البجلي قال: «كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة»(10).

والنياحة من كبائر المعاصي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب»(11)، وقال صلى الله عليه وسلم: «اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت»(12)، وإذا كان الاجتماع غير مشروع فإن الخطبة أو الوعظ يتبعه في الحكم؛ إذ الخطبة أو الوعظ مُقْترن بالاجتماع، ولوازم الشيء منه.

وعلى المسلم تجنب المناهي والبدع؛ إذ ليست سبيلًا للخير وإقامة دعوة الله بها؛ لأن «كل بدعة ضلالة»(13).

قال القرطبي: «الاجتماع إلى أهل الميت وصنعهم الطعام والمبيت عندهم؛ كل ذلك من فعل الجاهلية».

قال أحمد: «هو من فعل الجاهلية»، قيل له: «أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اصنعوا لآل جعفر طعامًا)» إلى آخره، فإن لم يكونوا اتخذوا إنما اتُخذ لهم، فهذا كله واجب على أن الرجل له أن يمنع أهله منه، فمن أباحه فقد عصى الله وأعانهم على الإثم والعدوان.

قال ابن العربي: «وإنما يسن ذلك في يوم الموت فقط»، قال: «وهذا الحديث أصل في المشاركات عند الحاجة».

وقد كان عند العرب مشاركات ومواصلات في باب الأطعمة باختلاف الأسباب والحالات(14).

علمًا أن السنة فيمَنْ أُصيبَ بموتِ قريبٍ أو حبيبٍ أن يصبر ويرضى بالقدر ويسترجع فيقول: {إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة:156]؛ عملًا بمقتضى الآية في قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة:155-158]، وله أن يضيف عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أجرني في مصيبتي، وَأَخْلِفْ لي خيرًا منها»؛ لحديث أم سلمة رضي الله عنها(15).

وليس له انتظار الناس للتعزية، أو جلبهم للاجتماع للموعظة وقراءة القرآن، وصنيعة الطعام وإظهار بيت الميت مظهر ليلة زفاف عرس؛ بإنارة الأضواء وجمع الكراسي وتصفيفِها، ونحوها مما يفعله عامة الناس؛ فإن ذلك ليس من هدي الصحابة رضي الله عنهم؛ إذ ليس المراد بالتعزية التهنئة، وإنما المراد منها تقوية المصاب على تحمل المصيبة والصبر عليها؛ ولهذا ورد في بعض صيغ التعزية: «إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب»(16).

أما السنة في حق الميت فأن ندعو له بالمغفرة والرحمة على ما ثبت في الأحاديث الصحيحة.

آراء أهل العلم في الاجتماع للتعزية:

أن يجلس أهل الميت ويجتمعوا في مكان معين، بحيث يقصدهم فيه من أراد العزاء، سواء اجتمعوا في بيت أهل الميت، أو في تلك السرادقات التي يقيمونها لهذا الشأن وغيره.

وهذه المسألة من مسائل الخلاف المعتبر بين أهل العلم، وللعلماء فيها اتجاهان:

الاتجاه الأول:

لا يرى الاجتماع لأجل العزاء، وأن هذا الاجتماع مكروه، وهو مذهب الشافعية والحنابلة وكثير من المالكية، وصرح بعضهم بالتحريم.

وأقوى ما استدل به القائلون بالكراهة أمران:

1- أثر جرير بن عبد الله قال: «كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة»(17).

2- أن هذا الأمر لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه، فهو من المحدثات، وفيه مخالفة لهدي السلف الصالح، الذين لم يجلسوا ويجتمعوا للعزاء.

قال الإمام الشافعي: «وأكره المأتم، وهي الجماعة، وإن لم يكن لهم بكاء، فإن ذلك يجدد الحزن، ويكلف المؤنة مع ما مضى فيه من الأثر»(18).

قال النووي: «أما الجلوس للتعزية فنص الشافعي والمصنف وسائر الأصحاب على كراهته، قالوا: بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم، فمن صادفهم عزاهم، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها»(19).

وقال المرداوي: «ويكره الجلوس لها، هذا المذهب، وعليه أكثر الأصحاب، ونص عليه»(20).

وقال أبو بكر الطرطوشي: «قال علماؤنا المالكيون: التصدي للعزاء بدعة ومكروه، فأما إن قعد في بيته أَو في المسجد محزونًا من غير أن يتصدى للعزاء فلا بأس به، فإنه لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم نعيُّ جعفر جلس في المسجد محزونًا وعزاه الناس»(21).

وبهذا القول يفتي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حيث يقول: «بالنسبة لأهل الميت لا يشرع لهم الاجتماع في البيت وتلقي المعزين؛ لأن هذا عدَّه بعض السلف من النياحة، وإنما يغلقون البيت، ومَن صادفهم في السوق أو في المسجد عزَّاهم»(22).

وأما الاتجاه الآخر:

فلا يرى حرجًا من الاجتماع والجلوس للتعزية إذا خلا المجلس من المنكرات والبدع، ومن تجديد الحزن وإدامته، ومن تكلفة المؤنة على أهل الميت، وهو قول بعض الحنفية وبعض المالكية وبعض الحنابلة(23).

قال ابن نجيم الحنفي: «ولا بأس بالجلوس إليها ثلاثًا من غير ارتكاب محظور من فرش البسط والأطعمة من أهل البيت»(24).

وقال ابن عبد البر: «وأرجو أن يكون أمر المتجالسة في ذلك خفيفًا»(25).

واختار هذا القول من العلماء المعاصرين: الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى(26)، وهو ترجيح الشيخ محمد المختار الشنقيطي في سلسلة دروس شرح الزاد.

وأقوى ما استدل به القائلون بالجواز:

1- عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت إذا مات الميت من أهلها، فاجتمع لذلك النساء، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها، أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت، ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها، ثم قالت: «كلن منها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن»(27).

فهذا الحديث فيه الدلالة الواضحة على أنهم كانوا لا يرون في الاجتماع بأسًا، سواء اجتماع أهل الميت، أو اجتماع غيرهم معهم.

2- عن شقيق قال: «لما مات خالد بن الوليد واجتمعن نسوة بني المغيرة يبكين عليه فقيل لعمر: (أرسل إليهن، فانههن لا يبلغك عنهن شيء تكرهه)، فقال عمر: (وما عليهن أن يهرقن من دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة)»(28).

ولذلك نص في الأثر على الأمرين: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة، فاجتماع هذين الوصفين معًا هو الذي يعد من النياحة.

قال الشوكاني:‏ «يعني أنهم كانوا يعدون الاجتماع عند أهل الميت بعد دفنه، وأكل الطعام عندهم نوعًا من النياحة؛ لما في ذلك من التثقيل عليهم، وشغلهم مع ما هم فيه من شغلة الخاطر بموت الميت، وما فيه من مخالفة السنة؛ لأنهم مأمورون بأن يصنعوا لأهل الميت طعاما، فخالفوا ذلك وكلفوهم صنعة الطعام لغيرهم»(29).

وقال الشيخ ابن باز: «المقصود أن كونهم يجمعونهم ليقرءوا ويأكلوا، هذا لا أصل له؛ بل هي من البدع، أما لو زارهم إنسان يسلم عليهم، ويدعو لهم ويعزيهم، وقرأ في المجلس قراءة عارضة ليست مقصودة لأنهم مجتمعون، فقرأ آية أو آيات لفائدة الجميع ونصيحة الجميع فلا بأس، أما أن أهل الميت يجمعون الناس أو يجمعون جماعة معينة ليقرءوا أو يطعموهم أو يعطوهم فلوسًا فهذا بدعة لا أصل له»(30).

وأما القول بأن الاجتماع للعزاء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو من البدع المحدثة.

فيجاب عنه: بأن الاجتماع للعزاء من العادات وليس من العبادات، والبدع لا تكون في العادات؛ بل الأصل في العادات الإباحة.

ثم إن التعزية أمر مقصود شرعًا، ولا وسيلة لتحصيلها في مثل هذه الأزمنة إلا باستقبال المعزين، والجلوس لذلك، فإن ذلك مما يعينهم على أداء السنة.

وقد سئل الشيخ ابن باز عن استقبال المعزين والجلوس للتعزية فقال: «لا أعلم بأسًا فيمن نزلت به مصيبة بموت قريب، أو زوجة، ونحو ذلك، أن يستقبل المعزين في بيته في الوقت المناسب؛ لأن التعزية سنة، واستقبال المعزين مما يعينهم على أداء السنة، وإذا أكرمهم بالقهوة أو الشاي أو الطيب فكل ذلك حسن»(31).

وقال الشيخ صالح آل الشيخ: «والذي رأيناه من علمائنا، في هذا البلد وفي غيره، حتى علماء الدعوة من قبل أنهم كانوا يجلسون؛ لأنه لا تكون المصلحة إلا بذلك، إذا فات ذلك فاتت سنة التعزية.

وحتى على القول بالكراهة فإن الكراهة تزول عند وجود الحاجة، كما هو معلوم عند العلماء، ولا شك أن الجلوس للتعزية تشتد لها الحاجة في هذا الزمن؛ لما فيها من تيسير على المعزين ورفع للحرج عنهم.

فقد يكون أبناء الميت وأقاربه في أصقاع مختلفة أو في نواح متباعدة داخل المدينة الواحدة؛ مما يصعب فيه على من أراد التعزية التنقل بينهم.

وقد علل بهذا التعليل الشيخ عبد العزيز بن باز حينما سئل عن حكم الجلوس للتعزية، فأجاب بالجواز قائلًا: «إذا جلسوا حتى يعزيهم الناس فلا حرج إن شاء الله؛ حتى لا يتعبوا الناس، لكن من دون أن يصنعوا للناس وليمة»(32).

وقال الشيخ محمد المختار الشنقيطي: «كان السلف يمنعون ذلك، وكان الإمام مالك رحمة الله عليه يشدد في ذلك كثيرًا ويمنع منه، وعلى ذلك درج فعل السلف، لكن أفتى المتأخرون من العلماء والفقهاء أنه لا حرج في هذه العصور المتأخرة.

والسبب في ذلك أن العصور المتقدمة كان الناس فيها قليلين، ويمكنك أن ترى آل الميت في المسجد، وأن تراهم في الطريق، وأن تراهم في السابلة وتعزي، وكان الأمر رِفقًا؛ بل قَلَّ أن يموت ميت إلا وعلم أهل القرية كلهم وشهدوا دفنه، فكان العزاء يسيرًا.

لكن في هذه الأزمنة اتسع العمران، وصعُب عليك أن تذهب لكل قريب في بيته، ويحصل بذلك من المشقة ما الله به عليم، وفيه عناء؛ لذلك لو اجتمعوا في بيت قريبٍ منهم كان أرفق بالناس وأرفق بهم، وأدعى لحصول المقصود من تعزية الجميع والجبر بخواطر الجميع؛ ولذلك أفتوا بأنه لا حرج، في هذه الحالة، من جلوسهم، ولا يعتبر هذا من النياحة؛ بل إنه مشروع لوجود الحاجة له»(33).

وكثير من العلماء إنما أنكر الاجتماع لما يحدث فيه غالبًا من البدع والمنكرات، وأما مع الخلو من ذلك فلا حرج فيه.

قال شمس الدين المنبجي الحنبلي: «إن كان الاجتماع فيه موعظة للمعزَّى بالصبر والرضا، وحصل له من الهيئة الاجتماعية تسلية بتذكيرهم آيات الصبر، وأحاديث الصبر والرضا، فلا بأس بالاجتماع على هذه الصفة، فإن التعزية سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن على غير الصفة التي تفعل في زماننا من الجلوس على الهيئة المعروفة اليوم، لقراءة القرآن، تارةً عند القبر في الغالب، وتارةً في بيت الميت، وتارة في المجامع الكبار، فهذا بدعة محدثة، كرهها السلف»(34).

إن مسألة الجلوس الخالي من المنكر وتهييج الأحزان مسألة دار فيها الخلاف، وهي محل نظر، والأمر فيها واسع، وأما مع وجود المنكرات والبدع فممنوعة.

ولا يخفى أن القول بالجواز هو الأقرب إلى اليسر ورفع الحرج، وخاصة مع اختلاف الزمان وتنوع مشاغل الناس؛ مما اضطرهم إلى اتخاذ بعض الأعراف التي تساعدهم على تنظيم أمور حياتهم، ومنها اجتماع أهل الميت لتلقي مواساة الناس وتعزيتهم في بداية هذه المصيبة، فلا يضطر المعزون إلى التفتيش عن أهل المتوفى واحدًا واحدًا في أماكن عملهم أو مساجدهم أو حتى بيوتهم، ولا يلجئون إلى ترك أعمالهم أيامًا كثيرة لإدراك ذلك، مع بعد المسافات واختلاف الظروف والأوقات.

فلو لم يكن في القول بالجواز إلا رفع المشقة والحرج عن الناس لكان كافيًا في ترجيحه، فكيف وقد عضدته الأدلة الصريحة الصحيحة(35).

موعظة الواعظ:

سئل الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله: «هل يجوز أن يحضر للتعزية أحد العلماء ليحمل أهل الميت على الصبر، ويذكرهم بفناء الدنيا، ويبين لهم فوائد الصبر، ويسليهم بحيث يكون في مجلس التعزية روضة من رياض الجنة، أفيدونا أيضًا بهذه الفقرة من سؤالي».

فكان جوابه رحمه الله: «ليس هذا من السنة أن يحضر واعظ في مجلس التعزية؛ ليعظ أهل الميت ويسمعه الحاضرون؛ بل إن الاجتماع للتعزية مكروهٌ كما صرح بذلك كثيرٌ من العلماء؛ بل أطلق بعضهم عليه أنه بدعة؛ لذلك نحث إخواننا المسلمين على ألا يفعلوا ذلك؛ أي ألا يجلسوا للتعزية يستقبلون الناس أولًا؛ لأن ذلك لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا من هدي أصحابه.

وثانيًا: أن حال هذا الجالس الذي فتح بابه للناس، أو أن لسان حاله يقول: يا أيها الناس، ائتوا إلي فإني مصابٌ فعزوني، وهذا أمر لا يليق بالعاقل؛ بل الإنسان المصاب ينبغي له أن يتصبر ويتحمل دون أن يقول للناس، بلسان الحال أو لسان المقال: تعالوا عزوني.

وثالثًا: أن هذه المجالس قد بالغ فيها بعض الناس حتى أصبحوا يجعلونها كأنها حفل زواج، تمر في بعض المناطق في البيت مضاءً بقناديل الكهرباء، مفتوح الباب، قد بسط بالرمل أو بالفرش وبالكراسي، والناس هذا داخل وهذا خارج، وكأنهم في محفل عرس، وهذا لا شك أنه ليس من السنة؛ بل إنه خلاف السنة قطعًا؛ بل إنه يجعل الناس يحسون بهذه الأمور إحساسًا ظاهريًا بدنيًا، يريدون أن يسلوا أنفسهم بهذه المظاهر فقط، لا برجاء الثواب وتحمل الصبر؛ لأن هذه عبارة عن سرورٍ ظاهري جسدي فقط، لكن إذا بقي البيت على ما هو عليه وبقي أهلهم على ما هم عليه وتصابروا فيما بينهم، وحث بعضهم البعض على الصبر كان هذا هو السنة.

ولهذا لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اصنعوا لآل جعفر طعامًا، فقد أتاهم ما يشغلهم»(36)، ولم يقل: واذهبوا إليهم واجتمعوا إليهم وكلوا معهم، إنما قال: «اصنعوا لآل جعفر طعامًا، فقد أتاهم ما يشغلهم»؛ يعني عن صنع الطعام؛ لأن النفوس مهما بلغت لا بد أن تتكدر، ولا سيما إذا كان المصاب جللًا عظيمًا؛ لكن كون الناس يجتمعون وتصنع الولائم وتبعث إليهم أو ربما يصنعونها هم فإن الصحابة يعدون صنع الطعام والاجتماع واجتماع الناس إليه من النياح.

ولهذا نقول لإخواننا: خففوا على أنفسكم، اربئوا على أنفسكم، لا تكلفوها مثل هذه الأعمال التي لا تزيدكم إلا إيغالًا في البدعة التي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أصحابه، ونحن نقول هذا الكلام ونقول لمن سمعه: إذا كان عندك شيء من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام يؤيد هذا فأهده إلينا، وأنت مشكور على ذلك، ونحن بحول الله سننقاد له، أما إذا لم يكن عندك شيء فلماذا تحدث أمرًا لم يصنعه الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه؟ ألم تسمع قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور»(37).

إذًا نقول: لا تدعو عالمًا يحضر مجلس أهل الميت من أجل أن يلقي فيهم المواعظ؛ بل إذا رأينا أن بعض الناس قد بلغ به الحزن مبلغًا عظيمًا فإننا نأتي إليه واحدًا من العائلة، أو واحدًا من طلبة العلم المعروف عنده يأتي إليه، ويتكلم معه كلامًا عاديًا في المجلس، ويقول: اتق الله، اصبر، احتسب؛ فإن لله ما أخذ، وله ما أبقى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى، هذا أمر مكتوب قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، والمكتوب لا بد أن يقع، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك»(38).

وتشددك في الحزن والبكاء لا يرفع من الأمر شيئًا؛ بل يزيد الأمر شدة، ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه»(39).

فيأتي إنسان عادي بصفة عادية يتكلم مع هذا الذي بلغت به المصيبة مبلغًا عظيمًا ويخفف عليه، وأما الاجتماع وجلب الوعاظ للوعظ وما أشبه ذلك، فكل هذا من البدع(40).

إن فقد الأحباب من الأهل والأقارب والأصحاب ابتلاء يبتلي الله به؛ ليكفر به الخطايا، يقول صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا غم إلا كفر الله بها من خطاياه»(41).

إن المصيبة أحيانًا يكون لها أثر على نفس المصاب، يذهله عن تذكر ما يشرع له أن يقول عند المصيبة وحلولها؛ لأن الصدمة شديدة، ولهذا هو بحاجة إلى من يثبته ويصبره عند المصيبة، ويذكره الأجر والثواب للصابر المحتسب، فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة عند قبر تبكي على ولد لها، فقال لها: «اتقي الله واصبري»، قالت: «إليك عني، فإنك لم تصب بما أصبت به»، فلما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم قيل لها: «هذا رسول الله»، فأتته وليس عند بابه حاجب، فقالت: «يا رسول الله، لم أعرفك»، قال: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى»(42).

فالمصاب بحاجة إلى من يثبته، ويقوي صبره ورضاه عن الله، ولهذا شرعت التعزية، فالتعزية لها فضل عظيم، وهي عبادة لمن أخلصها لله؛ يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة»(43).

يعني ذلك أن التعزية حق للمسلم، وموقف المسلم من أخيه في الرخاء والشدة سواء، والتعزية تسلية المصاب، فيذكر بالله، ويعلمه أن هذا قضاء الله وقدره؛ ليرضى ويصبر، ويحتسب الثواب عند الله جل وعلا، فكل لفظ يمكن أن يسلي به صاحب المصيبة فليأت به من غير إفراط ولا تفريط.

إن هذه التعزية حق للمسلم عليك، وأن تقف بجانبه، وتضمد جراحه، وتوصيه بالصبر والاحتساب، والرضا عن رب العالمين، والله على كل شيء قدير.

السنة إذا حضر الموت للإنسان أن يكون من عنده يلقنه كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، برفق وسهولة: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»(44).

ويذكر عنده خيرًا، ويوجهه إلى القبلة، فهي قبلتنا أحياءً وأمواتًا، ويغمض عينيه، هكذا السنة.

والبكاء على الميت جائز، فإن البكاء ليس منهيًا عنه، إنما المنهي عنه النياحة، وشق الجيب، ولطم الخد، أما مجرد البكاء والحزن، فهذا أمر طبيعي، فالنبي صلى الله عليه وسلم بكى عند فقد حبيبه إبراهيم؛ فقد جاء في الحديث أنه رفع ابنه إبراهيم فقبله وشمه، فلما نزل به الموت جعل يقبله ويبكي، فقال ابن عوف: «أأنت يا رسول الله؟»، قال: «يا ابن عوف، إن هذه رحمة من الله، إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزنون»(45).

ودخل الصديق رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، فكشف عن وجهه وقبله، وقال: «بأبي أنت وأمي، والله، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتب عليك فقد متها، ولن يجمع الله عليك بين موتتين»(46).

إن بعض أبناء المسلمين يغالون في التعزية، فتراه يخرج من بيته ويستأجر استراحة أو فندقًا ليقيم فيه العزاء، وهذا خلاف المشروع، فالعزاء مشروع في البيت، في السوق، في المسجد، في أي مكان، أما تخصيص موضع، أو استئجار مكان، والخروج من البيت لضيقه، واتخاذ مكان فسيح لذلك هذا إنفاق في شيء ما شرعه الله، فلينتبه لذلك، ولنهتم بالأمر الشرعي، فإن هذه المصائب مصائب، لكن المؤمن موقفه الرضا والتسليم، لا إفراط ولا تفريط(47).

***

_________________

(1) أخرجه ابن ماجه (1601).

(2) أخرجه النسائي (2088).

(3) أخرجه مسلم (2586).

(4) أخرجه البخاري (6022).

(5) أخرجه البخاري (2442).

(6) أخرجه مسلم (920).

(7) أخرجه البخاري (١٢٨٤)، ومسلم (٩٢٣).

(8) أخرجه البخاري (1280).

(9) حسن الـعزاء، موقع: خطب الجمعة.

(10) أخرجه ابن ماجه (1612).

(11) أخرجه مسلم (934).

(12) أخرجه مسلم (67).

(13) أخرجه ابن ماجه (42).

(14) فيض القدير (1/ 534).

(15) أخرجه مسلم (918).

(16) أخرجه البخاري (١٢٨٤)، ومسلم (٩٢٣).

(17) أخرجه ابن ماجه (1612).

(18) الأم (1/ 318).

(19) المجموع شرح المهذب (5/ 306).

(20) الإنصاف (2/ 565).

(21) الحوادث والبدع، ص170.

(22) مجموع الفتاوى (17/ 103).

(23) البحر الرائق (2/ 207)، مواهب الجليل (2/ 230).

(24) البحر الرائق (2/ 207).

(25) الكافي (1/ 283).

(26) مجموع الفتاوى (13/ 373).

(27) أخرجه البخاري (5417)، ومسلم (2216).

(28) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11342).

(29) نيل الأوطار (4/ 118).

(30) فتاوى نور على الدرب (14/ 202)

(31) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (13/ 373).

(32) مجموع الفتاوى (13/ 382).

(33) سلسلة دروس شرح الزاد (86/ 16)، بترقيم الشاملة آليًا.

(34) تسلية أهل المصائب، ص121.

(35) ما حكم اجتماع الناس في العزاء؟ موقع: الإسلام سؤال وجواب.

(36) أخرجه أبو داود (3132).

(37) أخرجه أبو داود (4607).

(38) أخرجه أبو داود (4699).

(39) أخرجه البخاري (1304).

(40) هل من السنة الوعظ في مجلس العزاء، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين.

(41) أخرجه الترمذي (966).

(42) أخرجه البخاري (1283).

(43) أخرجه ابن ماجه (1601).

(44) أخرجه أبو داود (3116).

(45) شرح رياض الصالحين (4/ 526).

(46) أخرجه البخاري (4452).

(47) التعزية.. آدابها، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، موقع: ملتقى الخطباء.