تحزب الدعاة
الدعوة هي رسالة سامية، والداعية هو حامل تلك الرسالة إلى الناس، وهذا التبليغ يقتضي أن يكون الداعية في موضع التأثير؛ لأنه سبيل التبليغ، والتأثير في المدعو قد يتحقق بالحوار، أو الموعظة، أو المعايشة والاقتداء، أو بالاستعانة بأدوات الدعوة المتنوعة؛ من الكتاب، والكتيبات، والمطويات، والأشرطة المرئية أو المسموعة، والخطب، والمحاضرات، ووسائل الاتصالات الحديثة وغيرها، وعلى قدر قوة التأثير تكون سرعة الاستجابة للرسالة، وسلامة الفهم للمبادئ، وسرعة التغيير في السلوك.
فإذا كانت غايتي أن أدعو إلى الله فمن الطبيعي جدًا أن يكون انتمائي إلى الإسلام، قال تعالى: {وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33]، فلا نوالي ولا نعادي إلا في الإسلام وبالإسلام، والبراءة التامة من المشركين، كما قال تعالى: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108]، كما فعل إبراهيم مع قومه، وكما فعل محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه أيضًا، وكما هو طريق الدعاة إلى الله في كل زمان ومكان.
الانتماء هو إلى الإسلام والمسلمين عامة، قال تعالى: {وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِم