logo

الثبات ضريبة النصر والتمكين


بتاريخ : الأربعاء ، 6 شعبان ، 1446 الموافق 05 فبراير 2025
الثبات ضريبة النصر والتمكين

إن الثبات على الدين مطلب عظيم ورئيس لكل مسلم صادق يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويريد سلوك طريق الحق والاستقامة بعزيمة ورشد، والأمة الإسلامية اليوم أحوج ما تكون إلى الثبات خاصة وهي تموج بأنواع الفتن والمغريات، وأصناف الشهوات والشبهات، فضلًا عن تداعي الأمم عليها، وطمع الأعداء فيها، ومما لا شك فيه أن حاجة المسلم اليوم لعوامل الثبات أعظم من حاجة أخيه المسلم إلى ذلك في القرون السالفة، وذلك لكثرة الفساد وندرة الإخوان، وضعف المعين، وقلة الناصح والناصر. 

عن حسان بن عطية قال: كان شداد بن أوس رضي الله عنه في سفر، فنزل منزلًا فقال لغلامه: ائتنا بالشفرة نعبث بها، فأنكرت عليه، فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها وأزمها غير كلمتي هذه، فلا تحفظونها علي، واحفظوا ما أقول لكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم، فاكتنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب» (1). 

التثبيت: جعل الشيء ثابتًا، أي متمكنًا من مكانه غير مقلقل ولا مقلوع، وهو مستعار للبقاء على حاله غير متغير. 

إن الثبات يعني الاستقامة على الهدى، والتمسك بالتقى، وقسر النفس على سلوك طريق الحق والخير، والبعد عن الذنوب والمعاصي وصوارف الهوى والشيطان، إن مما يعين على الثبات أمام الفتن والابتلاءات صحة الإيمان وصلابة الدين، فكلما كان الإنسان قويًا في إيمانه، صلبًا في دينه، صادقًا مع ربه، كلما ازداد ثباتــه، وقويت عــزيمتـه وثبتت حجتــه، قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَفِي الآخِرَ} [إبراهيم: 27]. 

قال الوالي: الثبات التمكن في الموضع الذي شأنه الاستزلال، «وأسألك عزيمة الرشد» وفي رواية «العزيمة على الرشد»، قال الحرالي: وهو حسن التصرف في الأمر والإقامة عليه بحسب ما يثبت ويدوم، وقال الطيبي: العزيمة عقد القلب على إمضاء الأمر، وقال غيره: العزيمة القصد الجازم المتصل بالفعل، وقيل استجماع قوى الإرادة على الفعل، والمكلف قد يعرف الرشد ولا عزم له عليه فلذلك سأله، قال الطيبي: فإن قلت من حق الظاهر أن يقدم العزيمة على الثبات لأن قصد القلب مقدم على الفعل والثبات عليه (2).

قال الشوكاني: سؤال الثبات في الأمر من جوامع الكلم النبوية؛ لأن من ثبته الله في أموره عصم عن الوقوع في الموبقات ولم يصدر منه أمر خلاف ما يرضاه الله (3).

واعلم أن الحق والباطل في صراع دائم مستمر، وقد أخبرنا الله عن استمرار الكافرين في قتال المسلمين ليصرفوهم عن دينهم كما في قوله: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 217]، وبيَّن الله لنا في كتابه أن الكافرين يكيدون بالمسلمين، ويمكرون بهم في كل حين؛ فقال عز شأنه: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)} [الطارق: 15- 16]، وقال تبارك وتعالى: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46]. 

ومن حكمة الله أنه يدفع شرَّ بعض الناس ببعض؛ كما قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: 40]، ففرض الله الجهاد على هذه الأمة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد بأنه ذِروة سَنام الإسلام؛ قال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، وقال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142]. 

وقد جعل الله للنَّصر والتمكين أسبابًا متى أخذ بها المسلمون، نصرَهم اللهُ على أعدائهم، وهذه الأسباب كلها في كتاب الله؛ قال الله تعالى: {إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]؛ أي: يهدي للخَصلة التي هي أحسن الخِصال، فالقرآن تبيان لكل شيء، ومن أعظم ما بيَّنه القرآن أسباب النصر والتمكين؛ قال الله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10]؛ قال المفسرون: أي: في القرآن عزكم وشرفكم ورفعتكم في الدنيا والآخرة. 

قـال الله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عـمــران: 120]، وقال سبحانه: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]، وقــال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوْا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، وقــال تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا» (4). 

إن الثبات على منهاج الدين القويم هو مبتغى كل مسلم، وهمّ كل مؤمن، والاستقامة على الحق في زمن الفتن والمتغيرات ليست بالأمر اليسير، إلا على من يَسَّره الله عليه، فالمؤمنون هم أصبر الناس وأثبتهم عند الشدائد، لإدراكهم أنها سنة الله في أرضه، وأنها الاختبار العملي لصلابة الأنبياء وأصحاب الرسالات، والسائرين على دربهم.

فكل إنسان معرض للابتلاء، لكن المحك الحقيقي هو قدرة المرء على الصبر والثبات عند تلك الشدائد والابتلاءات. 

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما كانت الليلة التي أسري بي فيها، أتت علي رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل، ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها» قال: «قلت: وما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم، إذ سقطت المدرى من يديها، فقالت: بسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا، ولكن ربي ورب أبيك الله، قالت: أخبره بذلك قالت: نعم، فأخبرته فدعاها، فقال: يا فلانة، وإن لك ربًا غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها، قالت له: إن لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد، وتدفننا، قال: ذلك لك علينا من الحق» قال: «فأمر بأولادها فألقوا بين يديها، واحدًا واحدًا، إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع، كأنها تقاعست من أجله، قال: يا أمه، اقتحمي، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فاقتحمت» (5) 

امرأة ضعيفة مسكينة تعمل خادمة لتعول أولادها ولتُطعم أبناءها، يتسلط عليها طاغية ويُهددُ بقتلها وقتلِ أبنائها إن لم توافقه على كفره وترضخَ لأمره.

يُنزع أبناءها من بين أحضانها واحدًا تلو الآخر فيُلقَوا في النار الحميم حتى لا يبقى لها إلا رضيع في حُضنها، فيُجذب بقوة منها، فكأنها ترددت شفقة ورحمة بهذا الرضيع، لا خوفًا من الموت.

إن مواقف الصبر والثبات والتضحية لإعلاء كلمه الله لا تقف عند الرجال، أو تقتصر على الكبار، وإنما البطولة والشجاعة والإيمان والثبات والتضحية والفداء لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه قد تصنعها امرأة، أو طفل صغير. 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وتحت قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الـحَيَاةِ الدٌّنيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] كنز عظيم من وُفِّق لمظنته، وأحسن استخراجه واقتناءه، وأنفق منه فقد غنم، ومن حُرِمَه فقد حرم، وذلك أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله له طرفة عين، فإن لم يثبته وإلا زالت سماء إيمانه وأرضه عن مكانها، وقد قال تعالى لأكرم خلفه: {وَلَولَا أَن ثَبَّتنَاكَ لَقَد كِدتَّ تَركَنُ إلَيهِم شَيئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74]، فأثبت الناس قلبًا أثبتهم قولًا، والقول الثابت هو قول الحق والصدق، وهو ضد القول الباطل الكاذب، فالقول نوعان: ثابت له حقيقة، وباطل لا حقيقة له، وأثبت القول كلمة التوحيد ولوازمها، فهي أعظم ما يثبت الله بها عبده في الدنيا والآخرة، فما مُنح عبد منحة أفضل من منحة القول الثابت، ويجد أهل القول الثابت ثمرته أحوج ما يكون إليه في قبورهم ويوم معادهم (6). 

كما أن الثبات يعد سببًا من أسباب النصر والتمكين، وهو الضريبة التي يؤديها المؤمن لينال الأجر والرفعة في الآخرة، مصداقًا لقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [الأنفال: 45]، لذلك نجد أن من ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وتحملوا العنت والأذى هم من قادوا الفتوحات الإسلامية بعد ذلك، فقد صنعت منهم الشدائد قادة عظام ملأوا الدنيا وفتحوا الأمصار. 

من ناحية أخرى نجد أن الفتن التي تموج في مجتمعاتنا اليوم قد أخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أنه ستكون في آخر الزمان فتن كقطع الليل المظلم، وأن القابض على دينه حينئذ سيكون كالقابض على الجمر، ونبينا نفسه، صاحب الوحي، كان يسأل الله الثبات: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» (7)، بل إن رب العزة امتن على رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74]. 

وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزء منها ولو يسير، وفي إغفال طرف منها ولو ضئيل، لا يملك أن يقف عند ما سلم به أول مرة؛ لأن استعداده للتسليم يتزايد كلما رجع خطوة إلى الوراء، والمسألة مسألة إيمان بالدعوة كلها، فالذي ينزل عن جزء منها مهما صغر، والذي يسكت عن طرف منها مهما ضؤل، لا يمكن أن يكون مؤمنًا بدعوته حق الإيمان. 

فكل جانب من جوانب الدعوة في نظر المؤمن هو حق كالآخر، وليس فيها فاضل ومفضول، وليس فيها ضروري ونافلة. 

وليس فيها ما يمكن الاستغناء عنه، وهي كل متكامل يفقد خصائصه كلها حين يفقد أحد أجزائه، كالمركب يفقد خواصه كلها إذا فقد أحد عناصره، وأصحاب السلطان يستدرجون أصحاب الدعوات.

فإذا سلموا في الجزء فقدوا هيبتهم وحصانتهم، وعرف المتسلطون أن استمرار المساومة، وارتفاع السعر ينتهيان إلى تسليم الصفقة كلها، والتسليم في جانب ولو ضئيل من جوانب الدعوة لكسب أصحاب السلطان إلى صفها هو هزيمة روحية بالاعتماد على أصحاب السلطان في نصرة الدعوة، والله وحده هو الذي يعتمد عيه المؤمنون بدعوتهم، ومتى دبت الهزيمة في أعماق السريرة، فلن تنقلب الهزيمة نصرًا (8). 

غير أن الناس يختلفون في مواقفهم إزاء المحن التي يتعرضون لها؛ فمنهم ذلك الصابر المحتسب، الذي وصفه الله في القرآن: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]. 

ومنهم المنهزم ضعيف الإرادة الذي ينقلب عند أول ابتلاء، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت:10]، والنوع الثالث هو المؤمن المتضجر الساخط على ابتلاء الله، مثله في هذا مثل أتباع نبي الله موسى الذين سخطوا على الابتلاء وقالوا له: {قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} [الأعراف: 129]. 

فما الذي يعين على الثبات؟

إن أول معين على الثبات هو الدعاء؛ بل الإلحاح على الله عز وجل في الدعاء، والاستعانة به للثبات على الحق، فالدعاء هو مفتاح السماء، وحبل الوصل الذي يمده العبد بينه وبين خالقه سبحانه. 

ثانيًا: التحصن بكتاب الله، مصداقًا لقوله تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِين} [النحل: 102]، أي ليثبّت المؤمنين بما فيه من الحجج والبراهين فيزدادوا إيمانًا ويقينًا (9).

ثالثًا: التأسي بقصص الثابتين على الحق:

والنموذج الأول والأمثل في الثبات هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيناه في وقت السلم في مكة يعاني من الاضطهاد والأذى، ورأيناه في وقت الحرب يعتدى عليه ويصاب في وجهه صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن موقف النبي الراسخ أمام الإيذاء والمساومة كان بمثابة درس تربوي للصحابة في معاني الثبات على المبدأ، والتمسك بالعقيدة، وعدم الضعف والخضوع للتهديدات أو المغريات. 

أيضًا هناك نموذج يوسف الصديق عليه السلام، الذي تعرض لفتنة امرأة العزيز، ثم فتنة السجن، وبعدها فتنة الحكم، لكنه في كل هذا كان صلبًا ثابتًا على موقفه وعلى دين الله عز وجل. 

إن الثبات على دين الله خلق عظيم، ومعنى جميل، له في نفس الإنسان الثابت، وفيمن حوله من الناس مؤثرات مهمة تفعل فعلها، وتؤثر أثرها، وفيه جوانب من الأهمية الفائقة في تربية الفرد والمجتمع.

إن صفة الثبات على الإسلام والاستمرار على منهج الحق نعمة عظيمة حبا الله بها أولياءه وصفوة خلقه، وامتن عليهم بها، فقال مخاطبًا عبده ورسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم: {وَلَولَا أَن ثَبَّتنَاكَ لَقَد كِدتَّ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74]. 

وأمر الله سبحانه الملائكة الكرام بتثبيت أهل الإيمان، فقال سبحانه: {إذ يُوحِي رَبٌّكَ إلَى الـمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرٌّعبَ فَاضرِبُوا فَوقَ الأَعنَاقِ وَاضرِبُوا مِنهُم كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12].

إن الثبات على دين الله دليل على سلامة المنهج، وداعية إلى الثقة به، كما أن الثبات على الدين ضريبة النصر والتمكين والطريق الموصلة إلى المجد والرفعة. 

والثبات طريق لتحقيق الأهداف العظيمة، والغايات النبيلة، فالإنسان الراغب في تعبيد الناس لرب العالمين، والعامل على رفعة دينه وإعلاء رايته لا غنى له عن الثبات. 

إن الثبات يعني الاستقامة على الهدى، والتمسك بالتقى، وقسر النفس على سلوك طريق الحق والخير، والبعد عن الذنوب والمعاصي وصوارف الهوى والشيطان، إن مما يعين على الثبات أمام الفتن والابتلاءات صحة الإيمان وصلابة الدين، فكلما كان الإنسان قويًا في إيمانه، صلبًا في دينه، صادقًا مع ربه، كلما ازداد ثباتــه، وقويت عــزيمته وثبتت حجتـه، قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الـحَيَاةِ الدٌّنيَا وَفِي الآخِرَ} [إبراهيم: 27]. 

كما أن الدعاء والافتقار إلى الله عز وجل والاستكانة له من أقوى الأسباب لدفع المكروه وحصول المطلوب، وهو من أقوى الأسباب على الثبات إذا أخلص الداعي في دعائه، وحسبك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ربه ويسأله الثبات، فيقول: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد» (10). 

كما أن اليقين والرضى بقضاء الله وقدره من أعظم الأسباب المعينة علـــى الثبات، قال علقمــة بن قيس في تفســـير قوله تعالى: {وَمَن يُؤمِن بِاللَّهِ يَهدِ قَلبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11] قال: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم (11). 

قال عبد الله بن مسعود: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله (12).

إن المسلمين اليوم، وهم يمرون بمرحلة عصيبة من مراحل تاريخنا المعاصر -وتكاد تغلب في هذه المرحلة عوامل اليأس ومشاعر الإحباط- بأمس الحاجة إلى التمسك بالدين، والعض عليه بالنواجذ، لأن الاستسلام لليأس يقتل الهمم ويخدر العزائم، ويدمر الطموحات، وهذه المعاني هي التي تحرك الإرادات وبذل الجهد. 

ورغم تتابع الفتن وتنوعهــا وتكاثرهــا فإن نصــر الله آتٍ، لا محالة إن شاء الله كما وعدنا سبحانه شريطة أن نتمسك بديننا ونعتـز بشـــريعتنا ويكـون ولاؤنا لله ولرســوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيُّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» (13)، أي معاونين أي غالبين أو قاهرين لأعداء الدين زاد في رواية لا يضرهم من خذلهم قال النووي: يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع الأمة ما بين شجاع وبصير بالحرب وفقيه ومفسر ومحدث وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزاهد وعابد، ولا يلزم اجتماعهم ببلد واحد، ويجوز إخلاء الأرض كلها من بعضهم أولًا فأولًا إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد، فإذا انقرضوا جاء أمر الله بقيام الساعة (14). 

وفي حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال هذا الدين قائمًا يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة» (15). 

ومع تكاثر أعداء الإسلام، وتكالبهم على هذا الدين، والكيد له ولأهله قال تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفوَاهِهِم وَاللَّهُ مُتِمٌّ نُورِهِ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ} [الصف: 8]، إلا أن النصر والتمكين بمشيئة الله لحملة هذا الدين المبشرين بالثناء والتمكين، كما في حديث ثوبان رضي الله عنه: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها» (16). 

وكما في حديث تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به دين الإسلام، وذلًا يذل به الكفر» (17). 

إن عز هذه الأمة، ورفعة أهل الحق لا تتم ولن تكون إلا بالعض على هذا الدين بالنواجذ عقيدة وشريعة، صدقًا وعدلًا، ثباتًا في الموقف وصدقًا مع الله، قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلا تَحزَنُوا وَأَنتُـمُ الأَعلَونَ إن كُنتُم مٌّؤمِنِينَ} [آل عمـران: 139]، وقال سبحانه: {وَإن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم} [محمد: 38]. 

العوامل المعينة على الثبات على الدين:

1- صحة الإيمان وصلابة الدين:

إن الإيمان له قوته الإيجابية التي تعمل على تنمية المشاعر وتنقيتها، وأن القوة الإيمانية تترك بصماتها على الفرد والجماعة، وعلى سائر اتجاهات السلوك الإنساني، ومتى صح الإيمان ورسخت حلاوته في قلب المؤمن رزقه الله الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وكلما كان قويًا في إيمانه، صلبًا في دينه، صادقًا مع ربه، كلما ازداد ثباته، وقويت عزيمته. قال تعالى: {مِنَ الـمُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَّن قَضَى نَحبَهُ وَمِنهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلًا} [الأحزاب: 23]. 

2- تدبر القرآن والعمل به:

إن من حق القرآن علينا أن نتدبر معانيه، وأن نفهم مقاصده، ذلك أن القرآن هو كتاب الله الخالد، ومعجزة رسوله الباقية، ونعمته السابغة، وحكمته الدامغة، وهو ينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم لنقرأه تدبرًا، ونتأمله تبصرًا، ونسعد به تذكرًا، ونجتهد في إقامة أوامره ونواهيه، وعلمًا تزداد البصائر فيه تأملًا فيزيدها هداية وثباتًا وتبصرًا، قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلنَاهُ تَرتِيلًا} [الفرقان: 32]، وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلنَاهُ إلَيكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلبَابِ} [ص: 29]، وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَولَا نُزِّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلنَاهُ تَرتِيلًا} [الفرقان: 32]. 

إن القرآن الكريم أعظم مصدر للتثبيت، لأنه يزرع الإيمان ويقوي الصلة بالله، كما أنه العاصم من الفتن وكيد الشيطان وغوايته، كما أنه يزود المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة التي يستطيع على ضوئها أن يُقوِّم الأوضاع التي من حوله، تقييمًا صحيحًا، كما أن القرآن بما اشتمل عليه من أحكام وأصول وقواعد وحكم وقصص، يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين ومن سار على دربهم. 

فإن عُلم ذلك كله لزم على من أراد الثبات في الدنيا والآخرة، والفوز بالنعيم المقيم، أن يتخذ القرآن سميره وأنيسه، وأن يجعله رفيقه وجليسه على مر الليالي، وتتابع الأيام، فلا يقتصر على النظر فيه، بل يحمل نفسه على العمل به. 

3 -الصبر والتصبر عند نزول المصائب والمحن:

إن الصبر من أجلِّ صفات النفس وأعلاها قدرًا، وأعظمها أثرًا قال صلى الله عليه وسلم: «والصبر ضياء» (18)، فالصبر من أعظم الأمور والعوامل المعينة على الثبات، ذلك أن الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن التشويش، فالصبر إذن أعظــم مظهــر من مظاهـر الثبات، ولقد أمرنا الله تعالى به فقال سبحانه: {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا استَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ إنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]، وقال ســبحانه: {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ} [آل عمران: 200]. 

ذكر الله الصبر في كتابه في أكثر من تسعين موضعًا، وقرنه بالصلاة في قوله تعالى: {وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلَّا عَلَى الـخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]، وجعل الإمامة في الدين موروثة عن الصبر واليقين بقوله: {وَجَعَلنَا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا لَـمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]، فإن الدين كله عِلمٌ بالحق وعمـل به، والعمـل به لا بد فيه من الصبر، بل وطلب عِلمِهِ يحتاج إلى الصبر، كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: «عليكم بالعلم، فإن طلبه لله عبادة، ومعرفته خشية، والبحث عنه جهاد، فجعل البحث عن العلم من الجهاد، ولا بد في الجهاد من الصبر، ولهذا قال الله تعالى: {وَالعَصرِ (1) إنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسرٍ (2) إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ وَتَوَاصَوا بِالـحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ (3)} [العصر: 1- 3]. 

4 -اليقين، والرضا بقضاء الله وقدره:

اليقين والرضا بقضاء الله وقدره من أعظم الأسباب المعينة على الثبات، ذلك أن اليقين هو جوهر الإيمان، وإن مما لا شك فيه أن اليقين، والرضا والتسليم لقضاء الله وقدره من أقوى الدعائم والعوامل المعينة على الثبات. 

5 -التزام شرع الله والعمل الصالح:

قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الـحَيَاةِ الدٌّنيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلٌّ اللهُ الظَّالِـمِينَ وَيَفعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27]. 

وقال سبحانه: {وَلَو أَنَّهُم فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيرًا لَّهُم وَأَشَدَّ تَثبِيتًا} [النساء: 66] أي على الحق، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يثابر على الأعمال الصالحة، وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل، وكان أصحابه إذا عملوا عملًا أثبتوه. 

6- الذكر والدعاء:

أما الذكر فهو حياة القلوب، وشفاء الصدور، وجلاء الأحزان، وأنس المستوحشين، وأمان الخائفين، فضله عظيم، وأثره عميم، وهو من أعظم أسباب التثبيت في الجهاد وغيره، قال تعالى: {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُم فِئَةً فَاثبُتُوا وَاذكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} [الأنفال: 45]، وقال سبحانه: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغفِرَةً وَأَجرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه عند التضرع إليه وفي سجوده قائلًا: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» (19).

7- الاستعانة بالله وحسن الظن به:

قال الإمام ابن القيم: وتحت قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الـحَيَاةِ الدٌّنيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]، كنز عظيم من وُفِّق لمظنته، وأحسن استخراجه واقتناءه، وأنفق منه فقد غنم، ومن حُرِمَه فقد حرم، وذلك أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله له طرفة عين، فإن لم يثبته وإلا زالت سماء إيمانه وأرضه عن مكانها، وقد قال تعالى لأكرم خلفه: {وَلَولَا أَن ثَبَّتنَاكَ لَقَد كِدتَّ تَركَنُ إلَيهِم شَيئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74]، فأثبت الناس قلبًا أثبتهم قولًا، والقول الثابت هو قول الحق والصدق، وهو ضد القول الباطل الكاذب، فالقول نوعان: ثابت له حقيقة، وباطل لا حقيقة له، وأثبت القول كلمة التوحيد ولوازمها، فهي أعظم ما يثبت الله بها عبده في الدنيا والآخرة، فما مُنح عبد منحة أفضل من منحة القول الثابت، ويجد أهل القول الثابت ثمرته أحوج ما يكون إليه في قبورهم ويوم معادهم (20). 

وبهذا يتضح أن الاستعانة بالله وحسن الظن به وإخلاص العبادة له، من أقوى الأسباب المعينة على تثبيت الله لعبده بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

8 - الصحبة الصالحة، والأُخوة الصادقة:

إن الصحبة الصالحة والأُخوة الصادقة من أعظم الأمور المساعدة على الثبات على الدين والاستقامة عليه، إذ المؤمن الصادق يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وهو مرآة له، كما جاء في الحديث، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمصاحبة الطيبين وتخير الصالحين فقال: «لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي» (21).

  -----------

(1) أخرجه ابن حبان (935).

(2) فيض القدير (2/ 130).

(3) مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 310).

(4) أخرجه أحمد (2803).

(5) أخرجه أحمد (2821).

(6) إعلام الموقعين (1/ 76).

(7) أخرجه الترمذي (3522).

(8) في ظلال القرآن (4/ 2245).

(9) صفوة التفاسير (2/ 132).

(10) سبق تخريجه

(11) السنن الكبرى للبيهقي (4/ 111).

(12) شعب الإيمان (1/ 151).

(13) أخرجه مسلم (1920).

(14) فيض القدير (6/ 396).

(15) أخرجه مسلم (1922).

(16) أخرجه مسلم (2889).

(17) أخرجه أحمد (16957).

(18) أخرجه مسلم (223).

(19) أخرجه الترمذي (2140).

(20) إعلام الموقعين (1/ 76).

(21) أخرجه الترمذي (2318).