logo

الإسلام كل لا يتجزأ


بتاريخ : السبت ، 21 ذو القعدة ، 1436 الموافق 05 سبتمبر 2015
بقلم : تيار الاصلاح
الإسلام كل لا يتجزأ

من سمات أهل السنة الإيمان بجميع ما جاء في الكتاب والسنة، فلا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض؛ كحال أهل الكتاب ومن شابههم من أهل الأهواء، فأهل الحق يؤمنون بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، كما يؤمنون بالرسول صلى الله عليه وسلم على مراد الرسول صلى الله عليه وسلم.

تبعيض الدين منهج يهودي:

 

لقد عاب الله سبحانه وتعالى وأنكر أشد الإنكار على اليهود الذين أخذوا ببعض الكتاب وكفروا بالبعض الآخر، فقال جل وعلا: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:85].

إن الإسلام دين العقل؛ نعم، بمعنى أنه يخاطب العقل بقضاياه ومقرراته، ولا يقهره بخارقة مادية لا مجال له فيها إلا الإذعان، ويخاطب العقل بمعنى أنه يصحح له منهج النظر، ويدعوه إلى تدبر دلائل الهدى وموحيات الإيمان في الأنفس والآفاق؛ ليرفع عن الفطرة ركام الإلف والعادة والبلادة، وركام الشهوات المضلة للعقل والفطرة، ويخاطب العقل بمعنى أنه يكل إليه فهم مدلولات النصوص التي تحمل مقرراته، ولا يفرض عليه أن يؤمن بما لا يفهم مدلوله ولا يدركه، فإذا وصل إلى مرحلة إدراك المدلولات وفهم المقررات لم يعد أمامه إلا التسليم بها فهو مؤمن، أو عدم التسليم بها فهو كافر، وليس هو حكمًا في صحتها أو بطلانها، وليس هو مأذونًا في قبولها أو رفضها، كما يقول من يبتغون أن يجعلوا من هذا العقل إلهًا، يقبل من المقرر