logo

اثنتا عشرة عادة سيئة تمنعك من النجاح


بتاريخ : الخميس ، 24 ربيع الأول ، 1441 الموافق 21 نوفمبر 2019
اثنتا عشرة عادة سيئة تمنعك من النجاح

كثيرًا ما يبحث الشخص العادي عن نصائح توجهه ليكون إنسانًا ناجحًا في حياته، وقد يقرأ كثيرًا عن عادات الناجحين وتجاربهم باحثًا عن أسباب نجاحهم، وقد يحمل في نفسه من صفات الناجحين أكثر من هؤلاء، إذن أين تكمن مشكلته؟

قد يكون لدى هذا الشخص عادات سيئة، تمثل عوائق تحجزه عن الانطلاق نحو تحقيق النجاح في حياته العملية ولكنه لا يتفطن إليها؛ لذلك فهو يحتاج إلى إزاحتها حتى تفسح الطريق لمواهبه وإمكانياته أن تتفجر، وتؤدي دورها في مسيرة حياته، وتؤتي ثمارها بإذن الله تعالى.

إنها تلك الطريقة التي يمارسها المربون المسلمون مع تلامذتهم في أول الطريق، ويسمونها (التخلية قبل التحلية).

واليوم مع كتاب: (The 12 Bad Habits That Hold Good People Back)، وفيه حاول المؤلفان (جيمس والدرووب) و(تيموثي بتلر)، من خريجي مدرسة هارفارد للأعمال، تقديم طريقة جديدة للتحفيز الذاتي وللتشجيع الداخلي لكل منا.

المؤلفان يمكن أن نطلق على كل منهما لقب (طبيب نفسي للأعمال)، و(مدرب تنفيذي للنجاح)، تخصص كل منهما في معالجة المشاكل التي تعوق نجاح الأشخاص العاديين، ومن واقع مشاهدتهما وخبراتهما وضعا هذا الكتاب.

والآن لنبدأ رحلتنا:

1- الشعور بالنقص وأنك لا تستحق الأفضل:

أسوأ عدو يمكن أن تقابله يومًا هو نفسك، حين يقول لك صوتك الداخلي أنك أقل شأنًا ممن أمامك، وأنك أدنى من الآخرين، وأنهم يعرفون أكثر منك؛ ولذا فهم أفضل منك لتنفيذ المطلوب، هذا الشعور الداخلي يصيبك بالشلل وبالعجز عن التفكير الإيجابي، وعن الحركة للأمام، هذا الشعور يجعلك دفاعيًا مندفعًا دون هوادة أو تدبر، هذه بحق أسوأ عادة سيئة قد تجد نفسك تفعلها.

2- رؤية العالم من منظور الأبيض والأسود:

في هذه الدنيا لا وجود لشيء مطلق، لا يوجد ما هو كامل 100% أو ناقص 100%، وهذه هي المعضلة لدى الكثيرين.

على الإنسان قبول حقيقة أن هناك درجات لا حصر لها ما بين الأبيض والأسود، هذه الدرجات هي حيث نعيش، وفي الحديث: «كل بني آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون»، المهم أن يظل المرء في حالة من التصحيح لأفعاله والتطوير لأدائه طوال الوقت، ولا تتشدد فيتشدد عليك من حولك.

3- شخصية (البطل السوبر):

هل تشعر أنك مثل الشمعة تحترق، بينما مَن حولك غير مهتمين أو مكترثين؟ هل أنت مشغول بأكثر مما تسمح به ساعات اليوم، تئن تحت وطأة الالتزامات الكثيرة التي أقحمت نفسك فيها؟ هل تشعر وكأنك لا تستطيع إنجاز شيء ما على الوجه الذي يرضيك تمامًا؟ هل تشعر أنك قادر على فعل ما هو أحسن وأفضل مما عملته وفعلته، لكنك لا تستطيع بلوغ مرحلة الرضا عما تفعله؟

هذه علامات داء (البطل السوبر)، الذي، غالبًا، لا يثق في أداء الآخرين، ولا يدعهم يتعاونون معه، وأغلب الظن أن هذا الشخص كذلك يزيد التوتر النفسي للآخرين بسبب ما يفعله، هذه أفعال إنسان لا يقبل تعاونًا من أقرانه، وهو لا يفوض من سلطاته، ولا يثق في غيره.

في نهاية الأمر، مثل هذا الإنسان يلاقي مقاومة من داخله، من نفسه التي لا ترضى، ومن بيئته الخارجية، ذلك أن البشر بطبيعتها لا تحب مثل هذه الشخصية المتسلطة.

4– تجنُّب الصراعات بأي ثمن:

إن محاولة كسب ود كل من حولك معركة أنت أول وأكبر خاسر فيها، بعض المواقف في الحياة تجبرك على أن تختلف في الرأي، وتقف معارضًا من حولك، وتدافع عن آرائك ومعتقداتك، مهما اجتهدت ستختلف مع من تحب ولو كانوا والديك.

الخلاف ليس دائمًا شيئًا سيئًا، وفي بيئة العمل سيختلف أعضاء الفريق الواحد، وسيختلف الرئيس والمرءوس، والذكي من يدير الخلاف بشكل منتج، دون تجاوزات شخصية أو تطاولات.

فإذا كنت ممن يخافون من أي خلاف، ويؤثرون السلامة ولو على حساب أنفسهم، فأنت تسير على طريق نهايته الخسارة لنفسك ولشخصيتك، وتحولك من إيجابي لسلبي، ومن صاحب رأي إلى تابع، لا تفعل ذلك بنفسك!

5– التصرف بهمجية مع المعارضين:

هل أنت ممن يخفضون جناحهم فقط لمن يوافقون على آرائك وينفذون كل ما تأمر به، ومن يخالف أمرك تنقلب عليه وتعارضه بشكل جنوني، وتجعل العقل والحكمة يخرجان من معادلة التفكير؟

هل تهاجم وتخاصم كل من عارضك ولو في أمر صغير، وتنسى له أي جميل، وتنكر عليه الرأي والخبرة؟

هل إذا كنت في فريق وكنت على خلاف فكري مع عضو فيه، تعمدت أن يخسر الفريق وأن يتراجع أداؤه نكاية في المختلف معك وحبا في تدميره؟

هذه العقلية والطريقة الصبيانية في التفكير ذات أثر سلبي على بيئة العمل، لا تفعل، اشرح وجهة نظرك بشكل هادئ وحضاري، وتقبل حقيقة أن البشر تختلف وتتفق طوال الوقت.

6- ثائر يبحث عن سبب لثورته:

الثورة على الأمر الواقع تكون أحيانًا ذات نتائج إيجابية، طالما كان لها سبب وجيه يبررها؛ مثل أن تثور على التقليدي، وتأتي بأمر جديد غير مسبوق أو تطور في عملك، أما من يثور لأنه يحب أن يثور وحسب، لكنه لا يجد سببًا وجيهًا ليثور بسببه، فيثور أولًا ثم يفكر في سبب لهذه الثورة بعدها، فهذا إنسان يريد تدمير نفسه!

الغضب للغضب في حد ذاته أمر مرفوض، إذا كنت تشعر بغضب ورغبة في الثورة توقف، وناقش نفسك حتى تعرف منها الأسباب الحقيقية لهذا الشعور، ثم حاول معالجة هذه الأسباب.

7– الرغبة في إدراك النجاح الكبير الآن.. حالًا.. فورًا:

الرغبة في تحقيق النجاح أمر محمود بلا شك، لكن من يريد تحقيق ذلك في طرفة عين، ولا يرضى حين يحقق نجاحًا صغيرًا متواضعًا، هو، في الحقيقة، يريد تحقيق شيء غير واقعي، وقد يغامر بكل شيء دون أن يحسب النتائج جيدًا، هذا الشخص عادة ما ينتهي به الأمر وقد خسر كل شيء في اندفاعه المتهور لتحقيق النجاح الكبير فجأة؛ لأن سنة الله تعالى في خلقه التدرج، فمن طلب العلم جملة فاته جملة، ومن يُرِد أن يعمل مديرًا من البداية فأعتقد أنه لن يعمل، وسيظل ينتظر الوظيفة الكبيرة والراتب الفلكي طوال حياته، لا بد أن تصعد السلّم من أوله.

8– حين يسيطر عليك الخوف ويتحكم فيك كليًا:

الخوف طبيعة بشرية ما دام معتدلًا، لكن الخوف يجب أن يكون دوره ثانويًا، لا أوليًا؛ أي أن ينبهك الخوف إلى احتمال وقوع شر أو خطر ما، لكن يبقى الحكم النهائي والأخير للعقل، والذي يقيس درجة الخطر والتهديد ثم يعمل على أساسها، البعض يترك مقعد القيادة لغريزة الخوف، ويجعل العقل في الخلفية، وهنا مكمن الخطر، أو عندما تخاف من التغيير، بغض النظر ما إذا كان هذا التغيير للأفضل أم لا، حين تخاف من تنفيذ وظائف إضافية بجانب ما تتقنه، حين يطغى عليك التشاؤم وتتوقع أسوأ العواقب، حين تخاف من كل شيء، لا لشيء سوى الخوف، فأنت تدمر نفسك بنفسك، ابدأ بالمخاطرة، وقلل من خوفك، حتى يتبين لك أن الخوف غالبًا لا يصدق.

9– جمود المشاعر:

هل أنت ذلك الشخص الذي يحمل وجهًا من الجليد، لا يحزن ولا يفرح، ولا يغضب ولا يبدي اهتمامًا بأحد؟

مثل هذا الشخص يعجز عن قراءة المواقف الاجتماعية، ولا يفهم تلميحات الكلمات؛ ولذا لا يقبله فريق العمل.

علاج هذه المشكلة يبدأ باقتناع صاحبها بأن عجزه عن إظهار تفاعله الاجتماعي، وعدم تفاعله اجتماعيًا مع مجتمعه سيتركه وحيدًا، ولن يساعده على تحقيق النجاح الذي يريده، وعليه أن يطلب مساعدة من حوله، وأن يتدرب على نقل مشاعره والتعبير عنها بشكل ناجح، وهو أمر قد يكون شاقًا في البداية لكنه ضروري.

10– عدم الرضا عن الوظيفة:

أحيانًا تجد أناسًا مؤهلين بدرجة كبيرة ليكونوا على قمة السلم الوظيفي، لكنهم لا يصلون لها رغم جدارتهم بها، لماذا؟ هؤلاء الناس يشعرون بالملل سريعًا، ولا يستطيعون الصبر أو الانتظار؛ ولذا تجدهم يتنقلون ما بين وظيفة وأخرى، ولا يصبرون حتى يستحقوا الترقية وصعود السلم الوظيفي، بينما التعلم واكتساب الخبرة أمر يعتمد على عنصر الوقت بشكل كبير، ولا حل سوى الصبر لاكتساب الخبرات والمعارف المؤهلة للترقي إلى وظائف أكبر وأفضل.

11- فمه لا يعرف سكوتًا:

تقول الحكمة: (ليس كل ما يُسمَع يقال)، ومن لا يعرف ماذا يمكن له أن يقول، وما الذي يجب عليه ألا يقوله، فهذا خطر يسير على قدمين، من يُحدِّث بكل ما يسمع ويعرف، وكل ما يخطر على قلبه، ولا يعرف أسرار العمل أو أسرار الزملاء والأصدقاء، فهذا شخصية مكروهة في أي بيئة عمل، هذا الشخص لا يمكن ائتمانه على مشروع سري، أو منتج قيد التطوير، أو عرض أسعار قيد التفاوض؛ لأن هذا الشخص ليس لديه الحس الذاتي الذي يضبط لسانه، ويختار له ماذا يمكنه أن يقول، وما الذي يجب عليه ألا يقوله أو يلمح إليه.

12– يضل طريقه ويفقد هدفه:

حين تجد نفسك منشغلًا بالمشاكل والمصاعب التي تقابلك على طريقك، ساعتها يكون من السهل جدًا أن تضل طريقك! توقف واسأل نفسك: ما هدفك في الحياة؟ هل ما تفعله في كل يوم وليلة يقربك من تحقيق هذا الهدف؟

دائمًا نجد الإنسان الذي حدد هدفًا ما وحققه، ماذا يفعل بعدها؟ هل يتوقف وينتظر الموت أم يضع هدفًا تاليًا ويسير نحو تحقيقه؟ طبعًا ستجيب: بل يضع هدفًا تاليًا، ولكن ما الهدف التالي؟ ذلك الهدف الذي يجب أن يكون أكبر وأشمل من الهدف الذي سبقه؟

إذن عليك أن تتوقف، وتنظر لحياتك من بعيد، ثم تقرر: هل بلغت هدفك؟ هل ما تفعله الآن يقربك من هذا الهدف؟ ما هدفك التالي؟

وأخيرًا:

نرجو أن تساعدك هذه النقاط في الوقوف على قدراتك، وتدفعك بشكل أكبر نحو النجاح والتقدم.