logo

إرشاد الداعية من أهل القرى والبادية


بتاريخ : الخميس ، 11 ربيع الآخر ، 1437 الموافق 21 يناير 2016
بقلم : فضيلة الشيخ أبو سلمان رضا عطا
إرشاد الداعية من أهل القرى والبادية

تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1433هـ - 2012م).

عدد الصفحات: 173 صفحة من القطع الكبير.

 

مميزات الكتاب:

معالجة الكتاب لموضوع في غاية الأهمية؛ ألا وهو الدعوة في القرى، وما يلزم لها من توعية ومن توجيه خاص.

هذا الكتاب خلاصة خبرة لرجل عاش في القرية، وترعرع فيها، ومارس دعوته فيها على منهج أهل السنة والجماعة، فليس الخبر كالمعاينة، ولا ينبئك مثل خبير.

هذا الكتاب صال فيه المؤلف وجال، وأجاد وأفاد في بيان طبيعة تلك البيئة الدعوية الدينية وكذلك الدنيوية.

هذا الكتاب سلاح قوي لابد أن يكون بيد كل داعية في كل قرية؛ بل كل داعية بصفة عامة؛ فهو كتاب ذو أسلوب سهل شيق ممتع، يعين قارئه في ميدان الواقع العملي دون إغراق في الكلام النظري.

 

محتوى الكتاب:

في كتابه بين المؤلف أن الدعوة إلى الله هي من أعظم القربات وأجل المهمات، فقد جعلها الله وظيفة أنبيائه، ومهمة أوليائه، وسبيل أصفيائه.

ثم بين أنه كان من شأن الدعاة في أول الأمر أن يتلقوا علم الدعوة تأصيلًا وتنظيرًا، مع عملها ممارسة وتطبيقًا، ولم تقم بهم حاجة إلى إفراد علم الدعوة بتصنيف أو تأليف، ثم تطاول العهد، واتصل البعد، وانحسر سلطان الإسلام، وخلفت من بعدهم خلوف أضاعت الواجبات، واتبعت الشهوات، ووقعت في الشبهات، وأخلدوا إلى السبات، فم يستفيقوا إلا على استلاب ملكهم، وتقويض خلافتهم.

ثم وضح كيف هب المصلحون الغرباء، والرواد من الدعاة والعلماء، يَحدون الأمة من جديد، ويبعثون فيها روح التجديد، فكتب الفضلاء يشخصون الداء، ويصفون الدواء، ومست الحاجة إلى تدوين علم الدعوة تأصيلًا وتنظيرًا؛ كشفًا لما قد يحيط بأصول الدعوة من جهالة، وتوضيحًا لما قد يعتري مفاهيمها من غموض، وتصحيحًا لما قد يطرأ على مناهجها ووسائلها من اضطراب.

ثم بين أن شكل الدعوة وأحوالها وبعض ضوابطها ومحتواها العلمي والخطابي يختلف من بيئة إلى بيئة؛ ومن مجتمع إلى مجتمع، فليست الدعوة بأشكالها ومحتواها التي تقدم لأهل المدن ذات المستويات الثقافية والعلمية المرتفعة، كالتي تقدم لأهل القرى والبوادي والنجوع، فلكل بيئة خصائصها، ولكل بيئة ما يناسبها.

 

ثم أشار إلى أن إنجاح الدعوة في القرى والعمل على تنشيطها أصبح أمرًا مهمًا جدًا وملحًا؛ وذلك لعدة أسباب:

أولها: إمكانية حدوث ذلك؛ ففطر أهل القرى والنجوع وخاصة شبابها لا تزال إلى حد كبير فطرًا طيبة، تقبل الخير والدعوة أفضل من غيرها من الفطر.

ثانيًا: كِبَر عدد وحجم القرى والبوادي والريف عمومًا في بلدان ودول العالم كله.

ثالثًا: انفتاح هذه القرى على العلم الخارجي؛ مما يعني أنهم قد تعرضوا لموجات من التغيير إما للإصلاح وإما للإفساد.

رابعًا: ظهور عدد لا بأس به من القيادات الإدارية والدعوية الرسميين وغير الرسميين في هذه القرى؛ مما يعني أنه لو نجحت الدعوة في هذه البيئات؛ فسيكون لها مردود إيجابي على الدعوة كلها.

 

ثم انطلق المؤلف في ميدان كتابه حيث كان على النحو التالي:

الباب الأول: يتعلق بحال المدعوين وطبيعة بيئتهم الدعوية، وعاداتهم الاجتماعية، وأثر هذه البيئة وهذه العادات على شباب الدعوة أنفسهم؛ بل وعلى العملية الدعوة بجملتها.

الباب الثاني: يتعلق بحال الداعية المتصدر للدعوة داخل القرى.

الباب الثالث: يتعلق بالعملية الدعوية، والإرشادات والضوابط العامة للتعامل مع أهل القرية، في ضوء سيرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وسنته، والمادة العلمية التي يمكن أن تقدم، وبأي شكل يتم تقديمها.

 

ومما جاء في الكتاب:

"إخواني شباب ودعاة القرى والبوادي، رجائي فيكم بعد الله كبير، وأملي فيكم بعد الله عظيم، أن تنهضوا بأهلكم وأبناء قريتكم دعوة وتعليمًا ونصحًا وتربية، وإياكم والفتور أو العشوائية في الدعوة إلى الله، فلم يعد يصلح أن نخطط لكل شيء، ولا نخطط للدعوة إلى الله، أو ننشغل ونهتم بكل شيء ولا ننشغل ونهتم بإنقاذ أنفسنا وأهلينا وقرانا من النار.

إخواني شباب ودعاة القرى والبوادي، قد أطلت عليكم فيما كتبت لكم، لكني على يقين أن همتكم ستواكب ما قد حملتم وتحملتم من هم هذا الدين ونصرته في أنفسكم وأهليكم، وأن حرصكم على نجاح دعوتكم والعمل على انطلاقتها، وعدم حصرها في بضعة شباب هنا أو هناك سيدفعكم إلى التخطيط والاهتمام والقراءة الجادة لهذا البحث، وغيره مما كتب في شئون الدعوة ومتطلباتها".