متى يتحرر الأقصى
يتحرر الأقصى بعدما يتحرر الأدنى، ويتحرر الأقصى يوم أن نعرف ربنا وديننا وواجباتنا الشرعية، يوم أن نعتقد أن القرآن منهج حياة؛ يرشد حركتها العامة والدينية والسياسية والاقتصادية؛ لا أنه كتاب تاريخ وعلوم، يحكي قصصًا وتطورات علمية، وإن كان فيه ذلك.
يوم أن نربط بين الدين والدنيا، ويوم أن نحرر عقولنا من الجهل والخرافة، وأن نحرر مساجدنا من الأكالين بدينهم الكذابين الدجالين.
يوم أن تكون حركتنا وفقًا للمعاني الصحيحة للعبادة، والولاء والبراء، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
يوم أن ننفض عنا الحزبية المتعصبة، وضيق الأفق، وتقديم الفروع على الأصول، والجزئيات على الكليات، والوسائل على المقاصد.
يوم أن نهتم بالتعليم والاقتصاد، ونبني معاهد للدراسات البحثية.
والصراع صراع حضارة وصراع علم، فأن نبقى جهلة أسرى الخرافة، نتعامل مع أحكام ديننا بمجرد عاطفة، فهذا لا يكفي، وسنن الله عز وجل لا تحابي أحدًا، فإن العلم حقائق، من أخذ بها وصل إلى مراده ومبتغاه.
يوم أن نعتقد أننا أمة واحدة؛ قضايانا واحدة، ضد عدو واحد، وأن نعرف مواطن قوته ومواطن ضعفه، ونعلم أننا في عصر تسابق المعلومات المحموم، ونحاول بكل جهد ولو فردي في أن نقف في وجه ذلك العدو الغاشم.
إن تحرير المسجد الأقصى يكون بأن نعرف واجب الوقت وننشغل به؛ فننشغل بما نقدر عليه لنصل إلى ما لا نقدر عليه.
ويبارك الله لنا فيما نقدر عليه ببركة صدقنا وإخلاصنا، فيفتح علينا ما لا نقدر عليه، شيئًا فشيئًا، حتى نصل إلى المراد.