مراعاة الخلاف الفقهي وأثره في الدعوة
تاريخ النشر: الطبعة الأولى (1432هـ - 2011م).
عدد الصفحات: 55 صفحة من القطع المتوسط.
الناشر: مركز البحوث والدراسات - البيان.
مميزات الكتاب:
1 - سلاسة في الأسلوب, وتسلسل في المعاني, مع تواصل للأفكار رغم حجم القضية المعالَجة.
2 - معالجة القضية بطريقة غير تقليدية؛ وذلك من خلال التأصيل الفقهي مع بيان أثر هذا الخلاف على الدعوة وعلى العلاقة بين الدعاة أنفسهم.
3 - البعد عن الإطناب الممل والاقتصار المخل؛ حتى إنك لتكاد تجزم أنه لا توجد كلمة واحدة تشعر أنها زائدة, أو كلمة تشعر أنها بحاجة إلى أن تُزاد.
محتوى الكتاب:
بدأ المؤلف كتابه بالتمهيد في تعريف الخلاف من حيث اللغة والاصطلاح, وبين من خلال التعريف الاصطلاحي أن هناك فرقًا بين الخلاف والاختلاف, ثم أخذ في سرد الأدلة لكل فريق, ورجح أنه لا فرق بين الخلاف والاختلاف؛ وإنما يتبين المعنى المقصود من خلال سياق الكلام.
ثم شرع المؤلف في التأصيل لمراعاة الخلاف الفقهي؛ من حيث مراعاة الخلاف عند الفتوى, ومراعاة الخلاف عند اتخاذ المواقف العملية مع المخالف, ثم بعد ذلك بين أثر مراعاة هذا الخلاف في الدعوة إذا رُوعي فيه الضوابط التي قررها العلماء.
ثم عرج المؤلف إلى بيان الإنكار في مسائل الاجتهاد, ووضح ما يُعتبر فيه الخلاف وما لا يُعتبر, ثم بين حكم الإنكار في مسائل الخلاف المعتبر وغير المعتبر, ثم بعد ذلك بين أثر الإنكار في مسائل الاجتهاد على الدعوة والعلاقة بين الدعاة.
ثم أكد المؤلف على مراعاة مذهب كل بلد تُقصد فيه الدعوة, فالبلد التي استقر فيها العمل بقول من الاجتهاد السائغ المعتبر؛ لا يصح أن يأتي من يشغب على أهله وعلمائه بفتاوى
أو أفعال, تثير البلبلة وتشوش على العوام, فكل بلد أدرى بأحوال أهله وما يصلحهم.
ثم بعد ذلك بين المؤلف حكم العمل بالمرجوح لمصلحة, وأنه لا يجوز العمل به إلا لضرورة أو درء مفسدة معتبرة شرعًا.
وفي الختام أكد المؤلف على أهمية استثمار الخلاف الفقهي في إثراء وسائل الدعوة, وعلى ضرورة إحياء تلك المعاني.
ومما جاء في الكتاب:
"إن الأمة تتعرض لغزو شرس يستهدف تميزها ودينها؛ بل ووجودها, فلابد من الدفاع عن جميع ثغورها, ولا يتأتى ذلك إلا بتوزيع الجهد على جميع شرائح الدعاة؛ ليؤدي كل دوره الذي يحسنه بعيدًا عن فرض اجتهاده على الآخرين, وعما يشتت الجهد ويؤدي إلى التنازع.
فهناك ثوابت وقواسم مشتركة تجمع كل دعاة أهل السنة والجماعة, ومع ذلك إذا اختلفت أو تغيرت وسائلهم في الدعوة والتربية والإصلاح, بناءً على اجتهاد سائغ؛ فإن هذا الاختلاف أو التغير لا يخرجها عن فلك تلك الثوابت؛ بل يعد ضربًا من التنوع الذي تحيا به واجبات الدين وفروض الكفاية, ولا يمكن أن تضطلع به شريحة أو فصيل واحد مهما بلغ جهده".