logo

لتكن أقوى من الضغوط


بتاريخ : الجمعة ، 1 ربيع الآخر ، 1438 الموافق 30 ديسمبر 2016
بقلم : محمد فتحي، خبير إداري
لتكن أقوى من الضغوط

1- لا تستغرق في الهموم، خذ موقفًا:

بعض الناس ضحايا أنفسهم؛ إنهم دائمو القلق والانشغال، وإذا لم يكن هناك مشكلة بحثوا عن شيء يشغلهم ويغرقون في الهموم، هؤلاء يجب أن يتوقفوا عن الانشغال بلا داع ويبدءوا العمل.

من الطبيعي أن تهتم، لكن الإسراف في الهم والانشغال لن يحل مشاكلك، إذا كنت تستطيع حل مشكلة فلا تتردد، وإذا لم تستطع فلا تدر حولها، وتشكو همك بلا طائل.

2- رتب نفسك.. ضع أولويات:

لكل إنسان طاقة معينة للتعامل مع الضغوط والصراعات والإحباطات مع الحفاظ على التوازن في حدود السيطرة، ومن يتجاوز حدود هذه الطاقة يعرض نفسه للبلى والتمزق السريع، إذا تعرَّضتَ لضغوط متعددة في وقت ما، وشعرت بأن الأمور خرجت عن السيطرة فلا تستسلم، ورتب نفسك، ضع أولوياتك؛ الأهم فالمهم، وسجلها ثم تعامل معها بالترتيب، وفي كل مرة تُنهي عملًا اشطبه من القائمة، وهكذا سوف تستعيد السيطرة، وتشعر بالرضا والاطمئنان والتطور، وتشفى من الإحساس بوطأة الضغوط.

عند وضع الأولويات لا تنس احتياجاتك الشخصية وأهدافك، وكن على رأس القائمة ثم يلي ذلك الآخرون في الأسرة والعمل والمجتمع حسب ترتيبك الخاص ومدى أهميتهم، لا تضيع وقتك في أمور لا أهمية لها، واحفظ طاقتك للأمور الهامة فقط.

3- اعتدل.. اعتدل، كل شيء بعدل:

التوتر الخلاق يصاحب الإنجازات الكبرى، والرغبة في النجاح ضرورية للتغلب على معوقات الحياة، ليكن هدفنا أن نتعايش مع ضغوط الحياة وتحدياتها بما يشبعنا ويرضينا دون أن تحطمنا أو تدمرنا، وهذا لن يتحقق إلا بالاعتدال في حياتنا، والوصول إلى التوازن بين الراحة والعمل، بدون أن نتكاسل أو نحترق في العمل، لا تنس احتياجاتك الشخصية واعدل معها (روحوا القلوب ساعة)، لا تتوقع أن يتعامل جسمك مع مستوى النشاط المرتفع ويقاوم الأمراض في نفس الوقت إلا إذا أعطيته حقه من الراحة، وقبل ذلك لا تتجاوز حدوده.

4- استمتع بالأشياء الصغيرة في حياتك:

النجاحات الكبيرة في الحياة قليلة وبعيدة غالبًا، فلماذا نظل في حالة طوارئ بانتظار هذا القلق البعيد؟ هناك أشياء بسيطة وصغيرة في حياتنا تستحق أن تشعر معها بالفوز والرضا والسعادة، ولكن غالبًا ما نتجاهلها لأننا مشغولون بالأشياء الكبيرة بعيدة المنال، وقد ننتبه لها فجأة إذا شعرنا بأنها ستضيع منا، وقد يحدث ذلك بعد فوات الأوان.

5- لا تغال في نقدك.. اعدل مع نفسك والآخرين:

أيًا كان النقد موجهًا لنفسك أو الآخرين خذ الأمور ببساطة ولا تغضب، لا تلم نفسك كثيرًا.

إن "نقد الذات" فضيلة، لكن إذا تجاوز الحد أصبح نوعًا من عقاب الذات، وهذا يقلل من الشعور بتقدير واحترام الذات، تجنب المغالاة، وتوقع ألا تنجح في تحقيق كل ما تريد؛ حتى لا تحبط وتشعر بالذنب والعار إذا فشلت.

ومثلما تعامل نفسك (بعدل ورحمة) عامل الآخرين أيضًا، لا تغال في توجيه النقد للآخرين عندما يفشلون في تحقيق ما ترجوه منهم، وتشعر بالخيبة والغضب والإحباط لأنك قد تكون متوقعًا ما هو أكثر من قدراتهم وإمكانياتهم (لا أحد كامل، الكمال لله وحده).

6- لا تلعب دور البطل.. لا تحاول أن تكون "سوبرمان":

نحن بشر، ولكل منا حدود، هذه الحقيقة لا يجب أن تغيب عن أذهاننا، وحتى لا تقع ضحية لضغوط العمل لا تحمل نفسك فوق طاقتها وتلعب دور البطل، لا تحاول أن تفعل كل شيء لكل الناس، وتلبي كل ما يطلب منك دون تفكير، تجنب الوعود الكثيرة والالتزامات الكثيرة والمواعيد المتلاحقة، قرر ما يمكنك عمله حسب أهميته لك، وحدد الوقت المطلوب لأنشطتك في العمل، ولا تحاول أن تتجاوزها حتى لا تضطرب.

قل: "لا"، عندما يطلب منك شيء فوق طاقتك.

7- خذ راحة وعد أكثر لياقة:

فكر في نفسك كشخص متوازن، يستطيع أداء الأعمال الشاقة كما يستطيع أن ينعم بالراحة والاسترخاء أيضًا، لا تتفاخر بأنك تعمل كثيرًا ولا تحتاج للراحة، مصيبة وكارثة محدقة بك وحتمًا سوف تنهار.

المسألة مجرد وقت، "الراحة ترياق فعال للضغوط الجسمية والنفسية".

8- الزمن يداوى الجروح، فتعلم الصبر:

نحن معرضون لأحداث الحياة المؤلمة، وأحيانًا يبدو أن الكرب لن ينتهي أبدًا، لكن الحقيقة التي لا شك فيها أن لكل شيء نهاية، وإذا لم يعالج الزمن كل الجروح فعلى الأقل سوف يساعد على التئامها، ومع الوقت سوف تتحول الآلام إلى ذكرى بلا مشاعر ملتهبة، ولا تنس أن المعدن الطيب تصهره المحن.

9- تحدث مع الآخرين، شاورهم في الأمر:

الإنسان كائن اجتماعي، ولا أحد يستطيع أن يعيش وحده في هذا العالم، كل منا في حاجة للآخرين، ولا يحتاج الأمر سوى أن تمتد أيدينا وقلوبنا، إذا ساءت الظروف وتكالبت عليك الأوجاع، تحدث إلى الآخرين ممن تثق فيهم، وتعرف أنهم لن يستخدموا ما تبوح به ضدك أو يأخذوا دور القاضي الصارم، تحدث إلى زوجتك، والديك، صديقك الحميم.

10- تجنب تعاطي الأدوية بلا داع طبي.. لا تهرب:

في عالمنا المعاصر انتشر استخدام المهدئات والمسكنات والمنومات دون استشارة الطبيب، علاوة على التدخين بشراهة؛ للتخفيف من حدة التوتر، الذي أصبح سمة غالبة في هذا العالم، لكن ذلك ليس هو الحل بالقطع؛ بل مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكلنا، وتحول ضغوط الحياة الطبيعية إلى حالة مرضية ضارة، إنه وسيلة هروب غير صحية على الإطلاق.

11- حسن مهارتك في العمل:

أخطر ضغوط الحياة التي تواجهنا هي تحديات العمل وتطوراته المتلاحقة، وجو المنافسة وما يصاحبه من مشاكل العلاقات الإنسانية، لن يجدي أن تأخذ موقفًا دافعيًا للحفاظ على مكانك، وسط جو المنافسة الحامي، بنفس الإمكانيات والمهارات والمعلومات القديمة، الحل الأنسب هو تطوير معلوماتك التقنية، وزيادة خبراتك العملية، واكتساب مهارات جديدة، خاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الإنسانية في العمل، فلا أحد يعمل وحده؛ بل نحن أعضاء في فريق العمل، وفريقنا أحد فرق منطقة العمل.

12- استخدم طريقة "غرفة انعدام الضغط"، لا تخلط المسائل:

لكل مكان ضغوطه وصراعاته وإحباطاته، فلا تخلطها معًا أينما ذهبت، اترك مشاكل الأسرة في البيت، ومشاكل العمل في موقع العمل، وإلا فسوف تكون المشاكل مضاعفة، ولن تعرف من أين يبدأ الحل إلا بعد فصلها.

13- انظر إلى الجانب الإيجابي للأمور، لا تقع ضحية التفكير السلبي:

الإدراك يعلب دورًا هامًا في تسوية ضغوط العمل، واتجاهك النفسي نحو هذه الضغوط يحدد بقدر كبير تأثيرها عليك، هناك من يمرض ويسقط ضحية لضغوط العمل، وهناك من يزداد قوة وصحة ويصبح أكثر نضجًا وحكمة، الفارق بينهما هو أن الأول لا يرى إلا الجانب السلبي، والثاني يركز على الجانب الإيجابي لضغوط العمل.

14- احتفظ بروح الدعابة ولا تضيعها، أنت في حاجة إليها:

الدعابة والضحك مخرج طبيعي من ضغوط الحياة الكثيرة، وهي متاحة لمن يطلبها، لقد تأكد أن الدعابة و(النكتة) لأوقات قليلة في اليوم لها تأثير رائع وقائي وشاف من الضغوط والصراعات والإحباطات، وعندما يضحك الناس أو يبتسمون يذهب التوتر والألم، ويسود جو من الراحة والتفاؤل، ليس على مستوى الأفراد فقط؛ بل الشعوب أيضا، "التفاؤل" ينتقل للآخرين مثل العدوى، فابتسم.. ابتسم.. ابتسم، إن هذا سوف يساعدك ويساعد الآخرين أيضًا.

المصدر: موقع مهارات النجاح للتنمية البشرية