logo

كيفية اتخاذ القرار الصائب


بتاريخ : الخميس ، 10 رجب ، 1441 الموافق 05 مارس 2020
بقلم : وسام طلال
كيفية اتخاذ القرار الصائب

حياة كل إنسان تُبنى على عملية اتخاذ القرارات وصياغتها بالشكل الصحيح؛ لتكون تلك القرارات المتخذة هي الطريق الأنسب للشخص، وهذه القرارات أحيانًا تكون مصيرية أو نقطة تغيير، فيجب أن يلاحظ الإنسان جميع الأفعال التي يفعلها ويتطلع دائمًا إلى تصحيح الأمور التي تقع على عاتقه، فعندما تجد شخصًا يريد الطلاق هو قرار مصيري يجب الحذر في اتخاذه، أو مثلًا يريد شخص أن يكمل دراسة معينة هي لحظة تغيير تقع على عاتقه فهي قرارات مصيرية تبقى مع الإنسان مدى الحياة، فعملية اتخاذ القرارات الصائبة تحتاج إلى عدة أمور كي تكون القرارات ناجحة في حياة الإنسان.

كيفية اتخاذ القرار الصائب؟

وضع الإطار:

هي عملية تجميع القرارات المختلفة مع بعضها البعض، ووضع معيار يليق بالمبادئ التي يمتلكها كل شخص، فمبادئ الإنسان هي أهم الأمور الموجودة في حياته، فالإنسان الذي لا يمتلك مبادئ لا يمتلك حياة ومنهجية حياة، فيجب أن يضع كل شخص عدة أسئلة، وهي: هل هذا القرار يلائمني؟، وهل هذا القرار يزيد من الخطوات التي أسير عليها؟، أو هل هذا القرار يساعدني في تحقيق أهدافي؟، وبعد أن يسأل الإنسان نفسه ويجلس مع نفسه قليلًا، ويأخذ بعين الاعتبار آراء الآخرين، ولكن يجب أن يعلم أنها مجرد قرارات لا أكثر، فهنا يصل الإنسان لنقطة البداية، وهي اتخاذ القرار السليم والصحيح.

التفكير والتأمل:

هي من أعظم الأمور التي يجب أن يدرسها الإنسان بنفسه، وهي أن يفكر في القرارات التي يفعلها، فالتأمل يفتح الباب على مصراعيه، وقد يكون هناك معلومات قليلة ولكن نظرة الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فليس هناك مانع من أن يتخيل الإنسان حياته بعد أن يتخذ القرار الذي أصبح بين يديه ليشعر بقيمة القرار إذا كان صائبًا أو غير صائب، وبعد عملية اتخاذ القرار الأولي ليس من العيب أن يفكر الإنسان بالقرار المصيري الذي سيواجهه، وأيضًا ليس من العيب أن يتراجع عن القرار لأنه يختلف مع مبدأ معين أو أنه قد يؤثر سلبًا على حياة الإنسان، ومنطلق التفكير يأتي من باب الصبر والتأني في اتخاذ القرار؛ لأن في العجلة الندامة وفي التأني السلامة.

دراسة الموضوع:

المفاهيم التي قد يمتلكها الإنسان قد تكون محدودة، وفيها احتمالية الخطأ والصواب، فمن الجميل أن تبحث عن الموضوع الذي تريد أن تتخذ فيه القرار؛ فمثلًا تريد أن تدرس مهنة الهندسة المعمارية أو غيرها من العلوم، يجب أن يبحث الشخص في كل الأمور المتاحة في الزمان الذي يعيش فيه، وأيضًا المكان، فابحث في الإنترنت عن موضوع الهندسة المعمارية ومجالاتها ومستقبلها، ولكي يكون هناك دراسة للموضوع يجب أن يكون هناك سؤال واستفسار ومناقشة وتأمل.

الاستفادة من الخبرات السابقة:

في كل ماضٍ عند الإنسان هناك أمور عدة قد طرقت باب ماضيه، فحياة الإنسان يجب ألا تكون بالطريقة الرجعية؛ أي يفكر في الماضي ويترك المستقبل الذي هو حاليًا متاح للجميع، ولكي يكون قرارك صائبًا اجعل من الماضي دروسًا وحكمةً وعبَرًا من اليوم الذي تعيشه، فالماضي كمرآة السيارة تنظر لماضيك لكي تعرف ما كنت تفعل، فالحياة هي عبارة عن دروس، والكثير من هذه الدروس تتكرر في كل إنسان، فليس من العيب أن يخطئ الإنسان في أمر معين إذا لم يكن قد جربها، ولكن العيب أنكَ أخذت الدرس من قبل وأخطأت مرةً أخرى، فدائما تَطَلَّع للمستقبل، وخَطّط بحُكْم التجارب التي مرت عليك.

لا تخاف من القرارات:

الكثير منا قد يقع في حيرة كبيرة في اتخاذ القرارات؛ لكثرة القرارات والطرق الكثيرة المتاحة للشخص، فينبغي أن ينظر الإنسان لكثرة الفرص بالطريقة الإيجابية بدلًا من حيرة الإنسان السلبية، الذي يقول: لا أعرف ماذا أفعل، فهناك طرق كثيرة، فهذه نظرة سلبية، ولكن يجب أن يقول: هناك طرق كثيرة وأنا من يحدد الطريق الذي أريده، فكل إنسان ناجح في حياته هو شخص كان يملك القرارات الصائبة والصحيحة.

كن أنت صاحب القرار:

شاور الجميع في موضوع معين، فذلك من الأمور التي يتعلم فيها الإنسان الحكمة، واجمع هذه الآراء وادرسها بعناية فائقة، ولكن عندما تتخذ القرار كن أنتَ صاحب القرار؛ حتى تتحمل نتيجة قرارك، فتحمل نتيجة اتخاذ القرارات إن كانت صحيحة أو خاطئة هي من تصنع الإنسان الناجح في حياته.

موقع: موضوع