logo

طور ذاتك بذاتك


بتاريخ : الأربعاء ، 20 شعبان ، 1443 الموافق 23 مارس 2022
بقلم : د. سليمان الحوسني
طور ذاتك بذاتك

من الأشياء الجميلة التغيير إلى الأفضل، إبعادًا للمَلَل وتجديدًا للنشاط، وعدم البقاء على الروتين، واكتشاف المواهب والقدرات، وزيادة نفع الآخرين.

ومن الخطأ أن البعض يبقى منتظرًا حتى يُطوِّره الآخرون ويُهمل نفسه، ولكن لو قام بتطوير ذاته لاستطاع، وهو الصواب المطلوب.

والتطوير هو تحسين القدرات واستغلال الإمكانيات والمؤهلات، من خلال معرفة نقاط القوَّة في الشخصية وتطويرها، ويشمل تطوير القدرات العقليَّة، ومهارات التواصُل مع الآخرين، والسيطرة على النفس والمشاعر وردود الأفعال، وإكسابها مهاراتٍ عديدةً وسلوكًا إيجابيًّا.

الأسباب والدواعي لتطوير الذات:

هناك العديد من الأسباب التي تجعل التطوير مهمًّا وضروريًّا، ومنها:

1- تقليل الفجوة بين المعلومات ونظم التعليم التي يتلقَّاها الفرد، والمهارات التي يكتسبها منها، وما يحتاجه فعليًّا في حياته العمليَّة.

2- للحث على الاستمرار في التعلُّم والاطِّلاع على كلِّ ما هو جديد من التغيُّرات العلميَّة التي تحدث، وذلك لتطوير القدرات بما يتناسب مع التطورات الحاصلة في المجتمع.

3- تحديد الأهداف في الحياة.

4- اكتساب طرق جديدة للتعامُل مع الضغوط ومشاكل الحياة.

5- إحداث التغيير في جميع نواحي الحياة.

الأساليب لتطوير الذات:

هناك عدد من الأساليب والوسائل لتطوير الذات، وعلى الشخص أن يختار الأنسب له، ومنها:

1- التحدُّث مع الذات، والخلوُّ بالنفس، فأعْرَفُ الناس بذاتك أنت وحدَك.

2- الاعتقاد الصحيح والزاد الإيماني، فهو مولد التحكُّم في الذَّات لدى الفرد، وهو الأساس الذي تُبنى عليه أفعاله، ويُعدُّ أهمَّ خطوة من خطوات النجاح.

3- معرفة أنَّ القرار الْمُتَّخَذ سيُغيِّر المصير، والثقة بالنفس.

4- النظر إلى القدوات الناجحة؛ ليكون حافزًا ودافعًا له نحو التطوُّر والنجاح، وعليه أن يُردِّد باستمرار: إذا كان فلان قد نجح في حياته وأعماله، فأنا أستطيع أن أنجح.

5- التخيُّل الإبداعي: هو تخيُّل الإنسان نفسه في المستقبل، وهو ناجح في حياته بعد التطوُّر، والتغيير الذي أحدثه.

6- استشراف المبادئ والقيم.

7- اكتساب العلوم والمعارف.

8- المثابرة والتركيز.

مهارات تطوير الذات، ومنها:

1- تحديد الأهداف، والسعي وراء إنجازها، وذلك يحتاج إلى وضع خطة مناسبة والبدء بتنفيذها؛ للوصول إلى النهاية المرسومة.

2- ترتيب الأولويات؛ حيث إن الأهداف تختلف في أهميتها، فهناك المهم، وهناك الأكثر أهميةً؛ ولذلك فعلى الفرد أن يعيش في دائرة الأمور المهمَّة، ويُنفِّذها تاركًا الأنشطة غير المهمة، وهذا من شأنه تحقيق أهدافه في وقت أقل، وبكفاءة أعلى.

3- التعلُّم للعمل وليس لمجرد التعلُّم: فالتعلُّم بحدِّ ذاته أمر في غاية الأهميَّة؛ ولكنه يصبح لا فائدة منه وعبئًا ثقيلًا إذا لم يعمل الإنسان به؛ لذلك على الفرد استخدام ما يتعلَّمه في خدمة نفسه ومجتمعه.

4- الارتقاء بالتفكير؛ فالتفكير السليم هو ما يُميِّز الشخص عن غيره، وهو مهارة تحتاج إلى التدريب، وضرورة من ضرورات ارتقاء الفرد وتطوُّره، وبه يستطيع المرء تجاوز مشكلاته وتحسين أوضاعه.

5- زرع التفاؤل في النفس: فالإيجابيَّة أمر مهمٌّ للتطوُّر، وإن الطاقة الإيجابية تُبعِد النفس عن الإحساس بالإحباط والهزيمة؛ مما يزيد فاعليَّة الفرد وإنجازه، ويُعزِّز رُوح المبادرة داخله.

6- التطوُّر والنجاح يبدأان من داخل الفرد؛ ولذلك عليه أن يثق بقدراته، ويُعزِّز ثقته بنفسه وإمكانياته، وهذا ما يجعله يُتقن عمله، وينجح في حياته.

7- الاستماع للآخرين، وتقليل الكلام ما أمكن؛ لأنَّ حُسْن الاستماع يُزيد فرصة التعلُّم واكتساب الخبرات من الآخرين.

8- تحسين العلاقات مع الآخرين، واحترامهم، ومراعاتهم، ومحاورتهم، مع تخفيف التوقُّعات الإيجابيَّة منهم، الأمر الذي يزيد فرص الاستفادة منهم.

9- التوازن في مختلف جوانب الحياة؛ حيث إن تعقيدات الحياة وتضخُّم متطلَّباتها قد تُسبِّب التوتُّر والإحباط في بعض الأحيان؛ ولذلك على الفرد أن يُوازن بين علاقاته وعمله وجميع جوانب حياته؛ بحيث تتناسب مع شخصيته.

10- تركيز الجهود على جانب من الشخصيَّة، يجد الفرد فيه نفسه، بحيث لا يُعطي وقته لكلِّ شيء، ومن ثمَّ يخرج بلا شيء، والاستمرار على تنمية هذا الجانب؛ مما يزيد فرص التطوُّر، وتحقيق الأهداف.

عوائق تطوير الذات:

1- البعد عن القراءة وإهمالها.

2- كثرة المخاوف من الفشل أو عدم وجود القبول.

3- عدم التغذية الراجعة من الناس.

4- عدم الإقلاع عن العادات السيئة.

5- صحبة الأشخاص السلبيين والتأثُّر بهم.

6- عدم التعلُّم من الأخطاء.

7- إهمال التمرُّن والتدرُّب.

ولا شك أن تطوير الذات له فوائد على الشخص نفسه، وعلى المجتمع، وعلى البلد والأُمَّة، وذلك أنه يفتح آفاقًا جديدة أمام الشخص، ويُعينه في التغلُّب على المشكلات، وإيجاد الحلول المناسبة، ومن ثم تطوير الأسرة والمجتمع.

 

المصدر: موقع الألوكة