حكم الاشتراك في مسابقات القنوات الفضائية عن طريق رسائل الهاتف النقال
تعلن إحدى القنوات التلفزيونية عن سؤال يحتاج إلى إجابة، وسيحصل صاحب الإجابة الصحيحة على مبلغ مالي كبير, والمطلوب فقط هو رسالة على الهاتف النقال تتكلف جنيهًا واحدًا، فما حكم مثل هذه المسابقات؟ وما الفرق بينها وبين المسابقات الرمضانية التي يرسل الشخص .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعروف أن مقصد القنوات التلفزيونية من وراء تلك المسابقات تحقيق ربح أعلى من ثمن الجائزة الممنوحة، وذلك من خلال رسائل المشتركين المغرر بهم، وبالاتفاق أو المشاركة مع شركة الاتصالات، فهذا الصنيع أقرب إلى النصب والاحتيال.
ومن ثم فالظاهر لنا أن الصورة المذكورة تدخل في الميسر؛ لأنه يترتب عليها غرم محقق يقابله غنم كبير محتمل، وهذه حقيقة الميسر، ولا يجوز المشاركة فيه؛ لقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} [المائدة:90] .
والفرق بين هذه الصورة وبين المسابقات الرمضانية المشار إليها: أن المقصد في الحالة الأولى مجرد تحقيق الربح الكثير، مع وجود شبهة الميسر بقوة، بينما في المقصد في الحالة الثانية نشر العلم والدعوة إلى الله، والنفقة في سبيل ذلك.
والعمدة في هذا الباب: قوله صلى الله عليه وسلم: "لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر"، رواه الترمذي، وصححه الألباني.
والسبق هو ما يجعل من المال رهنًا على المسابقة، وهو لا يجوز في الشريعة إلا فيما ورد به النص مما يستعان به على الجهاد؛ أي في الرماية أو المسابقة بالخيل أو الإبل، وقاس عليها العلماء ما كان مثلها مما يستعان به على الجهاد، وألحق بها بعضهم المسابقات التي تكون في العلم الشرعي؛ لأن به نصرة الشريعة كالجهاد بالسيف أو أكثر، والله أعلم.