logo

حكم مخاطبة الولد والده كما يخاطب صديقه


بتاريخ : الأحد ، 8 شعبان ، 1445 الموافق 18 فبراير 2024
حكم مخاطبة الولد والده كما يخاطب صديقه

يجلس بعض الشباب مع آبائهم وأعمامهم يدخنون السجائر، ويرفعون الكلفة في الحديث؛ فينادون الآباء بأسماء مثل: درش، ونحوه من الأسماء التي يكرهونها، ولكنهم يصبرون من باب محبة الأبناء، فهل من كلمة توجهونها إلى الشباب في هذا الصدد؟

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الشرع الحكيم لم يقتصر على الأمر بالقيام بحقوق الوالدين؛ بل أضاف إلى ذلك وأوجب الإحسان إليهما، ولا شك أن من الإحسان نداء ومخاطبة من عظم الله حقه، كالوالد والوالدة، بما يشعر باحترامه وتبجيله، كذلك فإن الذي جرى به العرف عند المسلمين، واشتهر به ذوو المروءات عدم التبسط في المزاح مع كبير القدر، وذي المكانة، وصاحب الحق والجميل، وأي قدر، وأي مكانة، وأي حق، أحرى بالمراعاة من حق الوالد؟

ولئن كان من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم [رواه أبو داود، وحسنه الألباني]؛ فإن للوالدين النصيب الأوفر، والحظ الأكبر من ذلك الإجلال والتعظيم.

وعليه، فلا نرى مشروعية هذا اللون من التبسط مع الوالد؛ لما فيه من الاستهانة بحقٍ عظمه الله، ولأنه لا يخلو ذلك من إهانة للوالد، خاصة إذا كان الابن يعلم أن والده يكره هذه الألفاظ، وهذا التبسط، كما جاء في السؤال، فيكون لونًا من العقوق.

ثم إننا ننبه إلى أن تدخين السجائر من المحرمات القطعية؛ لما ثبت يقينًا من ضررها البالغ، على المدخن ومن يجاوره وغيرهما، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار» [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].

فعلى المسلم أن ينأى بنفسه عن مجالس اللغو والمعصية، وأن ينزه لسانه عن قول الإثم والمكروه، وليتلطف مع الوالدين، وليحسن إلى من هم أهل للإحسان، وليتخير أحسن الحديث، وليُعوِّد لسانه أطيب القول،  كما قال تعالى في وصف أهل الجنة: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}،

والله أعلم.