جاهد لآخر نفس في حياتك
يمكن أن تكون درجة حماسك عالية جدًا، وتكون طاقتك كبيرة، وتكون لديك المعلومات الوفيرة، ويكون هدفك محددًا وواضحًا، ويكون حلمك به مستمرًا ليلًا ونهارًا، وتضع حلمك موضع التنفيذ، وأيضًا تتوقع الإيجابيات لتحقيق هذا الحلم، ولكن إذا لم يكن عندك القدر الكافي من الالتزام لمواجهة العقبات والموانع فإن كثيرًا من الوظائف يتم فقدانها، وكثيرًا من الشركات تغلق أبوابها، وكثيرًا من العلاقات الزوجية تُهدم؛ وذلك كله بسبب عدم وجود الالتزام.
قال (راي كروك)، الرئيس السابق لسلسلة مطاعم ماكدونالد: «استمر دائمًا، لا يوجد في العالم شيئًا يمكنه أن يحل محل الإصرار، والموهبة وحدها لا تكفي؛ فهناك كم كبير من الفاشلين ذوي المواهب، والذكاء وحده لا يكفي؛ فكثير من الأذكياء لم يجنوا من وراء ذكائهم، والتعليم وحده لا يكفي؛ فالعالَم مليء بالمتعلمين عديمي الجدوى، ولكن الإصرار والتصميم قادران على كل شيء».
كل العظماء الناجحين كان لهم أسباب كثيرة للتراجع، وواجهوا عقبات كثيرة، وهبوطًا في العزيمة، وحتى حالات من الإفلاس، ولكنهم لم يستسلموا، ولم يتركوا أحلامهم، وكانوا مقتنعين بأن تجربة واحدة لا تكفي؛ فكرسوا حياتهم لأحلامهم.
قال ويليام شكسبير: «جاهد لآخر نفس في حياتك».
فما هو الالتزام؟
الالتزام هو القوة التي تدفعنا لنستمر حتى بالرغم من الظروف الصعبة، وهو القوة الدافعة التي تقودنا لإنجاز أعمال عظيمة.
الالتزام هو الدافع الذي يجعل كل الأمهات يصررن على تعليم أطفالهن المشي، وهو تعهد قوي لتغيير الأشياء العادية لتصبح أشياء ممتازة، وهو الشيء الذي يجعلك تسير مسافات طويلة حتى تحت الأمطار، وهو الذي يُخرِج من داخلك جميع القدرات الكامنة ويجعلها تحت تصرفك، وبقوة الالتزام فإنك لن تتراجع، وكلما خضت تجربة ستفتح أمامك الفرص الأكثر والأكبر للنجاح.
قال دكتور روبرت شولر في كتابه (قوة الأفكار): «ابذل قصارى جهدك وابدأ صغيرًا، ولكن فكر على مستوى كبير، عليك باجتياز العواقب، واستثمر كل ما عندك، وكن دائمًا مستعدًا للتصرف وتوقع العقبات، ولكن لا تسمح لها بمنعك من التقدم».
عندما كنت أمارس لعبة التنس لم أكن أكسب كل شوط في المباريات، ولكني كنت أكسب المباراة، أعظم لاعبي كرة السلة يسجلون 50% فقط من رمياتهم، وأحسن الفرق في كرة القدم تظل تجري وتواظب على التمرين على أمل أن يحققوا هدفًا أو هدفين في المباراة نفسها.
هناك مثل قديم يقول: «الناجحون لا يتراجعون، والمتراجعون لا ينجحون»، فإنك لم تفشل إلا إذا توقفت عن المحاولة، فمفتاح النجاح ببساطة هو (لا تيأس)، والآن إليك هذا السؤال: كم من المرات كان لديك أحلام وتخليت عنها بسبب الظروف؟ ألم يحن الوقت لتطلق سراح القوى الكامنة المحبوسة داخلك؟ ألم يحن الوقت لكي تعيش أحلامك واقعًا ملموسًا من صنع التزامك وإصرارك عليها؟
موقع: مهارات النجاح للتنمية البشرية