ثمانية أشياء عليك تذكرها حين تسوء الأمور
وجدت مقالة تبدأ بسرد قصة حدثت لجدة جلست في رواق مستشفى تنتظر إجراء عملية استئصال ورم سرطاني من صدرها، وعلى الرغم من أن رد الفعل الطبيعي في موقف مثل هذا سيكون الحزن والقنوط والحسرة، إلا أن الجدة، التي كانت تبلغ من العمر 69 عامًا، جلست تعدد نعم الله عليها؛ مثل أنها أول وعكة صحية كبيرة تمر بها، وأنها عاشت حياة طويلة مديدة، وأنها حين تقارن حالتها بحالة كل من دخل غرفة العمليات لاستئصال ورم سرطاني في هذا اليوم تكون هي الأفضل حالًا...، هذه النظرة هي ما سنتكلم عنه اليوم، فالسعادة ليست ما تشعر به حين تختفي المشاكل من حياتك؛ بل السعادة هي القدرة على التعامل مع المشاكل، وتصغير قدرها، والنظر إلى ما بقي لك لا ما خسرته، أن تنظر إلى ما تركته لك الحياة لا ما أخذته منك، القائمة التالية معين لك لكي تحفز نفسك حين تفتر همتك وتخبو شمعتك الداخلية أمام مصاعب الحياة التي لا تنتهي:
1 – الألم جزء من عملية النمو:
هل تذكر أول لحظة لك في حياتك؟ حين خرجت من رحم أمك ودخل الهواء إلى رئتك وصرخت من ألم هذا التغيير؟ هذا الصراخ والبكاء علامة على أنك صحيح البدن، واعد المستقبل، وعلامة أخرى على أن الألم والحياة متلازمان، وأن سعادتك تعتمد على مدى قبولك لهذه الحقيقة الفلسفية، حين تغلق الحياة بابًا في وجهك فعليك أن تدرك أنها فتحت لك بابًا آخر، لكن عليك أنت أن تبحث عنه بنفسك حتى تجده.
يجب عليك تذكير نفسك دائمًا بأنه لا ألم بدون سبب، لا تركز ناظريك على سبب الألم، واشغل نفسك بالبحث عن الدرس الذي تعلمته منه والحكمة من ورائه، يجب أن تقول لنفسك أن معاناتك الحالية لا تعني أنك تفشل، فكل نجاح كبير سبقته معاناة وألم، الأشياء الجيدة في هذه الحياة لا تأتي بسرعة، وتتطلب مدة من الزمن؛ ولذا اصبر وحافظ على إيجابيتك، واعلم أن الألم نوعان: نوع يؤلمك ونوع يغيرك.
2 – كل شيء في هذه الحياة مؤقت:
أقوى العواصف جاء عليها وقت انتهت فيه، وأثقل السحب ألقت مطرها وانقشعت وعاد الجو صحوًا، أظلم الليالي مرت وأشرق ضوء الصباح، رغم ذلك نميل لأن ننسى هذه الحقيقة الراسخة، فنبدأ نعتقد أن ما يمر بنا ليس له انقشاع أو نهاية، وهذا غير صحيح، كل شيء له بداية وله نهاية، حتى نحن البشر، إذا كانت أمورك حاليًا طيبة اسعد بها وقر بها عينًا، واعلم أنها لن تستمر للأبد، والعكس صحيح، ليس معنى أن الحياة صعبة أنك لا تستطيع الضحك، ليس معنى أن مشاكلك عويصة أنك ممنوع من الابتسام، مهما كان ما يمر بك اعلم أنك ما دمت حيًا فستتاح لك فرص ثانية وثالثة ورابعة وتالية.
3 – القلق والشكوى لا تغير شيئًا:
من يكثرون الشكوى يندر ما ينجزوه، من الأفضل لك أن تحاول فعل شيء عظيم فتفشل بدلًا من ألا تفعل أي شيء وتنجح، القصة لا تنتهي حين تخسر؛ بل حين لا تفعل شيئًا سوى الشكوى، ما دمت مؤمنًا بشيء ما استمر في محاولة تحقيقه، حين تقضي يومك تشكو من أمسك فهذا لن يجعل غدك أفضل، خذ خطوات إيجابية تجعل غدك أفضل، اجعل ما تعلمته يعينك على تغيير حياتك للأفضل، أدخل تغييرًا على حياتك ولا تتحسر على ما فاتك، اعلم أن السعادة تحل عليك حين تتوقف عن الشكوى من مشاكلك وتبدأ تقدير خلو حياتك من مشاكل أخرى.
4 – ندوبك علامات على مدى قوتك:
إياك والخجل من الندوب التي تركتها صراعاتك مع الحياة، هذه الندوب تعني أن الألم قد مر، وأن الجرح قد اندمل وشفي، تعني أنك قهرت آلامك وتعلمت درسك وصرت أقوى من ذي قبل، وأنك تمضي للأمام، الندوب هي ميدالية أعطتك إياها الحياة تقديرًا على نجاحك، يجب عليك الزهو بها لا الخجل منها، الكثيرون من الناجحين بدأ نجاحهم حين تغلبوا على مشاكلهم الشديدة.
5 – كل صراع صغير هو خطوة للأمام:
الصبر في الحياة ليس الانتظار؛ بل العمل بكد على تحقيق أحلامك، مدركًا أن النهاية تستحق التعب والجهد، حين تمضي في الحياة مطاردًا أحلامك وأهدافك سيكون عليك أن تضحي براحتك وتخرج من منطقة الأمان التي تعيش فيها، هذا قد يعني ألا تأكل ما يكفي، وألا تنام بما يكفي، لأسابيع أو شهور، وأن تقبل نظرات التقليل من شأن ما تفعله من أقرانك، أن تسير وحيدًا، وأن تقبل خوض اختبارات للكشف عن مدى إصرارك وأصالة معدنك، حين تقبل كل هذا ستتمكن من تقبل الفشل والخسارة والرفض، وستراهم على أنهم خطوة صغيرة للأمام، وستصل لقناعة مفادها أن الصراع ليس شيئًا تجده على الطريق؛ بل هو الطريق ذاته، وأن النهاية تبرر تحمل هذا الصراع وتحمل آلامه وصعابه، لا تجد شعورًا يماثل سعادتك حين تقهر الصعاب وتحقق هدفك الذي وضعته وخرجت لتحقيقه منذ زمن.
6 – سلبية الآخرين ليست مشكلتك:
رغم أن السلبية تحيط بك من كل حدب وصوب، حافظ على إيجابيتك، ابتسم في وجوه من يقللون من هدفك ومنك، حين يعاملك الآخرون بسوء استمر كما أنت ولا تتغير، ولا تكن مثلهم، لا تدع مرارة الآخرين تنتقل إليك، لا تتغير لتبهر الآخرين الذين لا يرون حقيقة معدنك والهدف الذي تسعى خلفه، لا تشغل بالك بكلام الناس فهم سيتكلمون عنك أو عن غيرك، مهما فعلت أو لم تفعل، اشغل نفسك بنفسك ولا تقلق بشأن الآخرين أو بنظرتهم إليك، حياتك تأتي مرة واحدة فقط فلا تشغل نفسك بغيرك، وركز على سعادتك وراحتك وما يجعلك تبتسم.
7 – المقدر والمكتوب سيكون:
القوة الحقيقية هي أن يكون لديك السبب القوي لكي تبكي وتشكو، لكنك رغم كل ذلك تختار الابتسام وتقدير ما وهبته الحياة لك من نعم، هناك نعمة مخفية في كل معاناة لكن عليك أن تفتح قلبك وعقلك لكي تكتشفها، لا يمكنك أن تجبر الأشياء على الحدوث لكن يمكنك العمل بكد وجهد حتى تتحقق، أن تحب حياتك يعني أن تثق في حدسك الداخلي وتغامر، وأن تفقد سعادتك وتعيد العثور عليها، وأن تنظر بعين التقدير لما لديك من ذكريات، وأن تتعلم من تجاربك كلها.
رحلتك في هذه الحياة طويلة، عليك أن تتوقف فيها عن القلق والشك في خطواتك، اضحك من مشاكلك ومن عدم وضوح الطريق أمامك، وتمتع بما لدى الحياة لتعطيه لك, واعلم أنك قد لا تصل لما أردت، لكن ستصل إلى المكان الذي يجب عليك أن تكون فيه.
8 – أفضل شيء تفعله هو أن تستمر في المحاولة:
لا تخف من التوقف لتعيد المحاولة من جديد بشكل أفضل، لا تخش أن تحب من جديد، وأن تجرب حياة جديدة في مكان جديد، وأن تحلم من جديد، لا تدع تجربةً مريرةً أو درسًا قاسيًا يجعلك تنغلق على نفسك فلا تحاول مرة أخرى من جديد، أفضل دروس الحياة تحصل عليها من أصعب المواقف وأسوأ الأخطاء، ستمر عليك أوقات تجد فيها أن كل شيء يمكن له أن يسوء قد ساء فعلًا، وأن كل مصيبة يمكن أن تقع قد وقعت، وستشعر أن عليك الاستسلام واليأس وإعلان الهزيمة، رغم كل ذلك اعلم أنه يجب على كل شيء أن يسوء قبل أن تنكشف الغمة وتذهب العسرة ويأتي اليسر والنجاح والنهاية السعيدة، نعم، الحياة قاسية، صعبة، لكن كل هذا لا يمنعك من الابتسام والضحك والنظر إلى النعم والعطايا والهبات في حياتك.
الميكروفون معك:
الآن، ما الشيء الذي يمنحك القوة على الخوض خلال الصعاب وتحمل المصاعب وحل المشاكل وانتظار بزوغ الفجر الجديد؟
المصدر: مدونة شبايك