النجومية في العلاقات الإنسانية
النجومية اسم لامع في سماء العلاقات الإنسانية، وفي هذه الحلقة سنحلّق وإياكم في فضاء التميز لنصنع من أنفسنا نجوماً برّاقة، فلنستعد للإقلاع لنطوف في رحلة ماتعة بين نجوم السماء، ونتوقف عند كل نجم نتأمل ما سرّ بريقه وتألقه.. لنستفيد ونتعلم منه.. فلنربط الأحزمة ولنستعد للإقلاع:
1. يقول (د. ليون) الذي أجرى دراسته على 4725 شخصاً في ولاية (كاليفورنيا) والتي استغرقت تسع سنوات: (إن نسبة الوفيات ترتفع عند الأشخاص الذين لا يسعون إلى تكوين صداقات، أو الذين لديهم عدد محدود من الأصدقاء، بل إنهم يكونون أكثر من غيرهم عرضة لأمراض القلب والسرطان، والتوتر النفسي والشعور بالاكتئاب)، ولذلك احرص على متابعة القراءة حتى تجيد بناء العلاقات الواسعة، ولكي لا تصاب بشيء من هذه الأمراض.
2. قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: (ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك: أن تبدأه بالسلام، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه).
3. احذر من تشبيك أصابعك أمام الآخرين.. فهذا يوحي بشخصية متوترة غير مطمئنة في حينها.
4. (كيف حالك أخي.. اتصلتُ لا لشيء فقط لأطمئن على صحتك، وآنس بسماع صوت من أحببته في الله..) ماذا لو اتصل عليك أحدهم وهامسك بمثل هذه الكلمات.. بالطبع أنك ستذوب حياء من عبيق كلماته الزاكية، وسيرتفع مقداره في قلبك، فكن أنت هذا الرجل.
5. حاول عند تحدثك مع الطرف الآخر أن تظهر الاهتمام المشترك معه، أو حاول أن تحوّل محور الحديث عن موضوع يثير اهتمامه، فإنه عند ذلك يأنس وينشرح صدره للكلام معك.
6. الغضب هو قوة في الشخصية، وإثبات للذات، هذا ما قد يظنه البعض ولذلك يقول علماء النفس: (إن الإنسان الذي يغضب لأتفه الأسباب هو إنسان ركيك الشخصية) فاحذر.
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولاتــــــــك كالدخان يعلو بنفسه على طبقات الجو وهو وضيـع
8. يذكر الدكتور علي الحمادي هذه الطريقة الرائعة في كسب الآخرين تحت عنوان (لا تفعل شيئاً) فيقول: (لا تفعل شيئاً.. لا تتعجب كثيراً من هذه الطريقة فإنها طريقة ناجحة ومجربة وقد تم دراستها فوجدوا لها الأثر العظيم في توطيد العلاقات مع الآخرين، نعم لا تفعل شيئاً كل ما عليك أن تنصت للآخرين، وتستمع إليهم، وتترك لهم الفرصة في الحديث والكلام، واستفراغ ما في صدورهم، والتنفيس عما في نفوسهم، تقول مجلة (ريدرز دايجست): (إن أكثر الناس يستدعون الطبيب لا ليفحصهم، بل ليستمع لهم)).
9. هل رأيت الطير عندما يقع في المصيدة؟! إنه يصبح أسيراً لمالك المصيدة، كذلك القلوب فمصيدتها الابتسامة، وعندما تقع في المصيدة تصبح أسيرةً للصائد، وكأني بالابتسامة تقول لك عن صاحبها: إني أحبك في الله، إنك تمنحي السعادة، وإني سعيد برؤيتك.
10. باشر حديثك بطرفة ودية، واعرض أفكارك بطريقة تمثيلية، فهذا أدعى لأن يجعلك أكثر جاذبية.
11. استخدم طريقة إلقاء الأسئلة المفتوحة لبداية ناجحة في حديثك مع الآخرين، وحتى تتيح لهم فرصة أكبر من الكلام.
12. وانثر بين يديك العشريات المدهشة في كسب الآخرين: سلّم على من تلقاه بحرارة، ابتسم ابتسامة صادقة، أخبره بشوقك إليه، عدد الصفات الخيّرة فيه، امنحه الثقة بنفسه، شجعه على الأعمال التي أنجزها، أظهر إعجابك بشخصيته، دعه يتحدّث عن نفسه، استمع إليه بكل اهتمام، لا تقاطعه وهو يتحدّث.
13. واختم بقول الإمام الحكيم الشافعي - رحمه الله -:
يخاطبني السفيهُ بكلِّ قبحٍ, فأكرهُ أن أكونَ لــهُ مجيباً
يـــــزيدُ سفاهةً وأزيدُ حلماً كعودٍ, زادهُ الإحــراقُ طيباً
إذا نطقَ السفيهُ فـلا تجبهُ فخيرٌ من إجابتِهِ السكوتُ
فإن كلّمـــــــتَه فرّجتَ عنه وإن خلّيـــــتَه كمداً يموتُ
وأبدأ بقول الإمام محمد بن ادريس الشافعي - رحمه الله -:
إذا المـــــــــــــرء لا يلقاك إلا تكلفاً فـــــــدعه ولا تكــــثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفـي الترك راحة وفي القلب صبـــر للحبيب ولو جفا
إذا لم يكن صفــــــــو الوداد طبيعة فلا خيـــــــــر فـي خل يجئ تكلفا
سلام على الدنيا إذا لـــم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
1.أثبتت الدراسات أنه عند لقاءك بشخص لأول مرة فإنك تستطيع أن تخطف بصره بلونك الفاقع، وبريقك الساحر، وذلك بإتباع هذه الوصفة السحرية التي ستؤدي مفعولها قي أقل من دقيقة - بإذن الله تعالى - وهي كالتالي:
البدء بالسلام وقولها بنغمة مُرحبة ممزوجة بابتسامة عريضة نابعة من القلب، والحرص على المصافحة الحارة التي هي بمثابة اشتراك السيارات، ولكنه اشتراك إنساني في المحبة التقدير، ثم السؤال عن حاله وصحته، مكرراً لاسمه أو كنيته في اللحظات الأولى من لقائه، والنظر المباشر في عينيه، فتلاقي العيون هو التفاعل الحقيقي بلغتها العجيبة، وهكذا أثبتت الدراسات أن لدينا دقيقة واحدة فقط أو أقل منها لكي نعطي انطباعاً جيداً عن أنفسنا عندما نقابل شخصاً ما لأول مرة.
2. فن حفظ الأسماء: وهذه بعض الوسائل الناجحة في حفظ أسماء الآخرين:
- السماع للاسم بانتباه يجعله أكثر رسوخاً في الذاكرة.
- استخدمه في الواقع ولا تجعله في الذاكرة فقط، وكرر ذكر اسمه في محادثته والكلام معه.
- اربط الاسم بتجاعيد الوجه، أو أي شيء مميز في وجهه أو جسمه حتى لا تنساه.
- احرص على الهندام الجيد، والرائحة الطيبة.
- كن لطيفاً في تعاملك، ومهذباً في سلوكياتك.
- شاور الآخرين تستحوذ على قلوبهم.
- زر غباً تزدد حباً.
- احرص على الهدايا المبتكرة والنادرة وإن كان سعرها زهيداً.
- لا تقاطع الآخرين أثناء حديثهم.
- ادعُ الناس بأحب الأسماء إليهم.
- حاول أن تنسى.
- لا تكن كالذبابة.
- تذكر أن رضا الناس غاية لا تدرك.
- احرص على مراعاة الأذواق.
- احذر من ارتداء النظارة السوداء.
- ترفَّع عما في أيدي الناس تكن محبوباً لديهم.
- لا تنفخ البالونة حتى تنفجر.
- اكسب الجدل بأن تتجنبه.
- لا تكن لوّاماً.
3. كن بنكاً للطرائف: فبها تُكسر الحواجز، وتكسب الحسنات بإدخال السرور على القلوب، ولكن نريد التوسط في المزاح والمرح لقول عمر بن الخطاب: (من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن كثر مزحه استخف به).
4. تعرّف على من أمامك: فالطفل له طريقته، والشاب له أسلوبه الخاص به،وكذلك كبير السن له نمط آخر، وذلك من خلال المواضيع التي تناقشها معه، والكلمات التي تقدمها بين يديه.
وإليك هذه النصائح المتفرقة في كسب الآخرين:
وبعد.. عرفتَ فاعمل، فهذه اللطائف السريعة، والومضات الخاطفة، تساعدك على كسب الآخرين لكي يأخذوا انطباعاً رائعاً عنك وعن الشاب الملتزم بدينه، وبعد ذلك يسهل عليك تقريبهم للخير وفعله، والعمل لخدمة دين الله – تعالى -، وأرجو أن أراك محلقاً في آفاق التميز والإبداع، ولك مني أخي القارئ أصدق الدعوات بالتوفيق في الدنيا والآخرة.
ــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع مداد