الطالبُ المبدع
الإبداعُ قيمةٌ ثمينةٌ في حياة كل إنسان، ويكون الإبداع في العمل والدراسة والمأكل والملبس، وشتَّى مناحي الحياة.
يكتسي الإبداع تميُّزًا إذا تعلَّق بالدراسة وطَلَب العلم، فتجد الطالب المبدع يتحرَّى الدقة في انتقاء معلوماته، ويُمحِّص فيها، ويتحرَّى الأمانة في نَقْلِها.
يقرأ الطالب المبدع، ولا يملُّ من القراءة، ويمنح لكل مُؤَلَّفٍ القيمةَ التي يستحقُّها، وينجزُ ملخَّصات يُدوِّن عليها ملاحظات، يرجع إليها عند الحاجة.
يتميَّز الطالب المبدع بالانضباط في الحياة؛ فمواعيده دقيقة، وأوراقه واضحة، ولا مجال للشك، أو اللبس فيها.
يتفنَّن الطالب المبدع في بحوثه؛ لأنه يكتب ويُسخِّر جُلَّ فكره لكتاباته، ويكون موضوعُه جالبًا للانتباه، ولا يَدَع فيه مجالًا للغموض.
يمارس الطالب الإبداع في كل جملة وكلمة يُحرِّرها، يسوقها بيُسْر وسلاسة، حتى يستشفَّ منها القارئ الرسالة بسهولة تامَّة.
يُتقِنُ الطالب المبدع لغته الأُمَّ، كما أنه لا ينسى اللغات الأجنبية، فلغتُه الأُمُّ هي الحاضنة والمُعتمد الرصين، أما اللغة الأجنبية، فهي لغة الاطِّلاع والإبحار في عوالم مختلفة.
يَمْضِي الطالب المبدع في تعلُّمه، وكلما صادفته فكرةٌ أو معلومةٌ التقفها واقتطفها كثمار يانعةٍ من شجرة خضراء مُزْهِرَةٍ.
الإبداع بالنسبة لهذا الطالب هو الفكرة، والحَرْف، والرَّقْم، والكلمة، والمعنى، والرسالة، والنص، والكتاب، والأمانة، والصدق، والدقة، والوفاء، والعُمْق، والتفكير، والتمعُّن، والتأمُّل، باختصارٍ يتعلَّق الإبداع بكل مبدأ راقٍ.
الإبداع فنٌّ وحرفيَّة؛ فنٌّ لأنه يُمكِّن الطالب من التعبير براحة تامَّة، وحرفيَّة لأنه يُمثِّل الاحتراف، والتفاني والجدية، والثبات والعزيمة، هذا هو الإبداع، والمُبدعون ثُلَّةٌ من الناس وُهِبُوا موهبةً مُتميِّزة.
-------------
المصدر: موقع الألوكة.